30 أكتوبر 2009
نـوفـمـبـر ذكـرى ورسـالـة
نوفمبـر 2009
يحل نوفمبر رغم كل تقلبات الحياة ليفرض نفسه من جديد في ساحة تاريخ الأمم وهو يعيد للعالم ذكرى أمة عظيمة ثارت من أجل استقلالها رفعت شعار "الله أكبر" في وجه أكبر قوة في عالم الأمس الاستعماري المستبد الغاشم.
نوفمبر الذكرى
1- إن نوفمبر ذكرى عظيمة تحمل في طياتها العديد من القيم فهو ذكرى لبلورة جهاد المقاومة الطويلة في ثورة واحدة موحدة تجاوزت كل القيم الأرضية والجهوية والفئوية لتشكل صوت الشعب كله وتذيب فيها كل الخلافات مهما شكلها وتؤجل التعدد لصالح الجماعة والشخص فيه لصالح المشروع فتحول كل طاقات الأمة باتجاه واحد وفكرة قائدة واحدة فهي فكرة الاستقلال التي رفعها شباب الثورة وفجروا من خلالها شرارة الجهاد المقدس فحرروا الأرض وصانوا العرض.
2- ذكرى الحق الذي ينتصر بمقاييس التضحية والثقة في نصر الله والثبات على المبادئ والتجرد من أجل المشروع الحق الذي هو القوة الحقيقية، إذ أن حسابات القوة المادية لم تكن أبدا لصالح الثورة ولكن الحق حوّل الإمكانات البسيطة إلى أدوات صانعة للنصر ومحققة لآمال الملايين الذين ظلوا يقاومون ويمانعون من أجل حماية ثوابتهم والصبر على المكاره من أجل تحقيق طموحهم الذي جاء أخيرا باستقلال الجزائر وحريتها. الحق الذي لم يبق قيمة مثالية أو حلما عسيرا بل تحول إلى مشروع نوفمبري كبير جله الرجال والنساء والأطفال وانتصر له أحرار العالم لأنه يمتلك قوة خاصة يؤمن بها الأسوياء.
3- ذكرى الشباب القادر على تحدي الصعاب فالذين قاموا بالثورة شباب أثقل كاهلهم وضع أمتهم فآثروا للثورة ضاربين عرض الحائط كل مراهنات العاجزين وتجاوزا الإرجاف واليأس والخطابات الجوفاء ليسمعوا العالم صوتهم عبر الرصاص المجاهد في ساحة المعركة وعبر شلالات الدماء المتدفقة من جراحهم وعبر رؤية جديدة للوضع لم تؤمن بالحلول الترقيعية بل عمدت إلى الحل الجذري الذي كان باهض الثمن ولكنه أثمر في الأخير دولة نحن اليوم ننعم بها وفيها حرية وسيادة.
4- ذكرى الأمة الإسلامية التي وقفت كلها وراء هذه الثورة ومساندتها بكل قوة واحتضنت كل أبنائها ودعمتها بالمال والسلاح، ورفعت ذكرها في كل المنابر وأشعرت أبناء الجزائر أنهم ليسوا وحدهم في هذا الجهاد بل هم جزء من أمة لا تتخلى عن أبنائها الذين بعزتهم رفعوا لها راية عزة وعلم افتخار وبذلك أكدت الثورة طبيعة انتماء الجزائر لأمتها العربية والإسلامية وأكدت الشعوب المسلمة والعربية في كل مكان احتضانها لهذه الثورة المباركة.
5- ذكرى الأثر العظيم للثورة الجزائرية على الشعوب حين تحررت عشرات الدول بمجرد انطلاق ثورة الجزائر فكان استقلالها حسنة من حسنات الثورة النوفمبرية، وثارت عشرات الشعوب فداء لهذه الثورة التي أصبحت معلما يهتدي به الناس ومنارة للثوار، فكان تأثيرها على الأمم قبل وبعد الاستقلال بداية لموضع قدم ثابتة للجزائر في المنظومة الدولية.
6- ذكرى جرائم فرنسا التي تجاوزة الحقوق الإنسانية في تدميرها للإنسان و المجتمع و قيامها بسياسة الأرض المحروقة ضد أمة حرة و مستقلة و هي الذكرى التي يتبجح الفرنسيون اليوم في تمجيدها و تقنينها و واجب كل الجزائريين أن يقفوا لتذكير فرنسا بعارها و مطالبتها بالإعتذار الذي تعتبره حركتنا حقا لا تنازل فيه و لا تفريط في آثاره القانونية تجاه ضحايا الإستعمار الفرنسي
7- ذكرى الحرية التي لا تسترجع إلا بالقوة و هي الرسالة التي يوجهها نوفمبر لإخواننا في فلسطين الذين نتذكر اليوم كيف كانوا و هم تحت الإستعمار البريطاني و الإحتلال اليهودي يجمعون أموال دعم الثورة الجزائرية من جيوب أطفال المدارس ليصبح من حقهم اليوم علينا أن نقول لهم إن طريق الحرية هو طريق واحد خطه نوفمبر لنا ولكم و إن معكم كما كنتم معنا و أكثر كما نطالب العالم كله بالوقوف في وجه الهجمة الصهيونية لتهويد الأقصى ملك الأمة الإسلامية كلها و الإنسانية كلها مطالبة بحمايته.
نوفمبر الرسالة
2- رسالة البيان النوفمبري العظيم الذي يبقى مشروع المجتمع الذي قامت من أجله الثورة لإقامة دولة جزائرية ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية. وإذا كانت ظروف ما بعد الاستقلال قد مازجتها صروف من الدهر غيرت ما همت إليه قلوب الشهداء فإن الجزائر تظل دائما مطالبة بالانتصار لمشروع المجتمع النوفمبري بعد أن فشلت التجارب التي أريد لها أن تقتحم اقتحاما في حياة الجزائريين. واليوم تعود الجزائر للاستقرار بعد جراحها الطويلة ويعود نوفمبر ليذكرنا جميعا باستخلاص العبرة والانتصار على النفس وعلى المصالح الخاصة من أجل استقرار الجزائر وتوفير الأمل لأبنائها ليعيشوا جميعا بعيدا عن الخوف من المجهول.
3- رسالة كرامة الجزائري التي استخلصت من أيدي الاستعمار بثمن غال جدا لكي يتوفر لشباب الجزائر ذلك الوطن الذي لا عنوان لهم سواه وبذلك فإن هذه الرسالة ما زالت مهددة ونحن نرى قوارب "الحراقة" تحصد الأرواح بعد أن حصدت الأمل في قلوب شباب طري وقوي خسر الأمل فتاه في ظل سياسات لم تستطع لحد الآن أن توفر له ما يبقيه في وطنه ويحييه فيه. وإن الأحداث الأخيرة من مظاهر الاحتجاجات الشعبية لهي صورة أخرى لهذه "الحرقة" لم تأت من فراغ وإنما كانت لها سوابق، وهي كلها عوامل دافعة للوقوف طويلا أمام رسالة نوفمبر العظيمة مما تحقق الأمل والعزة لأبناء الجزائر.
4- رسالة الصلاح والإصلاح ضد الفساد والمفسدين، فلا شك أن الشهداء ينامون في قبورهم اليوم على وقع الاختلاس الكبير للمال العام ومسلسلات الفضائح التي تطالعنا بها الصحف كل يوم وفضائح القرن التي أصبحت حديث العام والخاص ووصمة عار في الجبين الجزائري الذي نحرص على أن يظل ناصعا وطاهرا ومرفوعا وسط الأمم.
5- رسالة الوطنية: فإننا وطنيون ويجب أن نبقى وطنيين إلى النخاع، وكل من يمس القيم الوطنية أو يتلاعب بها أو يشوهها فنحن منه براء. إن الوطنية ليست وثيقة ممضاة أو وساما معلقا على صدور الأشخاص، أو كلمة تقال بلا دلالة أو هالة انتماء أو خطبة عصماء بل هي مبادئ وأخلاق والتزام ومسؤولية.
6- رسالة المصالحة الوطنية التي تعني روح التصالح و الإصلاح فلولا المصالحة الوطنية التي صاحبة ثورة نوفمبر لما تحقق الإنتصار للثورة فهي مصالحة بين الشعب و قيمه و مبادئه وبين مكوناته السياسية و ماضيه وحاضره و مستقبله ولذلك تبقى رسالة المصالحة اليوم واحدة من أهم رسائل نوفمبر و التي أوقفت نزيف الجزائر من خلال مشروع الوئام و السلم و المصالحة الوطنية و التي تدعمت اليوم بآليات تغطيت العدالة و مكافحة الفساد و هي دلالات الإصلاح الذي هو ثمرة كبرى من ثمار المصالحة .
7- رسالة التعريب وترقية دور العربية في بعث و حماية هوية و مشروع المجتمع الجزائري حيث يضل التعريب رسالة نوفمبرية تمثل وعاءا طاهرا و فعالا لحضارة وتنمية و إقتصاد الدولة التي أوجدها نوفمبر في حلتها الحديثة حيث ضلت اللغة العربية واحدة من أهداف التدمير الإستعماري وكان إنتصار الجزائر هو إنتصار للعربية حقيق بنا أن نعمل اليوم على تثمينه و الإرتقاء به .
وإن رسالة نوفمبر وإذا كان نوفمبر يعيد إلينا اليوم ذكرى بن بولعيد، والعربي بن مهيدي وعميروش والحواس وديدوش مراد وبوضياف وأمثالهم من جيل الثورة وقادتها فهو يعيد إلينا ذكرى عظيمة يحملها شعار الثورة العظيمة
الله أكبر وتحيا الجزائر.
26 أكتوبر 2009
الجلفة: 300 إطار يعلنون إنضمامهم إلى حركة الدعوة والتغيير
نشّط اللقاء كل من نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة رفقة الأستاذ أحمد الدان والأستاذ عبد الحميد بن سالم ورئيس الكتلة البرلمانية عبد العزيز منصور وبعد كلمة رئيس المكتب الولائي وكلمة الأستاذ عبد المجيد مناصرة تم قراءة البيان السياسي الذي أعلن فيه 300 مناضل انسحابهم الجماعي من حمس والتحاقهم بحركة الدعوة والتغيير ومن أبرز الموقعين على البيان:
- أحمد الدان عضو مكتب وطني سابق ونائب سابق وعضو مؤسس لحمس.
- إبراهيم جاب الله عضو مكتب ولائي سابق ونائب رئيس المجلس الشعبي الولائي (الجلفة).
- أحمد بن جلول رئيس مكتب ولائي سابق ورئيس كتلة المنتخبين بالمجلس الشعبي الولائي (الجلفة).
- أحمد مسعودي عضو مجلس شورى ولائي سابق (الجلفة).
- المسعود غربي رئيس مكتب بلدي سابق ورئيس المجلس الشعبي البلدي (فيض البطمة).
- بلقاسم حوة عضو مجلس شورى ولائي سابق ورئيس مكتب بلدي سابق (مسعد).
- بوروبة العيهار عضو مكتب ولائي سابق (الجلفة).
- يوسفي بن قلولة عضو مجلس شورى ولائي سابق (الإدريسية).
- محمد مختاري عضو مكتب ولائي سابق (الجلفة).
- بوبكر سريح عضو مجلس شورى ولائي سابق (مسعد).
- عبد الباقي بن حدة عضو مكتب ولائي سابق (مسعد).
- ثامر بوروبة عضو مجلس شورى ولائي سابق (الجلفة).
- محمد محمدي عضو مكتب ولائي سابق ومنتخب حاليا (الجلفة).
- مختار بن بوزيد رئيس مكتب بلدي سابق (الادريسية ).
- لعجال فراج رئيس مكتب بلدي سابق (سيدي لعجال).
- عامر بن نيلي عضو مكتب بلدي سابق (الشارف).
- محمد براهيمي عضو مكتب بلدي سابق (الجلفة).
- البشير جرعوب عضو مكتب بلدي سابق (مسعد).
- أحمد محمدي عضو مكتب بلدي سابق ومنتخب حاليا (مسعد).
- سعد شوية منتخب حاليا (الجلفة).
- علي بختي ناشط في العمل الشباني (حاسي بحبح).
- دقمان قرود منتخب (مسعد).
- يحي كشيدة منتخب حاليا (البيرين).
- جلال فيطس منتخب حاليا (البيرين).
- السعدي قسمية عضو مكتب بلدي سابق (الجلفة).
- بلخيري بوهالي عضو مكتب بلدي سابق (فيض البطمة).
- جلول بلحاج عضو مكتب بلدي سابق منتخب حاليا (فيض البطمة).
- خليفة العربي عضو مكتب بلدي سابق ومنتخب حاليا (فيض البطمة).
- المختار رمة منتخب حاليا(مسعد).
- فاطنة مصطفاوي ناشطة في العمل النسوي (مسعد).
- حسينة كريبع ناشطة في العمل النسوي (مسعد).
- علي نايل ناشط في العمل الاجتماعي (حاسي بحبح).
- عبد القادر قندوز ناشط في العمل الاجتماعي (حاسي بحبح).
- ضيف عمر بن القندوز (حاسي بحبح).
- عيسى فشار ناشط في العمل الشباني (عين وسارة).
- مصطفى ديبس ناشط في العمل الشباني (عين وسارة).
- مازوز العكة ناشط في العمل الشباني (عين وسارة).
- مروان بن براهيم ناشط في العمل الشباني (عين وسارة).
- بولرباح بن التونسي عضو مكتب بلدي سابق (فيض البطمة).
- عبد الرحمن الزاوي ناشط في العمل الشباني (عين افقة).
لـيـس هـكـذا تـورد الإبـل يا عـبـاس
وأخيراً نفذ رئيس السلطة الفلسطينية تهديداته وأصدر مرسومه الخاص بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في شهر يناير من العام القادم، ضارباً عرض الحائط بمشروع المصالحة الوطنية، وغير عابئٍ برأي الشارع الفلسطيني، ولا رأي فصائل الثورة الفلسطينية بما فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وكأنه بمرسومه " الرئاسي " يصب المزيد من البنزين على نار الخلافات الفلسطينية الملتهبة، ويستبق خطى المصالحة الوطنية برصاصةٍ قاتلة، ليحكم على مختلف الجهود الوطنية والإقليمية بالموت،
وليضع المزيد من العقبات والعراقيل أمام حركة حماس التي أبدت موقفها من الورقة المصرية المقدمة، وقد أكدت حرصها على مشروع المصالحة الوطنية، وسعيها الحثيث للتوصل إلى اتفاقٍ مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية، ولكنها رفضت أن يتم استبدال المقترحات المصرية بأخرى، أو أن يتم إقحام بنودٍ أخرى غير متفقٍ عليها في الورقة المقدمة، وكأنها محاولة للتغرير بالفصائل الفلسطينية المعارضة أو خداعها، وهو أمرٌ يصعب أن يمرر على حركة حماس، التي أثبتت الوقائع أنها تحسن قراءة المواقف، وتتوقف كثيراً أمام النصوص والبنود وأبسط النقاط، وتحسن سباكة وصياغة البيانات ومسودات الإتفاق قبل أن توقع او تصادق عليها.
مما لا شك فيه أن السيد محمود عباس قد أدخل مشروع المصالحة الفلسطينية في نفقٍ مظلم، وعلق مستقبل الحوار الفلسطيني على مستقبل الأيام الغامض، وادخل الشارع الفلسطيني كله في حمأةِ خلافاتٍ داخلية شديدة، وعمق بقراره الفرقة والانقسام بين شطري الوطن، إذ أنه يعلم تماماً أن حركة حماس لن تقبل بما يسمى بـ "الأمر الواقع"، ولن تنجر إلى انتخاباتٍ رئاسية أو تشريعة دون أن تكون قد استعدت لها، أو تهيأت لخوضها، أو وافقت مسبقاً على آليتها وبرنامج عملها، وهو يخطئ عندما يعتقد أن حماس قد تخاف على مستقبلها النيابي، وأنها ستسرع الخطى نحو الموافقة، التي تعني لديها تقديم تنازلات، وتفريط في المواقف والثوابت، فهذه الحسابات خاطئة، ولن تؤدي به إلى النتيجة المرجوة، فإذا كان عباس لا يعرف منهجية التفكير في حركة حماس، وآلية اتخاذ القرار فيها يكون مخطئاً، وإذا اعتقد أنه قد يجبر حماس على اتخاذ قرارٍ مخالفٍ لقناعاتها فهو واهم ويخدع نفسه قبل أن يخدع غيره.
عندما أصدر السيد محمود عباس مرسومه القاضي بإجراء انتخاباتٍ تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، كان يعرف تماماً أن حركة حماس وغيرها من قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية لن توافق على إجراء أو خوض الانتخابات بشقيها وفق القانون الذي وضعته فتح وحدها، ووفق النظام الذي ارتأته السلطة الفلسطينية لتضمن فوزها، وتضمن إقصاء غيرها وعدم حصول أي فريقٍ معارضٍ على نسبةٍ عالية، ويعرف السيد عباس تماماً أن قطاعاً كبيراً من المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية، من الموالين والمؤيدين لحركة حماس وغيرها من الفصائل المعارضة، أنهم جميعاً لن يشاركوا في عملية الانتخابات تصويتاً ولا ترشيحاً، فضلاً عن عدم إمكانية عقدها في قطاع غزة، لانعدام سلطته فيها، فهل ينوي السيد محمود عباس أن يجري انتخاباتٍ داخلية في أوساط حركة فتح، وبعض القوى التي تدور في فلكها، وفي هذه الحالة سيضمن نتيجة الانتخابات لصالحه، إذ لن يكون أمامه أو أمام حركته أي منافسٍ جدي يهدد فوزه، وهو مطمئنٌ إلى حصوله على الشرعية الدولية، وسيحصل على اعترافٍ دولي حكومته، عربي وأمريكي وإسرائيلي وكذلك أوروبي، وكأنه معنيٌ بإجراء مهرجانٍ انتخابي، يكرس فيه وجوده وحركته، ويشطب رسمياً نتائج الانتخابات السابقة، التي عمد والمجتمع الدولي على مدى أربع سنواتٍ خلت، على رفض الاعتراف بنتيجتها، ورفض التعامل مع الحكومة التي تشكلت بموجبها.
ويخطئ محمود عباس ومن معه من المستشاريين الفلسطينيين وغيرهم ممن لا يهمهم المصلحة الوطنية الفلسطينية، وممن لا يغارون على مصالح الشعب الفلسطيني، عندما يحاول أن يقصي فريقاً فلسطينياً عن الحياة السياسية الفلسطينية، لأن هذا الفريق يكاد يشكل نصف الشارع الفلسطيني كله إن لم يكن أكثر، وإذا لم تشارك حركة حماس في الانتخابات القادمة فهذا يعني عدم مشاركة نصف الشارع الفلسطيني على الأقل، وليس خافياً حجم وتأثير ونفوذ حركة حماس، ليس فقط بسبب كونها في السلطة، وإنما لها نفوذ وتأثير في الشارع الفلسطيني كفيل بأن يعيدها مراتٍ كثيرة إلى رئاسة الحكومة الفلسطينية، فليس عاقلاً من يحاول أن يتجاوزها في أي حسابٍ سياسي داخلي أو خارجي.
فعلى السيد محمود عباس أن يخطو تجاه شعبه وأهله، وأن يلبي شروط وحاجات شعبه، بدلاً من أن يستجيب للتعليمات الخارجية والمعادية لشعبنا، ولا يركن كثيراً إلى الوعود والعهود، فهي لم تنفع يوماً شعبنا، وعليه أن يصيخ السمع لنصح أبناء شعبه، وبدلاً من أن يصدر مرسوماً "رئاسياً" يحدد فيه موعد الانتخابات القادمة، الذي سيكون موعداً لانقسامٍ فلسطينيٍ جديد، أو موعداً لتكريس الانقسام الفلسطيني الحادث، فقد كان بإمكانه بدلاً من هذا المرسوم المقسم والمشرذم، أن يصدر مرسوماً مشرفاً آخر، يقضي فيه بإلغاء ظاهرة الاعتقال السياسي، وبالافراج الفوري عن كل السجناء المعتقلين على خلفية انتماءاتهم السياسية، وبإلغاء حكومة "دايتون" التي كرست الإنقسام في الشارع الفلسطيني، والتي كرست تبعية القيادة الفلسطينية إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والتي أغمضت أعينها عن مصالح الشعب الفلسطيني، وأمعنت في عقاب أهل غزة، وفي تكريس سياسة الحرمان التي أضرت بسكان قطاع غزة، فهذه ليست الطريق إلى الخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية، بل إن هذا المرسوم هو خير وصفةٍ لتأزيم الشارع الفلسطيني، وتعميق الانقسام الداخلي فيه، وهو طريقٌ سريع قد يكون من الصعب فيه التوقف أو الالتفاف للعودة إلى الوراء، ومراجعة الحسابات من جديد، فعلى من اصدر المرسوم أن يقف ويفكر، فما هكذا تورد الإبل يا عباس.مصطفى يوسف اللداوي
الحادي أون لاين
صراع الأجيال في الحركة الإسلامية
فالحوار يقوم على آداب وضوابط معينة، عبر النقاش وتبادل الآراء، ملتزماً أو متحلياً بمستوى من الرقي الإنساني، أما الجدل فيفترض وجود خصمين ويتسم بالعنف والحدة إلى جانب الاستعلاء.. والجدل لا يرمي إلا إلى مصارعة الخصم بغية تدميره)).
وصار الجدل ( الصراع ) في المادة وهي الأساس عند الماركسيين، ثم نقلوه إلى الحياة الاجتماعية والتاريخية، ومنه صراع الأجيال.
وصراع الأجيال بالمعنى الماركسي هو محاولة من الشباب للتغلب على الشيوخ وطردهم من أماكن المسؤولية والقيادة، ليتسلمها الشباب...وفيه أيضاً أن لكل جيل ثقافته ومصطلحاته، حتى أن أحدهم لا يفهم على الآخر.. كما نسمع اليوم من ترهات غير صحيحة البتـة.
وتكرر في القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) الزخرف 23، هذه الآية وما في معناها تكررت كثيراً في كتاب الله عز وجل، وتدل على تمسك الشيوخ غالباًَ ـ ومعهم كثير من الشباب ـ بما ورثوه عن آبائهم، ومنه مراكزهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولا يريدون التخلي عنها وعن ميزاتها... وتدل على مقاومتهم لأي جديد لأنه سوف يسلب منهم هذه المراكز والمكاسب المادية والدنيوية، ولكن أي شيوخ وشباب هؤلاء الذين يقفون ضد الجديد لأنه يسلبهم مراكزهم !؟ إنهم رجال الباطل من الشيوخ والشباب معاً، جند الباطل ورجاله المتمسكين بتراث الآباء والأجداد ليحافظوا على مكاسبهم الشخصية..وليس شيوخ الحق ورجاله الذين يبحثون عن شباب أمناء وأكفاء يسلمونهم الرسالة والأمانة من بعدهم... وفي سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم أنه سلم قيادة جيش متوجه لقتال الروم سلمها لأسامة بن زيد رضي الله عنه، وفيه الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختير أبو بكر خليفة، فاستأذن أسامة أن يترك له عمر رضي الله عنه يساعده، وكان أسامة على حصانه وأبو بكر ماشياً فخجل أسامة وقال لأبي بكر لتركبن أو أنزلن، فقال أبو بكر وهو ممسك بسرج حصان أسامة، والله لا تنزل ولا أركب، ماذا لو غبرت قدمي ساعة في سبيل الله عز وجل... ونلاحظ انه لا صراع البتة بين الشيوخ والشباب عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الحب والتفاهم والوئام والانسجام....
1- يجب على الشيوخ أن يهتموا بالشباب، وينتقوا منهم الأكفاء، ليدربوهم على المسؤولية وحمل الأمانة بعدهم، ويجب على الشيوخ التنازل طواعية بالتدريج عن مسؤولياتهم وتسليمها للشباب عن رضا وسرور، كي تنتقل المسؤولية بهدوء وتعاون وليس (بالصراع)، تنتقل من الشيوخ إلى الشباب، كما كان الآباء في الماضي يورثون مهنتهم لأولادهم، حيث يلازم الولد أباه في مهنته عدة سنوات، ثم ترى الأب يسلم ولده خطوة بعد خطوة، فيقلل دوامه على العمل، ويترك ولده وحده وهكذا تنتقل المهنة من الأب إل ولده، مثل ذلك ينبغي أن تنتقل الأمانة والمسؤولية من الشيوخ إلى الشباب.
2- يجب على الشباب أن يلازموا الشيوخ ويأخذوا عنهم، علمهم وخبرتهم، وأسلوبهم في الدعوة والإدارة، بأدب المتعلم، الذي يجل الشيخ ويضع له مكانة مرموقة طيلة حياته، حتى بعد أن يسلم المسؤولية للشباب.. ولابد للشباب أن يصبروا ويتفهموا أسلوب الشيوخ وفكرهم، ثم يزيدوا عليه فيما بعد، أو يطوروه ويعدلوا فيه ما يلزم، حسب مقتضى العصر وظروفه.
3- يرجى من الشباب أن لا يستخدموا مصطلحات الماركسية مثل: كلام مكرر وأنشطة مكررة زهقنا منها، ومفاهيم أكل الدهر عليها وشرب، ومن يقول هذه الجملة لا ينسى أن الإسلام منذ أربعة عشر قرناً ولا يزال وسيبقى صالحاً لكل زمان ومكان، وأن القرآن الكريم يكرر، ومازال يكرر منذ أربعة عشر قرناً، ومازال يزداد حلاوة وطلاوة. وبكلمة واحدة آمل أن يكون الشباب المسلم إسلامياً في كل شيء، ومنها مصطلحاته وأفكاره ومفاهيمه، وتعامله مع شيوخه...وحسن الاستفادة واستلام الرايـة منهم. ومنها أيضاً كيفية تسلم الأمانة والراية من شيوخه...
الملتقى الجهوي الأول لقسم الإدارة والتنظيم لولايات الشرق الجزائري
في يوم السبت 21 شوال 1430هـ الموافق 10 أكتوبر 2009م افتتح الملتقى الجهوي الأول لقسم الإدارة والتنظيم لولايات الشرق الجزائري من طرف عضو قسم الإدارة والتنظيم الوطني وعضو كتلة التغيير البرلمانية عن ولاية قسنطينة الأستاذ النائب حسين عزيزي مرحبا بالإخوة بالضيوف من كل الولايات تاليا جدول الأعمال.
- طريق الدعوة محفوفة بالابتلاءات والمحن ولذلك علمنا بطبيعة الطريق مؤشر ثبات لنا عليها.
- رفعنا راية التغيير ونحن ندرك حجم العقبات والأخطار التي ستعترضنا، وكان لابد من رفعها، ولذلك ضروري أن نبدأ الآن التغيير من ذواتنا، كما نعتقد أن التغيير يجب أن يكون على مستوى الفكر، والدعوة، والعلاقات الأخوية، كما يكون على مستوى المنطلقات والأهداف، قبل أن يكون على مستوى الهياكل والصلاحيات.
- أن كل حركة تتمسك بالمبادئ قولا وفعلا هي على جادة الصراط ودليل على استقامتها على المنهج والعكس صحيح.
- إن المعاني السامية التي التقينا عليها هي نفسها المعاني التي التقى عليها سلفنا الصالح وكانت دليل قوتهم وسر انتصارهم.
- الواجب اليوم هو استفراغ الجهد وخاصة وأن جل الإخوة لهم تجربة لا تقل عن 20 سنة في العمل الدعوي والتنظيمي.
- ضرورة توسيع توظيف الإخوة والأخوات مع ضرورة مراجعة ووضع نصب العين الرؤية الجديدة التي بنيت عليه حركة الدعوة والتغيير وخاصة الأولويات والمرتكزات.
- أما من مؤشرات التغيير فهو تأسيسنا لهياكلنا من أدناها إلى أعلاها بالتوافق والانسجام.
وختم كلمته بضرورة استفراغ الجهد لتجسيد عملية التأسيس ولا نلتفت لما يشاع هنا وهناك من إرجاف وشكوك ولتكن صلتنا بالله قوية وعميقة.
كلمة الأستاذ مخلوف بن عمر تضمنت:
- التنظيم ضروري لنجاح أي عمل.
- أن يستضاء في وضع اللوائح والنظم بمبادئ الإسلام.
- النظر إلى اللوائح والنظم على أنها وسائل عمل لتحقيق الأهداف وبلوغ الغاية.
- أنها اجتهادات بشرية يعتريها النقص والقصور في بعض الأحيان تحتاج إلى المراجعة والتكميل.
- من مقاصد هذه اللوائح والنظم تحديد الهياكل والأطر وتحول دون تداخل الصلاحيات والاختصاصات حتى لا يرتبك العمل أو يتعطل.
- تحدد أقصر وأيسر الطرق لحل الخلاف والجهة التي تحسمه لينزل على الرأي الذي تنتهي إليه.
- تتضمن طرق المتابعة والمحاسبة للمحافظة على سلامة السير وعدم تراكم الأخطاء.
- تحمي حق الجماعة والفرد معا وتحدد الشروط والمواصفات لكل عضو.
- تحدد شروط تولي المسؤوليات للمحافظة على حسن اختيار الأفراد للمستويات والمواقع.
- تحقق مبدأ الشورى على وجهه الصحيح.
- ضرورة مراعاة المرونة عند وضع مثل هذه اللوائح والنظم (من غير تشدد ولا تسيب) مع المواءمة بين المركزية واللامركزية.
- اللوائح تحدد طرق اختيار القرارات للمؤسسات.
- الالتزام باللوائح والنظم طاعة وعبادة لله لإنجاح المشروع.
كلمة الأستاذ حسين سالم تضمنت:
- التذكير بما طلب من الحضور تحضيره (الاستمارات، التقارير).
- أن مرحلة التأسيس تتطلب الحزم والعزم، وجهد إثبات التأسيس أو الأهلية يجب أن تتوفر في أفراده الأركان العشرة.
- من الانحراف الذي يمس الحركة التشدد في من يترشح لمنصب محلي أو برلماني والتساهل في من يترشح لمسؤولية داخل الحركة.
- التركيز على ضرورة الضبط الإداري والتدقيق في كتابة تاريخ الحركة وخاصة ونحن على مشارف نهاية المرحلة الأولى للتأسيس الثالث.
- الإخلاص والثقة كفيل بحل كثير من الأمور التي تعجز عن حلها اللوائح لوحدها.
- كما ذكر بالتوافق التي درجت عليه الحركة في تأسيس هياكلها التنفيذية والشورية وحمد الله أن جعل في هذه الحركة مثل هذا السلوك.
- الارتكاز على التجارب التي اكتسبها إخواننا لتطوير العمل مستقبلا.
ثم فتح المجال للإخوة الإطارات لطرح تساؤلاتهم واستفساراتهم فيما يخص اللوائح وبعض مؤسسات الحركة وكيفية التعامل معها ليختم اللقاء الأستاذ سالم الشريف بتذكير الإخوة بضرورة التعامل مع اللوائح بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سددوا وقاربوا.."، كما أن تشكيله للقسم الوطني أداء للواجب والتنصيب قدوة لبقية الأقسام في الولايات، وأن أبناءنا وبناتنا أكبر فضاء نعمل على تأطيره، وضرورة ربط الصلة التامة بالله فهو المانح للتوفيق مذكرا بالأخوة والصبر على مشاق الطريق والتواصي عليها بالصبر.
قسم الإدارة والتنظيم يعقد لقاء جهويا
نظم القسم الوطني للإدارة والتنظيم لحركة الدعوة والتغيير ملتقى جهويا لولايات الغرب الجزائري يوم الجمعة 13 شوال 1430 هـ، الموافق 02 أكتوبر 2009 بوهران.
25 أكتوبر 2009
Abdelmadjid Menasra (Fondateur du Mouvement pour la prédication et le changement) «Bouguerra Soltani a privatisé le MSP !»
----------------------------------
alhadionline