13 أغسطس 2009

خلال مهرجانٍ أقامته وزارة الداخلية الفلسطينية

مهرجان القوة والإنتصار






هنية: لا ولن نعترف بـ"إسرائيل" وسنمضي في طريق المقاومة حتى تعود الأرض والقدس حرة

أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية مضيَّ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في طريق المقاومة حتى عودة كافة الأراضي الفلسطينية وعودة القدس الشريف، مشددًا على أنه لا اعتراف بالكيان الصهيوني مطلقًا.

وقال هنية خلال مهرجان "القوة والانتصار في معركة الفرقان" الذي أقامته وزارة الداخلية لتكريم شهدائها وجرحاها في معركة "الفرقان" الخميس (13-8): "إننا اليوم وفي هذه اللحظة نقف وفاءً للشهداء الأبرار والقادة والوزراء الذين حملوا الأمانة ورفعوا اللواء وتقدَّموا الصفوف وقادوا المسيرة ثم ارتقوا شهداء إلى الله: الشهيد الوزير سعيد صيام، واللواء توفيق جبر، وإسماعيل الجعبري، وأفراد الأجهزة الأمنية الذين حملوا الأمانة لترتيب الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، وطالتهم يد الغدر الصهيوني في لحظة واحدة".

وأضاف رئيس الوزراء: "نعاهد الله أولاً ثم شهداءنا وعائلاتهم وأسرهم أن نمضيَ على الطريق، وأن نقود المسيرة حتى تعود الأرض والقدس حرة".

وتوجَّه رئيس الوزراء بحديثه إلى عائلات الشهداء قائلاً: "إن دماء أبنائكم لن تذهب هدرًا، بل ستنير لنا طريق الحرية والعودة والانتصار، وسنحميها ونحافظ عليها وسنمضي على ذات الطريق التي من أجلها قضى الشهداء".

وأضاف: "لا ولن نعترف بـ"إسرائيل".. أيها الشهداء الأبرار.. سنحافظ على دمائكم المباركة"، مؤكدًا أن حماية دماء الشهداء ستكون بعدم سقوط الراية وبعدم اختراق الحصون أو انتزاع المواقف.
وختم حديثه موجِّهًا تحيته إلى عائلات الشهداء قائلاً لها: "نحن أهلكم ، بكم سنمضي حتى نحرِّر القدس ونصل إلى أرضنا المحرَّرة".
****************

وزير الداخلية: أجهزتنا الأمنية قادرة على حفظ الأمن والأمان وحماية المقاومة

نظمت وزارة الداخلية والأمن الوطني تحت رعاية دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية مساء اليوم الخميس (13-8) مهرجان "القوة والانتصار في معركة الفرقان" لتكريم شهداء وزارة الداخلية والأمن الوطني وجرحاها في معركة "الفرقان"؛ وذلك على أرض مدينة عرفات للشرطة.

وشارك في حفل التكريم كلٌّ من رئيس الوزراء إسماعيل هنية، ووزير الداخلية فتحي حماد، والدكتور محمود الزهار، ومدير عام الشرطة الفلسطينية أبو عبيدة الجراح، وقائد الأمن الوطني حسين أبو عاذرة، وعدد من الوزراء والنواب والشخصيات الاعتبارية.

وبدأ الحفل بآياتٍ من الذكر الكريم الحكيم تلاها على الحضور القارئ الشيخ عاهد زينو، كما تخلل الحفل عددٌ من العروض العسكرية والأناشيد الوطنية لفرقتي "حماة الوطن" و"الرباط للفن الإسلامي"

من جانبه رحَّب وزير الداخلية الأستاذ فتحي حماد بالحضور الكريم وعائلات الشهداء وبالجرحى وعائلاتهم وبدولة رئيس الوزراء والدكتور محمود الزهار وقادة الفصائل الوطنية والوزراء.

وترحَّم الوزير على شهداء وزارة الداخلية، وعلى رأسهم وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام، واللواء توفيق جبر قائد الشرطة الفلسطينية، وقائد جهاز الأمن والحماية إسماعيل الجعبري، ونائبه المقدم محمد الأشقر.

واستعرض الوزير واقع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة قائلاً: "بحمد الله تمَّ تشكيل أجهزة وطنية إسلامية تحمي الجهاد والمقاومة ويُستشهد أبناؤها حماية للوطن، بينما أجهزة عباس تعتقل المجاهدين وتقتلهم في السجون وتقوم بالتنسيق الأمني مع العدو الصهيوني".

وحمَّل وزير الداخلية حركة "فتح" مسؤولية ما يجري لأبناء حركة "حماس" سياسيًّا وأمنيًّا، متوعدًا بتقديم قادة الأجهزة الأمنية الذين يرتكبون المجازر بحق المقاومة إلى المحاكمة.

وأضاف الوزير: "إننا في وزارة الداخلية نفخر بأجهزتنا الأمنية القادرة على حفظ الأمن والأمان في متابعة المنفلتين وتجار المخدرات".

كما أكد خلال حديثه أنه لا يوجد في سجون وزارة الداخلية أي معتقل سياسي، مؤكدًا أن السجون مفتوحة لكل مؤسَّسات حقوق الإنسان ولنواب المجلس التشريعي وللصليب الأحمر.

وحول السياسة العامة لوزارة الداخلية، قال الوزير إن الوزارة تعمل على تطبيق القانون والاستمرار في محاربة المنفلتين ومروِّجي المخدرات، مؤكدًا أن قطاع غزة منطقة خالية منها.

وتابع أن "الوزارة تقوم بمحاسبة المخالفين من أبناء الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى العمل على تطوير كوادر الوزارة من خلال التدريب والدورات للموظفين، ونسعى إلى التواصل مع المجتمع من خلال لجان الإصلاح وحل مشاكل المواطنين بأقصى سرعة ممكنة، بالإضافة إلى العمل على تسهيل حركة المواطنين عبر معبر رفح من خلال عدة إجراءات اتخذتها الوزارة".

وفيما يتعلق بإعادة إعمار مقارِّ الوزارة، قال الوزير: "لقد بدأنا بإزالة الركام وإعادة إعمار بعض المقارِّ تدريجيًّا ليتسنَّى لنا مزاولة أعمالنا وممارستها على أكمل وجه".
وختم الوزير حديثه قائلاً: "سنسير بإذن الله تعالى على ما قضى عليه شهداؤنا، وسنعمل على حماية الجهاد والمقاومة وحماية المواطن الفلسطيني بأنفسنا وأموالنا وبكل ما أوتينا من قوة".

المصدر: غزة - المركز الفلسطيني للإعلام.

من الآن.. هيا نهيئ أبناءنا لاستقبال رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾؟! (الصف: من الآية10).

كل ضيفٍ غالٍ عزيزٍ يستعد أهلُه لاستقباله بروح توَّاقة مشتاقة، فتتأهب له النفس، ويهفو له القلب، وتطير له الروح نشوةً وفرحًا ولهفةً لرؤيته ومعانقته والعيش في كنفه، فتجد مراسم الاستقبال، وتهيئة المكان، ونشر الزينة، وجمع الأحباب، وكلما زادت قيمة الضيف زادت تلك المراسم.
ولما كان رمضان شهرًا عظيمًا مباركًا كان الصالحون المؤمنون- وعلى رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم- يستعدون لاستقباله أعظم استقبال، فكانوا ينتظرونه قبل أن يأتي بـ6 أشهر ويودعونه بعد انقضائه بـ6 أشهر، فهيا بنا من الآن نستعد ونهيِّئ أنفسنا وأبناءنا وبيوتنا لاستقبال هذا الشهر الغالي العظيم المبارك:
1- هيا نبث في أبنائنا روح الأشواق وعبير الذكريات للشهر الكريم: هيا نحكي لهم قصصًا من الماضي ونشوِّقهم لخير عظيم ينتظرهم في كل مجال، فرمضان مصدر الرحمات، ومنهل الخيرات، ومنبع البركات، وعلى رأس هذا الخير فضل الله العظيم وثوابه الجزيل وعطاؤه المنان.. "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

2- هيا نذكِّر أبناءنا بالمآثر الرمضانية: المساجد المليئة بالناس، الحافلة بدروس العلم، وصلاة التراويح، واعتكاف العشر الأواخر.. العلاقات الاجتماعية الجيدة والزيارات والولائم الكريمة وجوّ الود وصلة الأرحام.. الحديث عن الانتصارات الرائعة للمسلمين في رمضان عبر التاريخ.. توفيق الله تعالى لعباده الصائمين.

3- هيا نهيِّئ أبناءَنا لحُسن التعامل مع المسجد الذي يقضون فيه أوقاتًا طويلةً بخلاف بقية العام: هيَّا نكلمهم عن آداب المسجد واحترامه وتعظيمه والبعد عن الضوضاء والشغب فيه، ونحرص قدرَ الإمكان على تذكيرهم بهذه الآداب قبل كل مرة يذهبون فيها إلى المسجد.

4- هيا نصنع جوًّا من السعادة يجعل الطفل يحب الشهر الكريم ويرتبط به: نشتري لهم الهدايا، ونعلق لهم الزينة، ونزيد لهم قدرَ المصروف، وننشر لهم روح البهجة والسرور في كل مكان، ونُشعرهم فرحتَنا وسرورَنا واستبشارَنا بالشهر الكريم.

5- هيا نبث فيهم روح الاستعداد الإيماني: هيا يا أبنائي نجدد التوبة مع الله تعالى فنقبل عليه ونفتح صفحةً جديدةً.. هيا نستعد لاستقبال رمضان بعلاقات طيبة مع بعضنا، فنصلح بين المتخاصمين من أصدقائنا، ونحصل على رضا الوالدين حتى يكرمنا الله بالفضل العظيم، وحتى لا نُحرم من فضل رمضان الذي يحرم منه المتخاصمون.

6- هيا نهيئ أبناءَنا فقهيًّا
: هيا نهتم بمدارسة آداب وفقه الصيام بطريقة مبسطة قبل بداية رمضان من أجل الاستعداد الجيد للأمر قبل الممارسة بدون علم، وبالتالي نتلاشى الوقوع في الأخطاء.. ويمكنك أختاه أن تتعاوني مع بعض الصديقات لجمع الأبناء أو البنات في حلقات لتدريس ذلك أو التنسيق مع بعض الدعاة، مع مراعاة المرحلة السنية للأبناء.

7- هيا نُعلن عن جوائز تحفيزية عن كل يوم يصومه الابن لتشجيع الأبناء في مرحلة التدريب على الصيام: "بإذن الله من يصوم يومًا هذا العام سنُكافئه بكذا".

8- الإعلان عن احتفالية الصيام لتكريم الصائمين الجدد: فندعو الأقارب والأحباب على وليمة أو حتى حفل شاي أو فاكهة.. كلٌّ على قدر استطاعته، ويتم الاحتفال بالابن أو البنت الصائمة لأول مرة وتقديم الهدايا لها، وإشعارها أنها أصبحت في مرحلة جديدة ومكانة كبيرة؛ بسبب بدء صيامها هذا العام.

9- عقد لقاء أسري يضم الزوج والزوجة والأبناء تحت عنوان "هيا نستعد لرمضان"، نجلس معهم، ونتشاور جميعًا عن إعداد برنامج للاستفادة من الشهر الكريم.. هيا نحفِّزهم وسنجد- بإذن الله- عندهم أفكارًا ظريفةً، ولنحرص معهم في هذا اللقاء على الآتي:
أولاً: هيا نحدد أهدافنا في هذا الشهر الكريم:
أولاً: مع نفسك.
ثانيًا: مع أسرتك.
ثالثًا: مع أرحامك.
رابعًا: مع جيرانك.
خامسًا: مع زملائك في المدرسة.
سادسًا: مع أمة الإسلام.
سابعا:.. وهكذا..

ثانيًا: هيا نضع خطةً زمنيةً بحيث نقوم بتوزيع الوسائل التي تخدم الأهداف التي وضعناها على أيام الشهر، وتكون مكتوبةً لنتابع أنفسنا فيها أولاً بأول.

ثالثًا: هيا نخطط للآتي:
* برنامج للقرآن الكريم؛ بحيث نستزيد من الكم الهائل من الحسنات المضاعفة، ونحرص على أن نختم القرآن عدة مرات، ونحرص على حفظ قدر من القرآن الكريم يوميًّا.
* برنامج للدعاء: هيا نحدد مطالبنا، ونكتب أدعيتَنا، ونحرص على ترديدها في هذا الموسم العظيم، ولنسأل ربنا- تبارك وتعالى- معاليَ الأمور، فهو الجواد الكريم.
* هيا نخطط برنامجًا للتزود من العلم.
* هيا نخطط برنامجًا للزيارات.
* هيا نخطط للصدقات، ولتحرص الأسرة على زيادة مصروف الأبناء في رمضان لمساعدتهم وتدريبهم على الصدقات وفعل الخيرات.
* هيا نعد برنامجًا لتنظيم الوقت خلال يوم رمضان.. وقت تجلس فيه الأسرة معًا- ساعات النوم- أوقات القراءة- أوقات الزيارة- هيا ننظم شئونَنا ونبتعد عن العشوائية ولا نترك أنفسَنا للظروف.

هيا نبدأ من الآن بتشجيع أبنائنا- بدءًا من عمر 7- 9 سنوات- على بدء التدريب على الصيام ونقول له: بنيَّ الحبيب.. أنت كبرت بفضل الله وتستطيع التحمل، وأنا واثق أنك بإذن الله قادرٌ على الصيام، ولديك القدرة على التحكم في نفسك وتحقيق البطولة بترك الطعام والشراب خلال يوم الصيام، فأنت تحب الله تعالى والله تعالى يحب الصائمين ويعطيهم أجرًا كبيرًا وعظيمًا، والجنة تتزين للصائمين، وبها بابٌ خاصٌّ للصائمين، اسمُه باب الريان، فهل تريد الدخول منه؟!
** كيف نستقبل الشهر العظيم..؟!
* نستقبله بنية فعل الخيرات ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الحج: من الآية 77).
* ننوي الصيام.
* ننوي الحفاظ على الصلاة في المسجد.
* ننوي تلاوة القرآن الكريم وحفظَ قدرٍ منه، وكذلك حفظ قدر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* ننوي صلاة التراويح.
* ننوي مساعدة الفقراء والتصدق على المساكين.
* ننوي الاعتكاف في المسجد وإحياء ليلة القدر.
* ننوي صلة الأرحام وزيارة الجيران.
* ننوي كثرة الدعاء والتضرع إلى الله بنصرة إخواننا في فلسطين، والعراق، وأفغانستان، وأن يحفظ (دارفور) وبلاد المسلمين من كيد الأعداء.
* نستقبل رمضان بالبهجة والفرحة والغبطة والسرور، فتعلق الزينة الجميلة الرائعة في كل مكان في (البيت والشارع والمدرسة.
* نستقبل الشهر الكريم بالبشر والتهنئة، فنهنئ بعضَنا بقدوم الشهر الفضيل (بالزيارة والاتصال الهاتفي)، ونحث أنفسَنا على فعل الخيرات.
* نستقبل رمضان بالتنافس في الخير وتحصيل أكبر قدر من الثواب.. يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فيُنزل الرحمة ويحط الخطايا, ويستجيب فيه الدعاء, ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه, ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقيَّ من حُرم فيه رحمة الله عز وجل".. فهيا يا أحبائي نتنافس مع إخواننا وأصدقائنا في فعل الخيرات في هذا الشهر العظيم.

سائلين الله عز وجل أن يكرمَنا برمضان كلُّه خيراتٌ، وأن ينعم علينا بالفضل والبركات، وأن ينصر أمتَنا وينجيَها من كل المحن والملمَّات.. اللهم آمين، وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم.

12 أغسطس 2009

المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم يفوز على نظيره الأورجواي

الجزائــر 1 - 0 الأورجـواي

مدرب المنتخب: الشيخ رابح سعدان



فاز المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم على نظيره الأورجواي بهدف لصفر في المباراة الودية التي جمعت بينهما اليوم الأربعاء 12 أوت 2009 بملعب 5 جويلية بالعاصمة الجزائرية، وهذا تحظيرا للمباراة الرسمية التي تنتظره يوم 6 سبتمبر 2009 بنفس الملعب ضدّ المنتخب الزامبي في إطار التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا

مسجل هدف المباراة الوحيد: رفيق جبور

وهذا ملخّص المباراة معدّ من طرف جريدة الشروق اليومية



حظ موفّق للمنتخب الوطني في مشواره التنافسي



هنيئا للمنتخب الجزائري ومزيدا من الانتصارات

*********************

بخُطىً ثابتة إلى كأس إفريقيا ومونديال جنوب إفريقيا 2010

****************

مشروع مقترح .. الدعوة الفردية



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فموضوع الدعوة الفردية موضوع جدير بالبحث والكتابة فيه، وتظهر أهميته من معرفة أسباب اختيار هذا الموضوع للكتابة فيه، والتي تتلخص فيما يلي:


أولاً: إن هذا الموضوع أوشك أن ينسى في أرض الواقع، وأصبح شيئاً نظرياً يذكر للعلم به.


ثانياً: ضعف الدعوة العامة الجماعية في هذا الوقت، مما أبرز أهمية الدعوة الفردية.


ثالثاً: أهمية الدعوة عموماً، ومن جوانبها الدعوة الفردية.


رابعاً: عن طريق الدعوة الفردية بدأت دعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولمدة ثلاث سنوات حتى كوَّن قاعدة صلبة من الرجال المخلصين.


خامساً: ما تتمتَّع به الدعوة الفردية من ميزات سيأتي ذكرها – إن شاء الله_.


وسأتكلم عنه في النقاط التالية:
1. أهمية الدعوة: يبيِّن أهمية الدعوة أن الشارع أَمَر بها وقَدَحَ مَن اتَّصف بها، وحذَّر من تركها، فقال الله _سبحانه وتعالى_ آمراً بها:"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ "(آل عمران: من الآية104).
2. جوانب الدعوة: للدعوة جوانب مختلفة، فمنها دعوة الكفار، ومنها دعوة المسلمين، ثم هذه الدعوة قد تكون بالكتابة، وقد تكون بالمحاضرة، وقد تكون بتوزيع الكتيبات والأشرطة.
3. معنى الدعوة الفردية: ما الذي نريده؟ وما الذي نقصده من الدعوة الفردية؟ الذي أقصده بالدعوة الفردية هو ممارسة الدعوة إلى الله _سبحانه وتعالى_ مع فرد أو فردين لتنتشله أو تنتشلها مما هو فيه إلى ما هو أفضل من حاله..
4. ميزات الدعوة الفردية: الحقيقة أن للدعوة الفردية ميزات كثيرة يجدر بنا أن نعرفها في هذا المقام ما دمنا نتكلم عن الدعوة الفردية ومن هذه المميزات:


1- أن الدعوة الفردية تنعم بالحرية المطلقة في كل الأحوال والظروف فلا تتعرض للتضييق.


2- أنها تحدث صلة بين المدعوة والداعية.


3- أنها تتيح للمدعو الاستفسار عما يريد.


4- الدعوة الجماعية تأثيرها وقتي.


5- يمكن عن طريق الدعوة الفردية الوصول إلى من لم تصله الدعوة الجماعية.


6- عن طريق الدعوة الفردية يمكن للداعية أن يتدرج في توصية المدعو..


7- أن الدعوة الفردية يمكن القيام بها في كل مكان وفي أي وقت..


8- الدعوة الفردية تكسب الداعية خبرة ومعرفة بأحوال الناس، وأيضاً كسر الحاضر الوهمي الذي يضعه بعض الداعين وبين الآخرين.


9- الدعوة الفردية تدفع من يعمل بها إلى العلم والعمل.


10- الدعوة الفردية تتيح للداعية أن يطبق ما تعلَّمه من مفاهيم الصبر والتحمُّل والإيثار.



5. كيفية الدعوة الفردية: لابد من التنبيه إلى أن الناس يختلفون، فمنهم الغافل اللاهي، ومنهم من هو أفضل حالاً، وإن كان عليه بعض التقصير، ومنهم من هو ملتزم ولكن التزامه أجوف، وغير ذلك من الأًصناف، ولذا فإن لكل واحد من هؤلاء طريقة قد لا تسلك مع الآخر؛ لأنهم درجات، فالأول قد يحتاج إلى شيء قد لا يحتاجه الثاني... وهكذا، ونحن هنا سنفترض أن المدعو هو أدنى الدرجات، وهو الإنسان الغافل اللاهي، وسنذكر مراحل الدعوة معه، وأما غيره فينظر ما يناسبه من المراحل ويبدأ بها،


وهذه المراحل هي:


1- عقد الصلة بينك وبينه: بحيث تصادقه وتحسن إليه، وتسأل عنه إذا غاب عنك، وتبدي له اهتمامك به، وتهديه هديه _إن تيسر لك_، وتطلب منه أن يزورك في البيت...


2- تقوي إيمانه بطريق غير مباشر: مثلاً تتحدث معه في موضوع معين فتحاول أن تربطه بالدين، تنتهز أي فرصة لتقوي إيمانه كأن تكوناً مثلاً تتحدثان عن متوفى تعرفانه، فتربط هذا بحسن الخاتمة أو سوئها...


3- تحاول أن تقوي إيمانه بطريق مباشر: كأن يهدي إليه كتيباً أو شريطاً فيه ترقيق للقلب، أو فيه سيرة رجل صالح أو فيه قصص ترقق القلب..


4- تحاول ربطه بجماعة طيبة: تعينه على الخير والاستمرار في هذا الطريق ولا بد أن تتابعه...


5- تحاول توسيع مفهوم الإسلام عنده إلى ما هو أشمل من أداء الصلاة والصوم والحج، بحيث يعرف أن الإسلام يشمل نواحي الحياة المختلفة..


6- تشجيعه على القيام بالعمل للإسلام والدعوة إليه.


وكما قلت: هذه المراحل قد تحتاجها كلها وقد لا تحتاج لبعضها، وبإمكانك أن تتجاوز مرحلة إلى غيرها أو تضيف مرحلة لم نذكرها إذا تطلَّب الأمر ذلك.



6. عقبات في طريق الدعوة الفردية: تواجه الدعوة الفردية عقبات لابد من بيانها حتى نكون على بينة، منها:


1- الخجل: حيث يخجل الداعية من محاولة عَقْد الصلة بمن لا يعرفهم، خشية ألا يقابلوه بترحيب...


2- كثرة الانشغال بأي أمر من الأمور، سواء كان أمراً دنيويَّاً كالاشتغال بأمور الدراسة والوظيفة.. أو كان أمرأً أُخروياً كأن يكون منشغلاً مع الجماعة التي هو معها، فانشغال بالبرنامج ومعهم في كل وقت لذلك لا يجد الوقت الكافي لممارسة الدعوة الفردية...


3- عدم الصبر والتحمل من قبل الداعية: وذلك لأن هذا العمل يحتاج إلى صبر وقوة تحمل حتى يؤدي ثماره.


4- أن الدعوة الفردية تحتاج إلى نفسية طيبة، وتعامل من نوع خاص قد لا يجيده كل شخص.


5- أنها في الحقيقة تحتاج إلى وقت طويل حتى تؤتي ثمارها، فليس في يوم وليلة تبني فرداً متكاملاً...



7. عيوب الدعوة الفردية: لاشك أن كل جانب من جوانب الدعوة له محاسن وسلبيات، ومن عيوب هذه الطريقة:


1- أنه ربما يكون إنتاجها قليلاً: ربما تعمل لمدة سنة كاملة مع شخص واحد فقط...


2- أنها تحتاج إلى نوع خاص من المعاملة: المحاضر في الدعوة الجماعية يلقي محاضرته وينصرف، لكن في الدعوة الفردية الأمر يختلف، حيث يحتاج إلى معاملة خاصة مع المدعو.



8. الصفات المطلوبة في الداعية الذي يمارس الدعوة الفردية:


1- الإخلاص: ليكن قيامك بهذا العمل خالصاً لله _عز وجل_.


2- الصلة بالله _تعالى_: كثرة العبادة من قبل الداعية، والاستعانة به وطلب العون منه والتوفيق والسداد.


3- العلم: لابد من العلم في الدعوة حتى لا يكون ضررها أكبر من نفعها...


4- الصبر: لابد من الصبر في الدعوة، ولابد من الصبر على الأذى والعقبات.


5- الحكمة: بأن تنزل الأشياء منازلها، فليس من الحكمة أن تريد من المدعو أن ينقلب عن حاله في يوم وليلة.


6- أن يتخلق بالأخلاق الفاضلة حتى يكون قوله أقرب إلى القبول: لابد أن يكون صادقاً لا يكذب، متواضعاً بعيداً عن الكبر...


7- أن يكون قدوة صالحة في كل شيء حتى في الأعمال الدنيوية المباحة، فالاجتهاد في الدراسة مطلوب، وينبغي أن تكون قدوة في هذا المجال...


8- الرفق: ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، لابد للداعية أن يرفق بمن يدعوه حتى يتقبل منه الحق...




9. أمور لابد من الإشارة إليها:


1- لا تقتصر على الدعوة الفردية، بل اعمل في كل مجال تستطيع أن تعمل فيه من مجالات الدعوة.


2- لا تكن الدعوة الفردية سبباً في تركك الاهتمام بنفسك من ناحية العلم والعمل.


3- لا تكن الدعوة الفردية سبباً في ابتعادك عن رفقتك الطيبة...


4- لا يكن قيامك بالدعوة الفردية حاملاً لك على المجاملة على حساب دينك..


5- إذا رأيت أنك ربما تتأثر أنت بالمدعو فيسبب لك الانتكاس والسقوط فدعه وانجُ بنفسك...


6- لابد من التنسيق بين الدعاة، بحيث لا يجتمع داعيتان على مدعو واحد.


7- انتبه يا أخي لذوي القربى، فالله _سبحانه وتعالى_ يوصي رسوله – صلى الله عليه وسلم –، ويقول: "َأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" (الشعراء:214).


8- لا بد من النظر إلى ميول المدعو ومواهبه وعمله وظروفه.


9- لا تواجه المدعو بالانتقاد المباشر؛ لأنه ربما ينفر منك لعدم وجود الإيمان الكافي.


10- لا تظهر له أنك أعلم منه، وأنك أتقى لله منه، وأخشى لله منه.. لا لا تظهر له هذا...


11- لا تتبع عثراته؛ لئلا يكون ذلك مخذلاً لك عن العمل.


12- لابد من التدرج وعدم الاستعجال، لا تضع في ذهنك أنه سينقلب في يوم وليلة، لابد من التدرج قليلاً قليلاً حتى يتحسن ويرجع إلى الله...


13- لا تتركه بلا متابعة، إذا رأيت منه شيئاً من الصلاح فزد عليه من المتابعة.


14- لابد من مراعاة الفروق الفردية بين المدعوين.


15- التأدب بأدب الزيارة إذا زرته تأدب بأدب الزيارة من حيث الزمن والوقت.


16- اقتصد في الموعظة...


17- احتفظ بشخصيتك ولا تشوهها بكثرة المزاح...


18- أن يكون المدعو ممن يعشق الرياضة...



مشروع مقترح:




يتلخص هذا المشروع في أن يحاول كل واحد منا أن يبدأ الدعوة الفردية مع شخص جديد يحدده من الآن، ويضع له مدة معينة يكون فيها قد استطاع بتوفيق الله قد ضم هذا الشخص إلى قافلة الملتزمين، ويجعل هذا الأمر بمثابة الاختبار له حتى يحدد مدى نجاحه فيه من الآن، ابدأ بهذا الأمر، حدد شخصاً واحداً، ضعه في ذهنك، سجله في ذاكرتك، أخبر به رئيس مجموعتك، ومن الآن ابدأ العمل مع هذا الشخص، وحدِّد مدة ثلاثة أشهر، أو ستة أشهر أو سنة كاملة، ثم اعمل مع هذا الشخص بكل ما تستطيع من جهد بالطرق التي سبق عرضها مع مراعاة ما ينبغي مراعاته..أخي الحبيب... لو عمل كل واحد منا هذا الشيء كم سيكون عدد الملتزمين بعد عام واحد، لاشك أنه سيتضاعف، وبعد عامين أو ثلاثة أو أربعة لاشك أن العدد سيكون مفرحاً جداً، حتى لو افترضنا أن نصفهم قد انتكس أو نصفهم لم يفد معه هذا العمل.وتذكر _بارك الله فيك_ أن هذا الشخص سيكون في ميزان حسناتك إذا أخلصت العمل لله _سبحانه وتعالى_، وربما يصوم وأنت مفطر، وربما يقوم وأنت نائم، وربما يجاهد وأنت عند أهلك، فيكون لك مثل ما عمل دون أن ينقص من أجره شيئاً...


..............................................
********************

أختاه حجابك ... عنوان عفافك

قفي أخيّة ... حجابك هو نبراسك


قالوا كلاما لايسٌر عن الحجاب

قالوا خياما علقت فوق الرقاب

قالوا ظلاما حالكا بين الثـياب

قالوا التأخر والتخلف فى النقاب

قالوا الرشاقة والتطور فى الغياب

نادوُ بتحرير الفتاة وألفوافيه الكتاب

رسموا طريقا للتبرج لايضيعه الشباب
--------------

ياأختنا هم ساقطون إلى الحضيض إلى التراب

ياأختنا هم سافلون بغييهم مثل الكلاب

ياأختنا هذا رواء الحاقدين من الذئاب

ياأختنا هذا نباح لايؤثر فى السحاب

ياأختنا صبرا تدوب ببحره كل الصعاب

اأختنا أنتى العفيفه والمصونة بالحجاب

ياأختنا فيكى العزيمة والندامة والثواب

فالنار مثوى الظالمين لهم عقاب

والله يكشف ظلمهم يوم الحساب
والجنة المأوى وياحسن المـــآب

إن سمعنا أختنا شئُ عجــــــاب

*********

قالوا كلاما لايسٌر عن الحجاب

قالوا خياما علقت فوق الرّقاب

قالوا ظلاما حالكا بين الثـياب

قالوا التأخر والتخلف فى النقاب

قالوا الرشاقة والتطور فى غياب

إن سمعنا ....... عجاب

.......................................................

شاهد على الواقع *** عندما تهب رياح التغيير


بقلم: مليكة ملايكية مناضلة سابقة في الإتحاد العام الطلابي الحر

" الجامعة لازَمْ تُغَيَّر... لازَمْ الجامعة تْخَرَّج اِطارات"

هذه الكلمات العامية في الحقيقة ليست لي، انها للرئيس الراحل هواري بومدين القاها في احدى خطاباته الشهيرة حول اصلاح الجامعة وتعريب العلوم والتكنولوجيات حينما قال: "بان اللغة العربية لايجب ان تبقى لغة الشعر والغراميات، لاننا لانملك وقتا لذلك، و قد آن الوقت لتصبح لغة مصانع الكيمياويات في سكيكدة ومركبات الحديد بالحجار".
فالتفكير في التغيير او الاصلاح ليس وليد التعددية ولا هو تراكم لمشاكل الساحة الجامعية ، بل ان التغيير وليد الحاجة والواجب معا، حاجة البناء وواجب الاستقلال الثقافي الذي لطالما تغنت به حقبة تاسيس الدولة الجزائرية المستقلة وهذا هو المشهد التاريخي الاول.

ننطلق الآن الى الواقع ونبدا في تصوير مشهد آخر يعكس ظروف التحصيل العلمي ومستوى البحث في ظل علاقته الوطيدة بالوضعية المعيشية للاسر الجزائرية والسياسات المنتهجة . لقد قادني طموحي الشباني الفتي الى تغيير الجامعة التي ادرس فيها لادخل كلية العلوم السياسية والاعلام بالعاصمة، يوم دخلتها قررت ان اكتشف مختلف جوانبها ومحتوياتها، بعد رحلتي القصيرة انتهيت الى قاعة صغيرة كانت الاوسع بين تلك التي شاهدتها اثناء تجوالي بالكلية، رايت عددا من الطاولات المشوهة برسومات مراهقين وبعضا من الكراسي المكسورة المتسخة وعشرات من الطلبة يقعدون على الطاولات ويضعون ارجلهم فوق المقاعد، في ايديهم قطع الكرواسون الساخن والعصير البارد والقهوة والشكولاطة والشاي...، وعند اغلبهم كوابل معلقة بصدورهم تصل الى آذانهم ، لم استطع ان استرق السمع لاعرف مواضيع النقاش بسبب قهقهات الضحك وصوت ضربات الخشب بالكفوف والارجل، ترددت قليلا في الدخول بسبب اختناقي من دخان السجائر الذي يغطي ارجاء القاعة، ثم لمحت مجموعة من الطلبة يحملون محفظات محترمة وبعض الملفات يخرجون من باب صغيرة في احدى الزوايا، اقتحمت القاعة فوجدت شخصا يقرا جريدة صفراء وبجانبه قصاصات موضوعة في صندوق صغير ، تاكدت من انها للعرض، حملت احداها فوجدتها تحوي قائمة وعناوين، في تلك اللحظة، تاكدت بانني لست في مقهى، انني في المكتبة. مشهد آخر، دخلت الحي الجامعي، صعدت أدراج الجناح للطابق الثالث، وجدت سبعة طالبات قلن لي باني ثامنتهن،وان الماء بالحمام بارد وبالحنفية سيلانه غير وارد و الواجب اليومي ان احمل البرميل اذا ما اردت الشرب او الاغتسال والنزول الى حيث الموارد .احسست بالجوع فتوجهت الى المطعم فاذا بالطابور ملتف حول الجدران وعدد الطالبات يفوق الالفان، سألت المحظوظات عن نوع الوجبة، فقلن باستهزاء بانها حبيبات زيتون تسبح في بركة ماء راكد، ضحكت من شدة الجوع ،انسحبت من الطابور بشرف ولوحت بمنشفتي نحو قاعة التلفاز .دخلت القاعة فهي مظلمة ساكنة، اشعلت الجهاز والتفت من ورائي لاجلس، لا توجد مقاعد،أردت مشاهدة بعض القنوات فلم اجد الا اليتيمة، لحسن حظي كانت الساعة الثامنة، انتهى جنريك النشرة ، اطل المذيع بابتسامة الوديع، بسرعة البرق انهى العناوين واطنب كثيرا في تحركات الرئيس وحيثيات التدشين، ولخص في الاخبار المتفرقة العثور على جثث شباب بالمتوسط والمحيط نجت بحمد لله من بطن الحوت بعد الموت، وخبر حجز مئات اطنان الحشيش والسموم،و في المتفرقات ايضا ذكر بان قوات الامن فرقت مشاغبين كانوا محتجين امام وزارة - الاحسان ومكافحة الادمان – وفي آخر النشرة الاخبارية تحدث المذيع في حزن عميق عن العراق وفلسطين وشاهدت سيولا من الدماء تسيل فاغمضت عيني من شدة الالم والحسرة، وعندما فتحتها وجدته في شساعة الابتسام يتحدث عن ليالي الكازيف الفنية واستضافة راقصة لبنانية اطربت الجمهور الذي تفاعل معها الى حد الثمول على حسب فهمي وتحليلي للتاثيرات التقنية وللقطات الفنية التي انتقتها عدسة كاميرا التلفزيون. انتهت النشرة وظهر الجنريك، فاطفات الجهاز وخرجت للساحة فاذا باعلان على اللوحة يقول بان اقامة الجامعة اليوم على موعد مع –فنان – اتى ليطرب ويرقص الطالبات استعدادا للامتحانات ولينسيهن -هم الدراسة –ووحشة المدرجات، عندها فقط عرفت اين اختفت مقاعد القاعة ولم تحضر حتى طالبات الصحافة لمشاهدة الاخبار ومعرفة ما يجري بالديار. في الاسبوع الموالي كان موعد الاختبارات، الوان الجدران تغيرت، والكتابات الصغيرة على الطاولات تنوعت، وبدا غشاشو الامتحانات كانهم متربصون بمعهد الفنون، يتحركون بحرية وبمعنويات جد مرتفعة بدت للإداريين جد عادية ايضا.انتهى الوقت المخصص للاجابات وبرع الطلبة في طرق الاتصالات ولا حارس عارض ولا استاذ انتقد جريمة في حق العلم قد ارتكبت. وبعد اسابيع علقت النتائج خلف نفس تلك الجدران -الباكية حرقة على الغش من اجل الانتقال- ونجح من غش وانتقل بعض من اجتهد وادمعت عيون كثيرات على الرسوب بسب الامتناع عن الخضوع لحيوانات المقايضة بالشرف والمساومة بالاعادة، وفي اليوم الموالي قرات في جريدة الاخبار بان طالبا مجتهدا مثابر من قسمي قد انتحر من فوق الجسر المجاور لان استاذه لم يقبل ادراج نقطة بحثه في كشف نقاطه، فنزفت اعيننا حزنا على الزميل، و بالرغم من سلسلة الاضرابات لم نمنع الحقرة ولم نحقن الدماء ولم تتوقف ظاهرة العنف والانتحار في الجامعة، وأخذنا وعودا بالصناديق و وضعنا نحن نقطة الانتهاء حتى تخرجت ودفعتي دون تجسيد التغيير. انها مشاهد من الحقيقة تنتظر التغيير والاصلاح، تحتاج الى يد من حديد ولسانا وليدا من جراة سياسية لا يخشى تغييب القضايا ولا يربط الاصلاح بالمصالح، لا يخشى الحديث عن مرارة الواقع وأخطاء التسيير، لا يابه بنظرة الاستئصاليين، ولا بجواب الشاذين ثقافيا اوالمعوقين سياسيا او المنتجين لفيروسات تقتل محاولات التغيير اوتوماتيكيا، وتواظب على نشر المشاكل التافهة نظاميا، حتى ينسى الطالب الجامعي من هو؟ ولماذا هو هنا؟ حتى ينسى الشباب بانه نبض الوطن ومستقبل البلاد،بانه في حد ذاته ارادة الجزائر في البناء والتشييد، انه بحق قوة التغيير وحقيقة التجسيد. وان كان هناك مشهد آخر فان السيناريو سيكون كرونولوجيا الشلل ومنحنى البطالة التصاعدي، فمليون طالب بالنسبة لي هم مليون بطال، فهل سترتفع حرارة الابتهاج؟ ام تتجمد طاقات الانتاج؟ والويل للمخرج ان جسد مشهد المليون مهاجر، ستتعاظم المحنة وتتكاثر مواجع النخبة في ظل الازمة الاقتصادية وتدهور القدرة الشرائية، وفائض في عدد المقاهي وندرة في مكتبات العلوم، حولت مجتمعنا الفتي للاسف الى تجمعات شبانية تمارس الديمينو والقمار و الادمان وحتى الانتحار، تتامل الضفة الاخرى وتخطط للهجرة عبر البحار، يرون في ابتعاد السفن شساعة طموحاتهم ويفهمون من لغة ارتطام الامواج بالصخور صوت اجراس الوصول، يا له من مشهد يوجب سرعة تحريك عجلة التغيير. فكل هذه السيناريوهات ليست من تخيلات كتاب هوليود الامريكية ولا تاليف وزارة الثقافة الجزائرية، ولا السينما الهزلية ايضا، انها دراما حقيقية لتراكمات تسيير فاشل يابى التغيير والاصلاح في زمن تعددية تحتاج الى قلع الجذور واستصلاح الاراضي البور، يبحث عن منبر مسؤول صلب لا يتحدث بلغة الهشاشة ، وينتهج الشورى والديموقراطية سياسة للتغيير الحقيقي بدء بالاخلاق مرورا برواق اللغة والعلوم وصولا الى قاعة الاتصال، اين تربط الجامعة بكوابل المحيط العملي وينظر للطالب على انه باحث صغير، سيكبر حتما. فعندما تغيب الاخلاق، تغير المكتبة شكلها وتقتل الجامعه العلوم، وعندما تهب رياح التغيير، تاتي سحابات المطر ويخضر اليابس ويانع الثمر، ويصبح العلم موضوع البحوث وتصبح البحوث العلمية من اهتمات الجامعة.

11 أغسطس 2009

وثيقه خطيره ....... محضر اجتماع عباس ودحلان وشارون



منقول من اخوان اون لاين


أبو مازن متهم بالتورط في اغتيال ياسر عرفات
فيما يلي محضر الاجتماع السري لمحمود عباس ومحمد دحلان مع رئيس الوزراء الصهيوني السابق أرييل شارون وضباط من الاستخبارات الأمريكية، والذي وزَّعه أمين سر اللجنة المركزية العليا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فاروق القدومي، وقال إن الرئيس الراحل ياسر عرفات أودعه لديه قبل وفاته، وتمَّ التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة الفلسطينية.




نص المحضر


شارون: كنت مصرًّا على هذا الاجتماع قبل القمة حتى نستكمل كل الأمور الأمنية، ونضع النقاط على الحروف، لكي لا نواجه التباسات وتأويلات في المستقبل.



دحلان: لو لم تطلبوا هذا الاجتماع لطلبته أنا.


شارون: بدايةً يجب العمل على قتل كل القادة العسكريين والسياسيين لـ"حماس" و"الجهاد" و"كتائب الأقصى" و"الجبهة الشعبية"؛ حتى نُحدث حالةً من الفوضى في صفوفهم تمكنكم من الانقضاض عليهم بسهولة.


أبو مازن: بهذه الطريقة حتمًا سنفشل، ولن نتمكن من القضاء عليهم أو مواجهتهم.


شارون: إذا ما هو مخططكم؟؟


دحلان: قلنا لكم مخططنا وأبلغناكم إياه، وللأمريكان مكتوبًا، يجب أولاً أن تكون هناك فترة هدوء حتى نتمكَّن خلالها من إكمال إطباقنا على كل الأجهزة الأمنية وكل المؤسسات.


شارون: ما دام عرفات قابعًا لكم في المقاطعة في رام الله فإنكم ستفشلون حتمًا، فهذا الثعلب سيفاجئكم مثلما فعل معكم سابقًا؛ لأنه يعرف كل ما تنوون عمله، وسيعمل على إفشالكم وإعاقتكم حتمًا، وقد كان يجاهر مثلما كان يقول الشارع عنكم أنه يستخدمكم للمرحلة القذرة.


دحلان: سنرى من يستغل الآخر.


شارون: يجب أن تكون الخطوة الأولى هي قتل عرفات مسمومًا، فأنا لا أريد إبعاده إلا إذا كان هناك ضمانات من الدولة المعنية أن تضعه في الإقامة الجبرية، وإلا فإن عرفات سيعود ليعيش في الطائرة.


أبو مازن: إن مات عرفات قبل أن نتمكن من السيطرة على الأرض، وعلى كل المؤسسات، وعلى حركة "فتح"، و"كتائب الأقصى"؛ فإننا قد نواجه مصاعب كبيرة.


شارون: على العكس تمامًا، فلن تسيطروا على شيء وعرفات حي.


أبو مازن: الخطة أن نمرر كل شيء من خلال عرفات، وهذا أنجح لنا ولكم، وفي مرحلة الاصطدام مع التنظيمات الفلسطينية، وتصفية قادتها وكوادرها؛ فإن هذه الأمور سيتحمَّل تبعاتها عرفات نفسه، ولن يقول للناس إن هذا فعل أبو مازن، بل فعل رئيس السلطة، فأنا أعرف عرفات جيدًا، لن يقبل أن يكون على الهامش، بل يجب أن يكون هو القائد، وإن فقد كل الخيارات، ولم يكن أمامه إلا الحرب الأهلية، فإنه أيضًا يحبذ أن يكون القائد.


شارون: كنتم تقولون قبل كامب ديفيد إن عرفات آخر من يعلم وتفاجأ باراك وكلينتون وتينِت بأنه حر بمن يضم، ويبدو أنكم لا تتعلمون من الماضي.


دحلان: نحن الآن قمنا بتشكيل جهاز خليط من الشرطة والأمن الوقائي، وتجاوز عدده 1800 شخص، وهذا الخليط حتى نتمكن من استيعاب من تمَّ تزكيته من قبلكم؛ على أساس أن كل طرف من الشرطة أو الأمن الوقائي يعتقد أن الملحَقين من الجهاز الآخر، ونستطيع أن نزيد عما نريد، ونحن الآن نضع كافة الضباط في كل الأجهزة أمام خيارات صعبة، وسنضيِّق عليهم بكل الوسائل حتى يتبعونا، وسنعمل على عزل كل الضباط الذين يكونون عقبةً أمامنا، ونحن لن ننتظر، لقد بدأنا بالعمل بكثافة، ووضعنا أخطر الأشخاص من "حماس" و"الجهاد وكتائب الأقصى" تحت المراقبة؛ حيث لو طلبت الآن مني أخطر خمسة أشخاص، فإني أستطيع أن أحدد لكم أماكنهم بدقة، وهذا يمهِّد لردِّكم السريع على أي عمل يقومون به ضدكم، ونعمل الآن على اختراق صفوف التنظيمات الفلسطينية بقوة؛ حتى نتمكن في المراحل القادمة من تفكيكهم وتصفيتهم.


شارون: ستجدني داعمًا لك من الجو في الأهداف التي تصعب عليكم، ولكني أخشى أن يكون عرفات اخترقكم، وسرب خطتكم لـ"حماس" و"الجهاد" والآخرين.


دحلان: هذا الجهاز لا علاقة لعرفات به لا من قريب أو بعيد، باستثناء رواتب الملحقين من الجهازين من خلال وزارة المالية (سلام فياض كان وزير المالية في حكومة أحمد قريع في ذلك الوقت- المحرر)، وقد اقتطعنا للجهاز ميزانية خاصة من أجل تغطية كافة النفقات، وعرفات يفقد السيطرة، ولن نفارقه في هذه المرحلة.


شارون: يجب أن نسهل عليكم تصفية قادة "حماس" من خلال افتعال أزمة من البداية؛ حتى نتمكن من قتل كل القادة العسكريين والسياسيين، وبذلك نمهِّد لكم الطريق للسيطرة على الأرض.


أبو مازن: بهذه الطريقة سنفشل تمامًا، وسنعجز عن تنفيذ أي شيء من المخطط، بل إن الوضع سيتفجر دون أي سيطرة عليه.


الوفد الأمريكي: نرى أن مخطط دحلان جيد، ويجب أن يترك لهم فترة هدوء من أجل السيطرة الكاملة، وعليكم أن تنسحبوا لهم من بعض المناطق لتتولَّى الأمن فيها الشرطة الفلسطينية، فإن حدثت أي عملية عدتم واحتللتم تلك المنطقة بقسوة، حتى يشعر الناس أن هؤلاء كارثة عليهم، وأنهم الذين يجبرون الجيش "الإسرائيلي" على العودة من المناطق التي خرج منها.


شارون: أبو مازن نفسه كان ينصحنا بأن لا ننسحب قبل تصفية البنية التحتية للإرهاب، وأن لا نكافئه.


أبو مازن: نعم نصحتكم بذلك، ولكنكم لم تنجحوا بذلك حتى الآن، وكنت أعتقد أنكم ستنجحون بهذا الأمر سريعًا.


دحلان: عوامل النجاح أصبحت بأيدينا، وعرفات أصبح يفقد سيطرته على الأمور شيئًا فشيئًا, وأصبحنا نسيطر على المؤسسات أكثر من السابق، عدا عن القوة الأمنية المشتركة من الأمن الوقائي والشرطة، وهي بقيادة العقيد حمدي الريفي، وأنتم تعرفونه جيدًا، وقد أرسلنا لكم كل الوثائق حول تلك المواضيع بالتفصيل، وإن المهم أن هذه القوة لا تخضع لعرفات، ولا تقبل منه أي أمر، وسنبدأ عملنا في النصف الشمالي من قطاع غزة كبداية، أما بالنسبة لـ"كتائب الأقصى" فقريبًا ستصبح كالكتاب المفتوح أمامنا، ولقد وضعنا خطةً ليكون لهم قائد واحد وسيصفي كل من يعيقنا.


شارون: أنا أوافق على هذا المخطط، وحتى ينجح بسرعة ولا يأخذ زمنًا طويلاً، يجب قتل أهم القيادات السياسية إلى جانب القيادات العسكرية، مثل الرنتيسي وعبد الله الشامي والزهار وأبو شنب وهنية والمجدلاوي ومحمد الهندي ونافذ عزام.


أبو مازن: هذا سيفجر الوضع، وسيفقدنا السيطرة على كل الأمور، يجب بدايةً أن نعمل من خلال الهدنة حتى نتمكن من السيطرة على الأرض، وهذا أنجح لكم ولنا.


دحلان: بلا شك لا بد من مساعدتكم ميدانيًّا لنا، فأنا مع قتل الرنتيسي وعبد الله الشامي؛ لأن هؤلاء إن قُتلوا فسيحدث إرباك وفراغ كبير في صفوف "حماس" و"الجهاد الإسلامي"؛ لأن هؤلاء هم القادة الفعليون.


شارون: الآن بدأت تستوعب يا دحلان.




محمد دحلان: لكن ليس الآن.. ولا بد من الانسحاب لنا من أجزاء كبيرة من غزة؛ حتى تكون لنا الحجة الكبيرة، وأمام الناس، وعندما تخرق "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الهدنة، تقومون بقتلهم.


شارون: وإذا لم يخرقوا الهدنة، ستتركونهم ينظمون ويجهزون عمليات ضدنا لنتفاجأ أن هذه الهدنة كانت تعمل ضدنا؟!


دحلان: هم لن يصبروا على الهدنة حينما تصبح تنظيماتهم تتفكك، وعندها سيقدمون على خرق الهدنة، وبعدها تكون الفرصة بالانقضاض عليه، ثم البركة فيك يا شارون.


الوفد الأمريكي: هذا حل منطقي وعقلاني.


شارون: أنا لن أنسى عندما كنتم تقولون لحزب العمل، وحتى لنا، أنكم مسيطرون على كل شيء، وتبيَّن لنا عكس ذلك.. دعوني أمهِّد الطريق بطريقتي الخاصة.


أبو مازن: البند الأول في خارطة الطريق ينص على أنكم تقدمون خطواتٍ داعمةً لنا في مكافحة الإرهاب، ونحن نرى أن أكبر دعم لنا أن تسلمونا جزءًا من القطاع حتى نتمكن من بسط السيطرة عليه، وقلنا لكم إننا لن نسمح لسلطة غير السلطة أن تكون موجودة على الأرض.


شارون: قلنا لكم أكثر من مرة إن الخطوات الداعمة تعني أن ندعمكم في محاربة الإرهاب؛ أي بالطائرات والدبابات.


أبو مازن: هذا لا يكون دعمًا لنا.





إذن هاته هي حقيقة قيادة فتح القديمة الجديدة ... وهاته هي حركة فتح اليوم ... بعد أن كانت بالأمس رمزا للمقاومة الفلسطينية

فهل يا ترى فهم العالم هاته الحقيقة ويا ترى ما الذي يخطط له اليوم هؤلاء الجبناء "الاتحاد الصهيوفتحاوي" (حاشا شرفاء فتح) لأبناء شعبنا في فلسطين ؟؟!!! فاللهم لا توفقهم ... اللهم لا توفّقهم ... اللهم لا توفّقهم


إليكم حركة فتح انطلاقا من أغسطس2009


قادة فتح الجدد يتقدمهم عباس بالتزكية ودحلان بالانتخاب ؟؟؟


أعلن تلفزيون فلسطين في بث مباشر من قاعة المؤتمر فوز كل من أبو ماهر غنيم، وسليم الزعنون "أبو الأديب"، والطيب عبد الرحيم، ونبيل شعث، وهم أعضاء سابقون، أما الأعضاء الجدد فهم: محمود العالول، ومروان البرغوثي، وجمال محيسن، ومحمد أشتية، وتوفيق الطيراوي، وجبريل الرجوب، ومحمد دحلان، وحسين الشيخ، وناصر القدوة، وعزام الأحمد، وعثمان أبو غربية، ومحمد المدني، وسلطان أبو العينين، وصائب عريقات.


***************

الحديث عن حماس في المؤتمر جاء في أكثر من 250 جملة كلها تهديد ووعيد... أما الحديث عن الكيان الصهيوني فكان حديثا ودودا أخويا يملؤه الحب والحنان!



هذه هي فتح الجديدة ... فلا مجال للاجتهاد في فهم توجهها!





المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم "أشبال" "كبار"


دورة إتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم لأقل من 17 سنة:

اختبار جديد للأشبال الجزائريين

سيواجه المنتخب الجزائري لفئة أقل من 17 سنة الذي يحضر منافسة مونديال نيجيريا القادم (2009) نظيره الإماراتي يوم الجمعة المقبل القادم خلال دورة اتحاد شمال افريقيا لكرة القدم لهذه الفئة التي تنظم بعين درهام (تونس) من 12 إلى 20 أوت. وسيخوض المنتخب الجزائري الذي يشرف عليه الثنائي عثمان ايبرير و حكيم مدان مقابلته الثانية ضد بوركينا فاسو يوم الاحد 16 اوت. كما ستشارك في هذه الدورة ستة منتخبات منها 3 ستكون حاضرة في المونديال وهي الجزائر وبوركينا فاسو والإمارات العربية المتحدة.

***********************
مباراة ودية بين الجزائر والاوروغواي:


ينقل التلفزيون الجزائري يوم الأربعاء 12 أوت 2009 على القنوات الـ 4 المباراة الودية التي ستجمع كل من المنتخب الوطني الجزائري ونضيره الأوروغواي في تمام الساعة الـ 20:30 بتوقيت الجزائر والـ 19:30 بالتوقيت العالمي غرينتش.
المباراة ستجرى بملعب 5 جويلية بالجزائر.


*** حظ موفّق للفريق الوطني ***

10 أغسطس 2009

الداعية.. وممارسة الرياضة


بقلم: أحمد صلاح

أخي الداعية..
ما هي فكرتك عن الرياضة؟ هل ترى أنها ليس لها قيمة؟ هل ترى أنها شيء ليس له علاقة بالإسلام؟ هل ترى أنها مجرد لعب؟ وأن الرياضة تعني كرة القدم، ولا شيء غير كرة القدم؟ وهل للرياضة علاقة بالدعوة؟ وهل لها تأثير في إنتاجية الداعي ونفسية المدعو والأثر الأخلاقي عليه؟!

تعالوا نتحدث في موضوع الرياضة.. ونفكر.
هل يريد الله من الإنسان أن يكون كسولاً مريضًا، معبأً بأمراض السمنة أو النحافة؟ هل يريد منه أن يتعرَّض لأمراض القلب بعد سن الثلاثين، لا يستطيع أن يصعد السلَّم، أو يحمل أنبوبة الغاز إذا طلبت منه والدته أن يصعد بها إلى الدور الثاني، ينقطع نفَسُه إذا جرى ثلاثين أو أربعين مترًا، لا يستطيع أن يصحو الفجر؛ لأن عظمه مكسَّر، لا يستطيع أن يدافع عن نفسه إذا تعرض لاعتداء أو تعرَّض أخوه أو صديقه لأذى من شخص أحمق، أو حاول شخص أن يسرقه؟!

هل يريد الله من المسلم أن يكون هكذا؟
بالقطع لا.. فالله كرم الإنسان، وتكريمه يعني أنه يريد له أن يكون في أفضل صورة، ليست صورة شكلية فقط، ولكن صورة جسمية ونفسية واجتماعية وأخلاقية.. يريدك أن تكون شخصًا متوازنًا في حياتك، كما تمشي متوازنًا أمام الناس بلا عوج ولا ميل.. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ (الإسراء: 70).

وفى قصة النبي موسى عليه السلام مع ابنتي شعيب عليه السلام يقول تعالى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ﴾ (القصص: 26).

والعبد الصالح (ذو القرنين) الذي استثمر طاقاته المبدعة في الدفاع عن المستضعفين؛ حيث يصنع لهم سدًّا يقيهم من هجمات الأعداء (يأجوج ومأجوج)، وقد طلب منهم أن يبذلوا طاقاتهم البدنية معه فيعينوه على ذلك العمل الكبير.. بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا* قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾ (الكهف: 94، 95)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله".

هذا التوازن هو الذي يعطيك شرف العبودبة لله؛ لأنك ستكون فعلاً صورةً مشرفةً للمسلم وللدين الذي تحبه، وإذا كانت الرياضة تحقق ذلك، فلا بد أن يدعو الإسلام إلى الرياضة ويحثُّ عليها.

هل تصدق أن الرسول كان يسابق الإبل والخيل بعد أن تعدَّى الخمسين عامًا؟!
ولأن بلادنا بعيدة عن مفاهيم الإسلام فإنها ترى أن الرياضة هي كرة القدم، وكرة القدم هي الرياضة، فإذا فزنا ببطولات رياضية أصبحنا بلدًا رياضيًّا، وإذا لم نفز في مباراة ضيّعت علينا الفوز ببطولة، دخل الشعب كله في سرادق عزاء يبكي.

والحقيقة أن هناك فرقًا بين ممارسة الرياضة والمنافسات الرياضية، والدول الغربية تفهم ذلك جيدًا، وهي ترى أن ممارسة شعبها الرياضة أهم مائة مرة من الفوز ببطولة كأس العالم وشعبها كسول مريض.

في الدول الغربية يخرج الناس صباحًا ليمارسوا رياضة المشي، وهي أقل وأبسط رياضة ممكنة، فخمس وأربعون دقيقة من المشي يوميًّا تحافظ على اللياقة الدورية التنفسية، وعلى اللياقة البدنية للأطراف السفلى، وعلى إذابة الكوليستيرول الزائد المترسِّب في الجسم.

يمارس الرياضة الكبار والشباب والأطفال والرجال والنساء؛ لأنهم يعتبرون ممارسة الرياضة عنصرًا من عناصر التقدم الحقيقي.

نشاهد مباريات كرة القدم نعم، ونفرح لفوز فريق نشجعه لا بأس، ولكن علينا أن نعلن أن ساعةً إلا ربع الساعة من المشي، أو ساعةً من لعب الكرة، أو ساعةً من السباحة؛ أفضل مائة مرة من مشاهدة مباراة بين برشلونة وتشيلسي.

فوائد النشاط الرياضي ومخاطر الكسل:
1- حياة صحية أفضل.
2- تحسين اللياقة.
3- قوام متزن.
4- احترام الذات.
5- التحكم بالوزن.
6- عضلات وعظام أقوى.
7- الشعور بالنشاط والحيوية.
8- قلة التوتر.

أما المخاطر الصحية للكسل فهي:
1- الخمول والاتكال على الآخرين.
2- التعب لأقل مجهود وعدم الصبر والاحتمال والإرهاق السريع.
3- قلة الوعي الذهني وضعف الذاكرة.
4- القلق والتوتر والأرق.
5- ظهور أمراض الرفاهية وفي سن مبكرة، كالسكري وارتفاع الضغط وأمراض القلب والشرايين والسمنة ومضاعفاتها العديدة.
6- هشاشة العظام وتيبُّس المفاصل وآلامها المزمنة.
7- التقليل من حركة الأمعاء والإمساك المزمن.
8- ظهور الشيخوخة المبكرة، وغيرها.

تأثير الرياضة على أجهزة الجسم المختلفة
تؤثر الرياضة في أجهزة الجسم المختلفة؛ الدوري والحركي والتنفسي والعصبي والهضمي، كما أنها لها تأثيرًا في الحالة النفسية والاجتماعية، نأخذ من كل هذا الجهاز الدوري كمثال:
الجهاز الدوري
القلب وهو المركز الرئيسي لضخِّ الدم إلى كافة أجزاء الجسم لتغذيتها بالدم (سائل الحياة) والرياضة تؤدي إلى زيادة قوة ضربات القلب؛ مما يؤدي إلى زيادة قوة ضخِّ الدم إلى كافة أجزاء الجسم، وبالتالي تكون الحاجة إلى زيادة ضربات القلب في أوقات المجهود أقل، فيقل الحمل على القلب، مما يؤدي إلى تقليل فرص احتمال الإصابة بأمراض فشل عضلات القلب.

- إن الرياضة لها فوائد صحية نفسية واجتماعية كبيرة، استفِد منها وعلِّمها لمن تدعوهم ليستفيدوا معك.

- تعلَّم من الرياضة وعلِّم من تدعوهم تهذيب النفسَ، وتقوية الجسم وتربية الخُلق، فهي تعوَّدنا على قوة الإرادة وضبط الشعور وحب النظام والتعاون.. فنتقوَّى بها للوصول إلى غاياتنا.. نروِّح بها عن أنفسنا لنستعد للعمل بنشاط وحيوية.

- إن الرياضة أمر في غاية الأهمية لكل مسلم، وعلى قدر أهميته على قدر إهمالنا له.- جرِّب أخي الداعية أن تمارس الرياضة، جرِّبها مع نفسك ومع أسرتك ومع من تدعوهم، وستجد الفارق كبيرًا بإذن الله.

تحويل القبلة.. وثبات العقيدة

درس وعبرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد..
إن ذكرى تحويل القبلة يأتي إلينا كل عامٍ ليرسخ فينا أمورًا عدة، ويُعلمنا دروسًا كثيرةً نحن- المسلمين- في أمسِّ الحاجةِ إليها في أيامنا هذه.

وعند ما خرجت أبواق الحاقدين على انتشار الإسلام وإقبال الناس عليه صوَّر الله حالهم فقال تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)﴾ (البقرة).

خصَّ الله تعالى بقوله (من الناس) ووصفهم بأنهم سفهاء، ترى أن السفه يكون في الجمادات والحيوانات، والمراد من السفهاء جميع مَن قالوا ومَن والاهم.

والسفيه هو (خفيف العقل، البهات، الكذاب المتعمد خلاف ما يعلم، الظلوم الجهول)، والمراد من السفهاء هنا اليهود.

وعندما انطلقت أبواق اليهود في المدينة المنورة (وهم موجودون في كل زمان ومكان)، وقد عزَّ عليهم أن يتحوَّل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمسلمون عن قبلتهم، وأن يفقدوا حجتهم التي كانوا يرتكنون إليها في تعاظمهم وفي تشكيك المسلمين في قيم دينهم، وأخذوا يبذرون بذور الشك والقلق في قيادتهم وفي أساس عقيدتهم.

وهذا هو حال السفهاء في كل زمان ومكان مع المؤمنين، كما فعلوا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وفضح الله حالهم نراهم في زمننا كثيرين يسخرون من كل شيء يدلُّ على عظمةِ الإسلام والمسلمين وانتصاراتهم في أي مجال، ولكن رغم ذلك فالمدُّ الإسلامي، وانتشاره وإقبال الناس عليه يجعلنا متفائلين.

إنَّ في تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام (الكعبة) لحكمًا تربويةً عظيمةً، فحين اتجه المسلمون إلى المسجد الأقصى مستجيبين لأمر ربهم لعلهم يصلوا إلى هذه الحكم، ومنها:-
أ- خلع كل شيء من القلب إلا الله فلا يتعلق القلب إلا بالله، لا بيت ولا ولد ولا زوجة ولا مال ولا وظيفة ولا كرسي (كل ذلك)، لا قيمةَ له أمام مراد الله فيصير المسلم عبدًا يُقدِّم حكم الله على ما يحب طالما أنه لا يوافق شرعه.

ب- كان العرب يُعظمون البيت الحرام فى الجاهلية فأراد الله لهم أن يتجهوا إلى المسجد الأقصى (قبلة اليهود والنصارى) تاركين بيت الله ليكون سبحانه هو العظيم المستحق ذلك فلا نخضع لعظيمٍ سواه، والبيت بيته وعظمته مستمدة من الله.

ح- إمامة الأمة ووراثة الأمانة (الديانات السابقة) فالإسلام هو الدين الخاتم وهو الدين الوسط ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة: من الآية 143)، فأمتنا أمة وسطًا بكل معاني الوسطية سواء من الوساطة (الحسن) أو (الاعتدال) أو (القصد)، أمة تتبع الفطرة السليمة في التفكير والشعور، في التنظيم والتنسيق، لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائر ولا تدعها للتشريع والتأديب، ولكن ترفع الضمائر البشرية بالتوجيه والتهذيب، أمة وسطًا في العلاقات والارتباطات لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته ولا شخصية الجماعة أو الدولة، وإنما تطلق من النوازع والخصائص ما يُحقق شخصية الفرد وكيانه، وكذالك الدولة والجماعة.

د- إن التوجه لله في المشرق والمغرب والارتباط به سبحانه وتشريعه ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ (البقرة: من الآية 115).

ومع كل ذلك نرى الذكرى تطل علينا مواقف لا بد أن نقف أمامها منها:-

موقف اليهود من المسلمين
إن موقف اليهود من الإسلام واضحٌ بيِّنٌ منذ أول يومٍ صدع فيه رسول الله بدعوته، فنرى حسدهم وبغضهم ومكرهم وتدبيرهم وتأليب القبائل على المسلمين والحكام الموالين لهم على الحركات الإسلامية وكل قوة إسلامية تظهر في أي مكان، وصدق ربنا حيث قال: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية 82)، ونرى ذلك في الحديث الجامع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يظهر بعض مواطن حسدهم، روى الإمام أحمد في مسنده عن السيدة عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني في أهل الكتاب-: "إِنَّهُمْ لاَ يَحْسُدُونَنَا عَلَى شَيءٍ كَمَا يَحْسُدُونَنَا عَلَى يَوْمِ الْجُمَعةِ، التَّي هَدَانَا اللهُ إِلَيْهَا، وَضَلُّوا عَنَّهَا، وَعَلَى الْقِبْلَة التَّي هدَانَا اللهُ إِلَيْهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الإِمَامِ آمِين".

بيَّن الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الحديث مواطن الحسد، وهي:-
1- يوم الجمعة
فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "خير يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم عليه السلام، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة"، وحديث أوس بن أوس: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة"، وقيل: ذهب بعض العلماء إلى تفضيل يوم الجمعة على يوم عرفة، محتجًا بهذا الحديث.

إذا كان هذا حال يوم الجمعة ومكانته فأين نحن من كل ذلك...
أ- أين تبكيرنا إلى المساجد والمكث فيها للقراءة والتسبيح والاستغفار والصلاة، فهل نذهب قبل دخول الملائكة لاستماع الخطبة أم بعدهم (بعد صعود الخطيب المنبر)؟.

ب- هل تقوم باصطحاب أولادك وبخاصة (الذكور) معك أم تتركهم في البيت نائمين أو أمام التلفاز أو النت؟

ج- أتعلم أن اليهود يبذلون من الحيل والمكائد لإعاقة المسلمين عن الذهاب مبكرين؟

د- كم من الزملاء تدعوه وتذهب لتأخذه لصلاة الجمعة؟

ه- أأنت حريص على آداب وسنن يوم الجمعة (غسل- لبس أفضل الملابس- التطيب.......إلخ)؟

لا بد أن نلتفت إلى الجمعة كاجتماعٍ أسبوعي للمسلمين يغيظ أعداءنا ويعمل على ترابط المسلمين.

2- القبلة المميزة:
- إخلاص النية من أهم الأشياء التي ترمز إليها القبلة ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام).

- نتذكر قول سيدنا موسى عليه السلام ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ (طه: من الآية 84)، ولنجعله شعارًا لنا في كل أعمالنا.

- نجعل هدفنا رضا الله، ورحم الله الشيخ أحمد ياسين القائل (أملي أن يرضى الله عني).

3- صلاة الجماعة (قولنا خلف الإمام آمين):
في قوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (النور).

إن صلاةَ الجماعة فيها تعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ يقف المسلمون فيها صفًّا واحدًا خلف إمام واحد يناجون الله ويدعونه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، فتظهر قوة المسلمين واتحادهم، وفي صلاة الجماعة اجتماع كلمة المسلمين وائتلاف قلوبهم وتعارفهم وتفقد بعضهم لأحوال بعض، وفيها التعاطف والتراحم، ودفع الكبر والتعاظم، وفيها تقوية الأخوة الدينية، فيقف الكبير إلى جانب الصغير، والغني إلى جانب الفقير، والقوي إلى جانب الضعيف، لا فضلَ لأحدٍ على أحدٍ إلا بالتقوى؛ مما به تظهر عدالة الإسلام، وحاجة الخلق إلى الخالق الملك العلام.

هل تعلمون المراد من قول "آمين"؟ لم يرد اليهود من هذا القول (اسم الفعل) آمين بمعنى (اللهم استجب)، ولكن حسدهم في كون المسلمين مجتمعين يحققون هدفَ ربهم من الصلاة.

بالله عليك- يا أخي- أين نحن من هؤلاء الرجال الذين لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة؟

علينا أن نجتهد ونحن نستقبل هذا الحدث ونكون عمليين بمعنى:-
أ- أن نكون من أصحاب الصف الأول
ب- أن نُدرك الصلاة والمؤذن يؤذن ونحن داخل المسجد
ج- أن نحرص على الخشوع في الصلاة، قال تعالى ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)﴾ (المؤمنون)
د- أن نكون من أهل الفجر ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ (الإسراء: من الآية 78)
هـ- لا نذهب إلى المسجد إلا ومعنا صديق أو جار أو زميل.
و- الحرص على الدعاء بين الأذان والإقامة.
ز- الحرص على البردين (العصر والفجر).
ي- التعرف على رواد المسجد وتكوين فرق عمل للأنشطة والأمور الأخرى.

التميز للأمة

المسجد الأقصى إنَّ المسجد الأقصى له في نفوس المسلمين العمق العقيدي، وهو داخل في مقدسات الإسلام، ومن هنا اتجه إليه عمر بن الخطاب وحرره وفتحه واتجه إليه صلاح الدين الأيوبي وحرره وطرد الصليبيين، واليوم نرى إخوانًا لنا يبذلون النفس والنفيس من أجل هذا المسجد الأسير يقدمون أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأزواجهم وكل ما يملكون فداءً وتضحيةً لأولى القبلتين، ولا يحاربون اليهود فحسب بل كل العالم (من بني جلدتهم) وغيرهم ممن ارتضوا أن يكونوا أصدقاءً وموالين لليهود من عربٍ وعجم، وتمر الأيام علينا فمنا مَن يساعد (وهم قلة)، ومنا مَن ينظر منتظرًا النتيجة حتى يمصمص الشفاه على الجرحى والقتلى، ومنهم من لا يهتم وكأنَّ الأمر لا يعنيه.

فإذا ما تميزنا في القبلة فعلينا أن نتعلَّم مواطن التميز الذي وجهنا الله إليه وجعلنا متميزين عن غيرنا فيها؛ فمن مواطن التميز ما يلي:-
1- التلقي والمنهج:
فلا بد أن يكون التلقي من الله ومنهجه الخاص الذي جاءت هذه الأمة لتحققه في الأرض، فمصدر التلقي هو الله، وصدق النجاشي عندما استمع إلى سيدنا جعفر (أثناء الهجرة إلى الحبشة) عندما قرأ عليه آيات من سورة مريم "إن هذا والذي جاء به عيسى بن مريم يخرج من مشكاةٍ واحدةٍ"، ونرى هذا واضحًا جليًّا في أي أمةٍ يكون مصدرها الوحيد هو الله وتسعى لتحقيق المنهج من عزة وقوة (رغم معاداة الكل لهم)، نتلقى المنهج بشموله، قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الأنعام: من الآية 38)، وقال الله أيضًا: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (النحل: من الآية 89)، فهو منهجنا في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتجارة والعلاقات الخارجية والداخلية والعلاقات الإنسانية والعبادات والأخلاق، وفي السلم والحرب، وفي كل جانبٍ من جوانب حياتنا.

2- التميز في التقاليد:
فيجب أن يستمدَّ المسلمون تقاليدهم من الإسلام وهدي النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، فلا شرقيةَ ولا غربية، ولكن إسلامية قرآنية ربانية.

3- التميز في الوحدة:
يجب أن تكون وحدتنا في الله ولله تحت راية واحدة وهدف واحد ووسيلة واحدة ومنطلق واحد، ونظام واحد "ويأبى المسلمون أن يشتروا الوحدة بالحيدة عن منهج الله والتردي في مناهج وضعية"، وليس هذا تعصبًا ولكن دعوة للخير والحق والإصلاح والفلاح والنجاة.

4- التميز في القبلة:
يجب أن نُدرك معنى الاتجاه إلى قبلةٍ واحدةٍ في (المشرق والمغرب)، والقبلة ليست مكانًا أو جهة نتجه إليها الجماعة في الصلاة فهي ليست إلا رمزًا للتميز والاختصاص.

5- تميز الشخصية:
يجب أن تكون الشخصية المسلمة شخصية مميزة لا تتلبس شخصيات أي فرقةٍ أو جماعةٍ لا تتصل بالإسلام ونحن في أمسِّ الحاجةِ إلى هذه الشخصية المسلمة المعتدلة الوسطية الربانية الإيجابية.

ثبات أو ردة
لا بد من وقفة جادة مع أنفسنا، ونحن نتلقى الشرع الرباني، ونعي ما نريد حتى لا نصابُّ بتحويلِ قلوبنا عن مرادِ ربنا أو نحول نياتنا لدنيا نُصيها أو امرأة ننكحها ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ (البقرة: من الآية 143).

هذا مراد ربنا من الحدث ليعلم مَن يتبع الرسول (الرسول قدوتنا) كونه شعارًا نعيشه، ونعتقده ونردده لا بد أن نسأل أنفسنا أين نحن منه؟

1- أنحن نتبع الرسول في الغيرة على دعوته، بالله عليك كم دعوت الله أن ينصر الإسلام؟، اللهم انصر دعوتنا.
2- هل نحن نتبعه في خُلُقه ونسير به بين الناس مقتدين به، فقد كان أحسن الناس خلقًا صلى الله عليه وسلم.
3- هل نحن نبني بيوتنا ونحرص عليها كما كان حريصًا على بيته، "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
4- هل نحن حريصون على تبليغ دينه ورسالته لكل الناس "بلغوا عنى ولو آية".. "لقد مضى زمن النوم يا خديجة".
5- هل نحن نتعامل فيما بيننا كما كان يتعامل مع أصحابه، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾ (آل عمران).
6- هل نحن نعامل غير المسلمين كما كان يعاملهم ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ (الأنبياء).
7- هل نحن نتفقد أحوال الأيتام والمساكين والفقراء ونقضي حوائجهم.. قال صلى الله عليه وسلم: "ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد-أي مسجد المدينة- شهرًا".
8- هل نحن مع والدينا كما أمر صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (الإسراء: من الآية 23)، وقال المصطفى: "رغم أنفه مَن أدرك والديه أحدهما أو كلاهما في الكبر ولم يدخل الجنة"، فيجب أن ننتبه إلى أهمية الاتباع قبل أن ننقلب على عقبينا.

وفي النهاية لا بد أن نتذكر أن التأملات التربوية حجة علينا، والوقفات للعظة والعبر، ونحن قوم نتلقى العلم للعمل ولم نتلق العلم للجدل.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

اعتراف صهيوني: حماس تفوقت إعلاميًّا




أصدر أحد المراكز البحثية الصهيونية قبل عدة أيام تقريرًا مفصَّلاً عما وصفه بالبنية التحتية الإعلامية والصحفية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وتحدَّث مركز المعلومات الصهيوني المختص بقضايا الاستخبارات و"الإرهاب" عن أهمية الإعلام بالنسبة لحركة حماس؛ لكونه وسيلةً مهمةً من وسائل حرب الوعي في المعركة التي تُديرها ضد الكيان الصهيوني.

وجاء في الدراسة التي نشرها المركز في موقعه على شبكة الإنترنت أن حركة حماس أظهرت نشاطًا إعلاميًّا كبيرًا من خلال الحملات الدعائية والإعلامية التي استهدفت جمهور الداخل والخارج، وليس فقط فيما يتعلق بالشئون اليومية وعلاقتها بالسلطة الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني.

ترميم وتقوية
وتناولت الدراسة ما أسمته "إعادة بناء وتقوية" تقوم بها حركة حماس بعد انتهاء عملية "الرصاص المصبوب" لمؤسساتها الإعلامية والصحفية، وقالت: "لم تقتصر جهود حماس الإعلامية على تفعيل وسائل الإعلام التي تضرَّرت، بل عملت على تحسين المنظومة الإعلامية من خلال تأكيد مؤسسية وسائل الإعلام وتحسين القدرات الإعلامية للحركة.

وأضافت أن الحركة ومنذ انتهاء حملة "الرصاص المصبوب" قامت بعدة خطوات، تضمَّنت إصدار الصحف والنشرات الجديدة، وإقامة وكالة أنباء، بالإضافة إلى إدخال تغييرات في المضامين وتصميم قناة التلفزيون ومواقع الإنترنت التابعة لها وغير ذلك.

وشملت الدراسة الصهيونية عدة فصول؛ هي: البنية التحتية الإعلامية لحماس، وأداء هذه البنية خلال حملة الرصاص المصبوب، وترميم هذه البنية بعد انتهاء حملة الرصاص المصبوب.

وسردت الكثير من التفاصيل والتحليلات الصهيونية بعد متابعة شاملة وعميقة لوسائل الإعلام الحمساوية، من قِبَل الجهات الاستخبارية المختصة، وتناولت الدراسة القنوات الفضائية والإذاعية التي تتبع حركة حماس، كما شملت وكالات الأنباء ومواقع الإنترنت والصحف والمجلات التابعة أو المقربة من الحركة.

جمهور حماس
وأشارت الدراسة إلى الجمهور الذي تستهدفه حركة حماس من خلال رسائلها الإعلامية، وقسمت الدراسة هذا الجمهور إلى أربعة أقسام؛ هم: السكان الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية؛ على اعتبار أن هذا الجمهور هو الأكثر أهميةً بالنسبة للحركة، ثم يأتي بعد ذلك الجمهور العربي والإسلامي الذي تمدُّه الحركة بالمعلومات عن الحركة ونشاطاتها، وذلك من خلال فضائية "الأقصى" التي تبثُّ عبر القمر الصناعي "عربسات" و"نيل سات".

وتضيف الدراسة: لم تغفل حركة حماس الجمهور الغربي الذي تمده بالكثير من المعلومات حول الصراع الفلسطيني- الصهيوني من خلال مواقع الإنترنت المترجمة للعديد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والفارسية والتركية؛ بهدف الحصول على الدعم أو التعاطف مع حماس والإساءة إلى الكيان.

وأشارت الدراسة إلى أن إعلام حماس تجاهل الجمهور الصهيوني؛ وذلك لأن الحركة لا ترى حاجةً إلى التوجه لهذا الجمهور، فعلى الرغم من أن مواقع حماس عبر شبكة الإنترنت منشورة بمعظم اللغات إلا أن اللغة العبرية ليست من بين هذه اللغات.

حرب غزة
كما تطرقت الدراسة إلى أداء حماس الإعلامي خلال حرب غزة الأخيرة؛ حيث أشارت الدراسة إلى استهداف جميع المؤسسات الإعلامية التابعة أو المحسوبة على حركة حماس، فتمَّ قصف مبنى فضائية "الأقصى" بالكامل وتدميره، كما تمَّ ضرب مكاتب صحيفتَي "الرسالة" و"فلسطين"، هذا بالإضافة إلى استهداف جميع مواقع الإنترنت التابعة لحماس، إما من خلال الوسائل الإلكترونية والتقنية أو من خلال القصف والتدمير المباشر للمباني والمكاتب، فضلاً عن تدمير العديد من المطابع والمكتبات ودور النشر المحسوبة على الحركة.

وتعترف الدراسة الصهيونية بأن حركة حماس استطاعت امتصاص هذه الضربات التي كان الهدف منها إسكات صوت الحركة، وقالت: "على الرغم من هذا استهداف وسائل الإعلام الأساسية لحماس؛ فقد استمرت البنية التحتية الإعلامية التابعة لحماس بالعمل الإعلامي والوصول إلى مختلف شرائح الجمهور".

"الجزيرة" و"القدس"
واتهمت الدراسة فضائية "الجزيرة" بأنها قدَّمت مساعداتٍ إعلاميةً لحركة حماس؛ حيث أشارت إلى ظهور قيادة حماس في الخارج على شاشة "الجزيرة" بدلاً من قيادة الداخل في قطاع غزة، والتي امتنعت عن الظهور العلني خشية الاستهداف، وقالت إن الفضائية كانت تبثُّ وبشكل مباشر جميع مؤتمرات "أبو عبيدة" الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام، هذا بالإضافة إلى نقل "الجزيرة" مقاطع من قناة "الأقصى"، كما اتهمت قناة "القدس" التي تبثُّ من بيروت ووصفت دورها "برأس الحربة" في إعلام حماس.

وحول مواقع الإنترنت فقد ذكرت الدراسة أن مواقع الحركة استمرت بالعمل خلال الحرب مع بعض التشويشات والانقطاعات، كما افتتحت موقعًا للاشتراك بملفات باسم "تيوب" (تقليدًا للموقع المشهور يوتيوب)، والذي عرض آلاف الأفلام والمقاطع التسجيلية، كما دشَّنت حماس خلال أيام القتال موقعين إضافيين؛ موقعًا إخباريًّا تابعًا لـPALDF بخصوص الأحداث في غزة، ونسخة جديدة من موقع الكتلة الإسلامية، وهي الذراع الطلابية لحماس.

بعد العدوان
وتناولت الدراسة أداء حماس الإعلامي بعد أن وضعت حرب غزة أوزارها، فأشارت إلى حملة كبيرة أطلقتها الحركة لإعادة ترميم ما دمِّر من مؤسسات إعلامية خلال الحرب، فأعادت بناء مقر قناة "الأقصى" الفضائية ومدينة أصداء للإنتاج الفني والإعلامي، وغيرهما.

وأشارت إلى ترميم الحركة الإذاعات المحلية التابعة لها، وإنشاء إذاعة محلية جديدة، غير إذاعة "صوت الأقصى" الأكثر شعبية في القطاع، وهي إذاعة (القرآن الكريم)؛ حيث وصفت الدراسة الصهيونية إنشاء هذه الإذاعة بأنها تأتي في سياق عملية الأسلمة الشاملة التي تقوم بها حماس في قطاع غزة، وذكرت أن حركة حماس قامت مؤخرًا بإنشاء وكالة أنباء جديدة يعمل فيها عشرات المراسلين المنتشرين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وحتى الكيان الصهيوني ومخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان.

ولم تغفل الدراسة المنتديات التابعة لحركة حماس؛ حيث يمثل منتدى (شبكة فلسطين للحوار) أحد أهم المنتديات على شبكة الإنترنت، وهو منتدى قديم ومركزي (يعمل منذ العام 2001)، ويشكِّل ساحةً أساسيةً يزورها الآلاف يوميًّا لتبادل الحديث بين أنصار حماس، أو للرد على أصحاب الشبهات والمتحاملين عليها.

واختتمت الدراسة بالحديث عن دخول حركة حماس إلى صناعة السينما؛ وذلك من خلال فيلم "عماد عقل" الذي أنتجته مؤسسة الأقصى للإعلام بكلفة 200 ألف دولار، وهو فيلم مبنيٌّ على سيناريو كتبه محمود الزهار القيادي في حماس ومؤرخ الحركة.

فيلم كرتوني حول الجنود الصهاينة

إنهم جبنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء حريصون على الحياة كما يحرص أبطالنا على الشهادة