21 مارس 2010

رسالة الشيخ في اللقاء الجهوي

نجتمع اليوم في هذا اللقاء الجهوي الذي حرص المكتب الوطني أن يحققه مع مختلف القيادات الولائية التي يحتمع فيها رجالات الحركة و كوادرها المتعارفة المتعاونة عبر مجموعة ولايات متقاربة لمناقشة أوضاع الحركة مع وفد من المكتب الوطني ، يتبادلون معه الأفكار و الآراء اخذا وعطاء بمناسبة صدور البرنامج السنوي الذي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس الشورى الوطني الذي نعرف جيدا ونعتقد جازمين أنه لا يمكن أن يحقق هذا البرنامج أهدافه الا بعد أن يتشبع به الإخوان فهما ويقتنعون بأهدافه و مراميه ومشاريعه يحولونها بالارادة القوية والعزيمة الماضية من عالم الأوراق و الكلمات والمداد إلى عالم التطبيق والتنفيذ والتجسيد على ارض الواقع. وقد يوفقنا الله لتحقيق أهداف هذا البرنامج بنسبة كبيرة، وقد ننجز منه في جهة أكثر من جهة و ذلك حسب جهود الإخوان في كل مكان وإمكانياتهم المتاحة و ظروفهم المواتية.

أيها الإخوان احييكم بتحية الاسلام تحية طيبة مباركة تحية سلام وامان فالسلام عليكم و رحمة الله وبركاته وبعد
أيها الاخوان
نجتمع اليوم في هذا اللقاء الجهوي الذي حرص المكتب الوطني أن يحققه مع مختلف القيادات الولائية التي يحتمع فيها رجالات الحركة و كوادرها المتعارفة المتعاونة عبر مجموعة ولايات متقاربة لمناقشة أوضاع الحركة مع وفد من المكتب الوطني ، يتبادلون معه الأفكار و الآراء اخذا وعطاء بمناسبة صدور البرنامج السنوي الذي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس الشورى الوطني الذي نعرف جيدا ونعتقد جازمين أنه لا يمكن أن يحقق هذا البرنامج أهدافه الا بعد أن يتشبع به الإخوان فهما ويقتنعون بأهدافه و مراميه ومشاريعه يحولونها بالارادة القوية والعزيمة الماضية من عالم الأوراق و الكلمات والمداد إلى عالم التطبيق والتنفيذ والتجسيد على ارض الواقع.
وقد يوفقنا الله لتحقيق أهداف هذا البرنامج بنسبة كبيرة، وقد ننجز منه في جهة أكثر من جهة و ذلك حسب جهود الإخوان في كل مكان وإمكانياتهم المتاحة و ظروفهم المواتية.

كل ذلك مرهون بمنسوب مستوى الفهم ودرجة الإقناع و الشعور بالمسؤولية في حمل الامانة و وجوب ادائها واتخاذ المبادرة وحسن المتابعة، واستكمال النقائص بتظافر الجهود وأنتم أهل لكل ذلك إن شاء الله.

أيها الإخوان ..
إننا من خلال هذا البرنامج نسعى لتحقيق واستكمال وبناء المطلوب و توفير الشروط لتحقيق الصف الرباني الذي هو الانشغال الأول للجميع ودين علينا اداؤه، ولا يمكن أن نحقق هذا الهدف لنعيد به الراية الواضحة التي نصبو اليها إلا من خلال تحقيق مجموعة من الآليات:
1. فهم الحركة والفكرة التي انشئت من اجل تحقيق اهدافها في المجتمع وابلاغها للناس واضحة جلية.

2. فهم المرحلة ومكوناتها التي اشارت اليها الرؤية الجديدة وظروفها الداخلية والمحلية والدولية.

3. فهم الأزمة التي مرت بها الحركة وتداعياتها لدى الأفراد.

4. فهم مآلات القرارات المختلفة في هذا الموضع موضع الازمة التي ادت الى ولادة حركة الدعوة والتغيير كواحة في صحراء الدعوة لتجميع رفقاء الشيخ محفوظ رحمه الله واخوانه وتلامذته الثابتين الذين اخذوا على عاتقهم مواصلة مسيرته التغيرية.

5. تكوين الصف المرصوص القادر على تحمل أعباء التنفيذ لا تكدر صفوه الاختلافات المسممة ولا تداخله الاطماع المستورة الحائلة دون التوفيق.
6. القيام بشؤون الدعوة ومتطلباتها عبر برامج واضحة مثل البرنامج السنوي الذي نحن بصدده.

7. تبليغ الدعوة ونشر الفكرة قولا وقدوة والقدوة قبل الدعوة، و الاشتغال بقضايا الوطن والأمة والسعي لفهم حيثياتها وتداعياتها والتعامل معها بالنصح والرأي السديد و وصف العلاج الشافي المعبر عن حقيقة التخندق والصبر الجميل لبناء الثقة.

8. توسيع دائرة الاتصال بشرائح المجتمع المختلفة احتكاكا يحدث وميضا هاديا هادفا لتحقيق البلاغ المبين والتعريف الكامل بالحركة ومشروعها الفكري ليتسنى لنا بهذا الاتصال اللقاء والانتقاء لكسب الرأي العام نسيج به الحركة ونوسع به دائرة المحبين و الانصار الذين يقبلون على الحركة بصدورهم ينصرونها بما حوت من قلوب وعواطف ويحمونها بظهورهم فلا تنصب الخيمة الا بعمود ولا تحميها من العواصف الا الاوتاد ولا اوتاد لنا الا الناس الذين ندعوهم الى حركتنا او يقبلون هم علينا.

9. النهوض بالشؤون التربوية وعلى رأسها الأسرة حضورا يدفعه الوجدان والتزاما تقوده الاركان وارتقاء نحو الرضوان تتوسع به دائرة الالتزام الذي يمد القاعدة الصلبة التي تتحمل ضريبة الدعوة ويرفع على كاهلها البناء.

10. توسيع دائرة الشورى والتواصل الداخلي البناء، والتناصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر وإيثار الآخرة على الدنيا وجعل الثانية مطية للاولى، والحرص على الواجبات الجماعية والفردية، لأن بناء المؤسسات ينطلق من التكفل بالواجبات ولان الواجبات في ظروف البناء اسبق من المستحقات وغرس الشجر سابق لجني الثمر، فتاريخ الحركة في نشأتها قامت على المغارم ولم يعرف اوائلها المغانم واقوى دليل على ذلك قافلة الشهداء قبل الفتح وانفتاح الدنيا وكسب الاعتماد.


أيها الإخوان ..
إننا نسعى لبناء جديد يستحضر التجربة الطويلة ويستنير بها.
هذه التجربة التي خاض كل واحد منا جزءا منها لا يقاس بالأيام و الاسابيع وإنما بالسنوات الطوال وأبلى كل واحد منكم بلاءا حسنا هو تضحية بالوقت وتضحية بالجهد وتضحية بالمال في تجارة مربحة مع الله صادقة لا تشوبها شائبة، وهو ما يجعلكم اليوم ايها الاخوان الأحرص على حماية التجربة المشتركة واستكمال المسار الذي قادنا فيه الشيخ محفوظ نحناح في ظروف أصعب من كل الظروف التي نمر بها لنصل اليوم بحمد الله تعالى إلى واقع جديد أثبتم فيه قدرتكم وكفاءتكم وحسن مبادرتكم وسرعة إنجازكم بما ينسجم مع حب الدعوة والحرص عليها لتصلوا اليوم إلى بناء صلب وكبير شمل إخوانكم الصادقين في مختلف ربوع الوطن، وأعطى انطباعا و درسا واضحا و اعتقادا راسخا في أن التغيير هو الطريق الأفضل لحماية مشروع الدعوة ورسالة الإخوان التي تركها الشيخ محفوظ أمانة في أعناق أتباعه فمنهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا، ونحسبكم أنتم الذين يصدق فيكم هذا القول الجليل.


وإنه أيها الإخوان لا يمكن أن ننتقل في حالات العمل والدعوة والتغيير من حال مرفوض إلى حال منشود ومن وضع ساء حاله إلى وضع احسن وافضل بمجرد قرار تنظيمي او فلسفة على الورق وإنما الذي يحدث هذا الانتقال المنتظر هي المجاهدة بالنفس والصبر على الطريق الطويل اكيد الخطو واضح المعالم بخوض امتحان التربية والتكوين بعزيمة جادة وحرارة لا تفتر عميقة الجذور والاصول مع مرافقة عملية التطهر من كل العلائق و الشوائب التي يمكن أن تكون لصقت بالأفراد في نفوسهم أو طريقة تفكيرهم و عملهم واتخاذ قراراتهم من الوضع الذي كنا عليه ونريد تغييره استجابة لقوله تعالى "وثيابك فطهر" ابتداء من الذات وتحقيقا لمقولة اصلح نفسك ثم اصلح غيرك فالفرق شاسع ايها الاخوان بين مجالسة بائع المسك ومجالسة نافخ الكير فالاول محل اقبال والثاني محل نفور .

فواجبنا كما قال الامام الشهيد " و في يدنا شعلة النور وقارورة الدواء ان نتقدم لنصلح انفسنا وندعو غيرنا فان نجحنا فذاك والا فحسبنا ان نكون قد بلغنا الرسالة وادينا الامانة واردنا الخير للناس.
فحسب الذين يحملون الرسالات ويقومون بالدعوات ان يكونوا بها مؤمنين ولها مخلصين وفي سبيلها مجاهدين". وانتم ايها الاخوان اهل لذلك نحن نريد التمكين الحقيقي التمكين الدائم و التمكين الدائم هو الفوز برضوان الله اما التمكين على ارض الواقع هو ثمرة غرسنا ظفرنا به او ظفر به غيرنا ولا يتسنى لنا الا بتغيير ما بالانفس واحياء القلوب "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير ما بالانفس او الاحياء الروحي وهو مقدمة للتجديد الاسلامي كما يقول سعيد حوى رحمه الله "فمالم تحيى القلوب وتزكى الانفس ويتأدب مع الله ومع خلقه فلا تجديد على الارض الاسلامية.
ندعوا الله ان يحقق لنا ذلك ويمنحنا الحكمة في التفكير والقول والعمل.

شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليست هناك تعليقات: