18 فبراير 2010

تـقـريـر شـامـل خـاص بـالـمـلـتـقـى الـدولـي لـلـشـيـخ مـحـمـد بـوسـلـيـمـانـيبحضور كثيف ومتميز من الضيوف والمشاركين حركة الدعوة والتغيير تنظم ملتقى ا


بحضور كثيف ومتميز من الضيوف والمشاركين
حركة الدعوة والتغيير تنظم ملتقى الشيخ محمد بوسليماني الدولي
تناقش موضوع الوسطية والشباب وتعلن عن مبادرة تأسيس "المركز الجزائري للوسطية"
بحضور شخصيات فكرية وسياسية ونواب وعلماء ودعاة ومسؤولي منظمات وقادة الرأي من داخل الوطن ومن ضيوف الملتقى من الخارج، وبمشاركة إطارات ومناضلي حركة الدعوة والتغيير من بلديات وولايات الوطن، انطلقت صبيحة يوم السبت 13 فبراير 2010 بفندق الرياض بالعاصمة، فعاليات الجلسة الافتتاحية لملتقى الشيخ محمد بوسليماني الدولي تحت عنوان:" الوسطية والشباب: مسؤولية وتطلعات".
الملتقى من تنظيم كتلة التغيير البرلمانية لحركة الدعوة والتغيير، التي دأبت على إحياء مثل هذه المناسبات عرفانا وتقديرا لرموز الوطن ولرجالات الحركة ووفاء للمنهج انطلاقا من مقولة: "يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر".

تميز واستحسان:
ما ميز الجلسة الافتتاحية للملتقى هو مشاركة واسعة وحضور مكثف غصت بهم قاعة المحاضرات، وقد تجاوب المشاركون من ضيوف الملتقى من داخل الوطن وخارجه مع موضوع الملتقى واستحسنوه، ما جعل الكثير منهم يشيد ويعلن أن حركة الدعوة والتغيير وفقت في تناول هذا الموضوع الحيوي الذي هو حديث الوقت، خاصة عندما ربطت بين الوسطية والشباب، بل وأيضا في مساهمتها التي لا تنكر في التأسيس لهذا المبدأ وتكريسه في الواقع، تحقيقا لاستقرار المجتمع ورعاية للشباب وحمايته من التطرف والانحراف.
وتميزت الجلسة أيضا بكلمة رئيس حركة الدعوة والتغيير الشيخ مصطفى بلمهدي الذي تحدث عن المنهج وتأسيس الحركة الذي كان فيه ثالث ثلاثة: (الشيخ محفوظ نحناح، الشيخ محمد بوسليماني، الشيخ مصطفى بلمهدي)، وبأن هذه الذكرى هي وقفة مع المنهج ومع الرجال، وتدبر في واقع الأمة وما تستدعيه من متطلبات وما تعيشه من تحديات، وعند الحديث عن الشيخ بوسليماني قال بأنه عاش من أجل غاية رسالية سامية، وجاب ربوع الوطن من أجل الفكرة واهتم بالشباب وعمّر مساجد الوطن، وتحمل المغرم وترك المغنم، وتعامل مع عملية التغيير برؤية شرعية وواقعية وسننية، كما بين كيف كانت قضايا الأمة حاضرة في تحركاته وأنشطته وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

حضور مميز للقضية الفلسطينية وإطلالة أثيرية من غزة:
كما تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور مميز للقضية الفلسطينية من خلال الإطلالة الأثيرية لوزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية فتحي حماد على الحاضرين بكلمة وضعهم من خلالها في الصورة فيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، رابطا بين نضال الشعبين الجزائري والفلسطيني في الماضي والحاضر من أجل العدالة والحرية والكرامة وتقرير المصير.

أفكار وطروحات من الملتقى:
وقد تعددت وتنوعت التدخلات وتعددت آراؤها لكن في معظمها تمحورت حول جملة من الأفكار الأساسية والمحورية:
التأكيد على الوفاء للذين خدموا بفكرهم ونضالهم ومواقفهم الإسلام الصحيح والوطنية الصادقة وخطوا بفكرهم خط الوسطية واحتضنوا الشباب تربية وتوجيها ورعاية لحمايته من الانحراف والتطرف.
وكان الحديث أيضا عن مناقب الشهيد محمد بوسليماني في التضحية والثبات والدعوة والعمل الخيري وحب الجزائر والتضحية مقابل أن ينتشر مشروع الحياة والمصالحة.
كما كان الحديث عن الشباب، لأن الاهتمام بهذه الشريحة هو اهتمام بالمستقبل، ومن أجل القضاء عن كل مظاهر الانحراف واليأس و"الحرقة"، وهو ما قاد للحديث عن الدعوة وعن السياسة والعلاقة بينهما، الدعوة: لاحتضان الشباب فكريا وتربويا وثقافيا وروحيا، والسياسة بالاهتمام بانشغالاته والاستجابة لتطلعاته، بتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتطوير المشاركة وتحقيق التنمية، وهذا يكون باستثمار مخزون الوطن وتراثه الفكري والقيمي والنضالي والوفاء لهذا التراث ولهذا النهج ولرموز الوطن ورجاله، واستكمال المسار في صناعة الحياة وبناء المستقبل في ظل المصالحة والوسطية والتعاون والبحث عن قواسم مشتركة تجمع الخيرين في هذا الوطن، خاصة بعد أن حسمت الجزائر أمرها، بأنها امة المصالحة وليست أمة الفتنة، وأنها أمة الحياة وليست أمة الاقتتال، وأنها أمة الوسطية وليست أمة الضلال، وأنها أمة المستقبل وليست أمة التخلف والنكوص.
بالموازاة مع ذلك المحافظة على رسالة الشهيد لأنها أمانة في عنق الأجيال الذين يحلمون بدولة العدالة والحريات والكرامة والديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية كما نص بيان أول نوفمبر.
وحضرت القضية الفلسطينية في التدخلات من خلال التأكيد على عدالة القضية ومشروعية المقاومة مثلما صنع الشعب الجزائري إبان الاحتلال بثورة مظفرة ما تزال قبلة للثوار تستلهم منها الشعوب المقاومة والنضال، كما جاء على لسان وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية، مثلما يستلهم من رموز هذا الوطن قيم التضحية والثبات والإباء، وبالتأكيد إن شعبا يحتضن هذه القيم ومثل هذه الرموز لجدير بالنصر والمستقبل يؤكد السيد الوزير.
أما عن موضوع التغيير فقد تم التأكيد على هذه الحركية الاجتماعية والفكرية وبأن الشهيد بوسليماني كان مساهما وفاعلا في هذه الحركية، وبأن أساس التغيير هو تغيير الإنسان، وإننا إذا لم نغير أنفسنا فسيأتي من يغيرنا.

المتدخلون في الجلسة الافتتاحية:
- الأستاذ عبد العزيز منصور منسق كتلة التغيير البرلمانية.
- الأستاذ عيسى بن الأخضر رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح وأحد الذين عملوا مع الشهيد محمد بوسليماني.
- وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية الأستاذ فتحي حماد (هاتفيا).
- القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية الأستاذ نور الدين بن براهم.
- الأمين العام لحركة النهضة الأستاذ فاتح ربيعي.
- الأستاذ عبد الكريم دباغي ممثل الزوايا –أدرار.
- المجاهد رابح بلطرش.
- الأستاذ حملاوي عكوشي نيابة عن الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني.
- الأستاذ عبد العظيم صغيري من المغرب.
- الأستاذ المفكر عبد الرزاق قسوم.
- الحاجة آسيا بركاني من البليدة إحدى تلامذة الشيخ محمد بوسليماني.
- الأستاذ والباحث محمد أرزقي فراد.
- مرشح الرئاسيات السابقة الدكتور محمد جهيد يونسي.
- الأستاذ والمفكر عمار طالبي، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
- رئيس حركة الدعوة والتغيير الشيخ مصطفى بلمهدي.

مدرسة الوسطية ودورها في معالجة الفتنة وحماية الشباب:
في الفترة المسائية، تواصلت أشغال الملتقى ببرمجة محاضرا ت وندوات تتعلق بالفكر الوسطي من حيث التأصيل والتأسيس، بالإضافة إلى جوانب أخرى متعلقة بالأبعاد التربوية والدعوية والاجتماعية للوسطية وما قدمه الشيخ بوسليماني بهذا الشأن، تحدث فيها فضيلة الشيخ محمد مكركب، وكذلك الأستاذ محمود خونا أحمد، كما برمجت محاضرة بعنوان:"الفكر الغربي بين التنبؤات المفتعلة والإساءات المبتذلة: قدمها الدكتور سعيد بويزري من جامعة تيزي وزو، أورد فيها الأسباب: أسباب خاصة بالغرب، وأسباب خاصة بالمسلمين، والمقاصد، والوسائل، والحلول التي حددها في ثلاث نقاط:
- تجذير الإيمان بالإسلام وتحقيق الشهود الحضاري.
- الأخذ بأسباب التمكين (علمية، فكرية، تربوية، نفسية،..).
- العمل على تحويل شحنات الغضب ومشاعر الغيرة إلى أعمال وإنجازات حضارية.
نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير الأستاذ عبد المجيد مناصرة قدم محاضرة بعنوان:"مدرسة الوسطية ودورها في معالجة الفتنة"، فرق في البداية بين الحديث في الوسطية طولا وعرضا، وبين أن يمتحن الإنسان فيها، كما حدث للشهيد محمد بوسليماني، الذي أبى إلا أن تزهق روحه ويسلم المنهج، وها نحن بعد سنوات يضيف المتحدث نفضل المنهج والأثر على الهيكل، مضيفا أن الشيخ نحناح والشيخ بوسليماني رواد في مدرسة الوسطية، وبثباتهم على هذا النهج ثبتنا وثبتت الجزائر، معتبرا أن الجناة في حق الشهيد بوسليماني ضحايا غياب المنهج الوسطي، والوسطية تبرز أكثر في زمن الفتن.
وبعد أن بين معاني ومظاهر الفتنة في الدين، وبأنها هي أشد الفتن، وهي فتنة جماعية، تطرق إلى أسباب الفتنة وحددها في عدة نقاط أهمها:
- سوء فهم الإسلام.
- عجز التعامل مع الواقع.
- الإحباطات النفسية الفردية والجماعية، إما نتيجة فشل، أو تهميش اجتماعي أو سياسي، وغياب قنوات الحوار والتعبير..
ثم تناول بالشرح والتحليل محور الأمة والوسطية، مبينا أن الجزائر لم تنج إلا بسفينة الوسطية من التطرف الديني والعلماني، مستعرضا في ذات السياق تقريرا لمركز "راند" الأمريكي الذي صنف فيه المسلمين إلى عدة تصنيفات، وينصح الحكومات الغربية في أسلوب التعامل مع هذه الأصناف، ليختم هذا المحور بتقديم شرح تحليلي لمحتوى وأبعاد الوسطية على ضوء الحديث النبوي الشريف: "يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحرف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين".
وفي ختام المحاضرة قدم منظومة علاج متكاملة للفتنة من خلال مساهمة مختلف مؤسسات المجتمع والدولة في ذلك.

محور القضية الفلسطينية تناوله الأستاذ محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والذي أشار في مستهلها إلى حضور القضية في نفوس الجزائريين، فهم الذين صنعوا ثورة تحريرية ما تزال مصدر إلهام للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ثم عاد بالحاضرين إلى العدوان على غزة التي استعمل فيه الكيان الصهيوني افتك الأسلحة وأبشع الجرائم، لكنه قوبل بصمود أسطوري وبمقاومة باسلة، وخرجت القوات الصهيونية تجر أذيال الخيبة، ليعترف بذلك أولمرت بعد عام ونيف، ويقول في إصدار له حديثا أن باراك ضللني بالمعلومات.
في المقابل تزداد حماس قوة سياسيا ودبلوماسيا، وفي الميدان، ويتوجه رئيسها إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي، كما يقوم قادتها بزيارات إلى العديد من الدول العربية والإسلامية.
ثم قدم صورة عن غزة في ظل الحصار وفي ظل محاولة استحكام الحصار بالجدار الفولاذي، ليستعرض بعد ذلك موضوع المصالحة الفلسطينية، وما يحصل بشأنها من ضغوطات على حماس من الكثير من الأطراف، خاصة بعد أن أبدت ملاحظات على الوثيقة فقالوا لحماس وقعوا على الوثيقة ثم قدموا الملاحظات.
وفي الختام قدم ما اعتبره الوجه الآخر للوضع في عدة نقاط:
- معنويات الناس عالية وقابليتهم للصمود مرتفعة.
- المشروع الأمريكي في انحدار في العراق وأفغانستان، وكذلك هو في أزمة في علاقته مع الصين وروسيا.
- ما أظهرته وسائل الإعلام مؤخرا من فضائح وممارسات فساد في أوساط بعض المسؤولين الفلسطينيين بدافع الابتزاز. فهل يعقل أن يمسك بالمشروع من هو في ذاته منهار؟

اليوم الثاني من الملتقى:
اليوم الثاني من الملتقى عرف أيضا برمجة العديد من المحاضرات والندوات، نشطها أساتذة أفاضل ومفكرون وسياسيون ومسؤولون في هيئات ومنظمات المجتمع المدني، حيث تدخل في الفترة الصباحية كل من الأستاذ عبد العظيم صغيري من المغرب، والأستاذ علي جاويش من السودان، والأستاذ عيسى بن الأخضر رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح الوطنية، وأحد الذين عملوا مع الشيخ محمد بوسليماني في الجمعية، واختتمت الفترة الصباحية بمحاضرة لرئيس حركة الدعوة والتغيير الشيخ مصطفى بلمهدي تحت عنوان: "الشيخ محمد بوسليماني الثبات على المبدأ وقود المصالحة الوطنية"، (وقد تم إدراج نص المحاضرة بالكامل في موقع الحركة).
الفترة المسائية استهلت بتنظيم ندوة حول رؤية الشيخ محمد بوسليماني للعمل النسوي، نشطتها كل من الأستاذة حميدة غربي مسؤولة القسم النسوي بحركة الدعوة والتغيير، والأستاذة عائشة بلحجار رئيسة المنتدى العالمي للمرأة المسلمة، والنائب السابقة الأستاذة حسيبة أمقران، التي أبرزت في مداخلتها دور الشيخ محمد بوسليماني في دفع العمل النسوي في الجزائر، واهتمامه بالمرأة، بنتا، وزوجة، وعاملة، وطالبة، وربة بيت، وغيرها من مجالات الحياة..، كما قدمت نماذج تاريخية من نساء صنعن الحياة، كما استعرضت جوانب من اهتمام الشيخ بوسليماني بالمرأة، ونماذج وشهادات بهذا الشأن.
الأستاذة حميدة غربي تناولت موضوع مدرسة الوسطية والمرأة من خلال دور الشيخ محمد بوسليماني في هذا المجال الذي حددته في جملة من النقاط:
- اللمسة الإنسانية في منهج بوسليماني.
- قيادة المجتمع بالحب والرحمة.
- أن نكون مع الناس في حاجاتهم.
- الاشتغال بتنمية شخصية المرأة.
- تنمية الفاعلية وروح المسؤولية.
أما الأستاذة عائشة بلحجار، فاستهلت مداخلتها بتقديم صورة عن تأسيس العمل النسوي في الغرب الجزائري، ودور الشيخ محمد بوسليماني في رعاية هذا العمل والدفع به خطوات نوعية إلى الأمام، وقدمت في ذلك مجموعة من الشهادات والصور الحية، وواصلت حديثها في ذات السياق عن العمل النسوي وكيف نما وتطور محليا ووطنيا إلى أن أصبح له حضور وتطلع دولي، وكيف يمارس دوره وهو في هذا الفضاء المليء التحديات.
وقد شهدت التعقيبات الكثيرة على الندوة صورا رائعة أفاد بها المعنيون من الإخوة والأخوات حول العلاقة المميزة للشيخ بوسليماني بالأفراد إخوة وأخوات سواء في مرحلة السرية خلال فترة السبعينات وبداية الثمانينات أو مرحلة ما بعد الانفتاح حيث كان حاضرا في أدق تفاصيل الأفراد يحمي فكر الوسطية والاعتدال وممارستهما داخل النفس البشرية من جهة وداخل المحيطات المتعددة العائلية والمدرسية والاجتماعية بشكل يحمي منظومة الوسطية ويمكن لها عبر القناعة والحب لتتحول بعد ذلك إلى مشروع حضاري أنتج المشاركة الإيجابية للحركة الإسلامية في تسيير شؤون الدولة والمجتمع.

لتتواصل الأشغال بتنظيم ندوة أخرى نشطها الأستاذ أحمد الدان مسؤول قسم الإعلام والسياسة لحركة الدعوة والتغيير، بتقديم محاضرة تحت عنوان:"مشاريع السلام من البعد الحضاري" شملت قراءة تحليلية حول واقع وتفاعلات الوسطية والفكر الوسطي في المحيطين الإقليمي والدولي خصوصا ما يتعلق بقضية السلام الذي بدأ يتحول من مشاريع حضارية ترعاه الأديان والإيديولوجيات والدول إلى قضية سياسية تحاول أن تفرض الجسم الإسرائيلي في وسط الأمة العربية وهو ما ينبغي أن يقاوم من خلال تقوية الجانب العربي وتوحيد القوى المقاومة للهيمنة الغربية باعتبار أن التطبيع ليس تطبيعا مع إسرائيل بقدر ما هو أداة تطبيع مع أمريكا التي تحمل مشروعا حضاريا تريد فرضه في الوطن العربي لتستغل من خلاله الأنظمة والثروات وهو الأمر الذي يشكل أساسا لبرنامج المقاومة والممانعة المطلوبة من أجل حماية قيم السلام ورفض مختلف أشكال الهيمنة.
كما شهد الملتقى في الليلة الأخيرة احتفالية مميزة عرفت مداخلات عديدة ومتنوعة لممثلي أحزاب وأساتذة وضيوف ثمنوا جميعا المبادرة واعتبروا الشيخ بوسليماني ركيزة من ركائز الوسيطة والاعتدال في الجزائر وأن هذا الملتقى يمكن أن يمثل منطلقا لتفعيل فكر وممارسة الشيخ بوسليماني وتقديمه بالصورة الأفضل للأجيال القادمة.
كما شهد الحفل مجموعة من الأناشيد التي تناولت الحصار على غزة والإشادة بالوسطية والاعتدال والثبات والوفاء مختتمة بنشيد "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب".
كما وزعت مجموعة من النشريات حول حياة الشيخ بوسليماني وملخصات للمحاضرات الملقاة في الملتقى وأقراص مضغوطة شملت بعض المحاضرات والجلسة الافتتاحية التي تميز بها الملتقى، كما تلي البيان الختامي للملتقى وجملة من التوصيات تصب كلها في تحويل فعاليات وتوجيهات الملتقى إلى أشكال دائمة ومؤسسات متخصصة في فكر الوسطية والاعتدال، كما ألح المشاركون على أن يكون هذا الملتقى سنّة دورية تتعهد من خلالها حركة الدعوة والتغيير ترقية وتطوير فكر الوسطية والاعتدال والقيم التي استشهد من أجلها الشيخ بوسليماني رحمه الله.

17 فبراير 2010

الإعلان عن مبادرة تأسيس "المركز الجزائري للوسطية"


بسم الله الرحمن الرحيم
كتلة التغيير البرلمانية
ملتقى الشيخ الشهيد محمد بوسليماني الدولي
الوسطية والشباب... مسؤولية وتطلعات
البيان الختامي
عقدت كتلة التغيير البرلمانية لحركة الدعوة والتغيير ملتقى الشيخ محمد بوسليماني الدولي بفندق الرياض – الجزائر العاصمة يومي 13 – 14 فيفري 2010 الموافق لـ 28 – 29 صفر 1431هـ، تحت شعار: "الوسطية والشباب ... مسؤولية وتطلعات" بحضور شخصيات وطنية وعلماء ومفكرين وقادة الرأي ورؤساء أحزاب وساسة من داخل الوطن وخارجه، وبمشاركة إطارات وقيادات الحركة ومناضليها من مختلف ولايات الوطن.
وقد تدارس المشاركون موضوع الوسطية والشباب من مختلف جوانبه.
وبعد يومين من الدراسة والنقاش والإثـراء، خرجوا بالبيان الختامي التالي:
1. التأكيد على مبدأ الوفاء لرموز الوطن وتاريخه المجيد.
2. تثمين ورعاية شجرة الصلح والمصالحة التي سقاها الشهيد محمد بوسليماني رحمه الله بدمائه وأمثاله من الوطنيين الصادقين لحل أزمة الجزائر.
3. التأكيد على منهج الوسطية والاعتدال لحماية الشباب من التطرف الديني والفكري والعلماني ومن والغلو والانحراف والعنف.
4. زيادة منسوب الفكر الوسطي وقيم المصالحة في المناهج التربوية والثقافية لحماية الوطن من الانزلاقات والأزمات.
5. الاهتمام بطموحات الشباب والتجاوب مع تطلعاته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحياة الكريمة.
6. التنويه بمبادئ الشعب الجزائري الأصيلة واحتضانه لقيم الصلح والمصالحة الوطنية الصادقة.
7. العمل على مشاركة الحركة في تكريس منهج الوسطية والاعتدال في المجتمع وفي الأمة وفي العالم فكرا وسلوكا وممارسة، والتعاون مع الجميع ضد ظاهرة العنف والإرهاب التي أضحت ظاهرة عالمية مع التفريق بين المقاومة المشروعة للمحتل وبين إرهاب الآمنين وممارسة العنف ضد المخالف.
8. إحياء فكر الشيخين محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني عليهما رحمة الله، سيما في موضوع الحوار والوسطية والمشاركة وخدمة المصلحة العليا للوطن.
9. الدعوة إلى ضرورة الاهتمام بمستقبل الشباب لتأمين مستقبل المجتمع والدولة.
10. التأكيد على دور المرأة الحيوي في حماية المجتمع من مظاهر الانحراف والتطرف وبناء جيل سليم الفكر والتصور، مستقيم السلوك والخلق.
11. ضرورة الاهتمام بقضايا الأمة وعلى رأسها "فلسطين" والتي هي ليست قضية أرض وطين بل قضية عقيدة ودين.
12. الإعلان عن مبادرة تأسيس "المركز الجزائري للوسطية" الذي يتولى الاهتمام بالفكر الوسطي وتوجيه الشباب بعيدا عن مظاهر الغلو والانحراف والتطرف، كما يتولى استقطاب أهل الفكر ويعنى بالدراسات والبحوث.
13. على السلطات الجزائرية الالتفات إلى مجهودات وإسهامات الشيخين محفوظ نحناح والشهيد محمد بوسليماني في خدمة الوطن وقضايا المجتمع، كما يطالبها المشاركون بضرورة إطلاق اسميهما على مرافق الدولة التعليمية والعلمية والثقافية.
14. يعلن المشاركون في الملتقى مساندتهم لمشروع قانون تجريم الاستعمار الفرنسي حماية لتاريخ وحقوق وتضحيات الشعب الجزائري. ع/ المشاركين في الملتقى الجزائر في: 29 صفر 1431هـ، الموافق لـ 14 فيفري 2010م

14 فبراير 2010

كلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في افتتاح فعاليات:حركة الدعوة والتغيير كلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في افتتاح فعاليات: الملتقى الشيخ الشهيد


حركة الدعوة والتغيير كلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في افتتاح فعاليات: الملتقى الشيخ الشهيد محمد بوسليماني الدولي "الوسطية والشباب.. مسؤولية وتطلعات" المنعقد يومي: 29 و30 صفر 1431هـ الموافق: 13 و14 فبراير 2010م بفندق الرياض، الجزائـر. أيها السادة الكرام.. تحية طيبة.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نجتمع اليوم لإحياء ذكرى الشيخ الشهيد محمد بوسليماني عليه رحمة الله، ونتداعى لإحياء هذه الذكرى إيمانا منا بالدور الرّسالي للشيخ بوسليماني، هذا الدور الذي ظل يقوم به في كل الظروف والأحوال بإرادة صلبة وجهد متواصل. أيها السادة إن هذه الذكرى ليست ذكرى تأبين ونوح وبكاء لأن ذلك لم يكن من شيمة الشيخ بوسليماني رحمه الله، الرجل الذي لم ترجى مختطفيه أو يساومهم بعد أن طلبوا منه فتوى بإباحة أعمالهم الهمجية ومشروعية خروجهم عن أمتهم وذبحهم للأطفال والنساء والعزل، وتدميرهم لمؤسسات الدولة ومكاسب الشعب وإضاعة تضحيات الشهداء وإثارة الفتنة النائمة وإثارة الفتنة فيها. وإنما هذه الذكرى وقفة وفاء وتدبر لمسيرة رجل عظيم أفنى عمره من أجل أن يرى الجزائر واحة مثمرة خضراء مورقة أشجارها يانعة ثمارها زلال مائها، فعاش مضحيا بكل شيء في سبيل غايته الكبرى. لقد كان الشيخ بوسليماني رحمه الله داعية معتدلا وسطيا أراد أن يرسخ في هذا الوطن دعوة الإسلام للعمل والبناء والخير والحوار والتسامح فجاب كل ربوع الوطن وحاضر في شبابه وعلمه أميته وعمر مساجده، وكانت تلك المساجد بالنسبة له كالأرحام الولودة لجيل كان يتطلع إليه الشهداء للحفاظ على ميراثهم في الاستقلال والجزائر الحرة الناصعة. لقد كان الشيخ وحدويا ساهم بكل ما أوتي من قوة في جمع الكلمة وتقريب وجهات النظر ولم الشمل بين جميع الجهات والتوجهات من أجل مواجهة التحديات المختلفة التي كانت تواجه الوطن والمواطن والتي كان يعلم جيدا أنها لا تتحقق بجهد أحادي مهما كانت قوة الجهات التي تقوم به، ولذلك كان حريصا على أن تتضافر الجهود المختلفة من أجل الغايات الكبرى للأمة. ولقد كان الشيخ بوسليماني زاهدا فيما عند الناس راغبا فيما عند الله، ولذلك كانت حياته وقفا على الدعوة إلى الله والعمل للإسلام في كل الظروف، وكان متخففا لها من جواذب الدنيا ومطامع الناس تحمل المغرم وترك المغنم. لم تمس يده مالا يحل له ولا طمع في استغلال المناصب من اجل الحصول على أغراض دنيوية أو مطامع مادية، بل يحرص على سن منهج التطهر من الدنيا لدى الدعاة وأعطى لذلك الأمثلة ببساطة في المسكن والمركب والمأكل والملبس وعوض حب الدنيا بحب الله وحب عباد الله والحرص على تقديم النفع لهم وخدمتهم فكرا وعملا من خلال تعليم أمور دينهم وحب وطنهم وإعانتهم على ذلك باستمرار حتى أصبح يلقب بأبي المساكين. وكان يرى التغيير عملية شاملة ومعقدة يجب أن تخرج من كل الحسابات الذاتية وتتجرد من أجل أهداف الأمة الكبرى وتمس كل جوانب الحياة ولكنها لا تصلح إلا بتغيير الإنسان ومتابعة الارتقاء به في كل مراحل ومواقع حياته ولذلك كان رحمه الله يلح على البداية الصحيحة للتغيير بإيجاد قاعدته الصلبة المتمثلة في الفرد عبر تكوين القناعة والارتقاء بالروح والإرادة الخيرة والالتزام بمنهج ومسوؤليات التغيير ذاتيا لتحقيق القدوة الصالحة التي كانت عند الشيخ بوسليماني هي أساس أي عمل تمارسه الحركة الإسلامية في مشوارها الإصلاحي. وهذا التغيير عند الشيخ بوسليماني منظومة متكاملة تبدأ من الفرد ثم تتوسع نحو العائلة الاجتماعية والعائلة الفكرية والسياسية حتى إذا أصبحت أهداف التغيير تحوز على رأي عام أمكن التغيير السياسي الذي هو نتيجة وليس غاية في حد ذاته وعليه تترتب مسؤوليات إعطاء النموذج في الحكم الراشد عبر منظومة سياسية تقدم على الشورى وحرية الرأي وشفافية العدالة وصلاحية النظام المالي والاقتصادي والمشاركة الواسعة لتيارات المجتمع في إدارة الشأن العام وإيجاد الألفة والمحبة بين المجتمع ومختلف مؤسساته خاصة تلك المؤسسات الإستراتجية، كالإدارة ومؤسسات الأمن لتكون منه واليه. وكان الشيخ بوسليماني يعتبر المرأة قضية حيوية في العمل الدعوي وانه يرجع أسباب كثير من مظاهر التخلف في الأمة إلى إهمالها، فالاهتمام بترقية أدوار المرأة في المجتمع سواء أكانت ربت بيت أو شريكة عمل حيث اعتبر -رحمه الله- المرأة مرتكزا أساسيا إلى التربية الاجتماعية سواء من موقعها البيولوجي أو من مواقعها الأخرى حيث أن قدراتها في المشاركة في تلبية احتياجات البلاد والعباد تعادل أن لم تفق العديد من الرجال. ولكن كان يرى أن المرأة ذهبت ضحية لكثير من الأعراف الخاطئة والتقاليد البالية من جهة، ولموجات الفساد والانحلال من جهة ثانية مما احتاج الأمر إلى توازن بين إصلاح وضعية المرأة وإشراكها وحمايتها من أي استهداف لعفتها وأخلاقها وذلك لا يكون إلا بتربية واسعة وعميقة لبنات الجزائر وثقة كبيرة فيهن وهن يمارسن أدوار البناء والعمل في الميادين المختلفة وعلى رأسها الميدان التربوي والتقني وإدارة المجتمع المدني النافع والمؤثر في الأجيال الصاعدة. أيها السادة.. لقد كان الشيخ بوسليماني أمة في رجل وكان -رحمه الله- رغم اهتماماته الوطنية الكثيرة إلا إنه لم يغفل قط عن الدور الإيجابي الذي يجب أن تلعبه الجزائر في قضايا الأمة المختلفة وعلى رأسها قضية فلسطين التي كانت حاضرة في كل حياته اهتم بدعمها والتبشير بحريتها والحرص على مساندتها وإقامة المحافل والمشاركة في المؤتمرات الدولية المساندة وتأسيس اللجان المناصرة لها.كما كان يعتبر تحرير أرض فلسطين دعما وإكمالا لتحرير الأمة العربية والإسلامية واستقلالها وعنصرا لاستقرارها كما كان هم الأمة في البوسنة وأفغانستان وغيرها حاضرا في أعماله وحب الله لعب فيها أدوارا كثيرة ومتنوعة على المستوى الفكري والسياسي والميداني اجتماعيا وتوجيهيا وتعبئة للأمة لنصرة هذه القضايا الكبرى. وكم كان حريصا على التكفل بأبناء الصحراء الغربية الذين كانت تحتضنهم الجزائر في مدارسها بعد النكبة التي أصيب بها هذا الشعب الذي لا يزال مشردا إلى اليوم وكان الشيخ بوسليماني أحد الذين ساهموا في الاعتناء بأبناء هذا الشعب. أيها السادة.. لقد كان الشيخ بوسليماني نظيف اليد واللسان نظيف القلب والمظهر نظيف العلاقة والعمل، عاش طاهرا ومات شهيدا وأعطى للجميع درسا في القائد المربي والسياسي الصادق والداعية المخلص والمثابر في خدمة دينه وأمته ودعوته ووطنه إخواننا نطمح اليوم إلى إحياء القيم التي كان الشيخ بوسليماني حريصا على نشرها بين الناس من خلال 1. اعتماد الحوار والعلاج لقضايانا كلنا من خلال تشارك جميع أبناء الوطن في نقاش قضايا الأمة والتحمل المشترك لعلاج الملفات الساخنة بأعصاب باردة. 2. فتح المجال واسعا للعاملين للأمة وعدم تضييق المساحات الواسعة لمختلفة أنشطة الفكر والسياسة والخدمة العامة لأن ذلك لا يخدم المصلحة الوطنية بل يحرم الأوطان من طاقات أبناءها ومساهماتهم. 3. التكفل بالتوجيه الفكري والثقافي للشباب حتى لا تتكرر مأساة الأمة في التطرف والتعصب والعنف ومزالقه الخطيرة على الوطن. 4. استمرار تنشيط الإصلاح السياسي الذي يؤمن الحكم الراشد وحماية المال العام وتمكين المواطن من المشاركة محليا ومركزيا، وتوفير الحقوق البسيطة للمواطن في الخدمة العامة. 5. تأمين العيش الكريم من خلال ضمان وحماية القدرة الشرائية للمواطن وإحياء روح التضامن بين أبناء الشعب وتوسيع دائرة التكافل الاجتماعي الذي يضمن سندا قويا للمواطن ويخفف العبء الاجتماعي على الدولة. 6. ترقية المنظومة التعليمية والتربوية والأخلاقية لحماية المؤسسات من الانحراف والانحلال وحماية الوطن من النزيف الذي يحرمه من خبرات أبنائه المتخرجين. 7. إيجاد التوازن الاجتماعي وتوسيع الطبقة الوسطى التي تضاءلت بين الثراء الفاحش والفقر المدقع الذي يكاد يكون كفرا باجتثاث جذور الفساد وسد ذرائعه. وفي الأخير إننا نطمح إلى التفافة كريمة من السيد رئيس الجمهورية أن يكرم اسم الشيخ بوسليماني من خلال إطلاق اسمه الذي يحمل رمزية مميزة على مرفق عام وخصوصا المرفق التربوي والاجتماعي الذي كان الشيخ بوسليماني يفني عمره في تحقيق الارتقاء بالأمة من خلال النشاط في مختلف قطاعاتها.

ملتقى الشيخ الشهيد محمد بوسليماني الدولي:حركة الدعوة والتغيير تسترجع رموزها بإحياء ذكرى الشيخ الشهيد محمد بوسليماني.الجزائر يومي: 29-30 صفر 1431هـ الم


الجزائر يومي: 29-30 صفر 1431هـ الموافق لـ 13-14 فبراير 2010م


حركة الدعوة والتغيير تسترجع رموزها بإحياء ذكرى الشيخ الشهيد محمد بوسليماني.
في الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الشيخ الذبيح محمد بوسليماني الجزائري على يد الجماعة الإسلامية المسلحة التي ساومته على إعطائها الشرعية للعمل المسلح وانخراطه معها في قيادته، ولكنه رفض ذلك وأفتى بحرمة الدم الجزائري وحرمة تمزيق المجتمع فقتلته جماعة الـ "الجيا" ذبحا وتم دفنه في مكان غير معلوم إلى أن كشفت عنه التحقيقات بعد شهرين من اغتياله عن طريق اعتراف إرهابيين تم القبض عليهم. وأعيد دفنه في جنازة عظيمة حضرها عشرات الآلاف.
ويعتبر الشيخ محمد بوسليماني أحد القادة الكبار في الدعوة الإسلامية ومن الذين عارضوا السلطة في مرحلة الاشتراكية، وتم سجنه. وأسس مع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله بعد ذلك حركة إسلامية سياسية وصلت إلى مواقع متقدمة في السلطة والمجتمع الجزائري.
وقد شارك في هذا الملتقى الأحزاب الإسلامية الجزائرية بقوة، تعكس تقاربا إسلاميا قد يؤدي إلى بروز قوة إسلامية جديدة في الجزائر.
كما حضر الملتقى العديد من المنظمات والشخصيات التاريخية مثل جمعية العلماء المسلمين وقيادات من الولايات التاريخية للثورة، وأساتذة جامعيون ومئات الإطارات الذين يمثلون حركة الدعوة والتغيير، القوة الإسلامية التي بدأت تتبلور بشكل كبير في الساحة الإسلامية الجزائرية.
ويذكر أن هذا الملتقى قد حاضر فيه عبر الاتصال المباشر من غزة الدكتور "فتحي حماد" وزير داخلية الحكومة الفلسطينية. كما حضره القيادي البارز في حركة "حماس" محمد نزال، والدكتور "علي جاويش" من السودان، إلى جانب مشاركة مغربية بارزة ممثلة في "حركة العدل والإحسان" المغربية.
وتستمر أشغال هذا الملتقى النوعي يومين بالجزائر العاصمة.

محمد نزّال : ودور الشيخ محمد بوسليماني في خدمة القضية الفلسطينية


أنهى في ساعة متأخرة القيادي في حركة حماس محمد نزال محاضرة حول دور الشيخ بوسليماني في خدمة القضية الفلسطينية ومستجداتها الأخيرة والوضع السائد في غزة وثبات وصمود الفلسطينين المحاصرين من جهات متعددة وقد أدان محمد نزّال كل المتآمرين على غزة وكل أنواع الحصار المضروب عليها , كما أدان من جهة أخرى التخاذل اتجاه القضية الفلسطينية معتبرا نموذج الشعب الجزائري من أرقى النماذج في دعم المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب وقد أشاد محمد نزال بالملتقى الذي نظمته حركة الدعوة والتغيير وبالدور الذي تؤديه في خدمة قضايا الأمة على رأسها قضية فلسطين من موقعها المتميز في الجزائر
كما أجاب محمد نزال على تساؤلات وانشغالات المئات من اطارات حركة الدعوة والتغيير الذين يشاركون في احياء فعاليات ملتقى الشهيد بوسليماني منذ البارحة مستمرين الى نهاية يوم 14 فيفري
يذكر:أن الجلسة الافتتاحية شهدت مداخلة مباشرة لوزير الداخلية للحكومة الفلسطينية من غزة ..مباشرة عبر الهاتف

الشيخ محمد بوسليماني القائد المربي والوطني الصادق

و إذ يمر اليوم علينا أعظم حدث في حياة الشيخ بوسليماني و هو يوم إستشهاده فإننا نقف أمام كل ما تقدم عاجزين أن نعطي الشيخ بوسليماني حقه أو نرد جميله علينا و لكن على الأقل نذكر تلك العظمة التي أنجبتها الحركة الإسلامية فنتذكر أفعاله على طريق الدعوة و منهجه في العمل للإسلام و للوطن و نجدد الإنتساب إليه رغبة في أن نكون ثابتين ثباته سائرين على طريقه متعبدين الله بحب الصالحين عسى أن ننال بهم شفاعة و لنا نموذجا في الشيخ محفوظ نحناح في معرفته بقدر الشيخ بوسليماني حيث كان أو عمل يقوم به بعد خروجه من السجن هو الذهاب مباشرة إلى بيت الشيخ بوسليماني قبل الذهاب إلى بيته و أولاده لأن الشيخ بوسليماني كان لدى الشيخ محفوظ نحناح الأخ الوفي الذي يشد من أزره ويشركه في أمره والبطانة الصالحة التي تنصحه و صورة من صور ريادة العمل الإسلامي و رمزا لشؤون الدعوة آثره باللقاء تعبيرا من الشيخ محفوظ عن أولوية الدعوة و العمل على الأهل و الأولاد .

كان الشيخ محمد بوسليماني واحدا من خيرة رجال الجزائر بما كان عليه من سمت إسلامي و سمو في الأخلاق و مساهمة في العمل للإسلام و الحرص على الأمة و الوطن ،ولقد عاش منذ شبابه المتقدم متعلقا بوطن حر مستقل و بشعب ثائر ضد الإستعمار وفق تكوينه على الإسلام و نشأته على حب الوطن واللغة العربية لذلك بدأ منذ الصغر في إتخاذ خطوات العمل لتحقيق ذلك الأمل فقاد بعد ذلك مساهمات كبرى في البناء السياسي و القيمي و الفكري و الإجتماعي في الجزائر وكان بذلك واحد من أهم و أنبل الذين أنجبتهم الجزائر ، لم يبخل عليها بما يملك من نفس ونفيس عليها إلى آخر لحظات عمره حين خطفه الإرهاب و ساومه مختطفوه من أجل أن يفتي لهم بجواز العمل المسلح ضد الجزائر أو يقتلوه فاختار أن يموت شهيدا على أن يعطيهم شرعية لإجرامهم المسلح فكان بذلك سيدا من سادة الشهداء نال بحق إسم شهيد الإسلام و الوطنية الصادقة اختار أن ينحاز إلى قافلة الشهداء بدل أن يكون مرجعية شرعية للإرهاب .

الشيخ بوسليماني المربي

كانت عبارة الإلتقاء و الإنتقاء و الإرتقاء شعارا مستمر على لسان الشيخ بوسليماني و صورة من صور العقد بينه و بين من يلتقي بهم في طريق الدعوة ليعبر عن أن الدعوة ليست مجرد لقاء يرتبط على أساسه الناس و إنما يعتبر اللقاء صورة من صور الدعوة العامة التي هي حق للناس على العلماء و الدعاة لهداية الضالين و إرشاد الحائرين ومعرفة النجدين فمن شاء بعد ذلك مواصلة طريق الدعوة و العمل لها فلا بد له من إستكمال المقاييس المؤهلة ليكون من المنتقين في صفوف الدعوة و أهلها ثم لا يكون ذلك وحده مؤهلا لحمل الرسالة أو الإنتماء لها ناهيك عن قيادة مشاريعها و أعمالها و إنما هو الإرتقاء الذي يعكس صورة واضحة لدى الشيخ بوسليماني عن برنامج التطوير و التكوين و التأهيل ليس في شكل أكاديمي علمي و لكن في شكل تربوي يأخذ الإنسان بأكمله عقلا و روحا ، شكلا و مضمونا ليكون مؤهلا بعد التعريف و التكوين لتولي مهام التنفيذ و القيادة التربوية و السياسية و الإجتماعية .

الشيخ بوسليماني القائد

عند بداية العمل الإسلامي في الجزائر نهاية الستينات كان الشيخ بوسليماني - رحمة الله عليه- صاحب رؤية شاملة و متكاملة و كانت رؤيته لا تنطلق من ظرف عابر و إنما من فكر عميق ونظر دقيق لأحوال الأمم و كيفيات التغيير و لذلك ظل حريصا على أن يكون العمل مبنيا على تنظيم محكم و أن يكون التنظيم متنوعا و شاملا فقاد بدايات التنظيم للعمل الإسلامي حتى انتشر في ربوع الجزائر فأوقف نفسه على أن يصاحب ذلك الإنتشار تأطير يجمع فيه الجهود المبعثرة في بناء محكم بالالتزام يجعل الصحوة في مأمن من الإنزلاقات فأسس تراتيبية قيادية محكمة في المدن و الجامعات تنطلق من المساجد كشعار لإرتباط التغيير بالإسلام و إرتباط التنظيم بالغاية الكبرى و ليس بالأشخاص أو المصالح المحدودة و لذلك ساهم الشيخ بوسليماني في تأسيس الحركة الإسلامية في كل مراحلها و قاد أهم أعمالها كما كان نائبا للشيخ محفوظ نحناح تكفل بمختلف جوانب التنظيم في الوقت الذي تفرغ فيه الشيخ محفوظ لقضايا الدعوة العامة و الشؤون المتعلقة بها كما كان قائدا لمجموعة من المشاريع الكبرى من أهمها مشروع لدعم البوسنة و الهرسك و الاهتمام بالقضايا الإسلامية ثم ليخط بقيادته الحكيمة مسارا للمجتمع المدني المفيد لا المستفيد من خلال جمعية الإرشاد و الإصلاح التي كانت واحدة من أهم أركان العمل الإجتماعي خلال العقدين الأخيرين من عمر الجزائر تحت عنوان متميز واع هو العلم والعمل والإحسان.

الشيخ بوسليماني سيد الشهداء

ذلك أنه قال كلمة الحق أمام صاحب جور و ظلم فقتله أنها كلمة حق واجه بها البغاة عندما أرادوا بالترهيب والترغيب أن يصدر فتوى تبيح الدم الجزائري وتحول الارهاب الى جهاد فرفض الشيخ بوسليماني أن يستجيب لمطلبهم فاختار الشهادة في سبيل الله عن أن يستجيب لمثل هذا الأمر القبيح عند العظماء أمثاله الذين لا يتبعون الرخص في مثل مواقف الاكراه بل يأخذون بالعزائم لأنهم يعرفون أن ما عند الله خير و أبقى و بذلك سطر الشيخ بوسليماني – رحمه الله - صورة جديدة تشبه صورة صاحب الأخدود و شهادة خباب بن الارث و الحسين بن علي رضي عنهم و من سار سيرهم في دفع الظلم بالحق ورد السلاح بالكلمة ليبقى الشيخ بوسليماني شهيدا صادقا في وطنيته متألقا في اسلامه دفع دمه فداءا للجزائر و أبناءها و أعطانا جميعا درسا لا ينسى في التضحية والثبات على الحق مهما كانت الشدائد و الصعوبات.

الشيخ بوسليماني الرمز

يمضي الشيخ بوسليماني و يبقى نهجه قائما و يوما بعد يوم تزداد رمزية بوسليماني نصاعة للسائرين على دربه فهو رحمة الله عليه كان مثالا واضحا يقتدى به و رمزا من رموز الطريق الصحيح للصحوة الإسلامية فهو رمز للمجاهد بنفسه أيام ثورة التحرير وهو رمز للمعارض الجاد ضد من أرادوا جر الجزائر خارج مشروع نوفمبر و هو رمز للداعية المصلح و رمز للسياسي الصادق و رمزا للثبات على المبدأ و رمز للخدمة الإجتماعية كما هو رمز لقضاء حوائج الناس و أبوة المساكين وكفالة اليتامى ، كان رجلا من أعظم من قدموا للجزائر على مستوى الرمزية قبل الحديث عن أشياء أخرى و الرمزية عنده ليست تكلفا و مراءا و إنما واقع وعمل كما كان رمزا في الحوار والتسامح والقدرة على بلع جهل الجاهلين و الحرص على الجماعة و إحترام الآخر و تبادل التجربة و الإستفادة من رصيد الإنسانية كلها فهو رمز متعدد المظاهر بما كان له من رؤية إسلامية شاملة و متعددة .

ذكرى الشيخ بوسليماني

و إذ يمر اليوم علينا أعظم حدث في حياة الشيخ بوسليماني و هو يوم إستشهاده فإننا نقف أمام كل ما تقدم عاجزين أن نعطي الشيخ بوسليماني حقه أو نرد جميله علينا و لكن على الأقل نذكر تلك العظمة التي أنجبتها الحركة الإسلامية فنتذكر أفعاله على طريق الدعوة و منهجه في العمل للإسلام و للوطن و نجدد الإنتساب إليه رغبة في أن نكون ثابتين ثباته سائرين على طريقه متعبدين الله بحب الصالحين عسى أن ننال بهم شفاعة و لنا نموذجا في الشيخ محفوظ نحناح في معرفته بقدر الشيخ بوسليماني حيث كان أو عمل يقوم به بعد خروجه من السجن هو الذهاب مباشرة إلى بيت الشيخ بوسليماني قبل الذهاب إلى بيته و أولاده لأن الشيخ بوسليماني كان لدى الشيخ محفوظ نحناح الأخ الوفي الذي يشد من أزره ويشركه في أمره والبطانة الصالحة التي تنصحه و صورة من صور ريادة العمل الإسلامي و رمزا لشؤون الدعوة آثره باللقاء تعبيرا من الشيخ محفوظ عن أولوية الدعوة و العمل على الأهل و الأولاد .

فرحم الله الشيخ بوسليماني في ذكراه و جمعنا و أياه يوم القيامة في رياض الجنان