29 مايو 2010

الأخ العربي بوعبد الله في ذمة الله


بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره تلقت حركة الدعوة والتغيير، نبـأ وفاة المغفور له بإذن الله الأخ العربي بوعبدالله إثر مرض عضال ألزمه الفراش، نسأل الله أن يرحمه برحمته واسعة. وعلى إثر هذا المصاب الجلل الذي ألمّ بالعائلة، فإنه لا يسعنا إلا أن نتقدم إلى العائلة الكريمة وإلى كل من عرف الفقيد بأخلص التعازي، سائلين المولى عزّ وجل أن يتقبله مع الصالحين وأن يجعله من أهل جنّة النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا وإياهم الصبر والسلوان.

لله ما أعطى وله ما أخذ، وإن لكل نفس أجل مسمّى.

(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

26 مايو 2010

وفد كتلة التغيير البرلمانية في زيارة إلى ولاية بسكرة


في إطار برنامج كتلة التغيير البرلمانية المتعلق بالنزول الميداني للولايات، حلّ بولاية بسكرة يومي السبت والأحد 08 و09 جمادى الثانية 1431هـ، الموافق 22 و23 مايو 2010م، وفد الكتلة المتشكل من الإخوة نواب المجلس الشعبي الوطني، الدكتور جيلالي جلاطو، الأستاذ بوزيد شيباني، الدكتور مولود حشمان، الأستاذ لزهر دوراري، إضافة إلى النائب الأستاذ بوفاتح بن بوزيد رئيس المكتب الولائي للحركة بولاية بسكرة.
وقد استهلت زيارة أعضاء وفد الكتلة بلقاء مع القيادات الولائية والبلدية وبعض المنتخبين المحليين، حيث انصب النقاش حول بعض الانشغالات حول التنمية المحلية بالولاية ومختلف بلدياتها، ليتم تسجيلها من قبل أعضاء وفد الكتلة، وذلك بغرض التكفل برفعها إلى السلطات المعنية خاصة ما كان منها ذا طابع وطني.
وقد ثمن الحضور هذه المبادرة التي من شأنها إيجاد جسور تواصل بين السادة النواب والمنتخبين المحليين من جهة وبين النواب وجميع شرائح المجتمع التي انتخبتهم من جهة أخرى.

تأبينية

نظم المكتب الولائي لحركة الدعوة و التغيير تأبينية المرحوم جمال فارس و ذلك يوم الجمعة 8 جمادى الثاني الموافق ل 21 ماي 2010 .
السلام عليكم و رحمة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة الدعوة و التغيير المكتب الولائي - وهران -

الموضوع :تأبينية

نظم المكتب الولائي لحركة الدعوة و التغيير تأبينية المرحوم جمال فارس و ذلك يوم الجمعة 8 جمادى الثاني الموافق ل 21 ماي 2010 . حضر هذا اللقاء التذكاري كل من والديه و إخوانه في الحركة .بعد الافتتاح بالقرآن الكريم أعطيت الكلمة لرئيس المكتب الولائي الدكتور عثمان رحماني الذي شكر كل من لبى الدعوة ثم ذكر الجميع بقضاء الله و قدره مستشهدا بآيات بينات من الذكر العظيم .و عرج على خصال الأستاذ الجامعي المغفور له جمال فارس ثم ختم كلامه بقول المولى عز و جل حول المصيبة عندما تصيب المؤمنين و كيفية التعامل معها ،و كانت هذه الكلمة معبرة و خالصة حيث أثرت على الجميع . المتدخل الثاني كان شقيق المرحوم السيد عبد القادر فارس الذي عبر عن بعض مواقف المغفور له و النصائح التي قدمت له. و في الأخير تدخل السيد محمد لعريبي الذي عاشر المرحوم في المحاضن و في هياكل الحركة . بينت هذه المداخلة سمو الأخلاق التي كان يتمتع بها فاقدنا و القدرة العلمية الواسعة التي كان يملكها . رحم الله موتانا و أسكنهم فسيح جنانه. "إن لله و إن إليه راجعون"

قسم الإعلام

25 مايو 2010

المكتب الولائي لبومرداس في زيارة إلى مقر جريدة الخبر


قام وفد من قيادات المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير ببومرداس بزيارة إلى جريدة الخبر في الخامس من شهر ماي 2010م، حيث طافوا على مختلف الأقسام وتلقوا شروحات عن كيفية سير العمل الإعلامي والكتابة الإعلامية، كما كانت الزيارة فرصة للقاء رئيس تحرير الجريدة والدردشة معه حول مستجدات الحركة ونشاطات المكتب الولائي.
وفي الأخير تم تكريم الجريدة بشهادات تقديرية ودرع الاستحقاق بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل سنة.

في لقاء مع المناضلين ببومرداس: نائب رئيس الحركة يدعو إلى ضرورة التحرك والعمل

نظم المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير ببومرداس يوم الجمعة 07 جمادى الثانية 1431هـ، الموافق 21 مايو 2010م لقاءا مع المكاتب البلدية لشرح برنامج المكتب الولائي ومتابعة عمل الهياكل.


وبعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم، ألقى رئيس المكتب الولائي كلمة أوضح فيها ملامح وأولويات البرنامج السنوي 2010م، بعدها تليت تقارير الأقسام الولائية للمكتب والتي أوضح فيها كل قسم وضعية الولاية، مع التركيز على مستلزمات البلديات في جميع الأقسام سواء كانت تنظيمية أو تربوية أو سياسية وإعلامية.
وقبل الاختتام أحيلت الكلمة إلى نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة حيث ركز في مداخلته على واجب العمل مشددا على ضرورة الاهتمام لأننا قوم عمليون، مذكرا أننا بالعمل نحقق الأهداف ونغير الواقع ونصل إلى النتائج كما أخبرنا ربنا أن الجنة ندخلها بالعمل (…بما كنتم تعملون)، ثم عدد دوائر العمل التي يجب أن نتحرك فيها في هذه المرحلة:
1- تربية الأنفس.
2- تقوية التنظيم.
3- دعوة المجتمع.
4- إصلاح الدولة.
5- نصرة الأمة.
وفي الأخير تم فتح باب النقاش لجميع الحضور والذين خرجوا بجملة من التوصيات المهمة للعمل بها في المرحلة القادمة.

قسم الأخوات والأسرة لولاية تيارت ينظم الندوة الولائية الثانية

تحت إشراف القسم الوطني للأخوات والأسرة وتنظيم القسم الولائي لحركة الدعوة والتغيير، انعقدت الندوة الولائية الثانية بمدينة تيارت، وذلك يوم السبت 08 جمادى الثانية 1431هـ الموافق 22 مايو 2010م.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلى ذلك كلمة القسم الولائي للأخوات والأسرة والتي قدمتها الأستاذة كريمة نجادي تناولت فيها أهم الأفكار التي وردت في رسالة دعوتنا.
أما المحاضرة الأولى في الندوة فكانت مداخلة مسؤولة القسم الوطني للأخوات والأسرة الدكتورة حميدة غربي والتي تعرضت فيها إلى ضرورة ووجوب العمل من أجل صناعة النموذج الإيجابي في المجتمع، كما أشارت إلى ركائز ودعائم الإيجابية وكذا عوامل النجاح.
أما الفترة المسائية فتضمنت مداخلة للأستاذة رشيدة لبيوض عضو القسم الوطني المكلفة بالتأهيل القيادي حيث تطرقت إلى أهمية العمل الجمعوي وأبجدياته ووسائله وأهدافه وتقنياته وضرورة اعتماده كآلية من آليات تأطير المجتمع وتوجيهه والاستفادة من الطاقات الخيرة فيه.
وقد أعقب المداخلتين نقاش جاد ومستفيض من طرف الأخوات الحاضرات عكس مستوى استشعار المسؤولية والحرص على العمل الفعال لتحقيق أهداف الحركة.
كما تخللت مداخلات الأخوات مناقشات واستفسارات، واقتراحات تقدمت بها المشاركات، واختتم اللقاء بالدعاء.

وهران: دورة حول "دور المرأة في الدعوة وتحديات التغيير المنشود"


بتاريخ 01 جمادى الأولى 1431هـ، الموافق 15 ماي 2010م، نظم قسم الأخوات والأسرة للحركة بولاية وهران، دورة تدريبية تحت عنوان: "دور المرأة في الدعوة إلى الله وتحديات التغيير المنشود". استهلت الدورة بتلاوة آيات مباركات من الذكر الحكيم، تلتها على مسامع أخواتهن، إحدى الطالبات المتخرجات والحافظات لكتاب الله تعالى.

لتتقدم الأخت المنشطة بإلقاء أهم النقاط للسيرة الذاتية للأستاذة المحاضرة الأستاذة عائشة دحمان بلحجار، كما مهدت بكلمة جامعة عن موضوع المحاضرة.
الأستاذة عائشة دحمان بلحجار باشرت محاضرتها –وهي عنوان الدورة- بالتحدث عن أدوار المرأة في المجال الدعوي وواجباتها في التغيير المنشود، كما أعطت النماذج الرائعة من السلف الصالح لأمهات وأخوات ضربن أروع الأمثلة وأصدق النماذج وأنبل المواقف في الإيمان والدعوة الفردية، وخاصة ركن التضحية والبذل في سبيل إنجاح المشروع الرباني لرسالة الإسلام الغراء.
ثم غيرت الأستاذة مسار الدورة لتجاوز الروتين بسؤال (عصف الذهن) ومدى تجاوب الأخوات للأسئلة المطروحة عليهن على شكل حوار مفتوح عن الأسباب التي تعيق الأخت عن ممارسة الدعوة الربانية والانبثاث وسط الناس والسير الحثيث مع المحاضن التربوية إلى نهاية المطاف (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين).
وفي نهاية الدورة شكرت الأستاذة الأخوات الحاضرات عن حرصهن على هذه الدعوة المباركة.
واختتمت الدورة بالدعاء وتقديم إكراميات على شرف الأخوات المشاركات.

ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي



في الذكرى السابعة لوفاة الشيخ الرئيس محفوظ نحناح -رحمة الله عليه-


تنظم

حركة الدعوة والتغيير


ملتقى الشيخ محفوظ نحناح الدولي


تحت شعار:

"منهج الشيخ محفوظ نحناح في الدعوة والتغيير

الجزائر أيام: 10-11-12 جوان 2010

بحضور نخبة من الشيوخ والدعاة وأصدقاء الشيخ من داخل وخارج الجزائر

24 مايو 2010

الملتقى التكويني الأول للدعاة حركة الدعوة والتغيير قسنطينة


وهران: تنظم المخيم الطلابي الأول




بتاريخ 28-29-30 جمادى الأولى1431هـ، الموافق 13-14-15 ماي 2010م، نّظم القسم الولائي للجامعات والعمل الطلابي للحركة بولاية وهران، المخيم الطلابي الأول باسم "الأستاذ جمال فارس رحمه الله" وتحت شعار: "الطالب... بين التربية المعهودة... والحركية المنشودة".
وقد استُقبل المشاركون من طلبة وطالبات مساء اليوم الأول، وتم الافتتاح بعد صلاة المغرب بقراءة جماعية للمأثورات. وبعد صلاة العشاء افتتح المخيم بكلمات من طرف مديرة المخيم الأستاذة هوارية عبيد، ثم رئيس القسم الأستاذ محمد لعريبي، الذي ترحم فيها أولا على روح الأستاذ جمال فارس رحمه الله، مبينا المناقب التي تميز بها المرحوم من حرصه على إنجاز العمل وتفانيه المستمر في خدمة الخط الأصيل والمنهج السليم، وهو الذي سبق له أن ترأس الأمانة الولائية للجامعات والعمل الطلابي بوهران، ثم بين دور الطالب في بناء الأمة وفق التربية التي عهدها وتطلعه إلى ما يجعله حركيا وفاعلا في بيئته، انطلاقا من فكر سليم يحفظ له سلامة النهج.
وفي صبيحة اليوم الثاني ألقى الأستاذ ياسين مربي مداخلة حول التفوق الدراسي عند الطالب الجامعي مقدما أمثلة عن النماذج الناجحة التي استطاعت أن توفق بين العمل الدعوي والتفوق في الدراسة. لتليها ندوة من تأطير الأستاذين عبد القادر قينان دواجي والأستاذ بنور دحو، في موضوع المبادرة والإبداع في حياة الطالب وكانت محاور الندوة حول فقه الواقع المعاش والشعور بالمسؤولية التي تؤدي إلى الإبداع الذي هو أمر شرعي، ولا تتوفر هذه الخاصية إلا عند حاملي المشروع وصانعي الوعي. الذين لهم أهداف مسطرة في حياتهم، ليتم بعد ذلك فتح المجال للمناقشة من طرف الطلبة.
خطبة الجمعة ألقاها الطالب إبراهيم لطرش، والتي حملت عنوان "أصلح نفسك وادع غيرك".
وبعد أداء صلاة العصر التقى المشاركون في 3 ورشات ناقشت موضوع الانتشار الدعوي من تأطير الأساتذة: محمد لعريبي، عبد القادر قينان دواجي وبنور دحو. لتكون خاتمة أمسية اليوم الثاني سمر منوع وثري زاد جو المخيم فرحا وحبا وانبساطا.
آخر يوم كان اللقاء فيه مع الأستاذة سمية بن عياد في موضوع "دعامات التحصيل العلمي"، إذ تطرقت إلى عوامل عدة منها: العزيمة وحسن التوكل على الله، التخطيط والتنظيم، المذاكرة الجماعية، علو الهمة والابتعاد عن المعاصي..إلخ.
المحاضرة الثانية كان فيها الشرف للمشاركين بالجلوس مع مسؤول القسم الوطني للطلبة، ليحدثهم عن الخطايا العشر في طريق الدعوة، التي ذكر منها: سوء البداية والقصد، الطموح بين الذاتية والهوى، العمل بين العجز والتردد، وإعطاء الدعوة فضول
الأوقات...
لتكون الرحلة الاستكشافية خاتمة المخيم قبل حفل الاختتام الذي تم الإشارة فيه إلى التوصيات التي نذكر منها: الالتزام بورد الذكر-
التحصيل العلمي – رابطة الأخوة – العمل الدعوي...
لتختتم أشغال المخيم أمسية السبت على الساعة السادسة بتوفيق من الله ثم بمجهودات الإخوان من المكتب الولائي إلى المناضلين.

سعيدة: انعقاد الدورة العادية لمجلس الشورى الولائي

في يوم الجمعة السابع (07) من شهر جمادى الثانية 1431هـ الموافق لـ: 21/05/2010م، انعقد لقاء مجلس الشورى الولائي لحركة الدعوة والتغيير لولاية سعيدة في دورته العادية، والتي حملت اسم فضيلة الشيخ العلامة محمد الغزالي رحمة الله تعالى عليه، وتحت شعار: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، تم فيها عرض تقرير عن نشاطات المكتب الولائي ملفا أساسيا، إضافة إلى قضايا تنظيمية ومتفرقات.
وبعد الافتتاح بالقرآن الكريم، تدخل رئيس مجلس الشورى الولائي الأستاذ الهواري بوكفوسة بكلمة ركز فيها على حال وأوضاع
الأمة والوطن، منوّها بأن يكون ذلك وقودا ودافعا لمزيد من التفاعل والعمل والتحرك على جميع المستويات، كما أشار إلى أن عضو مجلس الشورى الولائي يعتبر قياديا في ولايته وبلديته فيجب عليه أداء هذا الدور بالشكل المطلوب.
ثم جاءت كلمة رئيس المكتب الولائي الأستاذ علي حشماوي، ركّز فيها على الأولويات في عمل الفرد والحركة معرجا على بعض المعاني القرآنية.
ليتم بعدها فتح نقاش معمق حول مختلف محاور البرنامج، حيث قدم أعضاء المجلس مقترحات وإثراءات جد مفيدة لتضاف للبرنامج وفي آخر اللقاء تمت تزكية البرنامج بإجماع كافة الأعضاء.
وفي جو إيماني مفعم بالأخوة والمحبة اختتمت الدورة بالدعاء.

المرشد العام يكتب: الإسلام هو الحل.. فما الإسلام؟ وكيف يكون الحل؟




شعارٌ وفَّقنا الله لحمل أمانته، وهي ثقيلة كرمز جامع مانع أثناء الحملة الانتخابية، وهو يعبِّر عن مشروعنا أدق تعبير؛ ولكنه يحتاج إلى تفصيل لما أجمله وشروح لما تضمنه..
وابتداءً.. يجب تحرير المصطلح كما يقول العلماء؛ فما الإسلام الذي هو الحل؟



سؤال قد يبدو غريبًا حتى على المسلمين أنفسهم، ولكن اعذرونا، فقد هُوجمنا بأسئلة أبسط ما يُقال عنها إنها عدم فهم لهذا الدين الرباني الشامل؛ لذلك احتاج النهار إلى دليل.



الإسلام: ليس منهجًا بشريًّا، ولكنه منهج رباني أنزله مَنْ خلق النفس البشرية، ويعلم ما يصلح لها وما يصلحها ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾ (الملك).. وأستدرك فأقول: إن المقدس فيه هو العقيدة وأصول الشريعة والأخلاق والمعاملات.. أما الفروع فهي تسمح بتعدد الآراء والاجتهادات، بل والنيات حسب الظروف والأحوال الخاصة والعامة، وترحب بالصالح النافع من كل مصدر إسلامي أو غير إسلامي "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" كما قال صلى الله عليه وسلم، كذلك لا توجد قداسة أو عصمة لبشر مهما بلغت درجته في المسئولية الدينية أو الحكومية أو الرئاسية، وليس معنى الإسلام هو الحل أن نخلط الفروع بالأصول والثوابت بالمتغيرات "نثبت المتغير فيحدث الجمود " أو "تغير الثابت فيحدث التحلل من القواعد والقيم"، وهذا أكثر ما وقع فيه بعض الجماعات قديمًا وكثير من الإعلاميين والصحفيين حديثًا.



وقد أوجزها وأجملها- وما أجملها- كلمة قالها الصحابي الجليل الحباب بن المنذر رضي الله عنه لمن هو خير مني ومنك ومن كل الرؤساء والزعماء والقادة (أهو منزل أنزلكه الله؟!) أي ثابت من الثوابت ليس مجالاً للرأي؟ (أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟) أي متغير من المتغيرات يسمح فيه بالاجتهاد والاقتراح حسب ضوابط الأصول؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، أي شجعه على إبداء الرأي الذي هو فعلاً قد جهَّزه وجاء به- وهذه إيجابية ذاتية رائعة- وأذن ووافق على التعديل والتغيير ليكتمل التشريع بالتطبيق، وأمر بتنفيذه فورًا، وكان بفضل الله أحد أسباب النصر في غزوة بدر الكبرى.



والذين يدَّعون بأن حكمَ الإسلام حكمُ حكومة دينية، كلام وزرائها مقدس، لا يقبلون نصيحة، ويرفعون في وجه كل مخالف لهم في الرأي سيفًا معنويًّا بأن كلامنا بالآية والحديث أي لا نقبل نصيحة ولا توجيهًا.. هؤلاء مخطئون أو متعمدون لا يخوِّفون غير المسلمين بل المسلمين أنفسهم؛ عن التحاكم لشرع الله الذي قال عنه رب العزة: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)﴾ (النساء).



هؤلاء قال الله عز وجل عنهم: ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)﴾ (النور)، أما الاجتهاد البشري فصوابٌ يحتمل الخطأ، أو حتى خطأ يحتمل الصواب.



زاوية عدم الفهم الثانية عن الإسلام، فهي أنه كلما ذكر الحكم بالإسلام كمنهاج حياة يشمل مظاهر الحياة جميعًا؛ تبادر إلى الذهن من كثرة التشويه المتعمد والتطبيق الخاطئ أنه دين الحدود وقطع يد السارق ورجم الزاني.. أليس هذا هو فهم الشريعة الإسلامية؟! ويعلم الله إنه لفهم قاصر ظالم لدين أنزله الله رحمة للعالمين، أي لكل الكائنات للإنس مؤمنهم وغير مؤمنهم، وللجن مؤمنهم وغير مؤمنهم؛ رحمةً للحيوانات وللطيور والنبات بل والجماد.



فإن الشريعة الغراء السمحة هي التي تقضي أول ما تقضي بتربية الإنسان على قيم وفضائل ثابتة، لا تخضع للأهواء ولا للأزمنة ولا للأمكنة.. وعندما يوجد الإنسان الصالح توجد معه كل أسباب النجاح، وأول قيم بناء الإنسان عبوديته لله (ولله وحده)، وتحريره من كل عبودية لغير الله، فلا يخاف إلا الله فينطلق في الكون يعمِّره ولا يخربه، يصلحه ولا يفسده.



ويكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياجَ المجتمع كله؛ لحماية هذا الإنسان من نفسه وشيطانه، ومن هنا يبدأ الانتماء للمجتمع الذي يحرص على أبنائه ويحرص أبناؤه عليه.



اسمع قول الله عز وجل: ﴿وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)﴾ (النساء).



أليست هي الشرعية التي خاطبت الأسرى من الكفار ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّـهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70)﴾ (الأنفال)؟



أليست هي الشريعة التي تفرض على ثلاثة رأوا رجلاً وامرأة يزنيان رأي العين أن يستروا عليهما، وإذا تحدثوا بذلك عُوقبوا هم؟!!



أليست هي الشريعة التي قررت حرمة النفس البشرية وحرمة المال وحرمة العقل وحرمة العرض، وانظروا إلى أهمية الحرمة، أي إن هذا تحريم إلهي، ليس قرارًا بشريًّا بحماية أو بصيانة هذه الحقوق للغير، وهذا المناخ الإسلامي الطاهر سيعيش فيه، ويتمتع به كل من يستظل بظله، كما حدث بشهادة حتى غير المسلمين.



لقد عاش المسلمون والنصارى بل واليهود (الذين نعاني ويعاني إخواننا المسلمون منهم كل هذه المعاناة)، عاشوا في كنف عدل ورحمة الإسلام، وما زالت إحدى عشرة آية في القرآن تبرِّئ يهوديًّا مظلومًا، وتتهم مسلمًا ظالمًا؛ نتعبد بها إلى يوم القيامة.



وبعد ذلك تأتي الحدود التي وضعها تشريع الله لنا لعلاج حالات الانحراف الفردية؛ لأن البشر ليسوا ملائكة، ولقد حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ما يستوجب إقامة الحدود، ولكن من نفوس لوامة رجاعة إذا أخطأت اعترفت، فما احتاجت لكل هذه الرقابة الأمنية التي لا تجدي، بل إلى رقابة الضمير وتأنيبه؛ فجاءت هي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتطلب التطهير، وانظروا إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان أول ما نزل من القرآن أن ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى ربهم نزلت آيات الحلال والحرام، ولو كان أول ما نزل من القرآن لا تقربوا الزنا لقال الناس لا ندع الزنا أبدًا".



وقضية ثالثة: أَعْتبرُها أمَّ المشكلات التي يعاني منها المجتمع وحلها هو الحل الجذري الناجع بإذن الله؛ ألا وهي اختيار القيادات، فهي ليست عملاً سياسيًّا ولا سياديًّا، ولكنها عبادة نتدرب عليها في المسجد عندما نتعلم صلاة الجماعة لاختيار الإمام وأولي الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا تدريب المجتمع كله على اختيار القيادات الصالحة؛ لأننا باختيارنا لها نستجلب رحمات الله علينا وعليها ونضيف صلاحها إلى صلاحنا.. أما إذا حدث العكس كما حدث ويحدث فستجلب هذه العناصر الفاسدة من هم على شاكلتها، فالطيور على أشكالها تقع، ويصبح الفساد ليس ظاهرة أخلاقية فردية، بل عملاً منظمًا تقوم به هياكل من أصحاب المصالح تحرص على بقاء الفساد؛ لأنها منتفعة به، وتحرص على انتشاره ورواجه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ (النور: من الآية 19)؛ حتى لا يكونوا هم وحدهم الشواذ الغريبين في المجتمع، وهذا أسوأ صور الفساد من لوبي الفساد المنظم من أصحاب المصالح، وفي هذا الصدد حديث جامع شديد التحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استعمل على قوم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أرضى لله منه؛ فقد خان الله ورسوله وأمانة المسلمين"، وهذه تعتبر خيانة عظمى بمفهوم العصر الحديث.



وقد قال الخليفة الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي وضع قواعد الإدارة العامة والمتابعة، كما لم تُوضع من قبل ولا من بعد أسس لها: "أرأيتم لو أني عمدت إلى خيركم فوليته عليكم أكنت قد أديت ما عليّ؟ قالوا نعم يا أمير المؤمنين.. قال لا والله حتى أنظر ماذا يصنع..."!!!.



ويكفي أن نعلم أن واحدًا فقط من هؤلاء المفسدين المحميين بلوبي الفساد هرب بعد أن سرق مليارًا من الجنيهات بضمانات شفهية، وتمَّ التستر عليه بعد هروبه وحتى الآن من هذا اللوبي صاحب المصلحة، فكم يعالج هذا المليار من المشكلات ويحل من الأزمات؟ وأيضًا بدلاً من أن ننفق المليارات على علاج الفشلَيْن- الذين انضموا إلى مجموعات الفشل- الكبدي والكلوي والسرطانات المستعصية على العلاج، ألم يكن الأولى والأجدى أن نمنع وصول هذا المفسد الذي تولى وسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد؟! لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد تمت عشرات الإنذارات وبحت آلاف الأصوات المحذرة من ذلك "فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد"، وهذا الدرس المؤلم يجعلنا ننتبه ونقف صفًّا واحدًا لإبعاد باقي الفاسدين المفسدين "فنحن وهم في سفينة واحدة يريدون أن يغرقوها"، وإلا فسنظل ننفق المليارات على علاج آثار فسادهم وإفسادهم بلا جدوى.



وفي المقابل ألم يُمنع أهل الصلاح من تولي المسئوليات التربوية، وتم إحالة عشرات الآلاف منهم إلى أعمال إدارية، وأصدرت المحاكم آلاف الأحكام لبطلان قرارات إحالتهم هذه، وحرمان أبنائنا من تربية أهل الصلاح.. ألم يُحبس شباب الجماعات الإسلامية ظلمًا وعدوانًا بلا جريرة، وصدرت لهم عشرات بل مئات أحكام الإفراج ولم تُنفذ، ولم تحترم أحكام القضاء؟! ولعن الله قومًا ضاع الحق بينهم، بل مات منهم العشرات في السجون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة"؛ مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32).



ألم تُصدر مشروعات اجتماعية واقتصادية كانت تساهم في حل الكثير من مشكلات البطالة وأمراض المجتمع بجهود ذاتية تطوعية ابتغاء مرضاة الله، بحجة أن أصحابها من الإخوان المسلمين؛ ما دفع الكثيرين من أهل الخير والصلاح أن يحجموا عن إنشاء مثل هذه المشروعات الخيرية فتفاقمت المشاكل.. افتحوا أبواب الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، حسب ضوابط ثوابتنا الأصيلة، يحمل الناس معك هموم ومشاكل الوطن والمواطن.



بقيت نقطة أخيرة تساءل بها الكثيرون بحسن نية أو بغيرها، وهي نقطة الخلافات الفقهية وأي إسلام تريدون تطبيقه، وقد تعددت الأشكال والفتاوى، واختار الناس أين الصواب وأين الخطأ، بل أين الحق وأين الباطل؟!



والحل سهل إذا خلصت النيات، ولزم كل واحد حدوده، وسألنا أهل الذكر إن كنا لا نعلم، إن عودة أوقاف الأزهر بل والأوقاف الإسلامية عامة حلٌّ جذريٌّ لتحرير الأزهر وعلمائه، وعدم تبديل وصية المسلمين الذين أوقفوا هذه الأوقاف ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)﴾ (البقرة)، يتحرر علماء الأزهر، خاصة المسئولين منهم؛ من سلطان الدولة والوظيفة والراتب، وتُختار قيادته بالانتخاب من أهل العلم والورع والتقوى، وهم بفضل الله في مصر كثيرون، ويضم إليهم لجنة من إخوانهم المشهود لهم في باقي الدول الإسلامية، وتُعرض عليهم القضايا الخلافية والمستجدات التي تحتاج إلى اجتهاد، ويجعلون أمرهم وأمر أمتهم شورى بينهم، ويتفقون على الاختيار الفقهي الأصوب، أو يفتحون باب الاختيار لتعدد الصواب؛ عندها نسمع قول الله عز وجل ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تلاوة الآية يتردَّد في أسماع الدنيا ﴿قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)﴾ (الزمر)، (اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)...



أما قضية عالمية الإسلام، وكونها حلاًّ لهوان الأمة العربية والإسلامية، فكما أعزها الله به قديمًا فلن يعزها حديثًا إلا به ولهذا لقاء آخر.. جعلنا الله وإياكم هداة مهديين، وولَّى أمورنا خيارنا، وفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين... آمين.