5 سبتمبر 2009

خـطـبـة الـشـيـخ مـصـطـفى بلمهدي في الافـطـار الـجـمـاعي المنظم بالعاصمة



فضيلة الشيخ مصطفى بلمهدي"رئيس الحركة"

لقد دأبنا على سنة التواصل الرمضاني الذي نعتبره ساحة مهمة من ساحات التلاقي والتقارب والتعاون بين الأشقاء الذين تجمعهم الأمال المشتركة والآلام المشتركة أيضا عبر ساحة وطننا الاسلامي الكبير, رمضان محطة تصفل فيها الشياطين وتغلق فيها أبواب النار وتتحول بذلك الى فضاء رحب للتسامح والتغافر والتناصر والتشاور.
.

بســــم الله الرحــمان الرحيـــم


الصـلاة والسلام علـى سيدنـا محمــد وعلـى آلــه وصحبه أجمعــين وبعــــد/


تحية رمضانية مباركة, فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وبارك الله لنا ولكم بأجر العشر الأوائل من رمضان ونسأل الله عزوجل أن يبارك لنا ويعيننا ويبلغنا فيما تبقى من أيامه المباركة الطاهرة.

.

أيها السادة الأفاضل

.

لقد دأبنا على سنة التواصل الرمضاني الذي نعتبره ساحة مهمة من ساحات التلاقي والتقارب والتعاون بين الأشقاء الذين تجمعهم الأمال المشتركة والآلام المشتركة أيضا عبر ساحة وطننا الاسلامي الكبير, رمضان محطة تصفل فيها الشياطين وتغلق فيها أبواب النار وتتحول بذلك الى فضاء رحب للتسامح والتغافر والتناصر والتشاور بعيدا عن الوسوسة الشيطانية أي بعيدا عن كل شر في ظل الخير والتراحم والأخوة والمصلحة المتبادلة
.

وإن رمضان هو فرصة حقيقية للتغير الذي من خلاله نزيل بعضا من أسباب ضعفنا الذي تحولت معه الأمة الإسلامية إلى هامش الأحداث والى حقل التجارب يصح فيه قول الشاعر "ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود", مما خلف جراحات نازفة وشرايين راعفة في كل ربوع أمتنا الإسلامية من غرب افريقيا إلى أقصى شرق آسيا وبينها المآسي الكبرى في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال التي أصبحت ساحات محاصرة بالباطل تدفع ضريبة الجوع والتخلف والحروب وتصنع مادة للمتاجرة السياسية والإعلامية وحقلا لتوازنات الكبار والسيطرة على قرار الثروة والسياسة في الأمة.
.

أيها السادة

.

إن الألم الشديد لا ينسينا الأمل المنشود فان أمتنا تمتلك عوامل النهوض وأدوات القوة وإمكانية التقدم والرقي والازدهار ولكن بين الأمل والألم لابد من منظومة عمل واضحة الأسس تقوم على:
.

أولا: اعتزاز الأمة بثوابتها

إن الأمة الإسلامية تملك في إسلامها وعروبتها مقومات وحدوية كبرى وما لم تجمعه العروبة في مغرب الأمة جمعه الإسلام وما لم يجمعه الإسلام في مشرقها جمعته العروبة والعكس صحيح ولكن وجب أن نتجاوز تحديات المرحلة فدعات الإسلام ليسوا بوابين على الجنة وإنما هدات إليها، ودعاة العروبة ليسوا حراسا لها بل مبشرين بقيمها الجميلة وبذلك نتجاوز العصبيات النتنة إلى رحابة ما نجتمع عليه من قيم وأفكار وتجارب وطموحات بعيدا عن التطرق أو التعصف أو الأنانية أو النظرة الضيقة لأن أعداء الأمة من جهة وجمالها من جهة أخرى قد تكفلوا بضرب هذه الثوابت ومطلوب من قادة الفكر والسياسة ورواد العلم والثقافة أن يكونوا أصدق من يحمل راية التقدم والتغيير في هذه الأمة.

.

ثانيا: الخروج من المعارك الوهمية

فان بلداننا مشتركة أو متفرقة لا تزال تتخبط في معارك وهمية بينية أو داخلية مازالت تعيقها عن النظرة المستقبيلة الصحيحة ومازالت تسمح لخصومها بأن يصنعوا من تلك الأوضاع أزمات حقيقية لهذه الأوطان شهدت العقود الأخيرة منها نماذج كالإرهاب الذي أدخل بلداننا في أزمات لا يمكن أن تعالج إلا بعد عقود من الزمن تكون قد استنفدت فيها طاقات وجهود وأموال وموارد كبيرة كان بالإمكان أن تصرف في خدمة التنمية ودعم القدرة الشرائية بالمواطن المنهك والذي يدفع ضريبة أخطاء السياسيين وتجني الجناة.
.

ثالثا: دعم وتوسيع الديمقراطية

فالعالم يتطور بالمشاركة الجماعية لكفاءات الدول والمنظمات وتقديم أفضل ما حازته تجارب الأفراد والجماعات والدول ولكن هذه المشاركة مازالت في بلداننا متخلفة وضعيفة لشعور المواطن بأنه لايزال رقما مهمشا في منظومة الحكم وشؤون السياسة وتصريف الثروة وهو مالا يصلح إلا بدعم الديمقراطية وتوسيعها وإزالة الشوائب منها ولعل في وطننا الاسلامي نماذج حية لهذه الديمقراطيات وأيضا نماذج كثيرة للأخطاء التي صاحبت الديمقراطية وأثرت عليها وحولتها إلى ديمقراطيات معوقة أو مشوهة تحتاج منا اليوم الى مزيد من الحرص على إنجاحها من خلال الثقافة الديمقراطية التي تسبق الفعل الديمقراطي والتحاكم إلى الديمقراطية بدل التحايل عليها لأن الديمقراطية هي مكسب جاءت به نضالات سنوات طويلة وتضحيات جسيمة والظروف الداخلية والخارجية اليوم أفضل ما تكون لصناعة الديمقراطية الأفضل.
.

رابعا: تقديم خدمة المجتمع

فالأزمات المختلفة يعود تأثيرها المباشر على المواطن البسيط ثم على مفاصل المجتمع مما يزيد الغبن الاجتماعي وبالتالي يمنع العطاء ففاقد الشيء لا يعطيه.
.

ولذلك فان حركة الدعوة والتغيير تعتبر أن واحدة من أولى أولوياتها هي الحرص على مقاومة الغبن الاجتماعي الذي تزداد مساحته في غياب الترشيد الرسمي والاجتماعي للإنفاق وغياب خطط التضامن وانتشار ظاهرة الفساد المالي والأخلاقي وغياب الرقابة وضمور الوازع الديني والضمير الحي وكلها عوامل مؤثرة بشكل مباشر في حركة استقامة الحياة الاجتماعية وصلاحها أو خرابها وفسادها ولعل الأزمة المالية العالمية كانت جزءا من هذه الأسباب وإذا كانت بعض الدول قد بدأت تتخلص من آثار الأزمة فان رذاذ الأزمة لم يبدأ تأثيره في بلداننا إلا هذه الأيام وقد حمل قانون المالية الأخير حالات من هذا التأثير السلبي الذي مس قطاعات هامة ومباشرة في الحياة العامة ولابد من روح تضامنية كبيرة وخطط استعجاليه خاصة للنهوض الاجتماعي الذي لا تصنعه قفة رمضان أو الكتاب المدرسي رغم أهمية هذه الأعمال وإنما تصنعه حركة اقتصادية تشاركية تحمل البعد الاجتماعي في كل مراحله وتقوم على بعث القيم الدينية في المجتمع حتى نستوفي حالة " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

.

أيها السادة


إن الأمة لا يمكن أن تحيا سعيدة أو مرتاحة وجزء منها يتألم ونحن في حركة الدعوة والتغيير نتمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" وجرحنا الكبير هو فلسطين التي هي أمانة محمد ووديعة عمر ووصية نحناح الذي كان من آخر كلماته أن أوصى بفلسطين ونحن أمناء على هذه الوصية الى أن نلقى الله ومن واجبنا أن ندعوا جميع من نحبهم إلى أن يستوصوا بفلسطين خيرا.

--------------------------------

3 سبتمبر 2009

حركة الـدعـوة والـتـغـيـيـر تـنـظـم إفـطار جـمـاعـي بـالـعـاصـمـة


نظمت حركة الدعوة والتغيير نهاية الأسبوع الماضي‮ ‬حفلا رمضانيا ضخما على مستوى ولاية العاصمة حيث حضر الحفل أكثر من ألف إطار من إطارات الدعوة والتغيير بولاية الجزائر وشاركوا في‮ ‬فعاليات النشاط الرمضاني.
.
‮ ‬الذي‮ ‬ابتدأ بإستقبال المشاركين قبل المغرب كما تم تنظيم الإفطار الجماعي‮ ‬للأخوة والأخوات والذي‮ ‬تلته جلسات روحية عفوية‮.‬






=================






إثر ذلك تم إلقاء مجموعة من الكلمات الروحية والتوجيهية التي‮ ‬أشرف عليها الشيخ مصطفي‮ بلمهدي‮ ‬رفقة قيادات وطنية أخرى.

.
وقد أكدت الكلمات الملقات في‮ ‬الحفل على روح الأخوة التي‮ ‬تمثل رابطة إيمانية لا‮ ‬يمكن بدونها أن تصلح الأعمال أو تستقر الحركات ورابطة تنظيمية من‮‬خلالها تدار الأعمال بعيدا عن الخلفيات التي‮ ‬يمكن أن تؤثر سلبا على إدارة الأعمال‮ ‬ورابطة إجتماعية من خلالها تطوير العلاقات الإجتماعية بشكل إيجابي‮ ‬وبناء‮ وتساهم في خدمة المواطن ورفع الغبن عن أهل الحاجة.


كما تم تنظيم صلاة التراويح في‮ ‬إختتام الحفل التي‮ ‬أمّ‮ ‬الحاضرين فيها الشيخ‮ ‬صالح محجوبي‮ ‬بصوته الندي‮ ‬الذي‮ ‬أبكى الحضور‮.
.

‬وقد كان الحضور النوعي‮ ‬والقوي‮ ‬في‮ ‬الحفل علامة مميزة على قوة الحركة وفعالية قياداتها على مستوى ولاية الجزائر وقوة الرابطة الأخوية بين مختلف أبنائها‮.

.
‬يذكر أن الشيخ مصطفى بلمهدي‮ ‬قد تقدم في‮ ‬الحفل بالتعازي‮ ‬لعائلة الأستاذ خالد مشعل في‮ ‬وفاة والده المجاهد رحمه الله.



=======================

قبها: ما يجري في الضفة استئصالٌ للقوى التي تشكِّل خطرًا على المشروع الصهيوني


غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

.
أكد المهندس وصفي قبها القيادي في "حماس" والأسير في سجون الاحتلال أنَّ ما يجري في الضفة هو تقاسم أدوار وتكامل بالعمل بين زوَّار الليل (من الاحتلال وسلطة رام الله)؛ لضرب حركة "حماس" وكل الأصوات الحرة والمناضلة هناك.
.
وقال قبها في مقابلةٍ خاصة وشاملة من داخل الأسْر مع "المركز الفلسطيني للإعلام" -تُنشر لاحقًا-: إن ما يجري هو عملية تطهير وتجفيف لمنابع التدين، كما يطلق عليها أعداء الشعب الفلسطيني، وضربٌ لبنى المقاومة، مشددًا على أن "ما يجري هو عملية استئصال واجتثاث للقوى التي تشكِّل خطرًا على المشروع الصهيوني".
.
وأكد قبَّها أن "زوَّار الليل يعملون وفق سياسة ومسلسل جرائم مستمر ممنهج؛ فالتعذيب إلى حدِّ الموت، والتنسيق الأمني في وتيرة متصاعدة، حتى يتمَّ فرض شروط النسوية "الإسرائيلية"؛ لأن من يحمل السلاح ويُخلِي الساحة ويقف موقف المتفرج عندما تدخل قوات الاحتلال لتعتقل وتقتل؛ هو شريك في الجريمة"، وأردف: "فلماذا يحملون السلاح ولمن؟!".
.
وحول منع رئيس المجلس التشريعي المحرر من سجون الاحتلال د. دويك من ممارسة عمله كرأس للشرعية، والتهديدات المستمرة بحق النواب؛ أكَّد القيادي الأسير أن هذه المواقف تنكُّرٌ واضحٌ ورفضٌ مع سبق الإصرار لنتائج الانتخابات، واعتداءٌ صارخٌ على خيار الشعب الفلسطيني، وجريمةٌ وطنيةٌ، وتعدُّ بمثابة إطلاق رصاصة غادرة على قلب الديمقراطية الفلسطينية ونتائجها، وتساءل: "أين هي الديمقراطية؟!".
.
وشدَّد على أن منع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني من مزاولة عمله لا يخرج عن عقلية البلطجة والفلتان وأخذ القانون باليد، لافتًا إلى أن الحملة الجارية في الضفة المحتلة؛ "تعكس بمنهجية التسلط والاستبداد وتناقض في المواقف؛ لأن ما يجري هو محاولاتٌ لفرض واقع جديد تُسّتَبْعَد فيه "حماس" عن المشهد الفلسطيني؛ استجابةً لأجندات خارجية".
.
وفيما يتعلق بواقع معاناة الأسرى في سجون الاحتلال؛ أكد قبَّها أن مصلحة السجون الصهيونية عمدت إلى الاستفراد بالحركة الأسيرة، وبدأت بسلسلة إجراءات من التضييق وسحب الإنجازات التي حقَّقها الأسرى عبر سنوات طويلة من النضال بالإضرابات عن الطعام والمواجهات التي دفعت الحركة الأسيرة مقابلها دماء شهداء خلف القضبان وجرحى ومعوَّقين.
.
وأشار إلى أن مصلحة السجون الصهيونية تتغوَّل وتسعى لإعادة الأوضاع في السجون كما كانت عليه عقب احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، مستعرضًا تفاصيل المعاناة والانتهاكات داخل الأسر من مختلف جوانبها.
.
وأكد أن أعضاء "حماس" المعتقلين في سجون الاحتلال؛ يمثِّلون ما يتراوح بين 32-34% من مجموع المعتقلين في سجون الاحتلال البالغ عددهم نحو 9500 أسير، لافتًا إلى أن الواقع يكذِّب ما تقوله "فتح" بأن معتقليها يزيدون عن 65% من المعتقلين.
.
وأكَّد أن سلطة رام الله وفَّرت الغطاء السياسي من خلال اللقاءات السياسية والتنسيق الأمني مع الاحتلال؛ لتصاعد سياسة الاستيلاء على الأراضي والاغتصاب وتهويد القدس.
.
وفي سياق مشابه، عبَّر قبَّها عن فخر الأسرى بالمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "كتائب القسام"؛ لنجاحها في أسر الجندي غلعاد شاليط، وإدارة عملية إخفائه والمفاوضات لإنجاز صفقة تبادل باقتدار كبير؛ الأمر الذي بعث الحياة والأمل في نفوس كافة الأسرى.
.
وأشار إلى أنهم "يشيدون بحكمة "حماس" وحنكتها التفاوضية بشأن الصفقة، والجميع يشدُّ على يدي "حماس" لعدم تقديم تنازلات أو خفض سقف المطالب، وأن تكون لكل خطوة ثمنها"، لافتًا إلى ضغوط تمارسها مصلحة السجون بحق الأسرى في سياق الضغط على "حماس"؛ لتليين موقفها، وتخفيض سقف مطالبها.
.
وأضاف: "الأسرى إذ يثمِّنون عاليًا مواقف "حماس" الثابتة بشأن الصفقة؛ ليشيدون بهذا المستوى الرائع من إدارة ملف التفاوض الذي كسر المعايير "الإسرائيلية"، التي ترفض الإفراج عن أصحاب المحكومات العالية".
.


--------------------------------

"حماس": فتح تتعبَّد في شهر الصوم بتعذيب المقاومين والمجاهدين


الضفة - المركز الفلسطيني للإعلام


قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية -تعقيبًا على تصريحات عدنان الضميري بالإفراج عن مختطفين من الحركة- إن "فتح" وعصاباتها تعبَّدت في شهر الصوم بزيادة استهداف المقاومين والمجاهدين، وقامت باقتحام بيوت الآمنين، وتعذيب المجاهدين.

.
وأضافت "حماس" في بيانٍ لها الخميس (3-9): "إن جرائم "فتح" وأجهزتها مستمرةٌ بلا انقطاع، فمنذ مطلع شهر رمضان الكريم اختطفت عصاباتها أكثر من خمسين من أبناء "حماس" وقياداتها؛ نصفهم من الأسرى المحرَّرين، وبينهم عددٌ من الإعلاميِّين، ناهيك عن فصل "حكومة" فياض ثلاثين موظفًا وموظفةً منذ بداية الشهر الفضيل".
.
وأضافت الحركة في سخرية: "إذا كان رأس الشرعية الفلسطينية ممنوعٌ من ممارسة حقِّه الدستوري، فما بالنا بقيادة "حماس" الموزَّعة بين سجون عباس والاحتلال في متوالية لا تتوقف، وأحاديث الحريات تكذِّبها يوميات القمع والإقصاء والاختطاف؟!!".

.
واختتمت "حماس" بيانها قائلةً: "الضميري لا ضميرَ له، وعبثًا يحاول التغطية على جرائم عصابات ميليشيا عباس بالضفة الغربية".



--------------------------

مشير المصري: لن ينعم العدو بالأمن والاستقرار.. والمقاومة تراقب تحركاته



غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

قال النائب عن "كتلة التغيير والإصلاح" البرلمانية مشير المصري إن المقاومة الفلسطينية تراقب تحركات الاحتلال الصهيوني في المناطق الحدودية المتقدمة، خاصةً في الخطوط الأولى في أرض الرباط.

.

وأكد المصري خلال كلمة ألقاها في بيت عزاء الشهيد القسامي عصمت مهرة أمس الأربعاء أن "حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تفخر بعائلة الشهيد عصمت مهرة، وما قدمته من تضحيات وشهداء"، مشددًا على أن الاحتلال لن ينعم بالأمن والاستقرار ما دام الشعب الفلسطيني لم يتنسَّمْهما.

.

يُذكر أن القساميَّيْن عصمت مهرة وفرح النجَّار استُشهدا في قصف مدفعيٍّ خلال مهمة جهادية، كانا يقومان بها خلف مقبرة الشهداء شرق بلدة جباليا أول أمس.

--------------------------

المركز الفلسطيني للإعلام

2 سبتمبر 2009

إلى إخواني في حركة الدعوة والتغيير


الأستاذ: كمال كافي
رئيس مجلس الشورى الولائي لحركة
الدعوة والتغيير بالمدية


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الذين نصروه واتّبعوا النور الذي أنزل معه ورضي الله عمن دعا بدعوته واهتدى بسنّته إلى يوم الدين.

ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا، إنّك أنت العليم الحكيم.
أمّا بعد:

إخواني أخواتي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

هناك أيها الإخوة والأخوات نعمتان عظيمتان لا تعدلهما نعمة:

النعمة الأولى: هي نعمة الإيمان بالله وهي أعظم من الخلق والإيجاد لأنه لا معنى لأن تخلق ثمّ تضلّ الطريق ويكون مصيرك إلى النار.

فالهداية إلى الإيمان هي كبرى النّعم، قال تعالى: "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنّوا عليّ إسلامكم بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين".
وقال تعالى: "ولكن الله حبّب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة".

النعمة الثانية: هي الأخوة في الله، قال تعالى: "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا"

كرّر النعمة وأكّدها لنعرف قيمة الأخوة في الله.
إنّ المتحابّين في الله يوم القيامة عن يمين الرّحمن – وكلتا يديه يمين – يفزع الناس وهم لا يفزعون، ويخاف الناس وهم لا يخافون، قال صلّى الله عليه وسلّم: "إنّ هؤلاء ليسوا بأنبياء ولا شهداء ويغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانهم من الله عزّ وجلّ. أولئك الذين تحابّوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها".
فلنستمسك بهاتين النعمتين: نعمة الهداية إلى الإيمان والإسلام ونعمة الأخوة في الله، هذا الترابط يجب أن يظلّ بيننا إلى أن نلقى الله فيظلّنا ببركة هذا الحبّ في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، في يوم يتعادى فيه الناس ويتخاصمون ويتباعدون إلا من كانت خلته على التقوى.

" الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقون ".

يجب على لقاءاتنا المباركة بإذن الله أن تحفّها كل المعاني التي نستأنس بها من وحشة ونواجه بها التّحديات التي تعترض دعوتنا ونؤسّس بها لمستقبل واعد إن شاء الله.

إخواني أخواتي:

إنّ العمل في نظر ديننا جهاد، وحتّى لا نظنّ أن الجهاد عسكري فقط، هذا الإمام القرضاوي حفظه الله يقول عن العمل بمؤسسة القدس:

(( لقد شرّفني إخواني برئاسة مؤسّسة القدس، وهي مؤسسة عالمية، وقال بعض الإخوة لم لا تجعلون من مهام هذه المؤسسة الجهاد لتحرير القدس؟ قلت لهم يا جماعة الجهاد العسكري له أهله وقلت لهم مهمتنا في هذه المؤسسة هي الجهاد المدني: نشغل العاطل، ونعلّم الجاهل، ونداوي المريض، وندرّب العالم، ونطعم الجائع، ونكسوا العريان، ونبني مدرسة يدرس فيها الأطفال، ومستشفى يداوى فيها المريض، هذا هو الجهاد المدني )).
ثم يقول:
نحتاج فقط إلى قيادة وإلى أهداف ومنهج وإلى صيحة تدوّي في هذه الأمّة تقول:
" اعملي بعد كسل وانهضي بعد العثرة وسيري على بركة الله ".

فالواقع يؤكّد أنّ عطاء الأفراد وجهودهم وتضحياتهم ترتكز بشكل كبير على البيئة العملية الجماعية التي توفر لهم أجواء البذل والتفاعل والسّعي المتواصل.

وحركتنا اليوم على المستوى المحلي مهما أوتيت من ملكات وقدرات لا تستطيع أن تعمل بدون خلق أجواء دعم ومساندة واسعة، وبرامج تفعيل ومتابعة لجهود تغيير القناعات والترويج للمنهج الصحيح وهذا سيقتضي وجود علاقات عامة فعالة وعمل ميداني حيّ ومهارات عالية في التواصل مع الناس والصّبر على أذاهم.

أيها الإخوان المسلمون:

لقد تميّزت دعوتكم بالنمو والتّطوّر إضافة إلى زيادة انتشارها، وسرّ ذلك كله هو إعداد الرّجال.

قال الإمام الشهيد في رسالة: "هل نحن قوم عمليّن"
(( ولكن الأمم المجاهدة التي تواجه نهضة جديدة وتجتاز دور انتقال خطير وتريد أن تبني حياتها المستقبلية على أساس متين يضمن للجيل الناشئ الرّفاهية والهناء ... إنّها في مسيس الحاجة إلى بناء النفوس وتشييد الأخلاق وطبع أبنائها على خلق الرجولة الصحيحة حتى يصمدوا لما يقف في طريقهم من عقبات ويتغلبوا على ما يعترضهم من مصاعب )).
ويقول - رحمه الله - :
(( وليس للأمة عدة في هذه السبيل الموحشة إلا النّفس المؤمنة والعزيمة القوية الصادقة والسخاء الوافر والتضحيات الكبيرة والإقدام عند الملمات، وبغير ذلك تغلب على أمرها ويكون الفشل حليفها )).
ثمّ يحدد الإمام في رسالة " إلى أي شيء ندعوا الناس ":
القوة الضرورية اللازمة لنهضة الأمة فيقول: (( إنّ تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الفئة التي تدعو إليه قوة نفسية عظيمة تتمثل في:
1- إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف.
2- وفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر.
3- تضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل.
4- معرفة بالمبدأ والإيمان به وتقدير له يعصم من الخطأ فيه والانحراف والمساومة عليه والخديعة بغيره)).

* من لا يستطيع أن يكون جنديا لا يصلح أن يكون قائدا *

ومن توجيهات الإمام الشهيد لنا في هذا المجال:
" اجعلوا في كل شارع جماعة إخوانية، وفي كل قرية كتيبة قرآنية وفي كلّ مدينة راية محمّدية، وفي كلّ فجّ من الفجاج أخا يهتف بمبادئكم ... ألفوا الفرق الرياضية بأنواعها فالقوة شعاركم ووجهوا عنايتكم إلى الجوالة، وليكن في كل شعبة من شعبكم فرقة من شبابها فهو الجهاد في سبيل الله، كوّنوا الكتائب فإن جيوش الليل تنزل بالنصر على جيوش النهار، اقتصدوا من أموالكم لإيمانكم ومستقبلكم فإنكم لا تدرون ما يحدث غدا ".
وفي الأخير نمتثل قول الإمام رحمه الله:
(( سنربي أنفسنا ليكون منا الرجل المسلم، وسنربي بيوتنا ليكون منها البيت المسلم، وسنربي شعبنا ليكون منه الشعب المسلم، وسنكون من بين هذا الشعب المسلم، وسنسير بخطوات ثابتة إلى تمام الشوط وإلى الهدف الذي وضعه الله لنا لا الذي وضعناه لأنفسنا، وسنصل بإذن الله وبمعونته، ويأبى الله إلى أن يتم نوره ولو كره الكافرون )).
ويقول رضي الله عنه:
" وقد أعددنا لذلك إيمانا لا يتزعزع، وعملا لا يتوقف، وثقة بالله لا تضعف، وأرواحا أسعد أيامها يوم تلقى الله شهيدة في سبيله ".

نسأل الله أن يبارك لنا في جهودنا ويحفظ دعوتنا وينصرنا على خصومنا ويمكّن لنا ديننا الذي ارتضى لنا ويكلل أعمالنا بالنجاح والتوفيق، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

وبارك الله فيكم.
-----------------------------

غزة الرعب القسامي جديد فرقة الوعد الاسلامية








أولويات التربية الإيمانية في صناعة جيل التغيير



توفيق علي


كانت التربية النبوية والقرآنية تعنى كل الاعتناء بجيل التأسيس، الجيل المرشح لقيادة البشرية، الجيل الذي بجهده وجهاده، يحكم شرع الله، ويقهر حكم الطواغيت،و يقضي على الباطل وأهله.
.

هذا الجيل تربى على الأولويات الآتية:
.
أولاً: العلم والعمل:فقد كان هذا الجيل يتربى على: "التلقي للتنفيذ".
.


1-فهذا أنس بن مالك يقول: كان أبوطلحة أكثر الأنصار مالاً، وكان أحب أمواله بير(حاء). وكانت مستقبلة المسجد، وكان النبي {يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب. قال أنس فلما نزلت: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون (آل عمران:92). قال طلحة يا رسول الله، إن الله يقول: لن تنالوا البر حتى" تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بير(حاء)، وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله. فقال النبي {: "بخ بخ. ذاك مال رابح. ذاك مال رابح، وقد سمعت، وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين" فقال أبو طلحة: أفعل يارسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه (أخرجه الشيخان).
.

2-وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال: يا رسول الله، لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر. فما تأمرني به؟ قال: "احبس المال وسبّل الثمرة".وعلى هذا الدرب سار الكثيرون، فهم يلبون توجيه ربهم الذي هداهم إلى البر كله، يوم هداهم إلى الإسلام، ويتحررون بهذه التلبية من استرقاق المال ومن شح الأنفس ومن حب الذات، ويصعدون في هذا المرتقى السامق الوضيء أحراراً خفافاً طلقاء

* يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تعلموا قبل أن تسودوا".


* ويقول الإمام البنا: والعمل ثمرة العلم والإخلاص: وقل \عملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى" عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون 105 (التوبة).


* والعمل الصالح ملازم للإيمان، ومصدق له، وهما معاً من أسباب النصر والتمكين في الدنيا، والسعادة والنعيم في الآخرة.


*والعمل في مجال الدعوة إلى الله، من أجل التمكين لدين الله، وإقامة دولة الإسلام، من أفضل مجالات العمل الصالح وأشرفها.


* ومن مجالات العمل إصلاح الفرد نفسه بحيث يكون: "قوي الجسم، متين الخلق مثقف الفكر، قادرًا على الكسب، سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهداً لنفسه، حريصاً على وقته، منظمًا في شؤونه، نافعاً لغيره".


* ومن صفات أبناء هذا الجيل: أنهم ربطوا مصيرهم ومستقبلهم بهذه الدعوة، ورصدوا حياتهم لها، وروضوا أنفسهم على تحمل المشاق، يسارعون في الخيرات، وهم لها سابقون، يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة، أنهم إلى ربهم راجعون، فهم دائماً يتقنون عملهم رجاء القبول، يبتغون وجه الله ولا يراؤون.هذا النموذج الذي ضحى ويضحي من أجل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة، هذا النموذج الذي أخرجته دار الأرقم في عصر النبوة، ومدرسة الإمام حسن البنا رضي الله عنه في العصر الحديث.
.


ثانياً: الذاتية:وهي الحافز الذي يدفع الإنسان لأداء عمل معين للوصول إلى غاية محددة، متحملاً كافة الصعاب لتحقيق الهدف، فهي اندفاع من الداعية بمجرد إحساسه أن هذا النمط من الأعمال يحقق نمو شخصيته في شتى الجوانب، ويقوم بعمله هذا دونما تكليف أو متابعة، بل السعي لتحقيق الأجر والمثوبة من الله.جوانب.
.


وأنواع الذاتية
.

-1 الذاتية الإيمانية: قال البخاري: حدثنا أبو نعيم: قال حدثنا مسعر عن زياد: سمعت المغيرة رضي الله عنه يقول: "إن كان النبي ص ليقوم حتى تتورم قدماه أو ساقاه"، فالنبي { قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك نراه { بهذا الرقي في ممارسة النوافل.موقف سيدنا أبو بكر من الإسراع في دعوة بلال إلى الإسلام ليلاً ولم ينتظر الصباح بعد أن وصلته الدعوة من رسول الله.
.

-2 الذاتية الحركية:موقف الإمام البنا:دُعي رحمه الله لإلقاء محاضرة في بور سعيد وحشد المنظمون للمحاضرة أعداداً كبيرة من الجمهور، وعندما جاء يوم المحاضرة أصابه احتقان شديد في اللوزتين، حيث لم يستطع السفر من الإسماعيلية إلى بور سعيد إلا مضطجعاً لشدة المرض، وقد حذره الطبيب محمود بك صادق من أنه إذا خطب هذه الليلة فإنه سيجني على نفسه.. يقول الإمام حسن البنا عن تلك اللحظات: "ولكن مع هذا صممت على السفر ونزلت من القطار إلى دار الإخوان، وصليت المغرب فيها من قعود للإعياء وانتابتني بعد الصلاة حالة نفسية عجيبة، فقد تصورت سرور الإخوان البورسعيديين بحفلهم هذا، وآمالهم المعلقة عليه، ونقودهم التي أنفقوها من قوتهم من أجله، ودعوتهم التي بذلوا كل الجهد في توجيهها ثم تكون النتيجة اعتذار الخطيب، تصورت هذا فبكيت بحرارة، وأخذت أناجي الله تبارك وتعالى في تأثر عميق واستغراق عجيب إلى وقت صلاة العشاء، فشعرت بشيء من النشاط وصليت العشاء من قيام، وجاء وقت الحفل وافتتح بالقرآن الكريم، ووقفت للخطابة وبدأت وأنا لا أكاد أسمع صوتي، وسرعان ما شعرت بقوة عجيبة وشفاء تام وصفاء في الصوت غريب وارتفاع فيه" من لي بأمثال هذا الداعية في قرية نائية من قرى مالي، التقينا مع داعية من الدعاة يحدوه الهم لتعليم الناس وتبليغ الدين، قام من خلال جهد فردي بإنشاء إذاعة محلية في منزله، هذه الإذاعة يُشغِّلها ويديرها ويقدم برامجها بنفسه، ولا تتجاوز تكلفتها بطارية بقيمة مائة دولار، ويبث من خلال هذه الإذاعة برامج تعليمية وأشرطة قرآن كريم على مدى ساعتين في الصباح، وساعتين في المساء، وحين يسافر يكون قد أعد مجموعة من الأشرطة الصوتية وأناب زوجته بتشغيلها فترة غيابه.ويقبل أهل القرية على سماع هذه الإذاعة ومتابعة برامجها، ويتنظرونها ويتلهفون عليها بشغف.


إن هذا الداعية الذي ربما لم يؤهل تأهيلاً جامعياً ينتج بعمله هذا على المدى الطويل أضعاف ما ينتجه كثير ممن يملك أعلى المؤهلات.وأينما رحلت في المشرق والمغرب ولقيت العديد من شباب الصحوة، فأنت ترى فئات عديدة من الخيرين، وتسمع ما يسرك من الأفكار والآراء، لكن حين تنتقل إلى الواقع العملي وتبحث عما يقدمه هؤلاء فسترى أن العامل قليل.وأمثال هؤلاء ينبغي أن يذُكَّروا بقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون (2) كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون (3) (الصف).


وحري بالمربين والموجهين أن يُخرِّجوا جيلاً يكون العمل أول ما يفكر فيه، ويدرك أنه إنما يسأل يوم القيامة عما قدم وعمل.وينبغي أن نقدر طاقات الناس وإمكاناتهم، وأن الداعية الناجح هو من يستطيع أن يدفع الناس لأن يعملوا ويقدموا ما يطيقون من جهد وعمل، وأن يتقي كل منهم ربه فيما يستطيع.


-3 الذاتية الاجتماعية: إنها ذاتية الخير التي لم يمنعها كثرة الأعمال وتعدد المسؤوليات.فهذا عمر بن الخطاب يسابق أبا بكر فلم يظفر بسبقه أبداً، فلما علم أنه حاز السبق قال: والله لا أسبقك إلى شيء أبداً.فقد روى عمر رضي الله عنه أنه سمر في بيت أبي بكر مع رسول الله في أمور المسلمين، يقول: "فخرج رسول الله وخرجنا معه، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد فقام رسول الله يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه قال رسول الله: من سره أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد. قال: ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول الله يقول له: سل تعطه، سل تعطه، قال عمر: قلت والله لأغدون إليه فلأبشرنه قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره، ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلا سبقني إليه"(4).
.

دوافع الذاتية:
-1 فردية التكليف:أن كل فرد سيحاسب يوم القيامة فرداً: وكلهم آتيه يوم القيامة فردا 95 (مريم)، وقال تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى (الإسراء:15).
.

-2 إعذار إلى الله: المعذرة إلى الله واجب عيني على المؤمن أن يؤديه بإيجابية دون انتظار لما يعمله الآخرون.وفي قصة الهدهد مع سيدنا سليمان بيان لما نقول: "إذ لولا الإيجابية في الهدهد لما قبل سليمان اعتذاره لأن عموم الارتباط بجماعة المؤمنين يقتضي أداء عمل ضمن الأهداف المعلومة وليس بالضرورة أن يكون منفذاً الأوامر فقط، وكذا الدعاة يجب ألا يقفوا عند حد الواجبات أو عتبة الأوامر، فالسكون تقصير والوقوف ضعف
.
ثالثا: تعميق مبدأ الشورى: وهي تداول وتقليب الآراء بين مجموعة معينة في موضوع معين للوصول إلى رأي يتم الاجتماع عليه أو يحوز الأغلبية ويصبح ملزماً للجميع.

وفي غزوة أحد بيان واضح وجلي لإقرار مبدأ الشورى حتى وإن كانت نتائجه الظاهرية مريرة.


يقول الأستاذ سيد قطب يرحمه الله : "ولقد كان من حق الإدارة النبوية أن تنبذ مبدأ الشورى كله بعد المعركة أمام ما أحدثته من انقسام في الصفوف في أحرج الظروف وأمام النتائج المريرة التي انتهت إليها المعركة، لكن الإسلام ينشئ أمة ويربيها ويعدها لإدارة البشرية، وكان الله يعلم أن خير وسيلة لتربية الأمة وإعدادها للإدارة الرشيدة أن تربى على الشورى وأن تدرب على حمل التبعة، وأن تخطئ مهما يكن الخطأ جسيماً وذا نتائج مريرة لتعرف كيف تصحح خطأها.

.
رابعاً: نكران الذات: قال رسول الله {: إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي" . وقد مدحهم الله سبحانه وتعالى: إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير 271 (البقرة).


يقول ابن كثير في قوله: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها لأنه أبعد من الرياء؛ إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذه الحيثية.عن عبد الله بن مسعود: "كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تُعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض".(6).ويقول الإمام ابن القيم: "أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص، وعن نفسك بشهود المنة، فلا ترى فيه نفسك ولا ترى الخلق"(7).

--------------------------------

الشيخ وجدي غنيم في برنامج الاتجاه المعاكس



رسالة الشيخ وجدي غنيم إلى خادم الحرمين الشريفين


*****

دروس رمضان -الدرس الخامس-


الأستاذ العربي زرمان
.
دروس يقدمها الأستاذ في مسجدي حيه




* أسباب المغفرة في شهر رمضان *


عباد الله، اعلموا أن أسباب المغفرة في شهر رمضان المبارك كثيرة وعديدة، ولكن خشية الإطالة أختصرها إلى ما يلي:
.

أوّلاً: إن أول سبب لمغفرة الذنوب في شهر رمضان المبارك بلوغ شهر رمضان، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مُكفّرات ما بينهن إذا اجتُنِبت الكبائر)). الله أكبر، ما أعظم هذا الفضل.
.

1. أسباب مغفرة يومية بإقامة الصلوات الخمس، كيف لا وقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بقوله: الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج:23]؟! كيف لا والرسول يقول: ((أرأيتم لو أنّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من دَرَنِه شيء؟)) قالوا: لا يبقى من دَرَنِه شيء، قال: ((فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا)) متفق عليه؟! فهذا سبب لمغفرة الذنوب في شهر رمضان وغيره، ولكن بشرط وحيد ويسير على من يسّره الله عليه، ألا وهو اجتناب الكبائر. فهلاّ حافظنا على أداء الصلوات، واجتنبنا المنهيّات، وخاصّة الكبائر منها.

ويؤيّد ذلك قول الرسول: ((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله)) رواه مسلم.
.

2. جعل أسبابًا أسبوعية لمغفرة الذنوب بصلاة الجمعة، يقول الرسول : ((من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام)) رواه مسلم.ومن فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل أسبابًا سنويّة لمغفرة الذنوب ببلوغ شهر رمضان مع اجتناب الكبائر، فكم من رمضان يمرّ علينا، وكم من سنة تلو السنة تمرّ علينا ونحن غافلون عن استشعار هذه الفضائل العظيمة والنفحات الكريمة.
.

3. و أسباب سنوي لمغفرة الذنوب في شهر رمضان المبارك الصيام، فعند البخاري ومسلم قول الرسول : ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)). فمن صام رمضان إيمانًا بالله ورضًا بفرضية الصوم عليه واحتسابًا لثوابه وأجره ولم يكن كارهًا لفرضه ولا شاكًّا في ثوابه وأجره فإن الله يغفر له ما تقدّم من ذنبه.أيها المؤمنون، ومن أسباب مغفرة الذنوب في شهر رمضان المبارك القيام، يقول الرسول في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه((ومن أسباب مغفرة الذنوب في شهر رمضان المبارك قيام ليلة القدر، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)) رواه البخاري ومسلم.
.

يقول الله تبارك وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شهر رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:183-185].
.

كان السلف الصالح يشتاقون إلى شهر رمضان، ويدعون الله ستة أشهر من عامهم أن يبلّغهم رمضان، فإذا بلّغهم إياه قاموا بحقّه خير قيام، وقاموا يعبدون الله فيه خير عبادة، ثم إذا ختموه دعوا الله في باقي عامهم أن يتقبّل منهم ما قدّموا فيه من أعمال صالحات وفعل للطاعات، فكأنّ عامهم كله شهر رمضان المبارك.
.

فيا من فرّط في ثلث الرحمة، وتساهل في ثلث المغفرة، فحذارِ حذارِ من التشاغل عن ثلث العِتْق من النيران.
.

أيها المؤمنون، ومن أسباب مغفرة الذنوب في شهر رمضان المبارك بلوغ آخر ليلة من شهر رمضان المبارك، وذلك إذا قام العبد المسلم بصيامه يوفّيه الله أجره عند إنهاء عمله، يقول رسول الإسلام : ((ويغفر لهم في آخر ليلة))، قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكنّ العامل إنما يُوفَّى أجرَه إذا قضى عمله)) رواه أحمد.ومن أسباب مغفرة الذنوب في شهر رمضان المبارك أنّ الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا، يقول النبي : ((وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا)) رواه أحمد.سئل الرسول : أي الناس خير؟ فقال: ((من طال عمره وحسن عمله))، وسئل أيضًا: أيّ الناس شرّ؟ فقال: ((من طال عمره وساء عمله)) رواه مسلم. فمن نعم الله علينا أن مدَّ في أعمارنا، ووفّقنا لإدراك هذا الشهر العظيم، فكم غيَّب الموت من صاحب، ووَارَى الثرى من حبيب. فإن طول العمر والبقاء على قيد الحياة فرصة للتزوّد من الطاعات والتقرب إلى الله عز وجل بالعمل الصالح والعبادات.

.

------------------------












1 سبتمبر 2009

دروس رمضان -الدرس الرابع-

الأستاذ العربي زرمان
.
دروس يقدمها الأستاذ في مسجدي حيه



* فإن سابه أحد *



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً واضحاً لحسن الأخلاق في شهر رمضان حين قال صلى الله عليه وسلم : (( قال الله تعالى : كل عمل ابن له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جُنّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يجهل ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم ......)))(41) فيرسم النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر هذا المثال أوضح المعاني على تأثُّر الصائم الكريم بالأخلاق الفاضلة ، وهذا المعنى واضح جداً من سيرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين زكاه الله تعالى بقوله : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) سورة القلم (4) ، وحين سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم فقالت في أروع تعبير وأشمله : كان خلقه القرآن . ومنزلة الأخلاق عظيمة جداً في ميزان الإسلام فهاهو صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) (42) وفي رواية : وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة . وفي رواية له : ( ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء )
.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )(43) وفي حديث أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق )(44) وفي حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (...... أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) .(45) . وفي حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من أحبكم إلىّ وأقربكم مني منزلاً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إلىّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون )(46) .
.


إن الأخلاق الكريمة هي التي يجد فيها الإنسان عند الآخرين نوعاً من الدفء الروحي الذي يجعله يتقرب إليهم دون أن يشعر أنهم يأسرونه بهذه الأخلاق . وكلما كان الإنسان رفيقاً رحيماً يملئ حياته العطف ويفيض على روحه الحنان كلما كان مألوفاً لدى من يعاشره أو يجالسه ، ومتى ما كان الإنسان كذلك متى مافتحت له أبواب الرحمة على مصراعيها .
.

إن الصائم أيها المسلمون يجد ألم الجوع وحرارة الظمأ تستعر في قلبه مما يولد لديه ضيق الأفق فيتصرف أحياناً تصرفات غير لائقة مع من يلقاه من الناس نتيجة هذا الجوع والعطش . أما من يدرك هذه الفضائل التي رتّب رسول الله صلى الله عليه وسلم الأجر على تحقيقها فإنه مهما قابل في طريقه فإنه يبقى حريصاً على تحقيق معاني الصوم الحقيقية في حياته فلا يجد تعبيراً أصدق من قوله للطائشين الذين لايدركون معنى الصيام من قوله : اللهم إني صائم . إن أولئك الذين يتجاوزون هذه المعاني لم يرتوا بعد من هذه التعاليم التي أسداها إليهم نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ، وتمثّلها واقعاً حياً في حياته صلى الله عليه وسلم . وآن اليوم بالذات أن نراجع أنفسنا ، وأن نعيد ترتيب ذواتنا من جديد
.

والخصام والنزاع في أيام شهر رمضان بالذات دليل على فقد روحانية الصيام ، وضعف تأثيره في النفوس ، بل هو في حد ذاته إدبار عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم حين ارشد إلى هذا العلاج عند حدوث مثل هذه النزاعات . جعلنا الله وإياكم مّمن تمثّل هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حياته في كل شئون حياته



------------------------------------




دروس رمضان -الدرس الثالث-

الأستاذ العربي
.
دروس يقدمها الأستاذ في مسجدي حيه



فيدارسه القرآن (1)

.

القرآن الكريم كتاب الله تعالى وهو كلامه الذي أوحاه إلى جبريل فنزل به على أفضل رسول رسول هذه الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقد أبان الله تعالى عن فضل هذا القرآن وعظمته فقال تعالى : (( يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً )) وقال تعالى : (( يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للعالمين )) إلى غير ذلك من الآيات التي وردت في بيان عظمة هذا القرآن وفضله على سائر الكتب السماوية . وقد استفاضت الأحاديث في السنة النبوية عن فضل قراءة هذا الكتاب الكريم وأبانت عن أجور عظيمة لقارئ هذا القرآن . من ذلك ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترُجّة ، ريحها طيّب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمُها حلو . ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر ))(24) . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ))(25) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيُحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خَلِفَات عِظام سِمان ؟ ) قلنا : نعم . قال : ( فثلاث آيات يقرأ أحدكم بهن في صلاته خير له من ثلاث خَلِفات عظام سمان )(26) . وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفّة فقال : (أيُّكم يُحب أن يغدوا كل يوم إلى بُطْحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوَماوْين ، في غير إثم ولا قطع رحم ؟) فقلنا يا رسول الله ! نُحب ذلك . فقال : ( أفلا يغدوا أحدكم إلى المسجد فَيَعْلَمَ أو يقرا آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين . وثلاث خير له من ثلاث . وأربع خير له من أربع . ومن أعدادهن من الإبل . ؟ )(27) . وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شديد فله أجران ))(28) . وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، ميم حرف . (29) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا القرآن ، فإنه نعم الشفيع يوم القيامة ، إنه يقول يوم القيامة يارب : حلِّه حلية الكرامة ، فيُحلى حلية الكرامة ، يارب اكسه كسوة الكرامة ، فيكسى كسوة الكرامة ، يارب ألبسه تاج الكرامه ، يارب أرض عنه فليس بعد رضاك )(30) ،
.

غير أن من المعلوم المجزوم به أنه ينبغي لقارئ أن يعتني بتدبر هذا الكتاب ولا يكون همه وشغله أن يختمه فقط فإنه ربما يكون قليل النفع والفائدة له في حياته فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يخبر عن الحالة التي ينتفع فيها القلب بالقرآن فيقول : إن أقواماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع . ولهذا يقول الآجرّي رحمه الله تعالى : فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرض القرآن فكان كالمرآة يرى بها ما حسُن من فعله ، وما قبُح فيه فما حذّره مولاه حذره وما خوّفه به من عقابه خافه ، وما رغّب فيه مولاه رغب فيه ورجاه فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة فقد تلاه حق تلاوته ورعاه حق رعايته وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً وأنيساً وحرزاً ، ومن كان هذا وصفه نفع نفسه ونفع أهله وعاد على والديه وعلى ولده كل خير في الدنيا والآخرة . .. وكان القرآن له شفاء فاستغنى بلا مال ، وعزّ بلا عشيرة ، وأنس مما يستوحش منه غيره ، وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها : متى أتعظ بما أتلوه ؟ ولم يكن مراده : متى أختم السورة ؟ وإنما مراده متى أعقل عن الله تعالى الخطاب ، متى أزدجر ؟ متى أعتبر ؟!لأن تلاوة القرآن عباده والعبادة لا تكون بغفلة (31) . وقال ابن القيّم رحمه الله تعالى حاضاً على التدبر : فليس أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب إلى نجاته من تدبّر القرآن ... اهـ (32) . ولأهمية هذا الجانب كان مالك ابن دينار ينادي ويقول : مازرع القرآن في قلوبكم يا أهل القرآن ؟ ! إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع الأرض . وهذا القرطبي رحمه الله تعالى يقول : فكانت حالهم ـ يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ـ عند الواعظ الفهم عن الله تعالى ، والبكاء خوفاً من الله ، ولذلك وصف الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكر الله وتلاوة كتابه فقال : (( وإذا سمعوا ما أنزل على الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين .)) سورة المائدة (38) ، هذه بعض فضائل قراءة هذا الكتاب الكريم والتي أرشد إليها مبلغ الوحي عليه الصلاة والسلام وهي فضائل لا تُستجمع إلى في مثل هذا الكتاب العزيز ، وشهر رمضان بالذات هو شهر القرآن ، وفيه نزل كما أرشد الله إلى ذلك في قوله تعالى : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ....... الآية . وقد عارض به جبريل نبي الهدى صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة ، وعارضه في العام الذي تُوفّي فيه مرتين ، فجدير بأهل الصوم أن يغتنموا هذه الأيام ، وأن يعيشوا هذه الفضائل مع كتاب ربهم تبارك وتعالى ، سائرين على منهج سلفهم المبارك حيث كانوا يشتغلون بالقرآن في هذا الشهر وترك ما سواه كما أُثر عن كثير منهم أنهم يُغلقون دور العلم ، ويقتصرون في هذا الشهر على قراءة هذا الكتاب وتأمله ، وتدبّره فليكن لنا فيهم قدوة ، وبهم أسوة . أعننا الله وإياكم على القيام بواجب هذا القرآن في شهر رمضان المبارك


فيدارسه القرآن (2)

.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد لقد كان القرآن الكريم مدرسة ربانية تربى فيها المسلمون الأوائل حينما أدركوا أن الفلاح والنجاح منوطاً بالإقبال على هذا القرآن وفهم معانية ، ولذلك كانت قراءتهم قراءة تدبُّر ، وفهم للمعاني ، ونقلت لنا السير حال القوم عند قراءة القرآن والإقبال عليه فهذا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء .(33) . وبات ليلة من الليالي يقرأ آية ويرددها حتى بلق الفجر وهي قوله تعالى : (( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم .)) سورة المائدة (118) ، وهذا ابن مليكة رحمه الله تعالى يقول : سافرت مع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ من مكة إلى المدينة فكان يقوم نصف الليل فيقرأ القرآن حرفاً حرفاً ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً ويقول اسحاق ابن إبراهيم الطبري عن الفضيل ابن عياض ـ رحمه الله تعالى ـ كانت قراءته شهية بطيئة مترسلة كأنه يخاطب إنساناً ، وكان إذا مرّ بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل . وعن سعيد ابن جبير ـ رحمه الله تعالى ـ أنه ردد قوله تعالى : (( واتقوا يوماً تُرجعون فيه إلى الله )) البقرة (281) .. وردد قول الله تعالى : (( فسوف يعلمون * إذِ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يُسحبون )) غافر (71) ، وروي أنه أحرم بنافلة فاستفتح إذا السماء انفطرت فلم يزل فيها حتى نادى مناد السحر . وعن عامر ابن عبد قيس ـ رحمه الله تعالى ـ أنه قرأ ليلة سورة المؤمن ، فلما انتهى إلى قوله تعالى (( وأنذرهم يوم الآزفة إذِ القلوب لدى الحناجر كاظمين )) غافر (18) ، فلم يزل يرددها حتى أصبح ، ونقل عنه أنه قرأ قوله تعالى (( فقالوا ياليتنا نُرد ولا نكذّب بآيات ربنا )) الأنعام (27) . فجعل يبكي ويرددها حتى أسحر . وردد الحسن البصري رحمه الله ليلة : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) النحل (18) ، حتى أصبح فقيل له في ذلك فقال : إن فيها معتبراً ما نرفع طرفاً ولا نرده إلا وقع على نعمة ، ومالا نعلمه من نعم الله أكثر . وبات تميم الداري يردد قول الله تعالى : (( أم حسب الذين يعملون السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات )) الجاثية (21) . قال النووي رحمه الله تعالى : وقد بات جماعة من السلف يتلوا الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة (34). وقال ابن القيّم رحمه الله تعالى : هذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح . . وقال رحمه الله تعالى : فإذا قرأه بتفكّر حتى إذا مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه ، كررها ولو مئة مرة ولو ليلة ، فقراءة آية بتفكّر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبّر وتفهّم ، وأنفع لقلب ، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن . وقال ابن قدامه رحمه الله تعالى : وليعلم ان ما يقرأه ليس بكلام بشر ، وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ، ويتدبر كلامه ، فإن التدبّر هو المقصود من القراءة ، وإن لم يحصل التدبّر إلا بترديد الآية فليرددها . اهـ . (35) هكذا كانت حياة القوم ، وهكذا كانت قراءتهم وملازمتهم لكتاب ربهم تبارك وتعالى ، أفلا ترون أيها الصائمون أننا في أمس الحاجة إلى هذه النوعية من الإقبال والقراءة والتدبّر ؟ إن أخذ كتاب الله تعالى على أنه مصدر عز الأمة وفلاحها هو الحل لأن نعود إلى هذا القرآن من جديد . وحين يتحقق ذلك في واقع الأمة تحقيقاً عملياً حينها يمكن أن نحقق لذواتنا وأمتنا الأمل المنشود . نفعنا الله وإياكم بالقرآن ورزقنا تبره وفهم معانية إنه ولي ذلك والقادر عليه

.
------------------------------------



دروس رمضان -الدرس الثاني-



الأستاذ العربي زرمان

.
دروس يقدمها الأستاذ في مسجدي حيه




لعلكم تتقون (2)






الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد فإن العبد الصالح متى ما التزم العبادة ، وتمسّك بها قرُب من ربه تبارك وتعالى ، ولا زال سائراً في طريق العبودية حتى يصل لدرجة الولاية التي أخبر الله تعالى عنها في الحديث القدسي بقوله : (( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) . (11) والعبادة جزء من ركن التقوى العظيم الذي هو : امتثال أمر الله تعالى ، والصائم أحق من بحث عن سر الولاية بينه وبين الله تعالى ، ومتى ما وجده فرح به وسُر ، وجدّ في الإقبال عليه والتمسك به ، والصلاة صلة بين العبد وربه ، وحبل متين في تحصيل هذه الولاية ، وما رأيت مسلماً محافظاً على هذه الصلاة إلا رجوت له الخير في عاجل أمره وآجله ، والأمثلة الحية التي نراها اليوم لمثل هؤلاء هي أصدق شاهد على ما نقول .
.


وحين يحافظ المسلم الصائم على هذه الفريضة ، بتحصيل أركانها ، وواجباتها ، وشروطها ، ويقيمها القيام الأمثل وفق ما جاءت بالسنة حينها إنما يتعرّض لنفحات ربه ، وكرم مولاه ، وفضل خالقه الذي جاء في أحاديث متكاثرة في الفرض والنافلة ففي الفريضة يقول صلى الله عليه وسلم فيما يريه عن ربه تبارك وتعالى : (( وما تقرّب إلى عبدي بأحب مما افترضته عليه )) .(12) وفي حديث أنس ابن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى لله أربعين يوماً يدرك التكبيرة الأولى ، كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق . )) (13) وفي حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه ، إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته .(14) وقال صلى الله عليه وسلم : (( من صلى الصبح فهو في ذمة الله ... الحديث ) .(15) وقال صلى الله عليه وسلم : (( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قال نصف الليل ، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ))(16) وفي باب النافلة يقول صلى الله عليه وسلم :: (( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة ، أو بُني له بيت في الجنة ))(17) . وعنه رضى الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر ، وأربع بعدها ، حرّمه الله على النار )) (18) وعن ابن عمر رضى الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً )) (19) .
.


وعن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة : فبكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ))(21) .
.


ومن أعظم النوافل في هذا الشهر الكريم : قيام الليل ، قال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يتنزل في ثلث الليل الآخر من كل ليلة فيقول : هل من سائل فأعطيه ، هل من داع فأستجيب له ....... وذلك في كل ليلة . )) .(22) وحين تغيب عنا هذه الفضائل التي تحققها الصلاة في حياة الواحد منا ، يمكن أن نستشهد على فضلها بما قاله ابن القيّم رحمه الله تعالى حين قال : الصلاة مجلبة للرزق ، حافظة للصحة ، دافعة للأذى ، مطردة للأدواء ، مقوّية للقلب ، مبيّضة للوجه ، مفرحة للنفس ، مذهبة للكسل ، منشّطة للجوارح ، ممدة للقوى ، شارحة للصدر ، منورة للقلب ، حافظة للنعمة ، دافعة للنقمة ، جالبة للبركة ، مبعدة من الشيطان ، مقرّبة من الرحمن ... وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب وقواهما ، ودفع المواد الرديئة عنها ، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء ، أو محنة أو بلية ، إلا كان حظ المصلي منهما أقل ، وعاقبته أسلم ، وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا ، ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً ، فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ، ولا استجلبت مصالحهما بمثل الصلاة ؛ وسر ذلك أن الصلاة صلة بالله ـ عز وجل ـ وعلى قدر صلة العبد بربه تُفتح عليه من الخيرات أبوابها ، وتقطع عنه من الشرور أسبابها ، وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه ـ عز وجل ـ والعافية والصحة والغنيمة والغنى والراحة والنعيم والأفراح والمسرات كلها محضرة لديه ومسارعة إليه .(23) جعلنا الله وإياكم من أهل الصلاة المحافظين عليها .


------------------------------



دروس رمضان -الدرس الأول-


الأستاذ العربي زرمان


دروس يقدمها الأستاذ في مسجدي حيه

لعلكم تتقون (1)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) سورة البقرة (183) ، فهذه الغاية التي أشار إليها القرآن الكريم من فرضية الصيام غاية عظيمة ، ومقصد نبيل إذا لا يمكن تتصل القلوب بخالقها الاتصال الأمثل إلا من خلال هذا الطريق ، طريق التقوى .

.
والمتأمل في القرآن الكريم يجد حشداً كبيراً من النصوص لتأصيل هذا الجانب في النفس الإنسانية .
فقد جاءت الوصية بالتقوى لعموم الناس كما في قول الله تعالى : ((يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس وةاحدة وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام . إن الله كان عليكم رقيباً )) سورة النساء (1) ، وجاءت الوصية بها للمؤمنين خاصة قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) سورة آل عمران (102) ، وجاءت الوصية بها لرسوله وخليله ومصطفاه حين قال الله تعالى : (( يا أيها النبي اتق الله .. الآية )) سورة الأحزاب (1) وقد جاء تفسير التقوى عن جمع من السلف رحمهم الله تعالى فهذا علي رضي الله عنه قال : التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل . وقال طلق بن حبيب رحمه الله : هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله ، وأن تترك معصية الله ، على نور من الله ، تخاف عذاب الله . وجمعها آخرون فقالو: هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه . ومن أجمل ما دونته سيرة عمر بن عبد العزيز تلك الوصية التي كتب بها إلى أحد رجال ذلك الزمان فقال : أوصيك بتقوى الله عز وجل التي لايقبل غيرها ، ولا يرحم إلا أهلها ولا يثيب إلا عليها ؛ فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل ، جعلنا الله وإياك من المتقين . وصدق رحمه الله تعالى في كون الواعظين بها كثير ، والعاملين بها قليل . فإن هذا أوضح ما يكون في مثل هذا الزمان . وإلا فهي أعظم عاصم عن الفتنة ، وأقوى حجاباً عن المعصية ، وهي ستار واق بين العبد وبين الرذائل من الأقوال والأفعال ، وما سكنت قلب إلا ازدادت طمأنينته ، وعظم خوفه ، وقرب من ربه ، وراج ذكره بين الناس .
.
قال بن رجب رحمه الله تعالى : ومن صار له هذا المقام حالاً دائماً أو غالباً ـ يعني التقوى ـ فهو من المحسنين الذين يعبدون الله كأنهم يرونه ، ومن المحسنين الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم .
.
وفي الجملة فتقوى الله في السر هي علامة كمال الإيمان ، ولها تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبه الثناء في قلوب المؤمنين . قال أبو الدرداء : ليتق أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر ، يخلو بمعاصي الله ، فيلقي الله له البغض في قلوب المؤمنين . وقال سليمان التيمي : إن الرجل ليصيب الذنب في السر ، فيصبح وعليه مذلته . وقال غيره : إن العبد ليذنب الذنب فيما بينه وبين الله تعالى ، ثم يجيء إلى إخوانه فيرون أثر ذلك عليه ، وهذا من أعظم الأدلة على وجود الإله الحق المجازي بذرّات الأعمال في الدنيا قبل الآخرة ، ولا يضيع عنده عمل عامل ، ولا ينفع من قدرته حجاب ولا استتار ، فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله تعالى ، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله تعالى أصلح الله ما بينه وبين الخلق ، ومن التمس محامد الناس بسخط الله عاد حامده من الناس ذاماً له . ومن أعجب ما روي في هذا ما روي عن أبي جعفر السائح ؛ قال : كان حبيب أبو محمد تاجراً يكري الدراهم ، فمر ذات يوم بصبيان ، فإذا هم يلعبون ، فقال بعضهم لبعض : قد جاء آكل الربا . فنكّس رأسه وقال : يارب ! أفشيت سري إلى الصبيان . فرجع ، فجمع ماله كله ، وقال : يارب إني أسير ، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فأعتقني ، فلما أصبح تصدق بالمال كله ، وأخذ في العبادة ، ثم مر بأولئك الصبيان ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض : اسكتوا ، فقد جاء حبيب العابد . فبكى وقال : يارب أنت تذم مرة وتحمد مرّه وكله من عندك .
.
أطلق الأرواح من أصفادها *** في بهيج من رياض الأتقياء
.
غادياتٍ رائحاتٍ كالسّنا *** سابحات بسن آفاق الضياء
.
إنها ياشر ظمأى فاسقها *** مشتهاها من ينابيع الصفا
.
شهوة الأجساد قد ألقت *** بها في قفار ، ليس فيها من رَوَاء
.
ماغذاء الجسم في ألوانه *** فيه للأرواح شيء من حِباء
.
إنما الأرواح تحيا بالذي *** في صيام الجسم تُزجيه السماء
.
إن رمضان أيها الصائمون من أعظم الفرص لتحقيق هذه التقوى ، وعلينا أن ندرك أن الذنب مهما صغُر في عين مرتكبه إنما يخرم سياج هذه التقوى ، فيحرم الإنسان كمالها ، وحين تستمر الخطيئة يتسع الخرق فتضيع هذه التقوى بالكلية من القلب ، وحين يكون ذلك عافانا الله وإياكم يعيش الإنسان أشبه شيء بالأنعام .
.
وفقنا الله وإياكم لتحقيق هذه التقوى ، وجعلنا ممن يخشاه في السر والعلن . وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


---------------------------



ܓܨ فَلتَكُن صَلاحاً للأقصى يَسِير ܓܨ


قــلتُ: يــا أقصـــى تمهـَّــلْ *** إنَّ فــــي القـــدس ِ صـلاحْ
*
إنَّ فـــي القــدسِ رجـــالاً *** أبصـــروا دربَ الفــــــلاحْ
*
إنَّ فـــي القــدسِ يتــــامى *** أنبتـــوا ريـــشَ الجنـــــاحْ
*
إنَّ فـــي القــــدسِ جبـــالاً *** راسيـــاتٍ لاتُـــــزاحْ
*
أيقنــــــوا أنَّ الظـــــــــلامَ *** ســوفَ يجـــلوهُ الصبـاحْ
*
هــــيَّا أقصــــى لننســــــى *** كــــلَّ أيــــامِ النــواحْ
*
نتَّــــبعْ نهــــــجَ الرســــولِ *** إنــَّـــهُ ســرُّ النجــاحْ
*
ردَّدَ الأقصــــــى بهمــــس ٍ: *** ( كــأنَّـــهُ صــوتُ صلاحْ)‍؟؟
*-------------------------------*

فهل أنت صلاح ؟؟

وما صوت صلاح؟

أتريد أن تكون صلاحا للاقصى يسير ؟؟؟

اذا فلتبدأ بأساس الصلاح بالدين والمعرفة

ان تيقنت من وازعك الديني فلتبدأ بالمعرفة

فما الذي تعرفه عن أقصاك ومسرى رسولك الكريم

ما الذي يعنيه لك المسجد الأقصى ؟

هل تحبه فعلا ؟

ولماذا تحبه ؟؟

وما الذي تعرفه عن هذا الحبيب؟

*-----------------*
فلنجتهد ولنبحث ولنعرف أقصانا ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كي ننصر قضيتنا المركزية عن علم وبينة وليس ذاك النصر الوراثي إذ ولدنا وآباؤنا ينصرونه فنصرناه اليوم وفقط ...

*-------------------------*

المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
.
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
.
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
.
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ