8 أغسطس 2009

بالصور.. " القائد هنية " يتحدى " الحصار " ويسجل هدف الفوز

رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية: إسماعيل أبو العبد هنية

آثر رئيس الوزراء الفلسطينى إسماعيل هنية، تحدى حركة فتح، والحصار الإسرائيلى المفروض على قطاع غزة على طريقته الخاصة، وذلك بالخروج مع وزراء حكومته المقالة للعب الكرة، فى إستاد اليرموك بالقطاع.وأدى هنية مباراة قوية، برفقة قيادات الحركة وسجل هدفاً رائعاً، وذلك فى إطار الاحتفال بإعادة افتتاح إستاد اليرموك، بعد أن دمره الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة.يأتى ذلك فى الوقت الذى منعت فيه حماس، قيادات حركة فتح فى غزة من السفر إلى رام الله لحضور المؤتمر العام السادس لحركة فتح، وفى الوقت الذى لا يزال فيه أهالى القطاع معزولون عن العالم بفعل الحصار الفتحاإسرائيلي.














صور أخرى


لرئيس الوزراء اسماعيل هنية يلعب كرة القدم مع قدامى اللاعبيين بغزة
















ووقت الصلاة محفوظ ثم يكمل اللعب





صور تفرح المؤمنين وتغيظ المنافقين






اللهم احفظه هو وإخوانه ... لكن عليه أن يعمل ريجيم كي يخف وزنه قليلا .... أمزح

7 أغسطس 2009

رسالة الشهر لفضيلة الشيخ مصطفى بلمهدي



4/ محراب رمضان زاد الدعـوة والتغيير








فها نحن نقف على أبواب الشهر الكريم رمضان العظيم الشهر الذي كان الفضاء الزمني لنزول القرآن الكريم وبعث أمة القرآن برسالة السماء.

أيها الإخوان

تحية من عند الله طيبة مباركة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

فها نحن نقف على أبواب الشهر الكريم رمضان العظيم الشهر الذي كان الفضاء الزمني لنزول القرآن الكريم وبعث أمة القرآن برسالة السماء كما أنه الشهر الذي حفل بانتصارات الأمة المختلفة من غزوة بدر إلى التاريخ المعاصر وهو أيضا الشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر خص الله بها أمة الإسلام إكراما وتشريفا، فهو محطة كبرى للتزود (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
فهنيئا لكم وللأمة الإسلامية بهذا الشهر الذي هو شهر الرمزية للرسالة والنصر والقبول, فحري أن تجعلوه محراب الزمان الذي فيه تطيلون السجود والقيام والتأمل وفيه تجودون بالخير وتلبون النداء الذي هو نداء حي على الفلاح وليس الكسل والبطالة أو الركون إلى الأرض.

الدعوة والتغيير:

أيها الإخوان

الكثير من الناس عن اسمكم ورمزكم وعن مضامين اختياركم عناوين الدعوة والتغيير وأحب أن أقف معكم قليلا عند هذا الأمر.
نحن دعوة ربانية والدعوة هي وظيفة وهي إرث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهي الواجب المستمر إلى يوم الدين (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
والدعوة بلاغ بالرسالة والفكرة والمشروع لجميع الناس على اختلاف مواقعهم ومكانتهم وحقوقهم حيث لا فرق عند الدعاة بين الناس من حيث حقهم في أن نوصل إليهم فكرتنا ونبلغهم دعوتنا ولذلك تستمر عملية الدعوة عندنا في عنوان الحركة لنبلغ الناس أصالة منهجنا.
والدعوة من زاوية أخرى التزام ومسؤولية بعيدا عن الدعاية والكلام لأنها عمل ومسؤولية وأهلها قوم عمليون وما يميزهم عن الآخرين هو العمل ثم العمل المنتج الذي له أثر يرى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
والدعاة ليسوا سواء مع الناس لأنهم قد كلفوا أنفسهم مسؤولية الدعوة وحماية منهجها ونشرها وقبل ذلك تمثيلها حق التمثيل في أنفسهم ومحيطهم الصغير ثم الكبير حتى صدق من الرسول صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنها عندما وصفته بأنه "كان قرآنا يمشي بين الناس".
والتغيير: هو وظيفة أخرى تكمل عملية الدعوة وتؤطر نتائج الدعاة حيث تعبر عن التجديد المستمر والتغيير نحو الأحسن وتجاوز الأخطاء وإصلاح النقائص وإكمال التقصير والمراجعة المستمرة وعدم الإصرار على الخطأ أو التفرد بالرأي أو العمل بعيدا عن الأهداف المشتركة للمجموعة لأننا لا نؤسس لعمل فردي ولا لأهداف محدودة أو مقاصد صغيرة بل نؤسس لعمل كبير يتجاوز الأقطار والجغرافيات البسيطة إلى قضايا الأمة التي هي أكبر هم مؤرق للقائمين على برامج الدعوة والتغيير في مختلف الأطياف الفكرية والمذاهب التغيرية.
والتغيير هو وظيفة تمس الأفراد والمجموعات كما تمس المظاهر العامة والحالات الخاصة وتقاس بالنتائج التي تتوصل إليها عملية التغيير في كل مرحلة، والتغيير يبدأ من الفرد ولا ينتهي إلا بشمول الأمم ويبدأ بالعاطفة المتوهجة ولكنه لا يتحقق إلا بتأطير العقول والبرامج والخطط ولا يكفي ذلك فيه حتى يصبح واقعا ملموسا يجده الناس في تعاملاتهم اليومية القابلة للقياس ومع ذلك أيضا لا يكتب النجاح لكل مغير وإنما يوفق في التغيير من أحاطه بقيم الصدق والإخلاص والتجرد والتضحية لأنه بحفظ الله تتحقق النتائج وليس بمهارة البشر.

بين الأصالة والتجديد:

يتساءل الناس عن التغيير ومن المهم أن يكون واضحا للجميع أن عملية التغيير تمس المظاهر المختلفة وتكتسب صوابيتها من التغيير نحو الأحسن والاستفادة من التجارب الماضية في تجاوز الأخطاء المضرة بأصل المشروع أو ببعض أركانه الأساسية التي تمس المنهج والفكرة والرسالة والعلاقات الأساسية بين مكونات المشروع الكبرى، ولذلك فمن المهم التأكيد على أصالة الخط والتوجه كمرجعية أساسية ودائمة بعملية التغيير التي تتحدد وجهتها بالغاية المعروفة وزعامتها بالقدوة الثابتة وطريقها بالسبيل الصحيح مهما صعب ومنهجها بالكتاب المبين حتى إذا انتظمت في عملية التغيير هذه الأركان كان واضحا للمغيرين أن (ما عند الله خير وأبقى) فآثروا في أمانيهم الآخرة على الدنيا.
والعمل الأصيل يعرفه أهله ويعرفون منطلقاته ومضامينه وأهدافه وغاياته ولذلك فكلما كان الفهم أصيلا وعميقا كلما كان ذلك صمام أمان للمسار كله وكلما اهتز الفهم أو نقص أو قصر أو تعلق بالهوى كلما زادت مساحة خطر الانحراف المحدقة بأصحاب الأفكار وأصحاب الرسالات ولذلك فالأصالة حصن ومرجعية وهي فكرة متكاملة ونظام شامل ينقله الأمناء من عالم التجريد إلى عالم الواقع ويرتبط من في قلبه مرض بخيال الفكرة ويتمنى على الله الأماني.
والتجديد روح ينقل تلك الأصالة إلى ظروف جديدة تتأقلم معها وتلبس ثوبها دون أن تغير من قيمها ومبادئها شيئا وهو المقصد من عنوان التغيير في فكرتكم وحركتكم ومساركم ورايتكم الجديدة هي عنوان لذلك حيث تتجدد الهياكل والأساليب والوسائل بما يتناسب مع حفظ الأصالة في الظروف الطارئة والأحوال المتجددة وهو ما يزيد من جمال الفكرة ورونق الرسالة وحلاوة العمل الذي يعيش على غذاء الأخوة والتضحية والتجرد والوفاء وأفضلية الجماعة على غيرها إن على مستوى المشروعية أو على مستوى الانتماء أو برامج العمل وقد يستهجن الكثير من الناس هذه الخطوات الجديدة غير أنهم سيحتاجون بالتأكيد إلى زمن لكي يقفوا على ضرورة هذه الخطوات شريطة أن يثبت عليها أصحابها ويستمر نجاحها وتؤتي أكلها الذي ليس هو نتيجة يختص بها المنتمون، بل هي كالغيث ينفع من ينزل عليه وهي كالشمس تضيء على كل الخلق ولا يضرها من خالفها أو عاداها.

وقفات مع آية:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)
التغيير العام يكفله الله بشروطه:
إن آية التغيير هذه تؤكد على معنى وقيمة وضرورة التغيير وتضع التغيير صنفان:
تغيير عام: وهو الذي تكفل الله به بإخراج ما بالقوم وما بالجماعة وما بالتنظيمات وما بالمؤسسات من حال إلى حال ولكنه وضع له شرطا لازما هو حصول التغيير من أنفس القوم ولأن النفس حالة فردية فإن مكونات المجموعة من الأفراد ضرورية في عملية التغيير ولأننا نريد التغيير المرتبط بالربانية والحق والتزكية والمشروعية فإنه يجب أن نتأكد أنه ليس غير الله يعطينا هذا التغيير الذي ينقلنا إلى مستويات الرسالة والتمكين والقبول ولكن هذا مستوى الإيمان واليقين وفهم سنن الكون وقوانين الحياة وأما الوظائف والأدوار والتكاليف والأعباء فتنصب في اتجاه آخر هو تغييرنا ما بالنفس.

التغيير الخاص مسؤوليتك "أنت":
وهو معنى حتى يغيروا ما بأنفسهم أي أن واجب التغيير متعلق بك أنت ووظيفة التغيير متعلقة بك أنت وأدوات القيام بهذه الوظيفة موجودة في حوزتك أنت، فابدأ بالتغيير إذا أردت التغيير ومشروعنا قائم على أساس تربوي يبدأ بتغيير النفس ويستمر بتغييرها ويحفظ بتجديد مستمر لعملية التغيير النفسي فينا قبل غيرنا وعندما يعم التغيير ويكثر حاملوا رسالته وينتظمون في عقد مصفوف وبنيان مرصوص ويشكلون صفا ربانيا قوامه الثقة والصدق والطاعة يكونون بذلك قد وفروا الشروط القدرية ووضعوا الأسس التي ترتفع عليها عملية التغيير العامة.

رسالة رمضان دعوة وتغيير:
إن رمضان يحمل الدعوة بمعنى الرسالة والالتزام (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) كما يحمل التغيير الذي يحول فجأة حياة الإنسان استجابة لله من حال إلى حال ومن وضع إلى وضع على المستوى الدقيق في يوميات الإنسان وجوانب حياته المادية والروحية وهو رسالة واضحة بضرورة التغيير الدوري المستمر نحو الأفضل من جهة ومن جهة أخرى هو عنوان على إمكانية التغيير وسهولتها إذا توفرت الإرادة ووضحت الغاية التي من أجلها نصوم ومن أجلها نفطر، فكما نصوم عن الأكل والشرب وما في حكمه يجب علينا وبإمكاننا أن نصوم عن رغباتنا الفكرية وشهواتنا التنظيمية وخصوصياتنا الحركية فحيث لا يجوز لنا أن نصوم نافلة في رمضان لا يجوز لنا أيضا أن نقدم نافلة تنظيمية أو حركية في وقت الفرائض الحركية والتنظيمية.
ورمضان الذي نستقبله هذه الأيام حري أن يكون وعاءا زمنيا للتغيير في كل المجالات وأن نجعل خصوصيته في حركة الدعوة والتغيير تتعلق بعنوان كبير وهو:"أبناؤنا سمة في وجوهنا"، فنبذل جهدا خاصا في وقاية النفس والأقربين وعلى رأسهم الأبناء من كل ما يتعارض مع الرسالة والفكرة وشرف الغاية ونبل الوسيلة فإن تكدير الدعوات يبدأ صغيرا وفرديا ثم يتحول إلى ظاهرة تهدد ميراث الدعوة بأكمله وهو الذي إذا لم يحمله أبناؤنا ضيعه أبناء الآخرين فلا تتركوا هذا الإرث محل تلاعب للآخر أو استهانة منكم فإن مضيعة الرسالات تبدأ من ضياع المحيط المقرب لقادتها والقائمين عليها.
فاللهم بلغنا رمضان، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


مصطفى بلمهدي
رئيس حركة الدعوة والتغيير
------------------------------
3/ أصلح نفسك وادع غيرك
إن رسالتنا تقوم على إصلاح النفس ودعوة الغير، ذلك أن منهجنا لا يستقيم بدعوة الآخرين لشيء لا نقيم أنفسنا فيه
أيها الأحبة في الله

تحية طيبة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل من موقعه وباسمه الخاص وبعد..

فإن الحمد لله إليكم على تمام النعمة والمنة من الله تعالى في القيام بأمن الدعوة والنهوض بأعبائها، وإعداد الهياكل اللازمة للعمل الجماعي والشورى الضامنة لصحة المسار والعزيمة التي تنهض بتكاليف التربية والدعوة والتغيير وأهنئكم بنجاح أعمالكم المتعددة على مستوى الذات والجماعة والمنهج والمشروع، حيث أعدتم بناء الأسرة وترتيب الأفراد وتحديد الواجبات والالتزامات، وإنشائكم لمجالس الشورى واختتام التنفيذ، وضربتم مثلا رائعا في الاحتفال بذكرى الشيخ المؤسس محفوظ نحناح عبر العودة إلى نهجه وبعث تراثه وأفكاره وإحياء منهجه بين الناس.
كما أهنئكم لكثرة الإقبال الشعبي عليكم واستمرار الانخراط في حركتكم التي بدأ إقبال الناس عليها أنكم تعبرون عن طموح شعبكم وتمثلون الأمل له وتشكلون مجالا واسعا لثقته، قبلتم تلك الثقة الغالية التي هي مدار العمل وأمنية الرأي العام الذي أقبل علينا على غير مصلحة دنيوية وإنما هو الحب والثقة في تلك القيم التي أعلنتموها للناس وافتقدها الناس عند غيركم، وأهمها روح الحب والصفاء والصدق بينكم وإيثار الحق على الباطل، وإعلاء الولاء للفكر على الولاءات الموروثة الأخرى لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
ولقد أظهرت روح التوافق التي اتخذتموها أسلوبا وخيارا لإدارة شؤون الحركة شجاعة كبيرة في تجاوز سلبيات الماضي وطموحات الاحتكام الذي يغلب فيه طرف عن طرفا آخر، ذلك أن كل واحد منكم هو أخاه عينه الذي لا يناديه أنت وإنما يخاطبه بـ "أنا" وكأنه أمام المرآة.
القدوة دعوة

أيها الإخوان
إن رسالتنا تقوم على إصلاح النفس ودعوة الغير، ذلك أن منهجنا لا يستقيم بدعوة الآخرين لشيء لا نقيم أنفسنا فيه بعزم وحزم وجدية فحسنات الأبرار سيئات المقربين وإن كانت الفتوى أقرب إلى الرخصة فإن الالتزام عزيمة وجدّ.

والقدوة دعوة ولا يمكن أن يصلح شأن الدعوة بغير القدوة، والقدوة هي منهج إصلاح وليست ادعاء وتبني، فليس من يظهر العبوس هو أهل الصلاح ولكن من يحسن إدخال السرور على قلوب الناس ويبش في وجوههم دون أن يستحي من الخلق فيضيع الحق أو يغفل عنه أو يتنازل عنه أو عن بعضه.
وإن إصلاح النفس أيضا ليس بالانتماء فقط بل هو بذل الجهد في العمل والتقويم والمجاهدة والتخلص من جوانب الهمم المنحطة، وإعلاء الطموح نحو الغاية الكبرى وإقامة النفس في محراب الإيمان ومنبر الدعوة وحلقة الدرس ومواطن الزكاة وبين طيات الصحائف والكتب وطبقات الدعاة وأهل العلم والسبق والتجربة ومتابعة أخبار الواقع وتحولات شؤون الأمم والحركات وتحسس أحوال الواقع المحيط بنا والدخول إلى المفاصل الحساسة فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
وإن ذلك كله لا يأتي اعتباطا بل لابد من منهجية تلزمنا بإصلاح أنفسنا بداية من الصف الأول في صلوات الفجر والعشاء إلى بناء الفكر وترتيب العقل وتحصيل الحد الأدنى من أدوات التوجيه والمشاركة الإيجابية في صناعة الدعوة والتغيير في محيط لم يعد بدائيا ولا بسيطا وإنما زاد تعقيده يوما بعد يوم، فقد أصبح من العسير أن نقوده إن ، تكن في مستوى حقل العمل كما يقول مالك بن نبي رحمه الله.
القدوة مراتب

أيها الإخوان
إن القدوة مراتب، فالقدوة في مواقف ومواقع الجندية تختلف عن القدوة في مواقع القيادة والقدوة في حال التأسيس والبناء صعبة وفي إعادته أصعب ولكن عزائم الرجال تصهر الصعب وتذلل العقبات ولذلك لا بد لها من تضافر القدوة في القيادة والقاعدة، فقد سأل أحد المتقاعسين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم كثرت الفتن في زمنه ولم تكن في زمن أبي بكر وعمر؟ فقال الخليفة علي رضي الله عنه: "أولئك كانوا أمراء على أمثالي وأنا صرت أميرا على مثلك"، وقد أُثر أيضا عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: "لو استقمت لاستقامت رعيتك" وهو يخاطب أحد ولاته.
وإننا اليوم أمام موسم تفرغ للعمل الدعوي ولا أقول موسم العطل لأن راحتكم على سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال" وظهور المطايا راحة السائرين، ولذلك أوصي نفسي وإياكم بترتيب أوراد الحفظ والذكر والقراءة والزيارة والمتابعة والنصيحة والمشورة وملء أوقاتكم بالأعمال "فمن لم يشغل نفسه بالعمل شغلته بالتكاسل. ومن لم يشغلها بالحق شغلته بالباطل ومن لم يدربها على طاعة الله روضته على طاعتها وتلبية شهواتها".

ادع غيرك .. ادع غيرك..
و"لأن يهدين الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، والسواد لا يكثر اعتباطا وإنما بتراكم الأعمال فما سالت أودية إلا من حبات القطر، وما أضاءت الأنوار إلا من صغير الشرر. وفي قول إبراهيم بن أدهم عبرة وهو يصحح مفهوم أحد مريديه الذي عاد من سفر يطلب به رزقا بعد أن رأى طائرا كسيحا في مغارة قد صرف الله له طيرا سليما يأتيه بالطعام، فظن أن الرزق مكفول فلم السعي؟ فقال له شيخه:"كن أنت المُطعم ولا تكن الطاعم".
ونحن نحتاج إلى الدعوة خدمة لديننا ولمنهجنا ووطننا فلا يصلح أمر الأمة إلا بالإكثار من أهل الخير وهو مطلب المرحلة الذي يتطلب همة للدعاة تتجسد فتكثر بها مؤسسات الدعوة وجماعيتها التي يؤوب إلى ظلها الحيارى وتؤطر جهود العاملين، لأن عملنا ليس عملا فرديا بل منظومة جماعية تهدف إلى التمكين والاستمرار وتقوم على خدمة الدعوة من أجل التغيير الموصل إلى الأهداف التي رسمها المؤسس واجتمعتم على تحقيقها وأنتم تعلمون مفاوز الطريق ووحشة السبل لولا أن أنار الله لنا المسار بأنوار الفهم والإخلاص والتجرد وأعاننا على لأوائه بالأخوة والثقة والعمل والتضحية وجعل تنافسنا في الثبات والطاعة والمجاهدة وهي القيم التي ندعو إليها الناس ونجتمع معهم على أساسها ولنا ولهم الأجر عند الله فلا نبغي من الناس جزاء ولا شكورا.

جمعية الدعوة والتغيير أول الطريق

أيها الإخوان
لقد أعلن مجلس شوراكم الموقر عن تأسيس جمعية الدعوة والتغيير لتكون أول الطريق في منظومة "ادع غيرك".. وهي بكم وفيكم ستكون إن شاء الله قدوة في العمل الدعوي المتكامل الذي تداعينا للقيام به والاجتماع على التعاون فيه، وهي المؤسسة التي تحمل مشعل الفكر والعلم والدعوة والتغيير بسواعد أبنائها وبناتها من رفقاء الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله والسائرين على دربه، وعملها بذلك لا يقتصر على ناحية من مناحي العمل أو جزئية من جزئيات الدين، بل هي انطلاقة رائدة في الشأن الدعوي وأبوابها مفتوحة للصالحين والمصلحين وهي بذلك ستكون منبرا معليا للحق مفتوحا لمن له الإرادة والاستعداد للمساهمة من خدمة الأمة والنهوض بها على شاكلة الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله، فلا تقصروها على شريحة من الشرائح أو جانبا من الأعمال أو فترة مؤقتة ولا تبتعدوا بها عن طريق جوهرها الذي أنشئت من أجله ولا تتركوا الآخرين يقرءونها حسب أهوائهم بل انتقلوا بها إليهم واشرحوا لهم غايتها وأبينوا لهم عن قوة فكرتها ووحدة صفها وتماسك رجالها ووضوح أولوياتها.
واحرصوا على أن تصدق أعمالكم أقوالكم فلا خير في قول لا يسنده ويصدقه العمل، ذلك أننا في هذه الجمعية نريد أن تكون إضافة إيجابية لمجتمعنا ووطننا وأمتنا إضافة ترتبط بالشباب من جهة وبالثوابت من جهة أخرى، تستدعي التاريخ لخدمة المستقبل، وتعيش العصر بروح الحفاظ على الأصالة. وإذا كان هذا أول الطريق فإن للطريق وسطه وآخره حسبما تقتضيه الظروف وتتطلبه المصلحة الكبرى والعامة، ولكن لكل مقام مقال ولكل آن حال ولا يمكن تجاهل فكرة آن أوانها ولكن لا يصح ألا تكون الولادات القيصرية أصلا في طريق الدعاة لأن ذلك فعل المتاجرين وليس فعل الحكماء.
شهر الاستقلال والشباب

أيها الإخوان
إننا في شهر جويلية الذي نعتز فيه بأن منّ الله علينا بيوم عـزٍّ محَا عنّا به ألم الذكرى التي ارتبطت باحتلال بلدنا العزيز ذات يوم من عام 1830 ليطلع فجـر 5 جويلية ويشرق نوره فيزيل ظلام الاستعمار ويحيي أرض المليون من الشهداء حياة طيبة، ولكن تبقى فرحة الاستقلال منقوصة في قلوبنا ما لم تتحرر الأرض المباركة أرض فلسطين التي هي شقيقة الجزائر وأختها، وحريتها من حريتنا وعزتها من عزتنا.
ولكن حري بنا أن يكون لهذا الوطن في قلوبنا المكانة الأعلى والمثل الأسمى، وأن تعملوا على ربط الشباب بالثوابت الوطنية ونشر القيم الوطنية في أوساط المجتمع وإحياء الحرص على البناء والإيجابية والتنمية لدى الشباب ولبعث الثقة في وطنهم داخل قيمهم وقلوبهم وأفكارهم وكل ذلك مضنة أن نساهم في حماية إرث الشهداء واستمرار منهجية الروح البناءة التي تركها لنا الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، وإنكم إن شاء الله لذلك لحفظة وعليه لأمناء.
ومن الأمانة والوفاء أن يواصل شباب الاستقلال مسيرة شباب التحرير وهو بذلك جديـر.
وان كثيرا من الجهات يزعجها دوركم الايجابي غيرة منكم أو حسدا من عند أنفسهم فتعمل على عرقلة جهودكم أو تحريف وجهتكم أو وضع المعطلات في طريقكم لتلبيس الحق بالباطل أو التدليس على السائلين أو جذبهم نحو التقاعس متخذين في ذلك أشكالا وصور بين شهوات مثيرة أو شبه مشوشة أو تخويف بالذين من دونه أو تعجيز عن القيام بالمهمات الكبرى آو التلويح بسراب يشبه الحقائق ولكنه لا يتعدى أن يكون فجرا كاذبا يصدق فيه قول الله تعالى "أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه" ولذلك فلا تلتفوا لغير أعمالكم ولا تنظروا إلا أمامكم فان كثرة الالتفات مشغلة للعقل وصارفة للعزم ومبطلة للأعمال " ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات "
مصطفى بلمهدي
رئيس حركة الدعوة والتغيير
------------------------------
2/ ولا تنسوا الفضل بينكم
أيها الإخوان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحييكم تحية الشهر بعد السلام لأقول لكم مذكرا نفسي وإياكم بقول الله تعالى: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) لتكون شعارا للشهر الذي نحيي فيه ذكرى الرجل العظيم الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، الذي أفنى ما آتاه الله في خدمة الدعوة وبناء الرجال، وحماية الأرض والعرض، ونشر الإسلام، وتجديد طرائق العمل الإسلامي، وفتح الآفاق الجديدة أمامه، ونقل الدعوة إلى مساحات جديدة لم تكن في حسبان الكثير من الدعاة، وبذلك أبدع في أساليب التغيير وحمى المغيرين من أخلاق المتردية والنطيحة وما أكل السبع وأسس بذلك مدرسة متميزة للدعاة أخذت على عاتقها أن تشق الطريق في وسط أمواج هادرة، وأشواك واخزة ومنعرجات تيه لا يستطيع عبورها إلا العارفون وعبرها بنا جميعا رغم قلة السالكين وكثرة السبل المتفرقة فاستقامت لنا منهجية السير وكنا جميعا حسنة من حسناته يرحمه الله ويعيننا على ألا ننسى فضله.

إحتفاليات الشيخ محفوظ نحناح قيم لا مقامات

أيها الإخوان
لقد عزمت حركة الدعوة والتغيير أن تجعل هذا الشهر فضاء زمنيا لإحياء ذكرى الشيخ المؤسس الراحل محفوظ نحناح والوفاء يستوجب أن نتواصى بإحياء هذه الذكرى بأعمال القلوب قبل أعمال الجوارح لأن أعمال هذه الذكرى هي بالأساس صدقة جارية على صاحب الذكرى ثم هي قربات نتقرب بها إلى الله ونحيي بها منهجا في الدعوة إلى الله، ونستحضر القدوة في أعمال ذلك الرمز الذي تركنا على هدى من الدعوة والأخوة والتضحية والتجرد وإيثار الحق على الخلق، ولذلك فإني أوصيكم ونفسي بأولوية الإخلاص والصدق وتحرير الإرادة لله ثم إعلاء أعمال الدعوة على غيرها والجماعة على الذات والوطن على ما سواه وذلك هو سمت الدعاة الحق.
وإن من حوّل تعاليم القرآن والسنة إلى سلوك ملتزم فهو داعية قدوة في ذلك ومن خالف سلوك هذه التعاليم فقد أبى أن يكون داعية بل أصبح مدعيا فإذا فعل الأولى كان شاهدا على الناس وإذا فعل الثانية كان الناس شهداء عليه سلبا.
وإن القلوب إذا لم يعتنى بها تمرض بأمراض شتّى داخل الجماعة وتؤثر في تماسك الصف وسمته كما تؤثر قنوات تصريف المياه القذرة في قنوات المياه الطاهرة عندما تكون بجوارها ولا يظهر تلوثها إلا عندما يصبح وباء.
والمحضن التربوي هو الوقاية التي تحافظ على سلامة القلوب وطهارتها التي هي أدنى درجة الأخوة كما عبر عنها الإمام المؤسس.
وأمراض القلوب هي الحالقة التي تحلق الحب في الله والأخوة في الله وتقطع أوصال الجسد الواحد وتصدع البنيان المرصوص وتفرق بين المعتصمين بحبل الله وتوصل الجماعة إلى التنازع المؤدي إلى الفشل وقد نهانا الله عز وجل عن التنازع الذي يفشل ويذهب الريح التي ترعب العدو من مسيرة شهر.
وإن الحياة بلا التزام حياة ضائعة عبثية فوضوية تحول الصف إلى غثائية كغثاء السبل كما جاء في الحديث الشريف. من أجل هذا الالتزام، أيها الأخ وأيتها الأخت، أرسل الله إنذاره وتبشيره إلى نساء النبي أمهات المؤمنين ومن ورائهم كل النساء والرجال (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً) الأحزاب 30-31.
فلماذا أيها الأخ وأيتها الأخت يضاعف لهن الأجر والعذاب؟ لموقعهن من النبي صلى الله عليه وسلم وانتمائهن لبيت النبوة بيت القدوة والدعوة.
يا أتباع الشيخ محفوظ السائرين على دربه كلكم دعاة وبالتزامكم تحملون رسالة الإسلام، وتبلغون عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما تعلمتموه.
ربانية الحركـة

أيها الإخوان
لقد أسسنا معا حركة الدعوة والتغيير لتكون ربانية، ولكن الربانية ليست شعارا فقط وإنما التزام وعمل، وكل من انتمى إلى الحركة انتمى لهذا السبب ويحيا في كنف الحركة حياة ربانية بالتفكير والقول والعمل وفقا لمنهج الله وبذلك نحوم حول الصحابة نتأسى بهم كما تقول أدبياتنا.
والعهد الذي بيننا هو طاعة الله والإخلاص لوجهه الكريم وليس لوجه أحد غيره، والقائد عندنا وسيله لطاعة الله وهو غير معصوم فإذا أخطأ أو انحرف ننصحه ونقومه كما أعلن ذلك خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وإذا أصر على خطئه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالعهد ارتباط بالله عن طريق القيادة ما دامت القيادة مرتبطة بالله، ويبقى العهد مع الله مستمرا في كل الحالات.
وبحسن الالتزام يتضاعف الأجر وبإساءته يتضاعف الإثم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، فمن يغرس غرسا يأكل منه إنسان أو حيوان ليس كالذي يحفر حفرة في طريق الناس ليسقط فيها الإنسان والحيوان.
وكما يتضاعف الأجر والإثم في الأراضي المقدسة بسبب الموقع والموضع فكذلك الداعية الملتزم ليس كباقي الناس في حال الالتزام ومخالفته، ومواقع القيادات في قمة هرم الحركة ليست على درجة واحدة مع باقي أفرادها في قاعدة الهرم.
بين الصيحة والغايـة

أيها الإخوان
لقد كانت رسالة الشيخ الدائمة هي السير إلى الأمام وعدم الالتفات إلى أي صيحة، لأن الالتفات إلى الصيحات هي صفات الذين لا يتقون الله في غايتهم، ولا في أنفسهم أو جماعتهم، ولذلك كان الشيخ رحمه الله حريصا على أن تنقى الصفوف منهم أو يطهرون من الأمراض المناقضة للغاية، فلا يكون في مرحلة البناء والتأسيس معلول الغاية مريض القلب كثير التردد سماع لكل ناعق، ففي مرحلة البناء توضع الأسس على العزائم الثابتة والقواعد الصلبة والقادة الذين فهموا أن الله استعملهم في سيبله وأدركوا مرادهم من الطريق إلى الله الذي هو غايتنا الكبرى وليس على الذين قال فيهم الله تعالى:(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) أو الذين قال فيهم:(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ) المائدة 52.
ولذلك أيها الإخوان لقد حددنا الغاية وانطلقنا في المسير ووضح لنا الحادي واستوثقتا من أصل الشجرة الذي نعض عليه بالنواجذ واختار غيرنا سبلا لهم فكونوا انتم أصحاب الشجرة ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، وألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول فلا تكن العواطف حكما على القيم ولكن خادمة لها تدفعها لمزيد من الإبداع ولا يلهيكم بريق أضواء الخيال عن اكتشاف الحقائق في وسطها فهي زاهية براقة ولكن الحقيقة ليست هي بريق الأضواء ونداء الأهواء أو شطحات الخيال وأماني العاجزين المتدثرين بالأسماء والمقصرين في حق المسميات الملتفين عن التزاماتها وحقوقها.

أيها الإخوان
إن عصمة الأمر كله في تقوى الله والتجرد له من كل شيء، وعصمة الجماعة في الحب في الله صدقا وحقا، وعصمة العمل في الشورى الملزمة والطاعة التعبدية لدى كل واحد منا لمن عليه حق الشورى والطاعة والثبات وحسن القدوة والإحسان في الاقتداء وانتظار النصر بعد ذلك من الله العزيز الحميد.

والله أكبر ولله الحمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مصطفى بلمهدي
رئيس حركة الدعوة والتغيير
------------------------------
1/ واجب الوقت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. الإخوة والأخوات أعضاء وقيادات حركة الدعوة والتغيير تحية طيبة وبعد..
فقد أمر الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو قدوتنا جميعا أن يستعد لثقل الأعباء وتكاليف القول الثقيل والأمانة المشفق من حملها بالقيام لله آناء الليل وأوقات السحر وأن يحيط القيام بالإنذار بهجران الرجز وطهارة الثوب والصبر لله والتذلل بين يدي الله عز وجل،
قال تعالى:(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً، إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً، وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً).
وإنّي أوصيكم ونفسي وأنتم تتداعون لإعادة التأسيس لبناء حركتكم على التقوى وبالبصيرة أن تلجأوا إلى الله وتخلصوا له وتتجردوا في أعمالكم من كل الشوائب والأغراض والحظوظ الدنيوية وأن تنصبوا غايتكم أمامكم في طريق مستقيم على هدى حتى لا تتفرق بكم السبل.
أيها الإخوان والأخوات
إن المرحلة تتطلب منكم اليوم قبل الغد أن تركنوا إلى ركن الفهم السليم الذي يقوم العمل وركن التربية والتكوين لأنفسكم ولبعضكم البعض، وأن تهبوا إلى المجتمع بدعوتكم لأن الناس أحوج ما تكون إلى قيم الدعوة والتدين والضمأ الأخلاقي في حاجة إلى ماء الدعوة الطهور.
أيها الإخوان والأخوات
إنكم أصحاب منهج، وإن انتظاركم الأخير وصبركم الكبير كان عربونا كبيرا على إيثاركم الآخرة على الدنيا، والحق على الخلق، والمنهج على الهيكل، ولذلك فإنكم اليوم تقفون معلمين لأنكم أنتم من صنع التنازل عند التنازع، وعالج المطامع بالترك، ولستم أبدا في حاجة إلى تنازل مرهون بالمناصب إذ لا يفكر فيها إلا من رهن نفسه في المطامع والمواقع.
ولقد علت هذه الأيام أصوات ترفع موضوع التنازل حجة على الناس وهي أشبه برفع المصاحف على الرماح في صفين وقد يكون فينا سماعون لهم لا قدر الله.
والطريق لا يخلو من إرجاف واهتزاز وتردد ولكنكم رواحل الحق التي لا يعيبها المسير، بل تزداد بالشوق إلى بلوغ الغاية قوة وعزما وتنهض همتها فتتضافر جهودها لتصنع سدّا منيعا في وجه التردد والإرجاف وسلسلة ذهبية متماسكة عصية عن التفكيك متكافلة ومتعاونة وكل منكم يتمثل قول الله تعالى:(حَرِيصٌ عَلَيْكُم) التوبة128.
وكما يعمد بعض الملفقين الإعلاميين إلى رص كلمات وإخراجها عن سياقها ونسبها إلى المرجعية لنشر الأغاليط ودعم سلوكهم الخاطئ ولنا كامل الثقة في فطنة إخواننا وأخواتنا وفهمهم الواعي والأيام القادمة ستكشف ما تطمئن به نفوسكم وترتاح إليه صفوفكم.
أيها الإخوان والأخوات
إن للتفكر فترات وللعزم فترة وموقف ووضوح وصبر وإن الإخوان ليس من شيمهم التردد أبدا، (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ) آل عمران159.
ولقد كانت لنا مراحل للتفكر، وأخرى للانتظار وكلها للتشاور إلى أن جاءت أوضاع أصبح واجب الوقت فيها أن نمضي قدما بعد استشارة أنارت الطريق واستخارة زادتنا اليقين في السير بميراث النحناح إلى بلوغ الغاية، وإيثار المنهج على المكسب وهو الفاصل المميز بيننا وبين غيـرنا.
واليوم أنتم تباشرون الهيكلة بعد المحاورة والمشاورة، لا تنشغلوا كثيرا بقيل وقال وكثرة السؤال لأنكم قوم عمليون.
أيها الإخوان والأخوات
ظهرت في الساحة صيحة سمعتم بها عبر الصحف والجرائد ولم تتلق حركتكم بها خبرا إلا كما تلقاها عموم المواطنين، بل لم تسمّكم باسمكم "حركة الدعوة والتغيير" رغم أنكم مقصودون بالحديث، وقد يكون ذلك استهانة من أصحاب الصيحة بكم، والأيام كفيلة إن أخلصتم النية وواصلتم العمل وأعليتم الحب في الله أن تجيب هؤلاء وأولئك بأنكم أهل الدعوة الذين إن لم يحفظ لهم أصدقاء الأمس أقدارهم فالله خير حافظا لأقدارهم، وكم استخف أقوام بساقي ابن مسعود وهي عند الله أثقل من جبل أحد.
وإن الصلح في مذهبنا محبب ومقبول ولذلك فقد استنفذنا له كل الأسباب واستنفذ شيوخنا وعلماؤنا له الأسباب أيضا ولكن لا جواب ولا رجع صدى بل حيلة وتملص.
ولذلك فإن الصلح والإصلاح الآن يكون ببناء الصف الرباني الواحد الذي ينهض بأعباء وتكاليف الدعوة المتكاملة ويتميز بالتجرد لها والاجتماع عليها وموالاة من والاها، وقد تميزت الولاءات ووضحت المرجعيات وأبواب الجميع مفتوحة سواء في حركة الدعوة والتغيير أو في غيرها وعلى كل من رأى في نفسه نفعا للدين والأمة من أي موقع من المواقع كان أن يلتحق بأصحابه، ولكن ليس في حركة الدعوة والتغيير من مكسب إلا الحب في الله وليس من مطمع إلا مرضاة الله وليس من وعد إلا بالأجر، ولكن الذين يقفون في وسط الطريق لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء سيكونون عناصر تشويش على الجميع ولا نحب لأحد أن يكون فيها خصوصا وأن الإعلان عن الإمساك عن هذه الوساطات التوفيقية كان واضحا في القرار الأخير.
ولكن الذي نحذر منه ذلك التدليس الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام التي أصبحت ليس لها من ديدن إلا التلذذ بالتشويش على أصحاب القلوب الضعيفة وزيادة الحيرة للمحتارين أو تمارسه بعض الجهات في حق الأفراد، وقد اتصلنا بعدد كبير يتجاوز الثلاثين (30) شخصا ممن وردت أسماؤهم في النداء وهم يدينون الطريقة التي أقحمت بها أسماؤهم في مثل هذا الموقف.
وإن أناسا ممن وردت إمضاءاتهم في الإعلان لا علاقة لهم الآن بالحركة أصلا ومع ذلك سمحوا لأنفسهم أن يعطوكم الدروس في الوحدة وجمع الكلمة والصف وبعضهم تخلى عن الحركة في وقت كانت بحاجة إلى كل أبنائها.
ومع ذلك نقول: سامح الله الجميع ووفق الله كل من يريد خيرا بهذه الدعوة واختلفنا معه اليوم لعلنا نلتقي معه غدا في رحاب العمل الإسلامي.
أيها الإخوان والأخوات
إن واجبنا الآن هو التفاتتان:
1- التفاتة نحو النفس، لتزكيتها فتنصب للعبادة بعد كل فراغ من عبادة أخرى وترغب إلى الله، وكلما كانت النفس زاكية كانت أقدر على تحمل وارد الجماعة والدعوة وأقدر على الالتزام به والاستقامة عليه كما أمر الله.
2- التفاتة نحو الناس، فالناس يلتقون حولنا ويأملون في دعوتنا الخير خصوصا بعد انطلاق عملية تنصيب الهياكل المستوعبة لكم ولغيركم والبدء في تنظيم الأسر والعمل التربوي الجاد والصادق وقد فقدت الساحة خطاب الدعاة وحسن قولهم وصدق تمثلهم لمبادئهم، فاعملوا على أن تعيدوا للناس الأمل في رؤية الدعوة وإنجاز مشاريعها وإحياء الربانية بين ظهرانيهم، وتقديم النفع للناس من خلال اليد الحانية والقلب الرحيم والمنتخب المحلي والبرلماني الذي يعيش مع هموم شعبه ساعيا في الخير من أجلهم واقفا الموقف الذي يرضي الله قبل كل شيء.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
مصطفى بلمهدي
رئيس حركة الدعوة والتغيير
------------------------------
روابط رسالات الشهر من الموقع الرسمي للحركة:

حكومة هنية تدين تقرير "هيومان رايتس"

غزة- المركز الفلسطيني للإعلام:

أدانت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الذي اتهم حركة حماس وفصائل المقاومة بارتكاب جرائم حرب في غزة، معتبرةً التقرير سياسيًّا بامتياز، ويساوي بين الضحية الفلسطينية والجلاد الصهيوني.

وقالت وزارة الإعلام في بيانٍ لها اليوم: إن الصواريخ التي تُطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية تجاه الأراضي المحتلة هي حق مشروع ونتيجة طبيعية لاستمرار الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، لا سيما الاعتداءات العسكرية التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكلٍ يوميٍّ بحقِّ الفلسطينيين في قطاع غزة برًّا وجوًّا وبحرًا.

وأعربت عن استغرابها الشديد لسياسة غض النظر التي مارستها المنظمة تجاه الجرائم الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وخاصةً الموثقة منها، مستنكرةً الرواية غير الموضوعية التي ساقتها المنظمة بشأن مقتل ثلاثة "مدنيين" صهاينة نتيجة صواريخ المقاومة منذ عام 2008م، في حين تناست قتل الاحتلال أكثر من 1500 شهيدٍ فلسطينيٍّ بشكلٍ ممنهجٍ ومنظم،ٍ وإصابة أكثر من ستة آلاف جريح خلال العدوان الإجرامي خلال ديسمبر ويناير الماضيين؛ غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأكدت أنه لا يوجد وجه مقارنة مطلقًا بين الصواريخ العملاقة والقنابل العنقودية التي تستخدمها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين وبين صواريخ المقاومة الفلسطينية، مشددةً على أن الخوفَ المترتب على صواريخ الاحتلال تجاه الأطفال والنساء والفلسطينيين عامةً هو أضعاف مضاعفة من الخوف الذي تسبِّبه صواريخ المقاومة.

المرشد العام للإخوان المسلمين يحذر من التفريط في ثوابت القضية الفلسطينية


كتب- إسلام توفيق:

حذَّر فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين جموع المسلمين مما يخطط له الكيان الصهيوني الآن بخصوص المنطقة العربية وفلسطين بدفعه الحكام للضغط على شعوبهم لقبول السرطان الصهيوني في قلب جسم الأمة العربية والإسلامية، والاعتراف بالكيان الصهيوني كدولةٍ قوميةٍ لليهود، والإعلان عن إنهاء الصراع إلى الأبد بين الكيان والعرب.

وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "المسجد الأقصى يستصرخ المسلمين لتحريره من الصهاينة" إن المسجد الأقصى ينادي أمة الإسلام اليوم: "أن خلصوني مما أنا فيه، ومن أيدي الصهاينة الذين يعملون على طمس معالمي وعلى تهويدهي، ويسعون إلى هدمي بحفر الأنفاق من تحتي، والخنادق من حولي، حتى يقيموا هيكلهم المزعوم على أنقاضي".

وأشار إلى أن الإيمان والعمل والجهاد في سبيل الله سوف تكون لهم الكلمة النافذة في تحديد مصير القدس وفلسطين، خاصةً عندما ينتفض الحكام المسلمون ومن خلفهم شعوبهم ويستجيبون لنداء الأقصى ويهبون للدفاع عن القدس وبيت المقدس وتخليصه من الاحتلال الصهيوني الجاثم على صدره.

وتساءل فضيلته في ذكرى تحويل القبلة من المسجد الحرام للمسجد الأقصى: "أما آن للأمة الإسلامية أن تسارع في استجابتها لربها، وأن تولي وجهها نحو خالقها دون سواه، بأن تخلص لربها وشرعه، وأن تتجرد لعقيدتها، وتنخلع مما سواها من العصبيات البغيضة والقوميات المفرقة والأجناس المتنازعة لتصير كما أراد الله لها أمة واحدة".

وشدد فضيلة المرشد العام أنه يُفرض على الحكام المسلمين بل وعلى سائر المسلمين أن يعملوا بكل الوسائل لاسترداد فلسطين والمسجد الأقصى، وأن يجاهدوا بكل السبل لفرض سلطانهم على فلسطين؛ حتى يتمكَّن المسلمون في كل أنحاء المعمورة من أن يشدوا إليه الرحال كما يشدونها إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وقال: "تجمع اليهود من شتات الأرض باسم حق مزعوم في هيكل موهوم، وأقاموا لهم دولة على مقدساتنا، فهل آن الأوان لتجتمع كلمة المسلمين وتتوحد على حقهم المؤيد بآياتٍ من كتاب الله وبأحاديث من هدي الرسول وبأسباب الاتحاد.

واختتم فضيلته بتجديد التحذير من المخطط الذي يكيده الأعداء بتوسيع الهوة بين المسلمين والعمل على تأجيج نار الصراع بين القوميات المختلفة وإشعال الحروب فيما بينها ليفني بعضهم بعضًا.




قسم الجامعات والعمل الطلابي ينظّم مخيّمه الصيفي

عقد قسم الجامعات و العمل الطلابي لحركة الدعوة والتغيير المخيم الصيفي الأول له، و كان ذلك بنزل ابن بطوطة ولاية جيجل بتاريخ: 05شعبان1430 الموافق ل27جويلية 2009 امتدّ ثلاثة أيام قضى فيها الطلبة وقيادات العمل الطلابي في ولايات القطر الجزائري جوا تربويا أخويا، وهاته بعض الصور للمشاركين من ولاية قسنطينة:

الدّعوة إلى الله مسؤولية الجميع

هاته ليست مجرّد قصّة

وإنّما هي رسالة موجّهة إلى كلّ فرد في هاته الدّنيا آمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلّم نبيا ورسولا فعليه أن يعي جيّدا أنّه إنّما خُلق ليعبد الله عزّ وجلّ بالطاعات والعبادات والدعوة إلى مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ... إذ كلّ هذا ليس من مسؤوليتي وحدي أو مسؤوليتك وحدك وإنّما كلّ هذا من مسؤولية الجميع والصالح صالح لنفسه وخير الصالحين " صالح لذاته مصلح لغيره "

الحركة الإسلامية بين الدعوة والسياسة



الحركة الإسلامية هي العمل الشعبي المنظم الهادف إلى إيقاظ المسلمين من غفلتهم وحثهم على الالتزام بالإسلام كله في حياتهم...لأن مشكلة المسلمين اليوم هي التطبيق الجزئي للإسلام، ولا نكاد نجد رقعة في الأرض اليوم تطبق الإسلام كله، كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم...ويمكن توافق هذا التعريف مع تعريف الدعوة الإسلامية أو الصحوة الإسلامية كذلك. فالهدف هو حث المسلمين على تطبيق الإسلام في حياة المسلمين.وللحركة الإسلامية ثلاث وسائل أو طرق للوصول إلى هدفها، وهي التربية، والإعلام، والعمل السياسي...وهكذا يتضح منذ البداية أن السياسة جزء من الدعوة أو جزء من الحركة الإسلامية، أو قل وسيلة من وسائل الدعوة أو الحركة الإسلامية... ومن الضروري أن يبقى التوازن بين الحركة الإسلامية والعمل السياسي، بحيث لا تطغى السياسة على التربية، والإعلام، وبتعبير آخر لا يطغى الجزء على الكل، والتوازن ضروري لتبقى السياسة وسيلة من وسائل الحركة الإسلامية، وليست هدفاً في ذاتها...وقد رتبت وسائل الحركة فكانت التربية الوسيلة الأولى، وذلك من حيث الأهمية، لأن الإسلام نظام إصلاحي يجعل من التربية وسيلة أساسية لغرس القيم الإسلامية في نفوس الناشئة المسلمة، ومن ثم إصلاح الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، واستمرار قيم الإسلام واستكمالها وتجديدها على الدوام...وتبقى الحركة الإسلامية متزنـة عندما تعطي التربية الدور الأول، والإعلام الدور الثاني، والعمل السياسي الدور الأخير... وأي تغيير في هذا الترتيب مهما كانت الأسباب معناه اضطراب الحركة الإسلامية وعدم توازنها.وثمة نظرة على مسيرة الحركة الإسلامية في الجزائر، تجعل المسلم يحمد الله ويشكره على الشوط البعيد الذي قطعته هذه الحركة، فقد بدأت مسيرتها مع بداية السبعينات الميلادية من القرن العشرين، وسبقت مسيرة بعض الحركات الإسلامية في المشرق العربي، والفضل لله أولاً الذي جعل الشعب الجزائري يحب الإسلام حباً جماً، ثم للشيخ عبد الحميد بن باديس وإخوانه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين دفعوا الشعب الجزائري للثورة ضد المستعمر الفرنسي، وطرده مع أنصاره الأوربيين من الجزائر، والمحافظة على هوية الجزائر ولغتها العربية وإسلامها، ثم الفضل كذلك للشيخ محفوظ النحناح وأخيه محمد بوسليماني يرحمهما الله ؛ اللذين أسسا دعائم الحركة الإسلامية المعاصرة في الجزائر، ولا ينس دور الشيخ عبد الله جاب الله في هذا الميدان...
ومنذ التسعينات الميلادية دخلت الحركة الإسلامية الجزائرية العمل السياسي، ولا أحد ينكر عليها ذلك، فالعمل السياسي يعتبر الوسيلة الثالثة من وسائل الحركة الإسلامية، الهادفة إلى تطبيق الإسلام كله في حياة المسلمين....
ومن خلال المتابعة والاهتمام أسجل الملاحظات التالية على مسيرة الحركة الإسلامية الجزائرية، بعد دخولها معترك العمل السياسي:
1- شاركت الحركة الإسلامية الجزائرية في حكم الجزائر، تحت قيادة الأخ المؤسس الشيخ محفوظ النحناح يرحمه الله، الذي كان ممسكاً بتوازن الحركة، وعدم تغليب الجانب السياسي على الجانب التربوي والدعوي، ونفذت توصية قدمتها الحركة الإسلامية العالمية تنصح فيها الحركات الإقليمية بالمشاركة في الحكم، لما للمشاركة من أهمية في تدريب كوادر الحركة، والاستفادة من إمكانات الدولة في نشر الدعوة والحركة الإسلامية... وخدمة المواطنين وتأمين حاجاتهم، وهذه من أعظم سبل الدعوة الإسلامية، كما اتضح ذلك من مسيرة حزب العدالة والتنمية التركي، وتمت المشاركة كذلك في عدة أقطار عربية كاليمن والكويت والأردن... ووقف أبناء الحركة وأنصارها ( الذين لا يعرفون توصية الحركة العالمية ) بين مؤيد ومعارض، وتركزت المعارضة في أن الحكومة تسخر كوادر الحركة لمصلحتها... ولا قيمة لهذه الاعتراضات عندي.... لأنها سطحية ولا تدخل عمق الفكر السياسي الإسلامي المعاصر...2- تسابق كبار الأخوة في الحركة الإسلامية إلى مجلس الشعب ومجلس الأمة والمكاتب البلدية والولائية، وأكاد أقول أنها استغرقت أو كادت أن تستغرق نشاطاتهم، مما انعكس سلباً على النشاط الدعوي والتربوي. 3- كان المفترض أن تستفيد الحركة من الأخوة الذين شاركوا في مجلس الشعب أو الأمة أو المكاتب البلدية والولائية، ثم أحيلوا إلى التقاعد، كان المفروض أن يكون هؤلاء الأخوة المتقاعدون خير دعاة ومربين، يقدمون دروساً في المساجد، ويسهرون على تربية الجيل الصاعد، يساعدهم في ذلك تفرغهم وخبرتهم في العمل الدعوي ومنه العمل التربوي. والمفترض أن تزداد الحركة قوة واهتماماً ونشاطاً في التربية والإعلام كلما تقاعد أخ من هذه المجالس أو المكاتب.4- هناك ظن ـ وبعض الظن إثم ـ أن خصم الحركة الإسلامية احتوى كوادرها في مجلس الشعب والأمة وغيرهما من الإدارات، وفرغ محتوى الحركة من نشاطها الأصلي في الدعوة والتربية....
ومن هذا المنطلق جاء في الرؤية الجديدة لحركة الدعوة والتغيير أنها: ((... تملك مشروعاً تغييرياً لتربية المواطن الصالح وبناء الأسرة المتماسكة وإصلاح المجتمع الموحد وقيادة الدولة القوية وخدمة الأمة الكبيرة)). وجاء في هذه الرؤية أيضاً: ((... فنحن حركة تعمل وفق منهج تربوي هو مصنعها لتخريج الرجال والكفاءات وجسرها إلى التغيير والإصلاح، ونرى اليوم بعد هذه التجربة أنها في حاجة إلى اهتمام ورعاية واستدراك من خلال:• معالجة تربوية للأخطاء والعيوب والأمراض التي ظهرت في الصف خلال المرحلة السابقة.• الاهتمام بالمربين وتحسين مستوياتهم وتأهيل أدائهم وحل مشاكلهم.• زيادة عدد المربين عبر دورات مكثفة وعمليات ترقية لأصحاب الكفاءات الجديدة.• رفع مستوى التعاطي مع البرامج التربوية والتدريبية بمختلف الوسائل العلمية المساعدة.• إعطاء قيمة تنظيمية وتربوية أكبر للأسرة في هيكل الحركة التنظيمي، وتنمية شعور الفرد بالانتماء للحركة ومنهجها من خلال الأسرة.• إخضاع عمل مناضلي الحركة للعملية التربوية عبر الأسرة مهما كانت الظروف.• ربط أبناء الحركة برجالها السابقين في مجال الدعوة والتنظيم من خلال مختلف المناهج التربوية والحركية والسياسية.• تعميق البعد الوطني في برامج التربية من خلال رجالات الإصلاح وقادة الثورة ودعاة الإسلام وترسيخ روابط الانتماء للوطن والأمة.• إعادة صياغة مفهوم التغيير وإسقاطه على برامج تربوية يتربى الأفراد عليها )). ويفهم من هذا كله أن حركة الدعوة والتغيير سوف تعطي التربية أولوية كما هي أصلاً في وسائل الحركة الإسلامية، وسوف تعالج الخلل الذي أصاب الحركة عندما تغلب السياسي على التربوي. ونسأل الله أن يعينهم على ترجمة الأقوال إلى أفعال، وأن ينفع المسلمين في الجزائر وخارجها بأعمالهم....
ولابد من التعميم على سائر الحركات الإسلامية التي مارست العمل السياسي، والهمس في أذنها، أو الصراخ في وجهها، بأنها غلبت السياسي على التربوي، وأنها فقدت توازنها كحركة إسلامية... وأن الخطر يتهددها في تحولها من حركة إسلامية إلى حزب سياسي صرف.... في حين الحزب السياسي جزء من الحركة ليس إلا... أما أن تتحول الحركة كلها إلى حزب سياسي فهذا الخطر الذي يهدد الحركة الإسلامية بالانقراض...وفي الختام اللهم اجعلنا وإخواننا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.

إلى القادة والمربّون

رسالة من الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..

أيها الإخـوان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فإننا نرحب بكم أيما ترحيب ونشكركم على ما تجشمتم من متاعب وما تحملتم من مشاق في هذا الظرف العسير الذي تمر به دعوتنا وحركتنا وجزائرنا وأمتنا إذ الكل مستهدف من مكر الماكرين وما أكثرهم.


أيها الإخوة:
لقد قدمتم من أماكن متعددة يحدوكم الشوق والود في لقاء إخوانكم عموما وأمانة التربية خصوصا وأملكم في أن تفعّلوا حركتكم من خلال الاتصال المباشر ببعضكم والناس للناس وإن لم يشعروا خدم.
وأنتم تعلمون مثل جميع إخوانكم أن عملية التغيير التي نعيشها جميعا ونكتوي بنارها صباح مساء وتلفحنا المعاناة يوميا من أجل إيجاد الإنسان الصالح عبر تغيير النفس قاعدة التغيير الأبدية السرمدية و(إن الله لا يغير ما قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هذه النفس الإنسانية المسلمة التي جمعتموها في محاضن تربوية تبذلون لها التربية والتعليم والتوجيه ورفع الهمم وشحذ العزائم والاهتمام بالفرد والجماعة والأمة وتحسيس الأفراد بضرورة استئناف الحياة الإسلامية من جديد على هدي من رب العالمين ووفق سنن التغيير من غير شطـط ولا لجاج ولا تعنت ولا مراء ولا خذلان ولا تجاوز لضوابط الشرع الحنيف الذي نعتبركم أيها المربون الأدوات الحقيقية لإحيائه في النفوس التي تتعاورها معاول الهدم بالمؤثرات الخارجية والداخلية ويدفع بها شيطان الإنس والجن لترك دورها في ريادة الشعوب وصناعة الحياة وإحلال الفضيلة مكان الرذيلة ودك عروش الطغيان المادي والسياسي والاقتصادي.

أيها المربون الأفاضل:
إذا ما كانت السنوات أفرزتكم بسب أو بآخر فإن هذا سيحفزكم على المضي باستمرار نحو الآفاق الرحبة بعيدا عن الكسل أو الفتور أو الترهل أو التسيب أو الإهمال إذ الشهادة على الناس لا تكون أبدا بهذه الصفات الذميمة وهذا الأمر نعتبره من البديهيات لا يحتاج إلى نقاش.
وإننا لعلى يقين أن بعضكم أو معظمكم ليشعر بالمغص والتقزز وشيء من الإحباط وخيبة الأمل في ما يراه من تراخ وسوء معاملة وفظاظة سلوك وقلة نصير وتجهم ناس وازورار بعض المحبين وكثافة تنديد وشدة تنكيل وتوالي قصف وتسريب إرجاف وتشكيك في الحركة ومناهجها وتقحم مراء وتعكر أجواء وشدة معاناة وفقر ذات اليد وزيادة احتياج وكثرة الطلبات وتقلب ناس ودهر، وإغراء دنيا واتباع هوى وعدد جبهات وقوة تحديات في الداخل والخارج.
كما أننا على يقين أن الحركة تدفع في داخل البلاد وخارجها شيئا من سمعتها التي توالت عليها الأحقاد الأصيلة والمفتعلة وليس للحركة من يدفع عنها كثرة العدى سوى الله تعالى ثم المجموعة المباركة مثلكم التي استأمنت على صناعة الحياة في بلادنا واستأمنت على شباب طري تلاعب به المتلاعبون فقمتم بدور طوق النجاة له تسلكون به الدروب الوعرة والشاقة وتوضحون له الطريق الأسلم الموصل إلى رضوان الله سبحانه إذ هو غايتنا في كل الأحوال.

أيها المربون الكرام:
أنتم مبتعثو الحركة والجماعة وعليكم بعد الله تعالى المعتمد ومنكم النصرة وفيكم الثقة وبكم تتم الأخوة والبذل والإيثار والنصح وبكم تتحقق الأركان فألزموا ما التزمتموه من غير إكراه ولا قسر ولا قهر. (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).

أيها المربون الأفاضل:
بين أيديكم أمانة الإنسان والإسلام والدعوة والجماعة والأمة ولكل حق بل وحقوق والالتزام يفرض رعايتها والعناية بها والحرص عليها آناء الليل وأطراف النهار ومن دلوك الشمس إلى غسق الليل.

أيها الأفاضل:
إرفعوا عنكم وعن أنفسكم أنكم كل شيء واعلموا أن الإنسان الذي بين أيديكم له عقل وذهن ونفس وبدن ومحيط مادي وبيئة بشرية، ومطلوب منكم أن تشبعوا نهم إخوانكم بإشاعة الخير والفضيلة والقيم النبيلة بينهم، وأن تهيئوا نفوسكم لقبول الصلاح والإصـلاح والاستعداد لكل الاحتمالات التي تفرضها الشهادة على الناس، ولا تتركوا الخلل يتسع بين الأخ وأخيه ولتكن القدم إلى القدم والكتف إلى الكتف منعا لأي شيطان ودرءا لأية مفسدة وجلبا لكل مصلحة. ولا تربطوا الأخ بالأشخاص خشية تسرب داء الشخصانية ولا تضعوا أمامه الأمثلة والنماذج النادرة حتى لا يحتقر الأخ نفسه أو يحصل لديه إحباط بعدم التمكن من هذه الصفات ولا تجعلوا من الأخ سماعا من غير تبين أو نقادا من غير عمل أو عابدا من غير إخلاص أو مخلصا مطيعا من غير ذكاء، وإياكم أيها المربون أن تشكلوا عقلية الدراويش، أو المهووسين والموسوسين واحذروا من غباء المتعلم وغرور المعلم وغفلة الحركة لا سمح الله.
لتكن عين المربي على من يليه من الإخوان دراسة فردية وشخصية من غير تجسس وإنما من باب التحسس والرعاية الخاصة، وليجتنب أحدكم الغض من الآخرين أو بطرهم أو التقليل من شأنهم وليعط الأخ المربي من سبقه بالفضل حقه ولا يبخسه بحال (ولا تنسوا الفضل بينكم).
وليحدد المربي جملة من الصفات الواجب على الأخ التحلي بها وليرعها باستمرار كالإنفاق، الشجاعة، الحوار، الابتسام، الحياء، الذكر، حب الناس وليتجنب المربي أن يجعل محضنه مرتعا للقيل والقال والموصوفين بالتميع أو الجمود أو ضعاف النفوس أو جامدي العقول أو مثيري الفتن والأزمات.

أيها المربون المستأمنون على الإخوان:
حفظا للكليات الخمس فيهم،
تقوية لمشاعر الأخوة لديهم،
دعما لدواعي الخير والفضيلة عندهم،
حفزا لهممهم في طلب المعالي،
دفعا لهم نحو كل مشروع ايجابي يبني ولا يهدم يقوي ولا يضعف يوحد ولا يفرق،
ربطا لهم بربهم وقائدهم رسول الله صلى عليه وسلم وحركتهم وجماعتهم وأمتهم ومؤسساتهم،
تفجيرا لطاقة الحركة السياسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية،
دعوة لهم إلى ضرورة الانفتاح على مجتمعهم،
درءا لمفسدة الانكماش والتكهف المؤدية إلى قتل الإرادات الفاعلة ومنع القدرات الجادة من التفاعل مع التحولات،
استقواءا بكل القدرات الموجودة لدى الإخوان في الرجال والنساء والطلاب والطبقات الاجتماعية كلها،

أيها المربـون:
بقدر ما تعنون بتربية من يليكم تربية شاملة متوازنة ومعتدلة من خلال أننا دعاة ولسنا قضاة بقدر ما تعنون بالمحيط البشري الآخر الذي أثبتت الحركة أنها المؤهلة لتأطيره وتجنيده بشكل إيجابي دفع الشبهات عن الإسلام ودعوته ويثبت أن الإسلام يحمل مقومات بقائه ونقائه بعدوله ورجاله المرابطين القائمين بالقسط بين الناس.

أيها المربون الأفاضل:
لعلكم دفعتم ثمن السرية المفرطة والآن تدفعون ثمن العلنية غير المفرطة ولكل الثمنين أجر لكن أجر الثاني فيه إقامة للشهادة الحقة والدين القيم والدعوة بالحسنى والموعظة والطريق ما زال طويلا رغم بعض البوارق وسوف تقف أمامنا تحديات وعقبات من داخل الصف وخارجه.
وإذا كان لكل زمان رجاله فإننا نقول أيضا أن لكل مرحلة رجالها وطرق معالجة قضاياها وأنتم أهل لهذه التحولات بالتعاون والتناصح والعمل الإيجابي وبالإيمان العميق والفهم الدقيق الذي طالما نادى به العلماء والدعاة والمجددون.

أيها الإخـوة:
وما دام لكل مرحلة رجالها، فلا ضير على الحركة أن تكون حاسمة مع بعض المحبين والعاملين الذين وإن حسنت نواياهم لكنهم عجزوا عن المواكبة فكان معهم الحسم، لأن الحركة فوق الجميع، هذا الحسم الذي قد يسببه الانحراف عن المنهج أو القيادة أو الجماعة مع التزام العفة والدعاء بالهداية..

أيها الإخوة المربون:
هذه معاني أحببت أن تكون بين أيديكم شعورا مني بالمسؤولية التربوية والسياسية والإقليمية التي تثقل كاهلي وكاهل إخوانكم من أعواني، وعسى أن أجد عندكم من يعذرني على غيابي الخارج عن إرادتي وقلبي ووجداني معكم وكنت آمل في أن أجلس إليكم واحتك بكم عسى أن ينفع بعضنا بعضا ولكن هذه إرادة الله فكونوا إخوانا مربين ولا يصرفن أحدكم صارف غير الدعوة الشاملة وكونوا عباد الله إخوانا.


أخوكم المحب لكم الوفي
محفوظ نحناح بن محمد

الجزائر في: أواخـر شهر يوليو (جويلية) 1995م.

قيادة حركة الدعوة والتغيير تشارك في المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين "نحو نصرة دائمة لفلسطين"

بمشاركة فعاليات وهيئات عربية وإسلامية هامة وتحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين"

انعقد المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين بالعاصمة التركية اسطنبول يومي 22، 23 ماي 2009م.إن الوضع الذي تعرفه القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة وما تواجهه من تحديات دفع مجموعة من الفعاليات والشخصيات والهيئات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها:


- الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


- المؤتمر القومي الإسلامي.


- مؤتمر الأحزاب العربية.


- المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين.


- اللجنة الدولية لنصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة.


- مؤسسة القدس الدولية.


دفعهم لعقد مؤتمر شعبي عالمي تحشد فيه الجهود للتنسيق والتعاون لتكوين شراكات فاعلة ومشروعات دائمة لنصرة قضية فلسطين والوقوف في وجه العدوان وتهويد المقدسات ودعم جهود الشعب الفلسطيني.


وقد ترأس المؤتمر الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب وأشرف عليه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي،


كما ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر نائب رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الدكتور ناصر الصانع.


وعرف المؤتمر مشاركة قرابة خمسمائة شخصية تمثل عدد كبير من المؤسسات والجمعيات والشخصيات البارزة منهم القائد الفلسطيني رائد صلاح، رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني الأسبق عصام البشير، وبعض قيادات الحركة وبرلمانيين وهم الأساتذة: طاهر زيشي، عبد القادر بن قرينة، عبد الحميد بن سالم وسليمان شنين.


برنامج المؤتمر اشتمل على جلسة افتتاح وثلاث ندوات فكرية تحدثت فيها شخصيات وفعاليات بارزة على المستوى العربي والإسلامي والمسيحي والعالمي، إضافة إلى جلسة اختتام، كما تضمنت الأشغال تنظيم عشر ورشات عمل تناولت مختلف جوانب القضية الفلسطينية وأبعادها بما ينسجم مع الواجب والمسؤولية العقدية والحضارية والإنسانية نحو فلسطين وشعبها.


وقد صدرت عن المؤتمر ثلاث وثائق متخصصة:


-"الوثيقة الإسلامية لفلسطين" والتي أبرزت أن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى المرتبطة بمقدساتهم وأن الجهاد والمقاومة لتحريرها واجب شرعي، مع توضيح طبيعة الكيان الصهيوني وخطورة مخططاته، وتحريم التعاون مع العدو المحتل.


-"الوثيقة المسيحية لفلسطين" وتضمنت نداء لمسيحيي العالم بضرورة نصرة فلسطين والوقوف في وجه الاعتداءات التي شملت المسيحيين والمسلمين ومقدساتهم.


-الوثيقة الثالثة عنوانها "الإعلان الإنساني العالمي لنصرة فلسطين" وقد أبرزت عدالة القضية الفلسطينية وجدارتها بالنصرة من كل شعوب الأرض، انطلاقا من المشترك الإنساني والحضاري والأخلاقي.


وفي الختام خلص المؤتمر إلى عدة مقررات أهمها:


- يؤكد المؤتمر على أن القدس عاصمة فلسطين بهويتها التاريخية الحضارية العربية الفلسطينية عبر آلاف السنين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ويدعو المؤتمر لحمايتها من ممارسات التهويد ومخاطر الحفريات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك ويرفض تدويلها بأي شكل من الأشكال.


- مواصلة السعي بكل الوسائل القانونية والبرلمانية لدى الهيئات الحقوقية والمنظمات الدولية بجمع الأدلة والوثائق من أجل محاكمة مجرمي الكيان الصهيوني لدى المؤسسات والمحاكم المختصة ومطالبتهم بالتعويض عن الخسائر.


- يدعوا المؤتمر إلى دعم جهود الهيئات العاملة في مجال جمع الأموال لشراء البيوت والأراضي في مدينة القدس وما حولها بأسماء الفلسطينيين المقيمين في القدس وأكنافها.


- التأكيد على وجوب دعم المقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، وتوظيف الإمكانات والقدرات لتعزيز صمودها، إذ هي عنوان شرف الأمة وعزتها، وأن أي محاولة لإضعافها هو كسر لإرادة الأمة وارتهان لعدوها، ويدعوا المؤتمر إلى التصدي لمحاولات تكبيل المقاومة ومنع الإمدادات عنها، وتجريم التعاون معها.


- يحذر المؤتمر من أن "يهودية الدولة " تعبير عن النموذج العنصري لدولة الاحتلال في فلسطين وهو مسعى لتهجير من تبقى من الفلسطينيين في أرضهم المحتلة عام 1948، ومحاولة لقطع طريق إنفاذ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم وأن المؤتمر يحذر من التواطؤ مع هذا النهج، ويدين كافة المحاولات الجارية في هذا الشأن، مطالبا الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية كافة بالعمل الفاعل على إنفاذ حق العودة الفلسطيني والتمكين له.


- يذكر المؤتمر المسلمين كافة في مناطق الاقتتال في أرض الإسلام بحرمة دم المسلم والحذر من تشريده وتجويعه ويدعوهم إلى وقف الاقتتال الدموي وإنهاء الصراعات والافتراق واللجوء إلى الحوار والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة والحذر ممن يسعى إلى إذكاء الصراع والنزاع، وجمع الكلمة المأمورين به شرعا.


ملتقى الإخوان: الشيخ مصطفى بلمهدي من الجزائر في لقاء خاص وحصري مع الأعضاء



مرّت حركة الإخوان في الجزائر بمراحل كثيرة للوصول إلى الهيكلة والمؤسسات، ولقد قاد عطش الجزائريين للإسلام والعروبة إلى ثورة على الاستعمار
شارك فيها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله وجماعته في نقل الجزائر من الاستعمار إلى الاستقلال، ومن الفرنسية إلى التعريب، ومن الإسلام التقليدي إلى الإسلام الحركي...مرت الأيام وانتشرت الدعوة وتعرضت الجزائر والحركة الإسلامية هناك إلى عواصف كثيرة، واليوم يتعرض الإخوان هناك إلى عاصفة قوية ظهرت آثارها أول ما ظهرت في هذا الملتقى الطيب. وقد وعدنا أن يكون لنا وقفة جادة لنحاول التعرف على المشكلة عن قرب ونحاول أن نفهم وجهات النظر بحوار جميع الأطياف..


واليوم وقفتنا مع الشيخ مصطفى بلمهدي، رئيس حركة الدعوة والتغيير. هو إذا شخصية لا يمكن تخطيها خاصة أنه رفيق الشيخ محفوظ نحناح في مساريه الدعوي والسياسي..- هو ثالث ثلاثة من مواليد 1943 بالبليدة.- أكمل دراسته الابتدائية بمدرسة الإرشاد.- شارك مع إخوانه في ثورة التحرير.- بعد الاستقلال التحق بسلك التعليم الابتدائي من 1963 إلى 1976.- حكم عليه بالسجن في قضية الميثاق الوطني سنة 1976.- سنة 1979 خرج من السجن برفقة الشهيد محمد بوسليماني رحمه الله.- دخل الجامعة سنة 1964، وعمل كمدير مدرسة ابتدائية بين 1969 و 1976.- بعد خروجه من السجن حاول أن يعود إلى التعليم فمُنع من ذلك، فلجأ إلى ممارسة التجارة.- عضو المكتب الوطني في عهد السريّة، وعضو هيئة المؤسسين في عهد الانفتاح وعيّن بمجلس الأمة ضمن الثلث الرئاسي بين 1998 و2001م.




وفيما يلي إجابات الشيخ مصطفى بلمهدي على الأسئلة التي طرحت عليه من طرف إدارة ملتقى الإخوان وأعضائه، وبكل الحب وسعة الصدر جاءت إجابات شيخنا الكريم وها هي نضعها بين أيديكم:




1- لقد طرحت الكثير من الأفكار للصلح مع الإخوة في حمس فما هو موقفكم من ذلك؟


الجواب الأول: بسم الله الرحمن الرحيموصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد..فقبل الإجابة عن السؤال، أود أن أتوجه بالتحية والشكر الجزيلين لفريق "ملتقى الإخوان"، هذا المنبر الإعلامي المتميز الذي يتواصل من خلاله الإخوان من مختلف مناطق العالـم، ينهلون منه الفهم الصحيح لهذا الدين، فيستفيدون ويفيـدون.. كما نشكرهم على ما يبذلونه من جهد في سبيل تنوير الأمة والشعوب بهذا الفكر الشامل المميز الذي أضاء سماء البشرية منذ الربع الثاني للقرن الماضي.كما نشكر جزيل الشكر إدارة الملتقى على إتاحتها لنا هذه الفرصة للإجابة على تساؤلات الإخوة والأخوات داخل وخارج الجزائر حول ما حدث في جزائرنا الحبيبة، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للإجابة عنها وتوضيح ما أمكن توضيحه..وجوابا عن السؤال الأول الذي تفضلتم به فـ: نحن لسنا ضد عمل الخير أيّا كان مصدره ولكن في أعمال الخير فرائض ونوافل ونحن نعتقد أن الفرائض لها أوقات معينة فهي محكومة بعامل الوقت وهناك الوقت الضروري والوقت الاختياري ثم تخرج الفرائض إلى مرحلة القضاء وهو علامة على تضييع واجب الوقت في وقته وعملية الصلح كان لها وقت محدد وطويل استمر سنة بأكملها وقام به علماء أجلاء وساسة كبار في الداخل وأصدقاء الشيخ في الداخل والخارج ومرجعيات لها وزنها في نفوس الأفراد ولكن قوبلت تلك العملية بالصد والجمود والرفض مما جعلها تفقد معناها الحقيقي في الإصلاح، وبذلك لم تعد الجهود المخلصة للإصلاح تقود إلى عملية الصلح وتوحيد الطرفين إن لم نقل أطراف الخلاف في موروث الشيخ محفوظ نحناح، ومن هنا نقول بأن موقفنا اتجاه ما هو مطروح في الساحة حول الصلح أنه لم تأتينا أية مبادرة واضحة في حركة الدعوة والتغيير من جهة، ومن جهة أخرى نحن نعتبر أن الأدب يقتضي أن يسكت الصغير إذا تدخل الكبير ويسكت غير العالم عندما ينطق العلماء، وقد تعلمنا أنه ليس منا من لم يوقر كبيرنا وما أحجم الأب عن الخوض فيه والإمساك عن محاولة التوفيق فكل من هو دونه لا يصح منه الإصرار على خوض التجربة مرة ثانية لأن ذلك من استصغار مهام المرجعيات ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه، وبالتالي فإن موقفنا هو الإخلاص لأفكار الشيخ محفوظ نحناح والعمل على نشرها وترسيخها في الساحة وبناء فهم حقيقي وتعميق قيم التربية والفهم والإخلاص والأخوة بين أبناء الحركة خاصة وعموم التيار الإسلامي والتركيز بدور خاص على نشر قيم الوفاء والصدق من جهة وتعميق تكوين الأفراد على الأخلاق الإسلامية وإبعادهم عن سياسة حرق الأشواط لأننا نعتبر أن ما حصل من عملية تصحيح وإصلاح قمنا بها كانت نابعة من تجاوز الأخطاء التي وقعت بسبب الضعف التربوي والقصور القيادي في تطويق الأزمات وحسن التعامل معها.




2- كنتم من رفقاء الشيخ في التأسيس وفي كل المراحل فما الذي أدى إلى الانشقاق؟


الجواب الثاني: العمل الذي أسسه الشيخ نحناح كان مبنيا على أساس تقديم المصلحة الوطنية على غيرها وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وخدمة المجتمع وأخلقة عمليات التغيير بالأخلاق الإسلامية ولذلك عندما عرضت عليه مجموعة كبيرة من المناصب الهامة كان باستمرار يرفضها لنفسه ويقدم لغيره من إطارات الحركة وبذلك كانت القيادة تمثل المرجعيات التربوية والأخلاقية وتحقق معنى الأبوة بعيدا عن الدخول في المنافسات والمواقع المحرجة للجميع، ومن جهة ثانية فإن الابتعاد عن منهج الشيخ وتضييع المرجعية التي تركها ودخول التنافس الشديد بين عناصر التنظيم على القضايا والمسؤوليات والمناصب والحرص على الدنيا كل ذلك أدى إلى حصول هذه التصدعات التي تحولت إلى انقسامات وتشققات تنظيمية، كما أن ظهور حالات انحراف عن العوامل الموحدة أدى أيضا إلى هذا الانشقاق، وأمثلة في ذلك كثيرة منها: تهميش دور القيم في حل المشاكل وخلق تحالفات على أساس جغرافي ومصلحي وشخصي لتأطير عملية التحكم في الحركة أدى أيضا إلى مثل هذه الانشقاقات حيث لم تعرف الحركة في السابق مثل هذه الأخلاق التي من خلالها يتقاسم مجموعة من الناس مناصب الحركة عبر تحالف بين ولايات قبل إقامة المؤتمر مثلا.




3- يقول البعض أن شعار انحراف الآخر هو مجرد شعار يهدف إلى تغطية الرغبة في الانشقاق لا أكثر؟


الجواب الثالث: الانحراف ليس شعارا بل هو حقيقة واضحة وبسيطة تتمثل في الانحراف عن مبدأ الطاعة والالتزام بالقرار والتحايل على القرارات والاستهتار بالمرجعية وهو أمر لم يعد مقصورا على شخص أو شخصين بل أصبح حقيقة يعلمها الجميع وتمثلت على الخصوص في الانحراف عن المبادئ التي اجتمع عليها الإخوان وغياب القدوة في مراتب متقدمة وإضعاف روح القيادة الجماعية لصالح الأحكام الفردية وتجاوز المؤسسات والتقنين لعدم إلزامية الشورى وتغيير مفاهيم الولاء للجماعة إلى الولاء للأشخاص وعدم مكافحة الفساد في الحركة والتهرب من سؤال من أين لك هذا؟ وتفتيت المؤسسات القائمة ويبقى الانحراف في تحرير الولاء هو أخطر الانحرافات لأنه تحول من الخطأ إلى منهج تكريس العصيان المانع للدعوة عن أداء دورها في المستقبل وللتحايل المحرف لنتائج الأعمال وأهدافها وهو ما يجعل الأجيال القادمة بعيدة كل البعد عن الحركة ومهددة لاستقرار الحركة في المستقبل وكل هذا كان دافعا لنا لإعادة تأسيس الحركة على أسس صحيحة .




4- رفع المرشد العام للإخوان المسلمين الغطاء عن الطرفين فما معنى إنشاء حركة بعد قرار رفع الغطاء هل يعني هذا أنكم تلقيتم ضوءا أخضرا للتحرك؟


الجواب الرابع: مسألة قطع الصلة هو أمر مؤلم لأننا نعتقد أن حركة الإخوان حركة تمثل قمة الاعتدال والوسطية والحرص على خدمة الإسلام والعمل من أجل توحيد الأمة الإسلامية ونشر ثقافة التعاون بين المسلمين كما تمثل صورة عالية من الحكمة والتجربة والتسامح مع الآخر وضربت أروع الأمثلة في خدمة الاعتدال في العالم وتقف بقوة إلى جانب قضايا الأمة وتتبناها وخصوصا قضية فلسطين، وبالتالي فالتعاون مع هذه الحركة الصالحة هو شرف وقطعها للصلة مع أي إنسان أو مع أي جهة هي مثلبة وشهادة بأن الذين قطعت معهم الصلة لا يستحقون شرف الصحبة وشرف التعاون مع أهل الخير والسبق في الخير التي يمثلها الإخوان، ونحن لا يشرفنا أن نقطع علاقتنا بالصالحين بل نسعى دائما لتجديد العهد من أجل التعاون لخدمة قضايا الأمة والحرص على مصالحها الإستراتيجية ونحن نعتبر أن قطع الصلة بين الإخوان وبين غيرهم هو سلبية كبيرة في سجل من تقطع معهم لأن مؤسس هذه الحركة كان يحرص دائما على ربط الصلة مع كل من يخدم قضايا الأمة وخاصة أولئك الذين تعاونوا مع الجزائر في محنتها حيث أن الإخوان كان لهم موقف مشرف جدا تجاه أزمة الجزائر وكانوا يدعمون بقوة المصالحة الوطنية، ولهم مع الجزائر صلات وثيقة أمثال الشيخ الغزالي والمفكر المعتدل العالم المتميز الشيخ القرضاوي وهي علاقات قديمة منذ أيام عمر التلمساني الجزائري الذي كان المرشد للإخوان لعدة سنوات وقد تعلمنا من هؤلاء الإخوان أن النصيحة للحكام وعدم التصادم معهم هو منهج الحق كما كان يقول أحمد بن حنبل: "لو علمت أن لي دعوة واحدة مستجابة لجعلتها لولي الأمر"، وبذلك فقد ترك لنا الشيخ محفوظ والشيخ بوسليماني خيمة كبيرة وبعد سقوط هذه الخيمة التي كانت تستر الحركة أنشأنا حركة جديدة انبرى للقيام بأمرها إخوان الشيخ ورفقائه وتلاميذه والسائرون على دربه لإنشاء عمل دعوي متكامل سمي حركة الدعوة والتغيير التي تحرص على استيعاب من آمن بمنهج الشيخ وفكره وهي المرجعية التي نأمل أن تسترجع حركة الدعوة والتغيير من خلالها موروثها وما تركها عليه الشيخ محفوظ والمبادئ التي عاهدناه عليها وسنبقى أوفياء ونورثها للأجيال سمتا ومنهجا وإيمانا وعملا ومحبة وإخاء ونحفظ بذلك مكاسب وعقود من الزمن ونمنع اغتيال المنهج وضياع النسب والقيادة الحالية أعلنت بعد المؤتمر الثالث أنها ستعمل على إعادة أبناء الحركة إلى حظيرة المرجعية وكأنها الخراف الضالة، فإذا بها أخرجتهم بتصرفها بعد المؤتمر الرابع.




5- هناك مؤسسون رفضوا الانشقاق والانضمام إليكم فما تعليقكم على هذا؟


الجواب الخامس: الانشقاق الحقيقي هو الانشقاق عن المنهج وعن مرجعية الشيخ محفوظ نحناح وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق وأما الابتعاد عن نافخ الكير فسنة نبوية محمودة ولما رأينا خطرا حقيقيا يتهدد الدعوة فكرا ومنهجا وتنظيما وأساليب تربوية وتأكدنا حصول الانفصال بين الشكل والمنهج اخترنا الانحياز إلى الروح بدل الجسم واخترنا المنهج بدل الهيكل ونحن لا نقيس أنفسنا بالعدد حيث العبرة في الحق ليست دائما بكثرة العدد ولكن مع ذلك لم يتخلف علينا من أهل السبق إلا شخص واحد وعدد المؤسسين الذين ساروا مع حركة الدعوة والتغيير أكثر من 90 بالمائة من الذين كانوا مع الشيخ نحناح ونحن نحترم مواقف كل الناس وليس من ليس معنا بالضرورة ضدنا.




6- إلى أين وصلت عملية الهيكلة في حركة التغيير وهل فعلا هناك استقالات من حمس للالتحاق بحركة التغيير؟


الجواب السادس: نحن بحمد الله أتممنا هيكلة المؤسسات والأقسام والأسر والبلديات والهيئات كمجلس الدعوة والتربية وأهل السبق والتأسيس ونحن نضع اللمسات الأخيرة للهيكلة عبر كامل التراب الوطني ونعمل على توسيع دائرة الهيكلة وبناء المؤسسات على أسس التشاور والتعاون والتوافق والحكمة وتقديم العمل على الكلام والحرص على بناء قاعدة سليمة تتحول إلى منهجية في التأسيس في البناء والهيكلة يتبعها جميع الأفراد بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة وذلك من خلال الإيثار وسلامة الصدر، ونسجل التحاق الآلاف من أتباع الشيخ نحناح والسائرين على دربه الذين تحققوا بركن الفهم وكفتهم إشارة رامز في هذه الحركة وهذا في حد ذاته علامة من علامات الخير والإيجابية وصحة المسار، ونعتقد أن ما نقلته الصحف الوطنية في هذا الشأن ليس لها ما يدفعها إلى تزييف الحقائق.




7- شاركتم مع الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله في تأسيس الجماعة هل لكم أن تحدثونا عن هذا التاريخ وكيف يكون الوفاء لهذا الرجل وللمنهج؟


الجواب السابع: نحن نتاج تمازج الحركة الوطنية مع جمعية العلماء المسلمين من خلال مدرسة الإرشاد التاريخية إبان الاستعمار الفرنسي حيث كنا رفقاء المدرسة ثم رفقاء الثورة ثم شركاء في تأسيس العمل الإسلامي وبناء صحوة إسلامية ابتدأنا تنظيمها منذ نهاية الستينات وتأثرا بالشيخ الفضيل الورتلاني، كانت لنا اتصالات مع عدة أقطار عربية وإسلامية سافرت فيها مع الشيخ محفوظ والشيخ بوسليماني إلى مصر خلال الاستعدادات لحرب رمضان المباركة عام 1973 ثم أسسنا حركة الموحدين على المبادئ الإسلامية والتي تعتمد في سلوكها مع الشعب على مكارم الأخلاق وتهدف إلى تنقية الإسلام من الشوائب وإزالة الغربة عنه وإعادة الوعي به وإقناع الناس بتعاليمه التي تشكل الحل لكل الأزمات تحت شعار: "الإسلام هو الحل" ليكون مطلبا للأمة عبر نضالها السلمي الطويل للوصول إلى الديمقراطية والتعددية السياسية وافتكاك الحريات الأساسية بإزالة الديكتاتورية والحكم الفردي ونظام الحزب الواحد وهذه المطالب هي ثوابت وحقوق الله والوفاء للشيخ محفوظ هو الوفاء لما كان الشيخ محفوظ وفيا له وهو الوفاء للشهداء وللوطن وللعلماء وللدعاة وأصحاب الفضل والسبق في قيادة الدعوة والعمل الإسلامي.




الإجابة عن أسئلة مداخلات الإخوة بملتقى الإخوان:




1- لقد آلت حركة الدعوة والتغيير على نفسها ما يمكن أن نعبر عليه بـ "إعادة قطار الدعوة إلى سكته" بعدما حدث من انحراف وابتعاد عن المبادئ، فهل سيكون ذلك بطريقة جذرية يتم فيها تجاوز جميع المنجزات؟؟ أم أن هناك خطة معينة لحماية المكتسبات وتصحيح الأخطاء؟


الجواب: نعم هناك خطة لحماية المكتسبات وتصحيح الأخطاء فنحن لا نؤمن بكسر درجات السلم الذي نصعده ولا نتخلى عن إنجازات المؤسس ومنهجيته في خدمة الأمة والوطن، فالحضارات تبنى بتراكمات جهود الأجيال فما كان صالحا وصوابا يثمن وما كان عكسه نتطهر منه لمواصلة سلامة المسيرة كيف لا ونحن من ساهم في تحقيق هذه الانجازات.




2- يتهمكم بعض الناس -غفر الله لنا ولهم- بأنكم مجرد واجهة لمجموعة من الأشخاص وأن قناعاتكم مخالفة لقناعات هؤلاء الذين أسستم معهم حركة الدعوة والتغيير. فما رد فضيلتكم؟


الجواب: أن أكون واجهة لأهل الخير فهذا يحملني مسؤولية أن أكون قدوة في الخير أمامهم، وخير لي أن أكون تابعا في الحق من أن أكون رأسا في الباطل، فالجندية هي الأصل والقيادة انتقالية فالأولى تضحية والثانية خزي وندامة إذا لم تؤد بأمانة.




3- ما هو رد الشيخ في طلب من صغار الإخوة أمثالنا في مصر وغيرها أن يروا إخوان الجزائر وحدة واحدة من جديد؟


الجواب: نحن نتمنى أن نرى الأمة الإسلامية كلها موحدة وقد تعلمنا أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وندعو الله كل يوم "اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك" وبذلك نفهم أن الوحدة الحقيقية تكون على أساس المنهج وليست وحدة عناوين.




4- لماذا سكتم عن الانحراف التربوي والمنهجي ولم تقوموها بعد وخلال المؤتمر الثالث لحركة مجتمع السلم. مع القيادات التي خرجت عن حمس.. لماذا لم تصلحوا البيت الداخلي بعد المؤتمر الثالث؟؟


الجواب: وهذا شيء معلوم وظاهر لا يحتاج أحد لإنكاره ومطلب إصلاح البيت الداخلي كان مطلب كل القاعدة خلال المؤتمر الثالث.. حتى تنتظروا إلى ما بعد المؤتمر الرابع لتتحدثوا عن الإصلاح والانحراف بعدما أخذ الانحراف والفساد أبعادا كبيرة وخطيرة وتنظيمية ووقع المحظور؟الجواب: لقد عملنا على إصلاح البيت من الداخل ولكن لا يصلح البنيان إذا كان غيرك يهدم وقد انتظرنا محطة المؤتمر باعتبارها وسيلة تربوية ولكن غيرنا حولها إلى وسيلة للكسر ولي أذرع إخوانه، ومع ذلك قد كان التنازل في المؤتمر من طرف إخوان الدعوة والتغيير وليس من الطرف الآخر ونحن لم نعد نرى إمكانية للإصلاح من الداخل ولسنا نعبد هيكل البيت بل نعبد رب البيت ونحن روح يسري في كيان الأمة وعندما تفارق هذه الروح أي جسم فلا حياة له.




5- رفضت الترشح لقيادة الحركة في المؤتمر بداعي الترفع عن المناصب! فلما تقود حركة التغيير الآن؟؟ 6- لماذا رفضت دعوة سلطاني للحوار؟


الجواب: أنا لم أرفض الدعوة للحوار لأنني لم أدع للحوار وقد رفضت الترشح لعدة مرات وفي هذه المرة لم أترشح في منافسة انتخابية بل ألزمني إخواني بتولي منصب قيادتهم وقد أحسست الصدق في هذا العمل وتحملت مسؤوليته وأسأل الله أن يعينني على ذلك، ولقد دخلنا في وضع غير عادي بانقطاع السند ولم يبقى من العمر الكثير وأخشى أن ألقى الله ويحاججني إخواني محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني لماذا لم أحافظ على الأمانة والعهد الذي قطعناه معا وهو ما جعلني أحس بثقل المسؤولية علي، والقيادة الجماعية نادينا بها خلال إثراء أوراق المؤتمر لأنها وسيلة لضبط سلوكات القيادة والمبادرات الفردية وهذا رفضه الطرف الذي يريد التسلط وسبب ذلك كان الإقصاء والتهميش للآخر.




7- بما أن الغطاء مرفوع عن الإخوان في الجزائر، وأنتم قد رفعتم شعار تقويم المسار وتصحيح الانحراف الذي طرأ وأنتم تعملون على إعادة بناء عمل دعوي متكامل عملا بوصية فضيلة المرشد.. فكيف سيكون موقفكم لو قررت الجماعة أن تعيد الغطاء لحركة مجتمع السلم بعد مدة وكيف سيكون مصير حركة الدعوة والتغيير؟


الجواب: نحن ندور مع الحق حيثما دار، ونحن أمناء على ميراث الشيخ نحناح ولا يمكن أن نتلاعب به أبدا سواء في المنشط أو في المكره والكفوف في الكفوف فاشهدوا عهودنا والثبات في الصفوف والمضاء والفناء.




8- ما تقييمكم للمشاركة السياسية لحماس سابقا وحمس حاليا من خلال المراحل التالية: 1992-1999، ومن مرحلة 1999-2003 والمرحلة الأخيرة مـن 2003-2009؟


الجواب: المشاركة السياسية هي مكسب وطني يحتاج دائما إلى الرعاية والتصحيح ويجب أن يكون وسيلة في وصول الأفكار والمبادئ وليس بوصول الأشخاص، والمشاركة لا تعني الذوبان في الغير أو التبعية له وإنما المشاركة الإصلاحية هي التي تقول لمن أحسن أحسنت ونحن معك، ولمن أساء أسأت ولسنا معك.




9- يعتب علينا بعض الإخوة تأسيس حركة الدعوة والتغيير، هل تفضلتم ببيان مبررات تأسيس الحركة، وما ردكم على الذين ينعتونكم بالمنشقين، رغم أنكم أنتم من أسستم الجماعة وواجهاتها خلال المراحل المختلفة؟


الجواب: نحن حركة قائمة بذاتها نسعى قدر ما نستطيع لخدمة الأهداف التي تركها الشيخ نحناح ولا يهمنا ما يتكلمه الناس عنا بل يهمنا ما نلاقي به الله يوم القيامة، ومبررات تأسيس الحركة هو ما تقدم ذكره في الأجوبة أعلاه.




10- أود من فضيلتكم أن تعطونا بالضبط أين وقع الانحراف وبطريقة منهجية رجاءا... نقطة بنقطة أي: 1 2 3.. بشكل واضح وصريح رجاء؟


الجواب: سبق وأن أجبنا عليه سابقا، وابن البيت الداخلي على علم بذلك وهو سؤال تجاوزه الزمن أوضحناه في البيان التأسيسي وأود من الإخوة الأفاضل العودة إلى موقع الحركة لمتابعة هذا الملف بتفاصيله عبر مختلف وثائقه.




11- أريد أن أسأل فضيلة الشيخ عن معالم منهجية الممارسة السياسية عند الجماعة في المرحلة المقبلة خاصة في ضوء التشويه الذي أصاب المشاركة السياسية التي وضع أسسها الشيخ محفوظ -رحمة الله عليه- لتكون وسيلة من أجل الإصلاح فتحولت إلى شيء آخر؟


الجواب: المشاركة السياسية هي مبدأ قائم بذاته وإستراتيجية إصلاحية يعمل من خلالها أصحاب الاعتدال على تطبيق مبدأ (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) والسياسة جزء لا يتجزأ من برامج الإصلاح الإسلامي والعمل الدعوي المتكامل، ويكون العمل السياسي جزء منه وفي خدمة الدعوة لا العكس.




12- ألا ترون أنه بفعلكم أي الانشقاق قد أسستم لمنهج شرعنة الجيوب والخروج عن الجماعة, إذ قد يأتي في المستقبل من يقول أنكم انحرفتم عن المنهج فينشق ويؤسس لتكتل صغير آخر يفل به قوة الدعوة؟


الجواب: إذا انحرفنا لا قدر الله فمن حق الناس أن يقوموننا لأن ذلك هو سنة إصلاحية نبوية وصمام الأمان في موضوع الانشقاقات هو الآخية التي يرتبط بها المؤمن عبر مرجعيته الفكرية والحركية الدعوية وقد شرعنًا بالإصلاح والارتباط بالمنهج والاعتصام بالطاعة ومفارقة المنشقين عن مرجعية الشيخ محفوظ نحناح.




13- ما هو الجديد الذي يعدنا به حزبكم الجديد؟


الجواب: الجديد الذي يقوم عليه عمل حركة الدعوة والتغيير هو تجديد الأخوة بعث القيم وتعميق التربية لأن التربية هي الأساس في نجاح كل العمل، الذي تنتج عنه أوتاد واسعة الأفق صلبة المعدن لها القدرة على التنفيذ.




14- هل كان قرار الشيخ النحناح بتحويل الحركة للعمل السياسي هو المتسبب على المدى البعيد فيما حدث الآن؟


الجواب: الانحراف لم يحصل إلا بعد وفاة الشيخ نحناح وهو انحراف أشخاص وليس برامج والقرارات لم تكن قرارات الشيخ وحده بل قرارات مؤسسات الحركة ومجالس شوراها.




15- وهل الإسلاميون عندما يصلون للسلطة يصبحوا كغيرهم؟


الجواب: قال رسول الله صلى عليه وسلم "إنما أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم"، وقال الأستاذ حسن البنا رحمه الله: لا أخاف أن تجتمع عليكم الدنيا وإنما أخاف عليكم من أنفسكم.




16- هل ما حدث نتيجة التصارع على المناصب السياسية دليل على أن التربية لدى الإخوان عامة وليست في الجزائر وحدها بحاجة إلى إعادة نظر؟


الجواب: ليست التربية كمنهج هي مكمن الخطأ ولكن العمل التربوي يحتاج دائما إلى المتابعة والرعاية والتصحيح وهذا عمل لا يمكن أن يقوم به فرد أو جهة واحدة بل هو عمل متكامل يمارس فيه التربية من خلال قاعدة نربي ونتربى في نفس الوقت.




17- لو استقال أبو جرة سلطاني من رئاسة حمس هل بالإمكان أن تعود اللحمة من جديد؟


الجواب: المسألة ليست في استقالة فلان أو تنصيب فلان وإنما هي في الالتزام والطاعة والفهم والتجرد والوفاء وأن نقول للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت.




18- ما سبب تأسيس حركة الدعوة والتغيير هل هو راجع لتزوير في اللوائح والقوانين أم سببه راجع لتجميد حزب حمس من حركة الإخوان أم أسباب أخرى توضيح من فضلكم؟


الجواب: أتمنى أن يعود السائل إلى البيان التأسيسي للحركة.




19- ألا ترون أن العمل السياسي هو من جر علينا هذا الخرق التربوي؟


الجواب: العمل السياسي أصبح كقميص عثمان "رضي الله عنه" ونحن لا نوافق على ذلك ولا نريد تكرار سياسة حصان طروادة.




20- ألا يمكننا أن نحملكم مسؤولية التحاق الأغراب من أصحاب المشارب الفكرية المختلفة، والذين مهدتم لهم الطريق لقيادة حركة مباركة، كانت عدوهم لفترات من الزمن، بحكم أنك قيادي وطني ومنذ التأسيس؟


الجواب: كل يتحمل جزء من المسؤولية ونحن جزء من هذا الكل ولكن هذا لا يبرر لأصحاب الأخطاء، فالانفتاح ضروري في عهد الديمقراطية، يجلب المخالطة في تسرب أصحاب الشوائب، والأطماع المستورة تنكشف مع الأيام وقد يبدأ الفرد مخلصا ثم يتساقط أثناء الطريق وواجب الدعوة تهذيب الأفراد والتربية على المنهج وحمل الأهواء على اتباع الحق وصحيح أن الأغراب عن الحركة دخلوا مجموعات ولم يدخلوا أفرادا وبقوا في الحركة بنفس الشكل كما دخلوا من فوق المنابر ثم استغلوا طيبة الإخوان وعزوفهم عن المناصب فالتفوا على الدعوة والحركة.




21- ألا ترى فضيلة الشيخ أن بعض من تموقع في حركة الدعوة والتغيير لا يختلفون جملة وتفصيلا عن بعض من بقي في حزب حمس؟ فكيف تنشدون العودة إلى الأصل بحطام حمس، وأنت تعلم علم اليقين أن بعض ممن معكم كان لهم دور في الخرق التربوي الحاصل؟


الجواب: العبرة بالعمل والتوبة من الأخطاء وتضافر جهود المخلصين وإكثارهم فالماء إذا بلغ القلتين لا يتنجس بقطرات صغيرة، مع ذلك فكثير من الأحكام الجاهزة على الأفراد نحن لا نقرها وندعو الله أن يصلح جميع إخواننا مع وجود التمييز بين أخطاء الأفراد التي لا نقرها وبين تحويل الخطأ إلى منهج وعمل جماعي مشترك يتواطأ أصحابه على الخطأ.




22- هل تعتقدون فضيلة الشيخ بأن كل من بقي في حمس، عباد هيكل، وأصحاب مصالح؟


الجواب: كل إنسان أدرى بما بينه وبين الله، وأما ما بيننا وبين العباد فقد قطعنا الشك باليقين من خلال تأسيس حركة الدعوة والتغيير التي تسعى لتكون ربانية المنهج والسلوك وتقوم بتكاليف العمل المتكامل.




23- أسئلة فضيلة الشيخ أطرحها، وكنت مستعدا أن أكون أول المنتسبين للدعوة والتغيير بعد أن رفعت الجماعة الأم الغطاء عن حمس، لولا أنني وجدت بعض من تزعم قيادة الدعوة والتغيير هي أشكال متطابقة ونسخة طبق الأصل لقيادات حمس، فكيف ننشد التغيير من خلال الاستمرار؟


الجواب: نحن ننشد التغيير من خلال إعادة التأسيس التربوي الذي لا يسمح لأي شخص بأن يكون خارج دائرة الأسرة التربوية والأسرة التربوية كفيلة بتصحيح الأخطاء لأننا في الماضي أصبنا بمرض المسؤولين الذين يرون أنفسهم أكثر من العملية التربوية ويستغلون الدنيا لأجل كسب التأييد والتموقع في مفاصل تنظيم الحركة.




24- هل من إطلالة تاريخية عن مرحلة التأسيس، والتي يجب أن تطلع عليها الأجيال الجديدة حتى تعرف قيمة التأسيس والمؤسسين؟


الجواب: نحن نعد كتابا حول موضوع التأسيس سيحمل الكثير من القضايا المفيدة للأجيال.




25- فضيلة الشيخ ألا ترون أننا في عصر التكتلات والتوحد فيما نرى أن الحركات الإسلامية تشتت في كثير من الأوطان؟


الجواب: صحيح نحن في عصر التكتلات ولذلك نحرص بشكل كبير على أن كدر الجماعة خير من صفو الفرد، وأي إنسان يرى نفسه أكبر من الجماعة نعتبره أحد أسباب تعطيل المشروع الإسلامي، ومن جهة أخرى لا يحق لأي إنسان أن يختصر تاريخ الجماعة في رأيه الخاص مهما بلغ من العلم والقوة ولابد من وصل تقطعات الأمة وجمع شتاتها ولذلك أنشأنا حركة جديدة لوصل ما انقطع.




26- فضيلة الشيخ ألا ترون أن تأسيس جمعية موازية لحركة حمس في هذا الوقت يضر الدعوة أكثر مما ينفعها؟


الجواب: نحن نعتقد أن تأسيس حركة الدعوة والتغيير في هذا الوقت هو أفضل وسيلة لخدمة الدعوة والتمايز الدعوي بعد أن تخلى المتحزبون عن الرسالة الدعوية لصالح القضايا الأخرى، وأملنا أن نكون واحة وسط التصحر الدعوي يأوي إليها الناس ويرتاحوا فيها من عناء الدنيا والتمايز ضروري للدعوة وقد تمايزنا في التسعينات مع الغير رغم ما طالنا من أذى ولكن الصبر على المكاره مضنة انتصار الحق وأهله وقد ورد في الحديث أنه لا يؤم الرجل في بيته ولا يؤم السلطان في سلطانه.




27- فضيلة الشيخ ما هي تطلعاتكم لجزائر ما بعد 2020؟


الجواب: جزائر ما بعد 2020، نأمل أن تكون الجزائر للجميع التي تتمتع بمنصب عمل لكل شاب وبالتعددية السياسية والإعلامية والثقافية الواسعة وأن تكون التجربة الجزائرية في المشاركة والمصالحة والتنمية منارا يقتدي به الجميع.




28- هل يقبل السيد بلمهدي بأن نغلق باب الصلح؟


الجواب: باب الصلح فتحه الله ولا يغلقه أحد، ولكن الصلح لا ينبغي أن يتحول إلى مركب لأصحاب المطامع أو وسيلة لأصحاب الأغراض الدنيوية أو باب للتحايل على الجماعة.




29- هل يقبل السيد الوالد "عمي مصطفى" أن تتبخر آمال آلاف المناضلين وتذهب أدراج الرياح؟


الجواب: إنما يحصل المطر والغيث من تبخر مياه البحر عندما تطلع عليها الشمس الحارة فما يتبخر لا يذهب أدراج الرياح وأينما أمطر السحاب سيكون للإخوان خراجه.




30- ما زال الأمل يحدوني في تحقيق المصالحة فهل أنا متفائل فوق اللزوم؟


الجواب: التفاؤل والأحلام هي التي تصنع الحقائق فمن لا طموح له لا نجاح له، وأحلام اليوم حقائق الغد والمصالحة مع الله قائمة والمصالحة مع المنهج أعدنا التأسيس لها.




31- تأسيس هيئات تابعة لحركة الدعوة والتغيير على غرار هيئة السبق والتأسيس أليس هو عمل استعجالي والأحرى بنا استكمال الهيكلة ومن ثم نبدأ العمل، بعدها نؤسس ما نحتاج إليه من هيئات؟


الجواب: هيئة أهل السبق والتأسيس هي هيئة للمرجعية والثبات وعلامة من علامات التزام الدعوة والتغيير بمنهج الشيخ محفوظ نحناح والوفاء له.




32- نحن إذ نكبر فيكم وفائكم للمبادئ والرجال ونعترف أن الشيخ المربي استطاع أن يربي أجيالا فما بالك بعائلته إلا أننا مؤخراً أصبحنا نسمع عن بعض تدخل أبناء الشيخ النحناح رحمه الله في الصراع الحاصل ومحاولة كل طرف جذب العائلة لهذه الصراعات هل ترضون بذلك؟ وهل سنسمع مصطلح آل الشيخ؟


الجواب: لا يوجد في الحركة شيء اسمه آل الشيخ ولكن بالمقابل إذا كان من أبناء الشيخ من يسير في فلك الحركة فله حقوق وعليه واجبات.




33- نعلم أن الجانب التربوي من أولويات حركة الدعوة والتغيير، والعودة إلى الحصير تستوجب مراجعة الماضي القريب والاستفادة منه، هل هناك خطة تفريغ وتخليص الأفراد من شوائب الأمس لتملأ بالمعين الصافي؟


الجواب: لقد أسسنا قسما خاصا بالدعوة والتربية وهيئة للدعوة والدعاة تتكون من علماء ودعاة سيتفرغون لخدمة قضايا التربية والدعوة وتصحيح الأخطاء السابقة وحماية المنهج والانتصار للحق مهما كان موقع الأخ.




34- في الكثير من المقالات والحوارات نجد قيادتنا في الدعوة والتغيير تستدل وتقارن بحركتنا سابقاً -حمس- هل هو مركب نقص أم أنه الحنين أم هو الهدم أم هو التصحيح غير المباشر؟


الجواب: من أجل تثمين الإيجابيات والبناء عليها.




35- لا يهم أين، ولا كيف هل يمكن أن نتصالح؟


الجواب: كل شيء ممكن.




36- يقال عنا أننا زكاة وأننا 3 % هل سيدي صرحتم أننا يجب أن نكون بالآلاف؟ وهل العدد في مثل هذه المواقف مهم عندكم سيدي -أعلم أنه عند أصحاب السياسة نعم؟


الجواب: نحن موجودون بالآلاف وانطلقنا في تأسيس الدعوة والتغيير بأكثر من 50 بالمائة من التنظيم السابق وتحصل هجرة جماعية نحو حركة الدعوة والتغيير، وبذلك فنحن نعتبر أن عددنا يزيد ولا ينقص وتلك صفة من أهم صفات أصحاب الرسالات الصادقة وأهل السياسة يعلمون الحجم الحقيقي للحركة، ومع ذلك فالعبرة ليست بالكثرة وإنما بالنوعية التي تعصم من الغثائية.




37- يتهمكم البعض أنكم لم يسبق لكم أن تكلمتم عن الانحراف الحاصل في حمس، وحديثكم عن الانحراف جاء فقط بعد المؤتمر المهزلة، هل هذا صحيح؟


الجواب: كان الكلام داخل المؤسسات والتغيير جاء في أوراق المؤتمر للتصحيح وما جرى في المؤتمر الرابع هو الانحراف الصارخ الذي تكلم عنه الجميع ورآه كل من كانت له آذان يسمع بها وأعين يبصر بها.




38- ويتهمكم البعض أنك شققت الحركة لا لشيء إلا لطلب المناصب، واقتسام المغانم؟


الجواب: لو كان المهم هو المناصب لبقينا من أجلها داخل حركة مجتمع السلم ولم تكن المناصب يوما من مطالبنا.




39- دعوتم إلى إعادة التأسيس على النهج الأول، ومجلس الشورى أقر تأسيس جمعية، ألا تتخوفون من عدم منح الاعتماد للجمعية، ويتكرر ما حدث لمؤتمر جمعية الإرشاد، خاصة وأن جماعة حمس سيسعون لدى التحالف لعدم تمكينكم من أي وسيلة شرعية للنشاط، وهذا ما رأيناه هذه الأيام من تدخل حمس لمنع إعطاء كتلة التغيير مكتبا في مبنى البرلمان؟


الجواب: نحن تعلمنا العمل في كل الظروف ونحن نحرص على العمل العلني والجزائر تتسع سياسيا وقانونيا لجميع أبنائها وإذا كان غيرنا يريد ممارسة الوشاية المغرضة بغية تعطيل عملنا فإننا نصر على العمل الرسمي العلني والوفاء دون أن نتزحزح عن مرجعية الشيخ محفوظ نحناح ومنهجيته في خدمة الأمة والدعوة وإصلاح المجتمع وحماية الدولة ودعم القضية الفلسطينية وشرعيتنا نستمدها من ثقتنا في الله وصوابية المنهج ونحن موجودون في الواقع وفي قلوب الناس ولن نعجز أبدا عن إيجاد الوسائل القانونية للقيام بواجباتنا.




40- بما أننا أدركنا أن الخلل أصلا كان تربويا، ما موقع التربية العملية في مستهدفات حركة الدعوة والتغيير المستقبلية؟


الجواب: في تغيير ما بالأنفس.ملاحظة: وإذ نشكر جميع الإخوة الذين شرفونا بأسئلتهم فإن قلوبنا تبقى مفتوحة وتفيض بالحب لكل من يريد أن يتعرف علينا أو أن يكون بيننا أو أن يمد معنا جسور المحبة والإخاء والذي يربطنا جميعا هو الولاء لله وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.