8 أغسطس 2009
بالصور.. " القائد هنية " يتحدى " الحصار " ويسجل هدف الفوز
7 أغسطس 2009
رسالة الشهر لفضيلة الشيخ مصطفى بلمهدي
4/ محراب رمضان زاد الدعـوة والتغيير
فها نحن نقف على أبواب الشهر الكريم رمضان العظيم الشهر الذي كان الفضاء الزمني لنزول القرآن الكريم وبعث أمة القرآن برسالة السماء.
تحية من عند الله طيبة مباركة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
فها نحن نقف على أبواب الشهر الكريم رمضان العظيم الشهر الذي كان الفضاء الزمني لنزول القرآن الكريم وبعث أمة القرآن برسالة السماء كما أنه الشهر الذي حفل بانتصارات الأمة المختلفة من غزوة بدر إلى التاريخ المعاصر وهو أيضا الشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر خص الله بها أمة الإسلام إكراما وتشريفا، فهو محطة كبرى للتزود (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
فهنيئا لكم وللأمة الإسلامية بهذا الشهر الذي هو شهر الرمزية للرسالة والنصر والقبول, فحري أن تجعلوه محراب الزمان الذي فيه تطيلون السجود والقيام والتأمل وفيه تجودون بالخير وتلبون النداء الذي هو نداء حي على الفلاح وليس الكسل والبطالة أو الركون إلى الأرض.
الدعوة والتغيير:
الكثير من الناس عن اسمكم ورمزكم وعن مضامين اختياركم عناوين الدعوة والتغيير وأحب أن أقف معكم قليلا عند هذا الأمر.
نحن دعوة ربانية والدعوة هي وظيفة وهي إرث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهي الواجب المستمر إلى يوم الدين (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
والدعوة بلاغ بالرسالة والفكرة والمشروع لجميع الناس على اختلاف مواقعهم ومكانتهم وحقوقهم حيث لا فرق عند الدعاة بين الناس من حيث حقهم في أن نوصل إليهم فكرتنا ونبلغهم دعوتنا ولذلك تستمر عملية الدعوة عندنا في عنوان الحركة لنبلغ الناس أصالة منهجنا.
والدعوة من زاوية أخرى التزام ومسؤولية بعيدا عن الدعاية والكلام لأنها عمل ومسؤولية وأهلها قوم عمليون وما يميزهم عن الآخرين هو العمل ثم العمل المنتج الذي له أثر يرى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
والدعاة ليسوا سواء مع الناس لأنهم قد كلفوا أنفسهم مسؤولية الدعوة وحماية منهجها ونشرها وقبل ذلك تمثيلها حق التمثيل في أنفسهم ومحيطهم الصغير ثم الكبير حتى صدق من الرسول صلى الله عليه وسلم ما قالته عائشة رضي الله عنها عندما وصفته بأنه "كان قرآنا يمشي بين الناس".
والتغيير: هو وظيفة أخرى تكمل عملية الدعوة وتؤطر نتائج الدعاة حيث تعبر عن التجديد المستمر والتغيير نحو الأحسن وتجاوز الأخطاء وإصلاح النقائص وإكمال التقصير والمراجعة المستمرة وعدم الإصرار على الخطأ أو التفرد بالرأي أو العمل بعيدا عن الأهداف المشتركة للمجموعة لأننا لا نؤسس لعمل فردي ولا لأهداف محدودة أو مقاصد صغيرة بل نؤسس لعمل كبير يتجاوز الأقطار والجغرافيات البسيطة إلى قضايا الأمة التي هي أكبر هم مؤرق للقائمين على برامج الدعوة والتغيير في مختلف الأطياف الفكرية والمذاهب التغيرية.
والتغيير هو وظيفة تمس الأفراد والمجموعات كما تمس المظاهر العامة والحالات الخاصة وتقاس بالنتائج التي تتوصل إليها عملية التغيير في كل مرحلة، والتغيير يبدأ من الفرد ولا ينتهي إلا بشمول الأمم ويبدأ بالعاطفة المتوهجة ولكنه لا يتحقق إلا بتأطير العقول والبرامج والخطط ولا يكفي ذلك فيه حتى يصبح واقعا ملموسا يجده الناس في تعاملاتهم اليومية القابلة للقياس ومع ذلك أيضا لا يكتب النجاح لكل مغير وإنما يوفق في التغيير من أحاطه بقيم الصدق والإخلاص والتجرد والتضحية لأنه بحفظ الله تتحقق النتائج وليس بمهارة البشر.
بين الأصالة والتجديد:
يتساءل الناس عن التغيير ومن المهم أن يكون واضحا للجميع أن عملية التغيير تمس المظاهر المختلفة وتكتسب صوابيتها من التغيير نحو الأحسن والاستفادة من التجارب الماضية في تجاوز الأخطاء المضرة بأصل المشروع أو ببعض أركانه الأساسية التي تمس المنهج والفكرة والرسالة والعلاقات الأساسية بين مكونات المشروع الكبرى، ولذلك فمن المهم التأكيد على أصالة الخط والتوجه كمرجعية أساسية ودائمة بعملية التغيير التي تتحدد وجهتها بالغاية المعروفة وزعامتها بالقدوة الثابتة وطريقها بالسبيل الصحيح مهما صعب ومنهجها بالكتاب المبين حتى إذا انتظمت في عملية التغيير هذه الأركان كان واضحا للمغيرين أن (ما عند الله خير وأبقى) فآثروا في أمانيهم الآخرة على الدنيا.
والعمل الأصيل يعرفه أهله ويعرفون منطلقاته ومضامينه وأهدافه وغاياته ولذلك فكلما كان الفهم أصيلا وعميقا كلما كان ذلك صمام أمان للمسار كله وكلما اهتز الفهم أو نقص أو قصر أو تعلق بالهوى كلما زادت مساحة خطر الانحراف المحدقة بأصحاب الأفكار وأصحاب الرسالات ولذلك فالأصالة حصن ومرجعية وهي فكرة متكاملة ونظام شامل ينقله الأمناء من عالم التجريد إلى عالم الواقع ويرتبط من في قلبه مرض بخيال الفكرة ويتمنى على الله الأماني.
والتجديد روح ينقل تلك الأصالة إلى ظروف جديدة تتأقلم معها وتلبس ثوبها دون أن تغير من قيمها ومبادئها شيئا وهو المقصد من عنوان التغيير في فكرتكم وحركتكم ومساركم ورايتكم الجديدة هي عنوان لذلك حيث تتجدد الهياكل والأساليب والوسائل بما يتناسب مع حفظ الأصالة في الظروف الطارئة والأحوال المتجددة وهو ما يزيد من جمال الفكرة ورونق الرسالة وحلاوة العمل الذي يعيش على غذاء الأخوة والتضحية والتجرد والوفاء وأفضلية الجماعة على غيرها إن على مستوى المشروعية أو على مستوى الانتماء أو برامج العمل وقد يستهجن الكثير من الناس هذه الخطوات الجديدة غير أنهم سيحتاجون بالتأكيد إلى زمن لكي يقفوا على ضرورة هذه الخطوات شريطة أن يثبت عليها أصحابها ويستمر نجاحها وتؤتي أكلها الذي ليس هو نتيجة يختص بها المنتمون، بل هي كالغيث ينفع من ينزل عليه وهي كالشمس تضيء على كل الخلق ولا يضرها من خالفها أو عاداها.
وقفات مع آية:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)
إن آية التغيير هذه تؤكد على معنى وقيمة وضرورة التغيير وتضع التغيير صنفان:
تغيير عام: وهو الذي تكفل الله به بإخراج ما بالقوم وما بالجماعة وما بالتنظيمات وما بالمؤسسات من حال إلى حال ولكنه وضع له شرطا لازما هو حصول التغيير من أنفس القوم ولأن النفس حالة فردية فإن مكونات المجموعة من الأفراد ضرورية في عملية التغيير ولأننا نريد التغيير المرتبط بالربانية والحق والتزكية والمشروعية فإنه يجب أن نتأكد أنه ليس غير الله يعطينا هذا التغيير الذي ينقلنا إلى مستويات الرسالة والتمكين والقبول ولكن هذا مستوى الإيمان واليقين وفهم سنن الكون وقوانين الحياة وأما الوظائف والأدوار والتكاليف والأعباء فتنصب في اتجاه آخر هو تغييرنا ما بالنفس.
التغيير الخاص مسؤوليتك "أنت":
وهو معنى حتى يغيروا ما بأنفسهم أي أن واجب التغيير متعلق بك أنت ووظيفة التغيير متعلقة بك أنت وأدوات القيام بهذه الوظيفة موجودة في حوزتك أنت، فابدأ بالتغيير إذا أردت التغيير ومشروعنا قائم على أساس تربوي يبدأ بتغيير النفس ويستمر بتغييرها ويحفظ بتجديد مستمر لعملية التغيير النفسي فينا قبل غيرنا وعندما يعم التغيير ويكثر حاملوا رسالته وينتظمون في عقد مصفوف وبنيان مرصوص ويشكلون صفا ربانيا قوامه الثقة والصدق والطاعة يكونون بذلك قد وفروا الشروط القدرية ووضعوا الأسس التي ترتفع عليها عملية التغيير العامة.
رسالة رمضان دعوة وتغيير:
ورمضان الذي نستقبله هذه الأيام حري أن يكون وعاءا زمنيا للتغيير في كل المجالات وأن نجعل خصوصيته في حركة الدعوة والتغيير تتعلق بعنوان كبير وهو:"أبناؤنا سمة في وجوهنا"، فنبذل جهدا خاصا في وقاية النفس والأقربين وعلى رأسهم الأبناء من كل ما يتعارض مع الرسالة والفكرة وشرف الغاية ونبل الوسيلة فإن تكدير الدعوات يبدأ صغيرا وفرديا ثم يتحول إلى ظاهرة تهدد ميراث الدعوة بأكمله وهو الذي إذا لم يحمله أبناؤنا ضيعه أبناء الآخرين فلا تتركوا هذا الإرث محل تلاعب للآخر أو استهانة منكم فإن مضيعة الرسالات تبدأ من ضياع المحيط المقرب لقادتها والقائمين عليها.
فاللهم بلغنا رمضان، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مصطفى بلمهدي
رئيس حركة الدعوة والتغيير
أيها الأحبة في الله
تحية طيبة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل من موقعه وباسمه الخاص وبعد..
فإن الحمد لله إليكم على تمام النعمة والمنة من الله تعالى في القيام بأمن الدعوة والنهوض بأعبائها، وإعداد الهياكل اللازمة للعمل الجماعي والشورى الضامنة لصحة المسار والعزيمة التي تنهض بتكاليف التربية والدعوة والتغيير وأهنئكم بنجاح أعمالكم المتعددة على مستوى الذات والجماعة والمنهج والمشروع، حيث أعدتم بناء الأسرة وترتيب الأفراد وتحديد الواجبات والالتزامات، وإنشائكم لمجالس الشورى واختتام التنفيذ، وضربتم مثلا رائعا في الاحتفال بذكرى الشيخ المؤسس محفوظ نحناح عبر العودة إلى نهجه وبعث تراثه وأفكاره وإحياء منهجه بين الناس.
كما أهنئكم لكثرة الإقبال الشعبي عليكم واستمرار الانخراط في حركتكم التي بدأ إقبال الناس عليها أنكم تعبرون عن طموح شعبكم وتمثلون الأمل له وتشكلون مجالا واسعا لثقته، قبلتم تلك الثقة الغالية التي هي مدار العمل وأمنية الرأي العام الذي أقبل علينا على غير مصلحة دنيوية وإنما هو الحب والثقة في تلك القيم التي أعلنتموها للناس وافتقدها الناس عند غيركم، وأهمها روح الحب والصفاء والصدق بينكم وإيثار الحق على الباطل، وإعلاء الولاء للفكر على الولاءات الموروثة الأخرى لأن ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
ولقد أظهرت روح التوافق التي اتخذتموها أسلوبا وخيارا لإدارة شؤون الحركة شجاعة كبيرة في تجاوز سلبيات الماضي وطموحات الاحتكام الذي يغلب فيه طرف عن طرفا آخر، ذلك أن كل واحد منكم هو أخاه عينه الذي لا يناديه أنت وإنما يخاطبه بـ "أنا" وكأنه أمام المرآة.
أيها الإخوان
والقدوة دعوة ولا يمكن أن يصلح شأن الدعوة بغير القدوة، والقدوة هي منهج إصلاح وليست ادعاء وتبني، فليس من يظهر العبوس هو أهل الصلاح ولكن من يحسن إدخال السرور على قلوب الناس ويبش في وجوههم دون أن يستحي من الخلق فيضيع الحق أو يغفل عنه أو يتنازل عنه أو عن بعضه.
وإن إصلاح النفس أيضا ليس بالانتماء فقط بل هو بذل الجهد في العمل والتقويم والمجاهدة والتخلص من جوانب الهمم المنحطة، وإعلاء الطموح نحو الغاية الكبرى وإقامة النفس في محراب الإيمان ومنبر الدعوة وحلقة الدرس ومواطن الزكاة وبين طيات الصحائف والكتب وطبقات الدعاة وأهل العلم والسبق والتجربة ومتابعة أخبار الواقع وتحولات شؤون الأمم والحركات وتحسس أحوال الواقع المحيط بنا والدخول إلى المفاصل الحساسة فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
وإن ذلك كله لا يأتي اعتباطا بل لابد من منهجية تلزمنا بإصلاح أنفسنا بداية من الصف الأول في صلوات الفجر والعشاء إلى بناء الفكر وترتيب العقل وتحصيل الحد الأدنى من أدوات التوجيه والمشاركة الإيجابية في صناعة الدعوة والتغيير في محيط لم يعد بدائيا ولا بسيطا وإنما زاد تعقيده يوما بعد يوم، فقد أصبح من العسير أن نقوده إن ، تكن في مستوى حقل العمل كما يقول مالك بن نبي رحمه الله.
أيها الإخوان
إن القدوة مراتب، فالقدوة في مواقف ومواقع الجندية تختلف عن القدوة في مواقع القيادة والقدوة في حال التأسيس والبناء صعبة وفي إعادته أصعب ولكن عزائم الرجال تصهر الصعب وتذلل العقبات ولذلك لا بد لها من تضافر القدوة في القيادة والقاعدة، فقد سأل أحد المتقاعسين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لم كثرت الفتن في زمنه ولم تكن في زمن أبي بكر وعمر؟ فقال الخليفة علي رضي الله عنه: "أولئك كانوا أمراء على أمثالي وأنا صرت أميرا على مثلك"، وقد أُثر أيضا عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: "لو استقمت لاستقامت رعيتك" وهو يخاطب أحد ولاته.
وإننا اليوم أمام موسم تفرغ للعمل الدعوي ولا أقول موسم العطل لأن راحتكم على سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم "أرحنا بها يا بلال" وظهور المطايا راحة السائرين، ولذلك أوصي نفسي وإياكم بترتيب أوراد الحفظ والذكر والقراءة والزيارة والمتابعة والنصيحة والمشورة وملء أوقاتكم بالأعمال "فمن لم يشغل نفسه بالعمل شغلته بالتكاسل. ومن لم يشغلها بالحق شغلته بالباطل ومن لم يدربها على طاعة الله روضته على طاعتها وتلبية شهواتها".
ادع غيرك .. ادع غيرك..
و"لأن يهدين الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"، والسواد لا يكثر اعتباطا وإنما بتراكم الأعمال فما سالت أودية إلا من حبات القطر، وما أضاءت الأنوار إلا من صغير الشرر. وفي قول إبراهيم بن أدهم عبرة وهو يصحح مفهوم أحد مريديه الذي عاد من سفر يطلب به رزقا بعد أن رأى طائرا كسيحا في مغارة قد صرف الله له طيرا سليما يأتيه بالطعام، فظن أن الرزق مكفول فلم السعي؟ فقال له شيخه:"كن أنت المُطعم ولا تكن الطاعم".
ونحن نحتاج إلى الدعوة خدمة لديننا ولمنهجنا ووطننا فلا يصلح أمر الأمة إلا بالإكثار من أهل الخير وهو مطلب المرحلة الذي يتطلب همة للدعاة تتجسد فتكثر بها مؤسسات الدعوة وجماعيتها التي يؤوب إلى ظلها الحيارى وتؤطر جهود العاملين، لأن عملنا ليس عملا فرديا بل منظومة جماعية تهدف إلى التمكين والاستمرار وتقوم على خدمة الدعوة من أجل التغيير الموصل إلى الأهداف التي رسمها المؤسس واجتمعتم على تحقيقها وأنتم تعلمون مفاوز الطريق ووحشة السبل لولا أن أنار الله لنا المسار بأنوار الفهم والإخلاص والتجرد وأعاننا على لأوائه بالأخوة والثقة والعمل والتضحية وجعل تنافسنا في الثبات والطاعة والمجاهدة وهي القيم التي ندعو إليها الناس ونجتمع معهم على أساسها ولنا ولهم الأجر عند الله فلا نبغي من الناس جزاء ولا شكورا.
جمعية الدعوة والتغيير أول الطريق
أيها الإخوان
لقد أعلن مجلس شوراكم الموقر عن تأسيس جمعية الدعوة والتغيير لتكون أول الطريق في منظومة "ادع غيرك".. وهي بكم وفيكم ستكون إن شاء الله قدوة في العمل الدعوي المتكامل الذي تداعينا للقيام به والاجتماع على التعاون فيه، وهي المؤسسة التي تحمل مشعل الفكر والعلم والدعوة والتغيير بسواعد أبنائها وبناتها من رفقاء الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله والسائرين على دربه، وعملها بذلك لا يقتصر على ناحية من مناحي العمل أو جزئية من جزئيات الدين، بل هي انطلاقة رائدة في الشأن الدعوي وأبوابها مفتوحة للصالحين والمصلحين وهي بذلك ستكون منبرا معليا للحق مفتوحا لمن له الإرادة والاستعداد للمساهمة من خدمة الأمة والنهوض بها على شاكلة الشيخ المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله، فلا تقصروها على شريحة من الشرائح أو جانبا من الأعمال أو فترة مؤقتة ولا تبتعدوا بها عن طريق جوهرها الذي أنشئت من أجله ولا تتركوا الآخرين يقرءونها حسب أهوائهم بل انتقلوا بها إليهم واشرحوا لهم غايتها وأبينوا لهم عن قوة فكرتها ووحدة صفها وتماسك رجالها ووضوح أولوياتها.
واحرصوا على أن تصدق أعمالكم أقوالكم فلا خير في قول لا يسنده ويصدقه العمل، ذلك أننا في هذه الجمعية نريد أن تكون إضافة إيجابية لمجتمعنا ووطننا وأمتنا إضافة ترتبط بالشباب من جهة وبالثوابت من جهة أخرى، تستدعي التاريخ لخدمة المستقبل، وتعيش العصر بروح الحفاظ على الأصالة. وإذا كان هذا أول الطريق فإن للطريق وسطه وآخره حسبما تقتضيه الظروف وتتطلبه المصلحة الكبرى والعامة، ولكن لكل مقام مقال ولكل آن حال ولا يمكن تجاهل فكرة آن أوانها ولكن لا يصح ألا تكون الولادات القيصرية أصلا في طريق الدعاة لأن ذلك فعل المتاجرين وليس فعل الحكماء.
أيها الإخوان
إننا في شهر جويلية الذي نعتز فيه بأن منّ الله علينا بيوم عـزٍّ محَا عنّا به ألم الذكرى التي ارتبطت باحتلال بلدنا العزيز ذات يوم من عام 1830 ليطلع فجـر 5 جويلية ويشرق نوره فيزيل ظلام الاستعمار ويحيي أرض المليون من الشهداء حياة طيبة، ولكن تبقى فرحة الاستقلال منقوصة في قلوبنا ما لم تتحرر الأرض المباركة أرض فلسطين التي هي شقيقة الجزائر وأختها، وحريتها من حريتنا وعزتها من عزتنا.
ولكن حري بنا أن يكون لهذا الوطن في قلوبنا المكانة الأعلى والمثل الأسمى، وأن تعملوا على ربط الشباب بالثوابت الوطنية ونشر القيم الوطنية في أوساط المجتمع وإحياء الحرص على البناء والإيجابية والتنمية لدى الشباب ولبعث الثقة في وطنهم داخل قيمهم وقلوبهم وأفكارهم وكل ذلك مضنة أن نساهم في حماية إرث الشهداء واستمرار منهجية الروح البناءة التي تركها لنا الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، وإنكم إن شاء الله لذلك لحفظة وعليه لأمناء.
ومن الأمانة والوفاء أن يواصل شباب الاستقلال مسيرة شباب التحرير وهو بذلك جديـر.
وان كثيرا من الجهات يزعجها دوركم الايجابي غيرة منكم أو حسدا من عند أنفسهم فتعمل على عرقلة جهودكم أو تحريف وجهتكم أو وضع المعطلات في طريقكم لتلبيس الحق بالباطل أو التدليس على السائلين أو جذبهم نحو التقاعس متخذين في ذلك أشكالا وصور بين شهوات مثيرة أو شبه مشوشة أو تخويف بالذين من دونه أو تعجيز عن القيام بالمهمات الكبرى آو التلويح بسراب يشبه الحقائق ولكنه لا يتعدى أن يكون فجرا كاذبا يصدق فيه قول الله تعالى "أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمان ماءا حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه" ولذلك فلا تلتفوا لغير أعمالكم ولا تنظروا إلا أمامكم فان كثرة الالتفات مشغلة للعقل وصارفة للعزم ومبطلة للأعمال " ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات "
أحييكم تحية الشهر بعد السلام لأقول لكم مذكرا نفسي وإياكم بقول الله تعالى: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) لتكون شعارا للشهر الذي نحيي فيه ذكرى الرجل العظيم الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، الذي أفنى ما آتاه الله في خدمة الدعوة وبناء الرجال، وحماية الأرض والعرض، ونشر الإسلام، وتجديد طرائق العمل الإسلامي، وفتح الآفاق الجديدة أمامه، ونقل الدعوة إلى مساحات جديدة لم تكن في حسبان الكثير من الدعاة، وبذلك أبدع في أساليب التغيير وحمى المغيرين من أخلاق المتردية والنطيحة وما أكل السبع وأسس بذلك مدرسة متميزة للدعاة أخذت على عاتقها أن تشق الطريق في وسط أمواج هادرة، وأشواك واخزة ومنعرجات تيه لا يستطيع عبورها إلا العارفون وعبرها بنا جميعا رغم قلة السالكين وكثرة السبل المتفرقة فاستقامت لنا منهجية السير وكنا جميعا حسنة من حسناته يرحمه الله ويعيننا على ألا ننسى فضله.
إحتفاليات الشيخ محفوظ نحناح قيم لا مقامات
أيها الإخوان
لقد عزمت حركة الدعوة والتغيير أن تجعل هذا الشهر فضاء زمنيا لإحياء ذكرى الشيخ المؤسس الراحل محفوظ نحناح والوفاء يستوجب أن نتواصى بإحياء هذه الذكرى بأعمال القلوب قبل أعمال الجوارح لأن أعمال هذه الذكرى هي بالأساس صدقة جارية على صاحب الذكرى ثم هي قربات نتقرب بها إلى الله ونحيي بها منهجا في الدعوة إلى الله، ونستحضر القدوة في أعمال ذلك الرمز الذي تركنا على هدى من الدعوة والأخوة والتضحية والتجرد وإيثار الحق على الخلق، ولذلك فإني أوصيكم ونفسي بأولوية الإخلاص والصدق وتحرير الإرادة لله ثم إعلاء أعمال الدعوة على غيرها والجماعة على الذات والوطن على ما سواه وذلك هو سمت الدعاة الحق.
وإن من حوّل تعاليم القرآن والسنة إلى سلوك ملتزم فهو داعية قدوة في ذلك ومن خالف سلوك هذه التعاليم فقد أبى أن يكون داعية بل أصبح مدعيا فإذا فعل الأولى كان شاهدا على الناس وإذا فعل الثانية كان الناس شهداء عليه سلبا.
وإن القلوب إذا لم يعتنى بها تمرض بأمراض شتّى داخل الجماعة وتؤثر في تماسك الصف وسمته كما تؤثر قنوات تصريف المياه القذرة في قنوات المياه الطاهرة عندما تكون بجوارها ولا يظهر تلوثها إلا عندما يصبح وباء.
والمحضن التربوي هو الوقاية التي تحافظ على سلامة القلوب وطهارتها التي هي أدنى درجة الأخوة كما عبر عنها الإمام المؤسس.
وأمراض القلوب هي الحالقة التي تحلق الحب في الله والأخوة في الله وتقطع أوصال الجسد الواحد وتصدع البنيان المرصوص وتفرق بين المعتصمين بحبل الله وتوصل الجماعة إلى التنازع المؤدي إلى الفشل وقد نهانا الله عز وجل عن التنازع الذي يفشل ويذهب الريح التي ترعب العدو من مسيرة شهر.
وإن الحياة بلا التزام حياة ضائعة عبثية فوضوية تحول الصف إلى غثائية كغثاء السبل كما جاء في الحديث الشريف. من أجل هذا الالتزام، أيها الأخ وأيتها الأخت، أرسل الله إنذاره وتبشيره إلى نساء النبي أمهات المؤمنين ومن ورائهم كل النساء والرجال (يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً) الأحزاب 30-31.
فلماذا أيها الأخ وأيتها الأخت يضاعف لهن الأجر والعذاب؟ لموقعهن من النبي صلى الله عليه وسلم وانتمائهن لبيت النبوة بيت القدوة والدعوة.
يا أتباع الشيخ محفوظ السائرين على دربه كلكم دعاة وبالتزامكم تحملون رسالة الإسلام، وتبلغون عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما تعلمتموه.
أيها الإخوان
لقد أسسنا معا حركة الدعوة والتغيير لتكون ربانية، ولكن الربانية ليست شعارا فقط وإنما التزام وعمل، وكل من انتمى إلى الحركة انتمى لهذا السبب ويحيا في كنف الحركة حياة ربانية بالتفكير والقول والعمل وفقا لمنهج الله وبذلك نحوم حول الصحابة نتأسى بهم كما تقول أدبياتنا.
والعهد الذي بيننا هو طاعة الله والإخلاص لوجهه الكريم وليس لوجه أحد غيره، والقائد عندنا وسيله لطاعة الله وهو غير معصوم فإذا أخطأ أو انحرف ننصحه ونقومه كما أعلن ذلك خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وإذا أصر على خطئه فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فالعهد ارتباط بالله عن طريق القيادة ما دامت القيادة مرتبطة بالله، ويبقى العهد مع الله مستمرا في كل الحالات.
وبحسن الالتزام يتضاعف الأجر وبإساءته يتضاعف الإثم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، فمن يغرس غرسا يأكل منه إنسان أو حيوان ليس كالذي يحفر حفرة في طريق الناس ليسقط فيها الإنسان والحيوان.
وكما يتضاعف الأجر والإثم في الأراضي المقدسة بسبب الموقع والموضع فكذلك الداعية الملتزم ليس كباقي الناس في حال الالتزام ومخالفته، ومواقع القيادات في قمة هرم الحركة ليست على درجة واحدة مع باقي أفرادها في قاعدة الهرم.
أيها الإخوان
لقد كانت رسالة الشيخ الدائمة هي السير إلى الأمام وعدم الالتفات إلى أي صيحة، لأن الالتفات إلى الصيحات هي صفات الذين لا يتقون الله في غايتهم، ولا في أنفسهم أو جماعتهم، ولذلك كان الشيخ رحمه الله حريصا على أن تنقى الصفوف منهم أو يطهرون من الأمراض المناقضة للغاية، فلا يكون في مرحلة البناء والتأسيس معلول الغاية مريض القلب كثير التردد سماع لكل ناعق، ففي مرحلة البناء توضع الأسس على العزائم الثابتة والقواعد الصلبة والقادة الذين فهموا أن الله استعملهم في سيبله وأدركوا مرادهم من الطريق إلى الله الذي هو غايتنا الكبرى وليس على الذين قال فيهم الله تعالى:(يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) أو الذين قال فيهم:(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ) المائدة 52.
ولذلك أيها الإخوان لقد حددنا الغاية وانطلقنا في المسير ووضح لنا الحادي واستوثقتا من أصل الشجرة الذي نعض عليه بالنواجذ واختار غيرنا سبلا لهم فكونوا انتم أصحاب الشجرة ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، وألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول فلا تكن العواطف حكما على القيم ولكن خادمة لها تدفعها لمزيد من الإبداع ولا يلهيكم بريق أضواء الخيال عن اكتشاف الحقائق في وسطها فهي زاهية براقة ولكن الحقيقة ليست هي بريق الأضواء ونداء الأهواء أو شطحات الخيال وأماني العاجزين المتدثرين بالأسماء والمقصرين في حق المسميات الملتفين عن التزاماتها وحقوقها.
أيها الإخوان
إن عصمة الأمر كله في تقوى الله والتجرد له من كل شيء، وعصمة الجماعة في الحب في الله صدقا وحقا، وعصمة العمل في الشورى الملزمة والطاعة التعبدية لدى كل واحد منا لمن عليه حق الشورى والطاعة والثبات وحسن القدوة والإحسان في الاقتداء وانتظار النصر بعد ذلك من الله العزيز الحميد.
والله أكبر ولله الحمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال تعالى:(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ، وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً، إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً، إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً، إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً، وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً).
حكومة هنية تدين تقرير "هيومان رايتس"
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام:
أدانت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الذي اتهم حركة حماس وفصائل المقاومة بارتكاب جرائم حرب في غزة، معتبرةً التقرير سياسيًّا بامتياز، ويساوي بين الضحية الفلسطينية والجلاد الصهيوني.
وقالت وزارة الإعلام في بيانٍ لها اليوم: إن الصواريخ التي تُطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية تجاه الأراضي المحتلة هي حق مشروع ونتيجة طبيعية لاستمرار الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، لا سيما الاعتداءات العسكرية التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكلٍ يوميٍّ بحقِّ الفلسطينيين في قطاع غزة برًّا وجوًّا وبحرًا.
وأعربت عن استغرابها الشديد لسياسة غض النظر التي مارستها المنظمة تجاه الجرائم الصهيونية التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وخاصةً الموثقة منها، مستنكرةً الرواية غير الموضوعية التي ساقتها المنظمة بشأن مقتل ثلاثة "مدنيين" صهاينة نتيجة صواريخ المقاومة منذ عام 2008م، في حين تناست قتل الاحتلال أكثر من 1500 شهيدٍ فلسطينيٍّ بشكلٍ ممنهجٍ ومنظم،ٍ وإصابة أكثر من ستة آلاف جريح خلال العدوان الإجرامي خلال ديسمبر ويناير الماضيين؛ غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأكدت أنه لا يوجد وجه مقارنة مطلقًا بين الصواريخ العملاقة والقنابل العنقودية التي تستخدمها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين وبين صواريخ المقاومة الفلسطينية، مشددةً على أن الخوفَ المترتب على صواريخ الاحتلال تجاه الأطفال والنساء والفلسطينيين عامةً هو أضعاف مضاعفة من الخوف الذي تسبِّبه صواريخ المقاومة.
المرشد العام للإخوان المسلمين يحذر من التفريط في ثوابت القضية الفلسطينية
حذَّر فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين جموع المسلمين مما يخطط له الكيان الصهيوني الآن بخصوص المنطقة العربية وفلسطين بدفعه الحكام للضغط على شعوبهم لقبول السرطان الصهيوني في قلب جسم الأمة العربية والإسلامية، والاعتراف بالكيان الصهيوني كدولةٍ قوميةٍ لليهود، والإعلان عن إنهاء الصراع إلى الأبد بين الكيان والعرب.
وقال فضيلته في رسالته الأسبوعية التي حملت اسم "المسجد الأقصى يستصرخ المسلمين لتحريره من الصهاينة" إن المسجد الأقصى ينادي أمة الإسلام اليوم: "أن خلصوني مما أنا فيه، ومن أيدي الصهاينة الذين يعملون على طمس معالمي وعلى تهويدهي، ويسعون إلى هدمي بحفر الأنفاق من تحتي، والخنادق من حولي، حتى يقيموا هيكلهم المزعوم على أنقاضي".
وأشار إلى أن الإيمان والعمل والجهاد في سبيل الله سوف تكون لهم الكلمة النافذة في تحديد مصير القدس وفلسطين، خاصةً عندما ينتفض الحكام المسلمون ومن خلفهم شعوبهم ويستجيبون لنداء الأقصى ويهبون للدفاع عن القدس وبيت المقدس وتخليصه من الاحتلال الصهيوني الجاثم على صدره.
وتساءل فضيلته في ذكرى تحويل القبلة من المسجد الحرام للمسجد الأقصى: "أما آن للأمة الإسلامية أن تسارع في استجابتها لربها، وأن تولي وجهها نحو خالقها دون سواه، بأن تخلص لربها وشرعه، وأن تتجرد لعقيدتها، وتنخلع مما سواها من العصبيات البغيضة والقوميات المفرقة والأجناس المتنازعة لتصير كما أراد الله لها أمة واحدة".
وشدد فضيلة المرشد العام أنه يُفرض على الحكام المسلمين بل وعلى سائر المسلمين أن يعملوا بكل الوسائل لاسترداد فلسطين والمسجد الأقصى، وأن يجاهدوا بكل السبل لفرض سلطانهم على فلسطين؛ حتى يتمكَّن المسلمون في كل أنحاء المعمورة من أن يشدوا إليه الرحال كما يشدونها إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وقال: "تجمع اليهود من شتات الأرض باسم حق مزعوم في هيكل موهوم، وأقاموا لهم دولة على مقدساتنا، فهل آن الأوان لتجتمع كلمة المسلمين وتتوحد على حقهم المؤيد بآياتٍ من كتاب الله وبأحاديث من هدي الرسول وبأسباب الاتحاد.
واختتم فضيلته بتجديد التحذير من المخطط الذي يكيده الأعداء بتوسيع الهوة بين المسلمين والعمل على تأجيج نار الصراع بين القوميات المختلفة وإشعال الحروب فيما بينها ليفني بعضهم بعضًا.
قسم الجامعات والعمل الطلابي ينظّم مخيّمه الصيفي
الدّعوة إلى الله مسؤولية الجميع
هاته ليست مجرّد قصّة
وإنّما هي رسالة موجّهة إلى كلّ فرد في هاته الدّنيا آمن بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلّم نبيا ورسولا فعليه أن يعي جيّدا أنّه إنّما خُلق ليعبد الله عزّ وجلّ بالطاعات والعبادات والدعوة إلى مكارم الأخلاق والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ... إذ كلّ هذا ليس من مسؤوليتي وحدي أو مسؤوليتك وحدك وإنّما كلّ هذا من مسؤولية الجميع والصالح صالح لنفسه وخير الصالحين " صالح لذاته مصلح لغيره "
الحركة الإسلامية بين الدعوة والسياسة
الحركة الإسلامية هي العمل الشعبي المنظم الهادف إلى إيقاظ المسلمين من غفلتهم وحثهم على الالتزام بالإسلام كله في حياتهم...لأن مشكلة المسلمين اليوم هي التطبيق الجزئي للإسلام، ولا نكاد نجد رقعة في الأرض اليوم تطبق الإسلام كله، كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم...ويمكن توافق هذا التعريف مع تعريف الدعوة الإسلامية أو الصحوة الإسلامية كذلك. فالهدف هو حث المسلمين على تطبيق الإسلام في حياة المسلمين.وللحركة الإسلامية ثلاث وسائل أو طرق للوصول إلى هدفها، وهي التربية، والإعلام، والعمل السياسي...وهكذا يتضح منذ البداية أن السياسة جزء من الدعوة أو جزء من الحركة الإسلامية، أو قل وسيلة من وسائل الدعوة أو الحركة الإسلامية... ومن الضروري أن يبقى التوازن بين الحركة الإسلامية والعمل السياسي، بحيث لا تطغى السياسة على التربية، والإعلام، وبتعبير آخر لا يطغى الجزء على الكل، والتوازن ضروري لتبقى السياسة وسيلة من وسائل الحركة الإسلامية، وليست هدفاً في ذاتها...وقد رتبت وسائل الحركة فكانت التربية الوسيلة الأولى، وذلك من حيث الأهمية، لأن الإسلام نظام إصلاحي يجعل من التربية وسيلة أساسية لغرس القيم الإسلامية في نفوس الناشئة المسلمة، ومن ثم إصلاح الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، واستمرار قيم الإسلام واستكمالها وتجديدها على الدوام...وتبقى الحركة الإسلامية متزنـة عندما تعطي التربية الدور الأول، والإعلام الدور الثاني، والعمل السياسي الدور الأخير... وأي تغيير في هذا الترتيب مهما كانت الأسباب معناه اضطراب الحركة الإسلامية وعدم توازنها.وثمة نظرة على مسيرة الحركة الإسلامية في الجزائر، تجعل المسلم يحمد الله ويشكره على الشوط البعيد الذي قطعته هذه الحركة، فقد بدأت مسيرتها مع بداية السبعينات الميلادية من القرن العشرين، وسبقت مسيرة بعض الحركات الإسلامية في المشرق العربي، والفضل لله أولاً الذي جعل الشعب الجزائري يحب الإسلام حباً جماً، ثم للشيخ عبد الحميد بن باديس وإخوانه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين دفعوا الشعب الجزائري للثورة ضد المستعمر الفرنسي، وطرده مع أنصاره الأوربيين من الجزائر، والمحافظة على هوية الجزائر ولغتها العربية وإسلامها، ثم الفضل كذلك للشيخ محفوظ النحناح وأخيه محمد بوسليماني يرحمهما الله ؛ اللذين أسسا دعائم الحركة الإسلامية المعاصرة في الجزائر، ولا ينس دور الشيخ عبد الله جاب الله في هذا الميدان...
ومنذ التسعينات الميلادية دخلت الحركة الإسلامية الجزائرية العمل السياسي، ولا أحد ينكر عليها ذلك، فالعمل السياسي يعتبر الوسيلة الثالثة من وسائل الحركة الإسلامية، الهادفة إلى تطبيق الإسلام كله في حياة المسلمين....
ومن خلال المتابعة والاهتمام أسجل الملاحظات التالية على مسيرة الحركة الإسلامية الجزائرية، بعد دخولها معترك العمل السياسي:
1- شاركت الحركة الإسلامية الجزائرية في حكم الجزائر، تحت قيادة الأخ المؤسس الشيخ محفوظ النحناح يرحمه الله، الذي كان ممسكاً بتوازن الحركة، وعدم تغليب الجانب السياسي على الجانب التربوي والدعوي، ونفذت توصية قدمتها الحركة الإسلامية العالمية تنصح فيها الحركات الإقليمية بالمشاركة في الحكم، لما للمشاركة من أهمية في تدريب كوادر الحركة، والاستفادة من إمكانات الدولة في نشر الدعوة والحركة الإسلامية... وخدمة المواطنين وتأمين حاجاتهم، وهذه من أعظم سبل الدعوة الإسلامية، كما اتضح ذلك من مسيرة حزب العدالة والتنمية التركي، وتمت المشاركة كذلك في عدة أقطار عربية كاليمن والكويت والأردن... ووقف أبناء الحركة وأنصارها ( الذين لا يعرفون توصية الحركة العالمية ) بين مؤيد ومعارض، وتركزت المعارضة في أن الحكومة تسخر كوادر الحركة لمصلحتها... ولا قيمة لهذه الاعتراضات عندي.... لأنها سطحية ولا تدخل عمق الفكر السياسي الإسلامي المعاصر...2- تسابق كبار الأخوة في الحركة الإسلامية إلى مجلس الشعب ومجلس الأمة والمكاتب البلدية والولائية، وأكاد أقول أنها استغرقت أو كادت أن تستغرق نشاطاتهم، مما انعكس سلباً على النشاط الدعوي والتربوي. 3- كان المفترض أن تستفيد الحركة من الأخوة الذين شاركوا في مجلس الشعب أو الأمة أو المكاتب البلدية والولائية، ثم أحيلوا إلى التقاعد، كان المفروض أن يكون هؤلاء الأخوة المتقاعدون خير دعاة ومربين، يقدمون دروساً في المساجد، ويسهرون على تربية الجيل الصاعد، يساعدهم في ذلك تفرغهم وخبرتهم في العمل الدعوي ومنه العمل التربوي. والمفترض أن تزداد الحركة قوة واهتماماً ونشاطاً في التربية والإعلام كلما تقاعد أخ من هذه المجالس أو المكاتب.4- هناك ظن ـ وبعض الظن إثم ـ أن خصم الحركة الإسلامية احتوى كوادرها في مجلس الشعب والأمة وغيرهما من الإدارات، وفرغ محتوى الحركة من نشاطها الأصلي في الدعوة والتربية....
ومن هذا المنطلق جاء في الرؤية الجديدة لحركة الدعوة والتغيير أنها: ((... تملك مشروعاً تغييرياً لتربية المواطن الصالح وبناء الأسرة المتماسكة وإصلاح المجتمع الموحد وقيادة الدولة القوية وخدمة الأمة الكبيرة)). وجاء في هذه الرؤية أيضاً: ((... فنحن حركة تعمل وفق منهج تربوي هو مصنعها لتخريج الرجال والكفاءات وجسرها إلى التغيير والإصلاح، ونرى اليوم بعد هذه التجربة أنها في حاجة إلى اهتمام ورعاية واستدراك من خلال:• معالجة تربوية للأخطاء والعيوب والأمراض التي ظهرت في الصف خلال المرحلة السابقة.• الاهتمام بالمربين وتحسين مستوياتهم وتأهيل أدائهم وحل مشاكلهم.• زيادة عدد المربين عبر دورات مكثفة وعمليات ترقية لأصحاب الكفاءات الجديدة.• رفع مستوى التعاطي مع البرامج التربوية والتدريبية بمختلف الوسائل العلمية المساعدة.• إعطاء قيمة تنظيمية وتربوية أكبر للأسرة في هيكل الحركة التنظيمي، وتنمية شعور الفرد بالانتماء للحركة ومنهجها من خلال الأسرة.• إخضاع عمل مناضلي الحركة للعملية التربوية عبر الأسرة مهما كانت الظروف.• ربط أبناء الحركة برجالها السابقين في مجال الدعوة والتنظيم من خلال مختلف المناهج التربوية والحركية والسياسية.• تعميق البعد الوطني في برامج التربية من خلال رجالات الإصلاح وقادة الثورة ودعاة الإسلام وترسيخ روابط الانتماء للوطن والأمة.• إعادة صياغة مفهوم التغيير وإسقاطه على برامج تربوية يتربى الأفراد عليها )). ويفهم من هذا كله أن حركة الدعوة والتغيير سوف تعطي التربية أولوية كما هي أصلاً في وسائل الحركة الإسلامية، وسوف تعالج الخلل الذي أصاب الحركة عندما تغلب السياسي على التربوي. ونسأل الله أن يعينهم على ترجمة الأقوال إلى أفعال، وأن ينفع المسلمين في الجزائر وخارجها بأعمالهم....
ولابد من التعميم على سائر الحركات الإسلامية التي مارست العمل السياسي، والهمس في أذنها، أو الصراخ في وجهها، بأنها غلبت السياسي على التربوي، وأنها فقدت توازنها كحركة إسلامية... وأن الخطر يتهددها في تحولها من حركة إسلامية إلى حزب سياسي صرف.... في حين الحزب السياسي جزء من الحركة ليس إلا... أما أن تتحول الحركة كلها إلى حزب سياسي فهذا الخطر الذي يهدد الحركة الإسلامية بالانقراض...وفي الختام اللهم اجعلنا وإخواننا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين.
إلى القادة والمربّون
رسالة من الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
أيها الإخـوان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
فإننا نرحب بكم أيما ترحيب ونشكركم على ما تجشمتم من متاعب وما تحملتم من مشاق في هذا الظرف العسير الذي تمر به دعوتنا وحركتنا وجزائرنا وأمتنا إذ الكل مستهدف من مكر الماكرين وما أكثرهم.
أيها الإخوة:
لقد قدمتم من أماكن متعددة يحدوكم الشوق والود في لقاء إخوانكم عموما وأمانة التربية خصوصا وأملكم في أن تفعّلوا حركتكم من خلال الاتصال المباشر ببعضكم والناس للناس وإن لم يشعروا خدم.
وأنتم تعلمون مثل جميع إخوانكم أن عملية التغيير التي نعيشها جميعا ونكتوي بنارها صباح مساء وتلفحنا المعاناة يوميا من أجل إيجاد الإنسان الصالح عبر تغيير النفس قاعدة التغيير الأبدية السرمدية و(إن الله لا يغير ما قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هذه النفس الإنسانية المسلمة التي جمعتموها في محاضن تربوية تبذلون لها التربية والتعليم والتوجيه ورفع الهمم وشحذ العزائم والاهتمام بالفرد والجماعة والأمة وتحسيس الأفراد بضرورة استئناف الحياة الإسلامية من جديد على هدي من رب العالمين ووفق سنن التغيير من غير شطـط ولا لجاج ولا تعنت ولا مراء ولا خذلان ولا تجاوز لضوابط الشرع الحنيف الذي نعتبركم أيها المربون الأدوات الحقيقية لإحيائه في النفوس التي تتعاورها معاول الهدم بالمؤثرات الخارجية والداخلية ويدفع بها شيطان الإنس والجن لترك دورها في ريادة الشعوب وصناعة الحياة وإحلال الفضيلة مكان الرذيلة ودك عروش الطغيان المادي والسياسي والاقتصادي.
أيها المربون الأفاضل:
إذا ما كانت السنوات أفرزتكم بسب أو بآخر فإن هذا سيحفزكم على المضي باستمرار نحو الآفاق الرحبة بعيدا عن الكسل أو الفتور أو الترهل أو التسيب أو الإهمال إذ الشهادة على الناس لا تكون أبدا بهذه الصفات الذميمة وهذا الأمر نعتبره من البديهيات لا يحتاج إلى نقاش.
وإننا لعلى يقين أن بعضكم أو معظمكم ليشعر بالمغص والتقزز وشيء من الإحباط وخيبة الأمل في ما يراه من تراخ وسوء معاملة وفظاظة سلوك وقلة نصير وتجهم ناس وازورار بعض المحبين وكثافة تنديد وشدة تنكيل وتوالي قصف وتسريب إرجاف وتشكيك في الحركة ومناهجها وتقحم مراء وتعكر أجواء وشدة معاناة وفقر ذات اليد وزيادة احتياج وكثرة الطلبات وتقلب ناس ودهر، وإغراء دنيا واتباع هوى وعدد جبهات وقوة تحديات في الداخل والخارج.
كما أننا على يقين أن الحركة تدفع في داخل البلاد وخارجها شيئا من سمعتها التي توالت عليها الأحقاد الأصيلة والمفتعلة وليس للحركة من يدفع عنها كثرة العدى سوى الله تعالى ثم المجموعة المباركة مثلكم التي استأمنت على صناعة الحياة في بلادنا واستأمنت على شباب طري تلاعب به المتلاعبون فقمتم بدور طوق النجاة له تسلكون به الدروب الوعرة والشاقة وتوضحون له الطريق الأسلم الموصل إلى رضوان الله سبحانه إذ هو غايتنا في كل الأحوال.
أيها المربون الكرام:
أنتم مبتعثو الحركة والجماعة وعليكم بعد الله تعالى المعتمد ومنكم النصرة وفيكم الثقة وبكم تتم الأخوة والبذل والإيثار والنصح وبكم تتحقق الأركان فألزموا ما التزمتموه من غير إكراه ولا قسر ولا قهر. (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم).
أيها المربون الأفاضل:
بين أيديكم أمانة الإنسان والإسلام والدعوة والجماعة والأمة ولكل حق بل وحقوق والالتزام يفرض رعايتها والعناية بها والحرص عليها آناء الليل وأطراف النهار ومن دلوك الشمس إلى غسق الليل.
أيها الأفاضل:
إرفعوا عنكم وعن أنفسكم أنكم كل شيء واعلموا أن الإنسان الذي بين أيديكم له عقل وذهن ونفس وبدن ومحيط مادي وبيئة بشرية، ومطلوب منكم أن تشبعوا نهم إخوانكم بإشاعة الخير والفضيلة والقيم النبيلة بينهم، وأن تهيئوا نفوسكم لقبول الصلاح والإصـلاح والاستعداد لكل الاحتمالات التي تفرضها الشهادة على الناس، ولا تتركوا الخلل يتسع بين الأخ وأخيه ولتكن القدم إلى القدم والكتف إلى الكتف منعا لأي شيطان ودرءا لأية مفسدة وجلبا لكل مصلحة. ولا تربطوا الأخ بالأشخاص خشية تسرب داء الشخصانية ولا تضعوا أمامه الأمثلة والنماذج النادرة حتى لا يحتقر الأخ نفسه أو يحصل لديه إحباط بعدم التمكن من هذه الصفات ولا تجعلوا من الأخ سماعا من غير تبين أو نقادا من غير عمل أو عابدا من غير إخلاص أو مخلصا مطيعا من غير ذكاء، وإياكم أيها المربون أن تشكلوا عقلية الدراويش، أو المهووسين والموسوسين واحذروا من غباء المتعلم وغرور المعلم وغفلة الحركة لا سمح الله.
لتكن عين المربي على من يليه من الإخوان دراسة فردية وشخصية من غير تجسس وإنما من باب التحسس والرعاية الخاصة، وليجتنب أحدكم الغض من الآخرين أو بطرهم أو التقليل من شأنهم وليعط الأخ المربي من سبقه بالفضل حقه ولا يبخسه بحال (ولا تنسوا الفضل بينكم).
وليحدد المربي جملة من الصفات الواجب على الأخ التحلي بها وليرعها باستمرار كالإنفاق، الشجاعة، الحوار، الابتسام، الحياء، الذكر، حب الناس وليتجنب المربي أن يجعل محضنه مرتعا للقيل والقال والموصوفين بالتميع أو الجمود أو ضعاف النفوس أو جامدي العقول أو مثيري الفتن والأزمات.
أيها المربون المستأمنون على الإخوان:
حفظا للكليات الخمس فيهم،
تقوية لمشاعر الأخوة لديهم،
دعما لدواعي الخير والفضيلة عندهم،
حفزا لهممهم في طلب المعالي،
دفعا لهم نحو كل مشروع ايجابي يبني ولا يهدم يقوي ولا يضعف يوحد ولا يفرق،
ربطا لهم بربهم وقائدهم رسول الله صلى عليه وسلم وحركتهم وجماعتهم وأمتهم ومؤسساتهم،
تفجيرا لطاقة الحركة السياسية والتربوية والاقتصادية والاجتماعية،
دعوة لهم إلى ضرورة الانفتاح على مجتمعهم،
درءا لمفسدة الانكماش والتكهف المؤدية إلى قتل الإرادات الفاعلة ومنع القدرات الجادة من التفاعل مع التحولات،
استقواءا بكل القدرات الموجودة لدى الإخوان في الرجال والنساء والطلاب والطبقات الاجتماعية كلها،
أيها المربـون:
بقدر ما تعنون بتربية من يليكم تربية شاملة متوازنة ومعتدلة من خلال أننا دعاة ولسنا قضاة بقدر ما تعنون بالمحيط البشري الآخر الذي أثبتت الحركة أنها المؤهلة لتأطيره وتجنيده بشكل إيجابي دفع الشبهات عن الإسلام ودعوته ويثبت أن الإسلام يحمل مقومات بقائه ونقائه بعدوله ورجاله المرابطين القائمين بالقسط بين الناس.
أيها المربون الأفاضل:
لعلكم دفعتم ثمن السرية المفرطة والآن تدفعون ثمن العلنية غير المفرطة ولكل الثمنين أجر لكن أجر الثاني فيه إقامة للشهادة الحقة والدين القيم والدعوة بالحسنى والموعظة والطريق ما زال طويلا رغم بعض البوارق وسوف تقف أمامنا تحديات وعقبات من داخل الصف وخارجه.
وإذا كان لكل زمان رجاله فإننا نقول أيضا أن لكل مرحلة رجالها وطرق معالجة قضاياها وأنتم أهل لهذه التحولات بالتعاون والتناصح والعمل الإيجابي وبالإيمان العميق والفهم الدقيق الذي طالما نادى به العلماء والدعاة والمجددون.
أيها الإخـوة:
وما دام لكل مرحلة رجالها، فلا ضير على الحركة أن تكون حاسمة مع بعض المحبين والعاملين الذين وإن حسنت نواياهم لكنهم عجزوا عن المواكبة فكان معهم الحسم، لأن الحركة فوق الجميع، هذا الحسم الذي قد يسببه الانحراف عن المنهج أو القيادة أو الجماعة مع التزام العفة والدعاء بالهداية..
أيها الإخوة المربون:
هذه معاني أحببت أن تكون بين أيديكم شعورا مني بالمسؤولية التربوية والسياسية والإقليمية التي تثقل كاهلي وكاهل إخوانكم من أعواني، وعسى أن أجد عندكم من يعذرني على غيابي الخارج عن إرادتي وقلبي ووجداني معكم وكنت آمل في أن أجلس إليكم واحتك بكم عسى أن ينفع بعضنا بعضا ولكن هذه إرادة الله فكونوا إخوانا مربين ولا يصرفن أحدكم صارف غير الدعوة الشاملة وكونوا عباد الله إخوانا.
أخوكم المحب لكم الوفي
محفوظ نحناح بن محمد
الجزائر في: أواخـر شهر يوليو (جويلية) 1995م.
قيادة حركة الدعوة والتغيير تشارك في المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين "نحو نصرة دائمة لفلسطين"
بمشاركة فعاليات وهيئات عربية وإسلامية هامة وتحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين"
انعقد المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين بالعاصمة التركية اسطنبول يومي 22، 23 ماي 2009م.إن الوضع الذي تعرفه القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة وما تواجهه من تحديات دفع مجموعة من الفعاليات والشخصيات والهيئات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وعلى رأسها:ملتقى الإخوان: الشيخ مصطفى بلمهدي من الجزائر في لقاء خاص وحصري مع الأعضاء
شارك فيها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله وجماعته في نقل الجزائر من الاستعمار إلى الاستقلال، ومن الفرنسية إلى التعريب، ومن الإسلام التقليدي إلى الإسلام الحركي...مرت الأيام وانتشرت الدعوة وتعرضت الجزائر والحركة الإسلامية هناك إلى عواصف كثيرة، واليوم يتعرض الإخوان هناك إلى عاصفة قوية ظهرت آثارها أول ما ظهرت في هذا الملتقى الطيب. وقد وعدنا أن يكون لنا وقفة جادة لنحاول التعرف على المشكلة عن قرب ونحاول أن نفهم وجهات النظر بحوار جميع الأطياف..