9 يناير 2010

ندوة الثلاثاء رقم "04": الأستاذ مناصرة يحاضر عن "حال الأمة في العشرية الأولى من القرن الـ21"

مواصلة لسلسلة الندوات التي تنظمها حركة الدعوة والتغيير "ندوة الثلاثاء"، خصصت ندوة يوم الثلاثاء 18 المحرم 1431هـ، الموافق: 05/01/2010م لموضوع: "حال الأمة في العشرية الأولى من القرن الـ21" وهي المتوافقة مع العشرية الثالثة من القرن الـ15 الهجري، والتي تزامن موعدها مع إطلالة السنة الجديدة من العشرية الثانية، وقد طوينا من القرن الـ21 عشرية كاملة، عرفت فيها الأمة أحداثا وهزات ومسارات وانتصارات وانكسارات من العشرية الثانية، هي بمثابة محطات تستدعي الوقوف والتأمل، اعتبرها المحاضر مجموعة من الظواهر لا تخلو من دروس وعبر واستشراف.

ألقى الأستاذ عبدالمجيد مناصرة نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير، المحاضرة أمام مجموعة من قيادات الحركة وجمع من الإطارات والمناضلين، والتي اعتبر فيها أن استعراض حال الأمة هو من باب الاهتمام بأمر المسلمين للوقوف على الأحداث والمسارات، التي تكون فيها أحداث سنة غير دالة على طبيعة المسار، ولكن عشرية كاملة فترة كافية للتعرف إلى الظواهر التي رسمت حاضر الأمة. وقبل أن يتطرق إلى هذه الظواهر، وقف بإيجاز على حاضر العالم الذي نحن جزء منه، واصفا العشرية بأنها كانت عشرية هيمنة بوش والمحافظين الجدد على العالم الذي أدخلوه في حروب ونزاعات دولية كثيرة، وبسياسة متغطرسة فرضوا مفاهيمهم على الدول والشعوب، متجاوزين في ذلك القوانين الدولية والهيئات الأممية، حيث عاش العالم في هذه العشرية "الفوضى الخلاقة" بتعبير كونداليزا رايس وهي في الحقيقة الفوضى المدمرة، كما عاش الأوبئة بداية من أنفلونزا الطيور إلى أنفلونزا الخنازير وعاش أزمة مالية عالمية تعد الأعنف من ثلثي قرن واجتاحت العالم، وموجات وعمليات إرهابية، كانت مقدمة لعولمة الإرهاب وبالتالي عولمة مكافحته.
.
والأمة في هذا السياق، وفي منظور الغرب، هي "منطقة طمع ومصدر خطر"، فهي خزان للنفط، وفي ذات الوقت هي عندهم مصدر للإرهاب والتهديد ل:"إسرائيل" إلى درجة أن أصبح كل من ينتسب للإسلام هو إرهابي.
.
الظواهر التي عرفتها الأمة خلال العشرية: نقتصر في هذه المحاضرة على تسعة ظواهر:
1- احتلال الأرض: إذ بعد أن ظن الناس أن الاحتلال قد ولى إلى غير رجعة، واستبدل بوسائل أخرى لفرض السياسات واستغلال الشعوب والدول، شهدت الأمة احتلال بعض دولها: كأفغانستان بحجة إسقاط حكومة طالبان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، واليوم أمريكا ومن معها تسقط في هذا المستنقع ولا تكاد تخرج منه، والعراق الذي تم احتلاله بدون موافقة الأمم المتحدة وبمبرر السلاح النووي، واليوم تبين للجميع ألا شيء يدل على ذلك، وإنما الهدف وضع اليد على النفط العراقي، وحماية "إسرائيل"، وإحداث تغييرات في المنطقة وتثبيت القواعد العسكرية بها. واستعملت العرقية والطائفية لتقسيم الشعوب والدول. ودون أن ننسى أن الصومال هو في حكم المحتل ولا تزال القدس محتلة.
2- إخفاق النظام العربي: أخفق النظام العربي الرسمي إلى درجة العجز حتى عن عقد قمة استثنائية، عند غزو جنوب لبنان، وبعد العدوان الإسرائيلي على غزة أين حضر القليل وغاب الكثير من الرؤساء والزعماء العرب، بل وقد شاركت أنظمة عربية في حصار غزة، وبعد صدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في حق رئيس دولة عربية هو عمر البشير رئيس السودان بمثابة الصفعة لهذا النظام العربي العاجز، وقد ازداد العجز بعد تقسيم وتصنيف الدول العربية إلى محورين: محور الاعتدال، ومحور التشدد، وسادت النزعات الطائفية في العراق واليمن..
3- استهداف الإسلام: لاسيما بعد أن ربطت أحداث 11 سبتمبر بالمسلمين، بل وأصبح البعض يلحق صفة الإرهاب حتى بالإسلام، وعانى المسلمون من عنصرية ضدهم في أوربا وأمريكا، واستمر مسلسل استهداف الإسلام فكانت هناك الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، والأفلام المسيئة للإسلام (هولندا)، وإهانة المصحف الشريف في أكثر من مكان "معتقل غوانتنامو"، إلى أن وصلوا إلى منع بناء المآذن وباستفتاء شعبي بسويسرا، وكذلك الضغط على الأنظمة العربية بتغيير المنظومة التربوية وقوانين الأسرة التي استجاب أغلبها للتعليمات الأمريكية.
لكن مع كل ذلك ورب ضارة نافعة، كانت هذه العشرية هي الأكثر غزارة من حيث ما كتب فيها من دراسات عن الإسلام والحركات الإسلامية، فكانت فرصة حقيقية للتعرف أكثر على الإسلام وأثمرت دخول عدد كبير من الغربيين إلى الإسلام.
4- عولمة الإرهاب وعولمة مكافحته: كان الإرهاب محليا في المرحلة السابقة ثم تحول في هذه العشرية إلى إرهاب عالمي، بما أدى إلى عولمة الإرهاب وعولمة مكافحته، واقتضت السياسة الأمريكية أن كل العالم موضوع أمن قومي أمريكي، وأمتنا في الغالب هي الضحية وهي مسرح لهذا الإرهاب المعولم، والضحايا اغلبهم مسلمون، والمتضرر الأكبر هم شعوب الأمة، ولا يزال إلى اليوم الخلط مقصودا بين الإرهاب، والمقاومة، لذلك تبقى أمريكا ترفض تحديد تعريف متفق عليه للإرهاب، لأن ما يحدث في فلسطين هو مقاومة للاحتلال، لكن في المفهوم الأمريكي هو إرهاب، وما يحدث في العراق بعضه إرهاب وبعضه مقاومة، لكن في المفهوم الأمريكي كله إرهاب، فالإرهاب هو التعدي على المدنيين، لكن المقاومة مشروعة في مواجهة الاحتلال.
5- انتصار المقاومة: مثلت المقاومة الصورة المضيئة في هذه العشرية، وأنقذت الأمة من العثرة، فتحت ضربات المقاومة انسحبت "إسرائيل" من لبنان في سنة 2000، وتحت ضربات المقاومة انسحبت "إسرائيل" من غزة في سنة 2005، وبالمقاومة انطلقت انتفاضة الأقصى الثانية في 2000، واستطاعت المقاومة أن تأسر الجندي "الإسرائيلي" شاليط في عملية "الوهم المتبدد" الذي يسمع به اليوم كل العالم، وتتوسط عدة أنظمة لتحريره، وانتصرت المقاومة على"إسرائيل" في عدوانها على لبنان 2006، كما انتصرت عليها في غزة أثناء عدوانها الهمجي في 2009 رغم ضعف الشعب الفلسطيني والحاضر الذي يعيشه.
6- انحياز الأمة للخيار الإسلامي: كشفت هذه العشرية عن خيار الأمة السياسي بوضوح، أي انتخابات نظمت في كل الدول العربية والإسلامية، كان خيارها واضحا بالانحياز للخيار الإسلامي، صحيح هناك فرق بين انحياز الأمة للخيار الإسلامي وصعود الإسلاميين السياسي، فقد ينحصر أو يتراجع حزب إسلامي ما في انتخابات معينة كما حصل في بعض الدول، لكن يبقى خيار الأمة متعلق بالإسلام، وبالتالي خسارة وتراجع حزب انتخابيا، لا تعني تخلي الأمة عن خيارها، من هنا ينبغي أن نستثمر الاستعداد الحاصل عند شعوب الأمة، ولا نقف عند تراجع انتخابي، لأنه ليس تراجعا في الخيارات، ويبقى أمل الناس قائما في من يقودهم بالإسلام.
7- تعثر الإصلاح السياسي: ارتفع في هذه العشرية صوت الإصلاح السياسي من القوى الدولية الكبرى فأنتجت ما عرف بمبادرة "الشرق الأوسط الكبير"، وبرزت مبادرات سياسية رسمية وشعبية، ولكن ما إن تبين أن الإصلاح يأتي بالإسلاميين أصبح هناك ترهيب من الإصلاح والالتفاف عن محتوياته، فغير الغرب في مفهومه للإصلاح، ولم يعد يعطي الأولية للانتخابات بل بإحداث تغيير في المجتمع وفي منظومته التربوية والتعليمية، وقانون الأسرة، وحقوق المرأة، وتقوية القطاع الخاص، وغيرها..، فتراجعت أصوات الإصلاح، وعادت الأنظمة لعاداتها القديمة من القمع والاستبداد والتزوير والتزييف وبرضى أمريكا والغرب، وأصبح هناك تراجع في بعض الدساتير والقوانين، إلى درجة أن التوريث أصبح حاضرا في كثير من الدول، وهو مناقض للإصلاح، لكن أمام هذا الوضع، ومع طموحات الشعوب في الإصلاح والحرية والعيش الكريم إما أن يكون الإصلاح وإما يأتي التغيير الذي قد يكون عنيفا، وبالتالي من مصلحة الدول أن يكون هناك الإصلاح التدريجي الحقيقي الذي يحمي الحقوق ويقوي الدولة ويكرم الشعوب.
8- فقدان الرموز: شهدت هذه العشرية أيضا، فقدان للكثير من الرموز السياسية الرسمية، في الكثير من الدول (السعودية، المغرب، الأردن، سوريا، الكويت، الإمارات، البحرين، العراق، لبنان، باكستان،..)، كما فقدت الأمة رموزها الدعوية (مصطفى مشهور، مأمون الهضيبي، أحمد ياسين، أحمد سحنون، محفوظ نحناح، عبد الله المطوع، عبد الله الأحمر، عبد العزيز الرنتيسي، حسن هويدي، وغيرهم..) رحمهم الله جميعا.
9- بروز عدة مؤسسات شعبية عالمية: شهدت العشرية تطور وتنامي دور الحركات الاجتماعية المعولمة، المقاومة للحروب والعدوان، ونشاهدها أمام كل اجتماع رسمي للقوى الكبرى في العالم، فهي حركات مواجهة للغطرسة والهيمنة والعولمة، وعلى مستوى الأمة ارتقى التفكير عند القائمين على العمل الإسلامي إلى درجة التفاعل العالمي من خلال مواجهة العولمة بالعالمية، فكان تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (2004)، والمنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم (2008)، والمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين (2007)، والمنتدى العالمي للمرأة المسلمة (2007).. كلها استجابة لمتطلبات المرحلة، وتماشيا مع العصرنة، ونصرة للأمة وحسن تمثيلها. وبعد المحاضرة فتح المجال للنقاش، الذي طرح فيه المشاركون آراءهم واستفساراتهم، حول جوانب كثيرة في هذا الموضوع الحيوي والهام، كما رد المحاضر عليها بزيادة في التوضيح على أمل أن تنظم محاضرة أخرى قريبا حول استشراف مستقبل الأمة في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين بناء على تطورات العشرية السابقة.

-------------------
الحادي أون لاين

تيزي وزو: "لقاء من أجل الوفاء"

نظم الإخوة في ولاية تيزي وزو لقاء جمع أعضاء الحركة من إخوة وأخوات مع نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير الأستاذ عبد المجيد مناصرة يوم 02/01/2010م ألقى فيها كلمة حول نشأة الحركة ورؤاها في العمل استمع فيه إلى الآراء والاقتراحات والاهتمامات وأجاب على الاستفسارات التي تدور عند الإخوة والأخوات في هذه الولاية.

وقد كان اللقاء فرصة لترسيخ الفهم السليم لمنهج التغيير المتبع وفرصة لتجديد العزم على العمل بجد وتضحية لمواصلة المسار الذي بدأه الشيخان محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهما الله والحرص على العمل والكسب والولوج بمفاهيم الدعوة إلى عمق المجتمع الذي هو في حاجة إليها.

------------------
الحادي أون لاين

الراحلون في العدوان على غزة

د. مصطفى يوسف اللداوي

ارتقى إلى العلى عشرات آلاف الشهداء الفلسطينيين من قطاع غزة المدمى بالجراح والآلام منذ ما قبل العام 1948 وحتى بدايات العام 2010، شهداءٌ كثيرون ومتعددون، ليس فيهم شهيدٌ مغمور أو مجهول، وآخر علمٌ وقائدٌ ورمزُ، إنهم جميعاً شهداءٌ صغارٌ وكبار، رجالٌ ونساء، شبابٌ وأطفال، صبيةٌ ورضع، عسكريون ومدنيون، قادة وجنود، طلابٌ وموظفون، تلاميذٌ ومدرسون، منظمون وعامة، منهم من قضى نحبه شهيداً في ميادين المواجهة المسلحة مع العدو الصهيوني، أو في ساحات الاشتباكات اليومية خلال سنوات الانتفاضة الأولى والثانية، الذي لم يترك بيتاً إلا وأصابه بغدره وحقده، ومنهم من طالته يد الغدر الإسرائيلية فقتلته غيلةً بصواريخها، أو قذائف مدفعيتها، أو بواسطة رصاصات المستعربين الجبانة، أو بأيدي الخائنين لوطنهم، ومنهم من سقط شهيداً في المذابح الدموية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة إبان عدواني عام 1956 ويونيو 1967، وخلال حملات إعدام أسرى الحرب الذين وقعوا في أيديهم، أو سلموا أنفسهم لقوات الجيش الإسرائيلي بعد النداءات العديدة التي وجهها للسكان، فأوهمهم بالسلامة والأمان، ولكن الغدر الإسرائيلي كان أسبق وأبلغ، فقتلوا المئات من مدنيي قطاع غزة، وهم متجمعين في المدارس أو الساحات، وأمام أطفالهم وذويهم، وآخرون طالهم المستوطنون بغدرهم، ونالوا منهم على الشوارع والطرقات، أو في أماكن عملهم، أو داخل سياراتهم، وعشراتٌ آخرون من أبطال غزة قضوا في السجون والمعتقلات، بعيداً عن أهلهم وذويهم، في غربةٍ يزيد من قسوتها القضبان والأسلاك الشائكة، وآخرون أوكلوا قتلهم إلى وكلاءهم، الذين كانوا في عدوانهم على أهل غزة أشد وحشيةً ممن كلفهم بالمهمة، فقتلوا في السجون، وغدروا في الشوارع، وذبحوا في المساجد، هؤلاء جميعاً هم شهداء غزة، قتلوا برصاصٍ إسرائيلي واحد، وإن تعدد مطلقوا الرصاص فإن آمرهم كان واحداً ومازال .

أما شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة فهم شهداءٌ آخرون، قد انتقاهم الله سبحانه من بين الناس جميعاً، ليكونوا شهود حقٍ على معركة الفرقان، التي ميزت الخبيث من الطيب، وهم قد لا يختلفون عمن سبقوهم من الشهداء وقد لحقوا بهم، ولكنهم قضوا في حربٍ مجنونةٍ مسعورة، لم يعرف العرب مثل ضراوتها من قبل، فقد استخدمت إسرائيل في عدوانها على القطاع أسلحةً جديدة، وذخائر غير مجربةٍ من قبل في أي معركةٍ أو حرب، فقتلوا المئات بأسلحةٍ محرمةٍ دولية، وقنابل فسفوريةٍ حارقة، شوهت أكثر مما قتلت، وبترت أكثر مما شوهت، وخربت ودمرت وأحالت قطاع غزة كله إلى كتلةٍ من ركام، شهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة كانوا يسقطون بالمئات في اليوم الواحد، وبالعشرات من الأسرة الواحدة، فقتلوا الأب والأم، والابن والأخ، والجار والقريب، الصغير والكبير، الشيخ والرضيع، كلهم كانوا يسقطون بغارةٍ إسرائيليةٍ واحدة، توحد أشلاءهم، وتمزج دماءهم، في تحدٍ صارخٍ لقوانين الحرب الدولية، ومخالفةٍ واضحة لمختلف الأعراف الدولية، ومواثيق حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة، وبالرغم من سيل الدماء الجارف، وأعداد الشهداء الكبيرة، فإن أهل غزة قد عضوا على جرحهم، وصبروا على معاناتهم، وصمدوا أمام آلة الحرب الصهيونية التي لا ترحم .

أيها الراحلون شهداءاً عن غزة قبل عام، ها قد مضيتم لتلحقوا بركب الشهداء، حيث الأنبياء والصديقين، لتنعموا في الجنة بالخيرات، فلا جوع ولا حرمان، ولا سجن ولا سجان، ولا حصار ولا قيود، ولا خصوم ولا أعداء، رحلتم أيها الشهداء، كباراً وصغاراً، ومازال قطاعكم الحبيب، وأهلكم المعذبين في غزة يئنون تحت الحصار، ويعانون من قيد الشقيق والعدو، فبيوتكم مازالت مهدمة، وجرحاكم مازلوا يبحثون عن الدواء والعلاج، ومدارسكم قد سويت بالتراب، ومساجدكم قد دمر العدو الإسرائيلي مآذنها، وخرب باحاتها، لم تعد ذكرياتكم قائمة، ولا بقايا بيوتكم عامرة، ألعاب الأطفال قد دفنت تحت التراب، وأقلام الرصاص وأقلام الرسوم الملونة قد كسرت، لا شئ مما تعرفون قد بقي على حاله، أهلكم من بعدكم قد نصبوا الخيام أمام بيوتهم، ولكنهم عقدوا العزم على أن يثبتوا على أرضهم، ولا يرحلوا عن تراب وطنهم، مهما بالغ العدو في قصفه، ومهما نالت قذائفه منهم، فلا رحيل عن الأرض، ولا تنازل عن الحق، وإنما ثباتٌ وصمودٌ ومقاومة، وهذا العدو يوماً إلى رحيل، ودولته زائلة لا محالة، وأبشركم أيها الشهداء العظام، أن أمهاتكم من بعدكم قد أنجبوا ذكوراً وإناثاً ما يفوق أضعاف من قد استشهدوا، كثيرون منهم قد حملوا أسماءكم، وقد عزم أهلوهم أن يكونوا على دربكم، وألا يحيدوا عن طريقكم.

أيها الراحلون عن غزة قبل عام، رحلتم وكان بين ظهرانيكم الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، الذي من أجله شن العدو الصهيوني عدوانه على غزة، ودمر من أجله كل غزة، أطمئنكم أن الجندي الأسير ما زال في قبضة أهلكم، وأنهم لن يفرطوا فيه ما بقي العدو يحتجز إخوانكم، وأن أسراكم قريباً سينعمون بالحرية، وسيلحقون بأهلهم، وستعود البسمة إلى شفاه أطفالهم، والفرحة إلى قلوب أمهاتهم، فإن كنتم قد رحلتم والحسرة تملأ قلوبكم أنكم لم تروا إخوانكم الأسرى أحراراً، فإننا نبشركم بأنهم قريباً سيحطمون أغلالهم، وسيكسرون قيدهم، وسيعودون إلى بيوتهم، وأن دماءكم الزكية لم تذهب هدراً، وأن العدو من بعدكم قد ازداد قهراً وغيظاً، وأهمس أيها الشهداء في آذانكم، بعد عامٍ على رحيلكم، أن غزة التي عرفت العزة بالمقاومة والسلاح، مازالت تمتلك القدرة والإرادة، وهي تعمل ليل نهار، لتحمي أبناءها بقوة السلاح، وشدة البأس، وأن ما وجده العدو في محاولاته لاقتحام غزة، سيجد ما هو أشد منه وأنكى إن عاد ليكرر عدوانه.

أيها الراحلون عن غزة بعد عام من العدوان الإسرائيلي عن قطاعكم الحبيب، لن أكذب عليكم، ولن أجمل الحقيقة في أعينكم، ولن أقول لكم غير الصدق، فأهلكم في فلسطين ما زالوا أشتاتاً متفرقين، الخصومة بينهم في ازدياد، والعداوة بينهم تتقد، وسجون بعضهم لبعضهم تتسع، ولا حرمة بينهم تحترم، ولا قيمة لديهم تقدس، قد عبث الخصوم بقضيتكم، وأفسد الجوار بعض أهلكم، فزادت فرقتهم، وتطاول عليهم العدو، ونال من طرفيهم، قتلاً واعتقالاً، ولكن أهلكم لم يدركوا أن العدو يفرح لفرقتهم، ويحزن لوحدتهم، ويعمل على شتاتهم، ويحول دون لقاءهم، فدماؤكم أيها الأطهار الأخيار لم توحد صف شعبكم، ولم تجمع كلمتهم، ولم تضع حداً لخصومتهم، وكما وعدتكم أن أكون معكم صادقاً فأطفالكم من بعدكم قد آلمهم غيابكم، وحز في نفوسهم أنكم قد غبتم عنهم، فلم تعودوا تربتوا على ظهورهم، وتمسحوا الدمعة من على عيونهم، وقد افتقدوا آباءهم الذين كانوا يجلبون لهم كسرة الخبز، وشربة الماء، فأطفالكم من بعدكم أيها الشهداء ما زالوا يعانون من الحرمان والجوع والحصار، وقد مضى على غيابكم عنهم عيدان مؤلمان، بما حملا معهما من ذكرياتٍ وأوجاع.
شهداءُ غزة كالأعلام، نجوم تنير درب التائهين، ومناراتٌ يهتدي بها الباحثون عن سواء السبيل، يستظل بظلهم المجاهدون، ويسير على نهجهم المقاومون، على العهد يقسمون، وعن دربهم لا يحيدون، فهذا قسم ممزوجٌ بدم الشهداء، وممهور بأرواح المقاتلين، أن فلسطين ستبقى أمانةً في الأعناق، وسراً في القلوب، لا نفرط فيها ولو تعلقت الكلاب بأذيال أثوابنا، وأن ما استشهد عليه الأولون ماضٍ على إثره الآخرون، ولن تمضي أعوامٌ أخرى حتى نحقق أهدافنا، ونرفع أعلامنا، ونحرر قدسنا، ويرجع إلى فلسطين أهلها، ونعود كما أراد الله لنا أن نكون، أعزةً كراما.

دمشق في 4/1/2010

------------------------------
الحادي أون لاين

6 يناير 2010

قسم الدّعوة والتربية للحركة بالمدية ينظم دورة تربوية

بسم الله الرحمن الرحيم

قسم الدّعوة والتربية للحركة بالمدية ينظم دورة تربوية

نظّم قسم الدعوة والتربية لولاية المدية دورة تربوية يوم السبت 02 جانفي 2010م الموافق 15 محرّم 1431 هـ تحت شعار: " يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر " وهذا بحضور أعضاء المحاضن التربوية، ومن تأطير الأستاذ عبد المجيد مناصرة نائب رئيس الحركة والشيخ محمد الشيخ رئيس مجلس الشورى الوطني

افتتحت أشغال الدّورة التربوية صباحا بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثمّ عرض برنامج الدّورة وكلمتين توجيهيّتين:

الكلمة الأولى تفضّل بها الأستاذ مصطفى بن عودة المسؤول الولائي لقسم الدعوة والتربية الذي تحدّث فيها عن معاني الأخوة التي يجب أن تربط الإخوان ببعضهم والعلاقة التكاملية التي يشكّلها الأفراد بانتمائهم للجماعة:

"فليست الجماعة حشوة أسماء بل كتلة قلوب تقودها قيم"

الكلمة الثانية تفضّل بها الدكتور عبد الحكيم شبوطي رئيس المكتب الولائي للحركة والذي تحدّث عن الفكرة التي تعيش فينا والخير الذي نحمله، وضرورة الارتباط بهاته الفكرة والمنهج والدين والدعوة وطريقها، وليس الارتباط بأصنام وهياكل نصنعها بأيدينا، وقد استشهد الإمام البنا وأحمد ياسين والرنتيسي ومحفوظ نحناح، لكن تبقى الفكرة والنهج فنسأل الله الثبات على هذا الخير وتبليغه للبشرية.

والحمد لله، كنّا ثمرة غيرنا أن أوصلوا لنا هذا الخير فالسؤال:

" أنت ثمرة غيرك، فأين هي ثمرتك ؟ "

وهنا واجب الدعوة إلى الله .. فواجبنا ' إصلاح أنفسنا ودعوة غيرنا '

بعدها قدّم مسؤول قسم الدعوة والتربية عرضا حول واقع العملية التربوية مؤكّدا في سياق كلامه على ضرورة المواصلة والمحافظة على وسائل التربية عند الجماعة لتكوين الجيل المنشود القادر على حمل أعباء الرسالة وقد شارك أبناء الحركة في نقاشات بنّاءة لدفع وتطوير العملية التربوية والوصول بها إلى درجة إنتاج الفرد المسلم بالمواصفات التي تكوّن منه صاحب الشخصية الدعوية والتي تمكّنه من القيام بواجباته على أكمل وجه.

في الفترة المسائية بعد تناول وجبة الغداء وصلاة الظهر جماعة، قدّم الشيخ محمدّ الشيخ محاضرة بعنوان:

"الوعي بضرورة العمل الجماعي"

فما أسهل أن نؤمن بمبادئ ونسوق الأدلة لصحّتها، لكن من الصّعب الصّبر على هاته المبادئ وهنا يكمن
دور الجماعة والعمل الجماعي.وعلى الفرد أن يدرك مقتضيات العمل الجماعي ويعيها ولا يغفل عنها أو ينساها، فيعلم ما من أجله قام العمل الجماعي، إذ أن الجماعة قامت للقيام بدور لا يمكن للفرد القيام به.
وكذا معاني تكوين الفرد المسلم فالأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم فـ ... إلخ لا يمكن أن تتحقّق فرديا بل بالعمل الجماعي المنظم.

على الجماعة أن تعمل على طرح وتصحيح المفاهيم من حين لآخر من أجل وحدة الفهم ووحدة التّصور.

التّغيير تؤمن به مجموعة من الناس ثمّ تتحرّك به في الناس بثقة وإخلاص وتضحية وتستمر العملية الدّعوية ولا تتوقّف.

معرفة الصفات الجماعية، فالتجرّد من الذاتية وحبّ الذات والأنانية مطلوب ويستوجب حبّ الجماعة والرأي الجماعي.

العمل الجماعي يتطلّب التوفيق بين الاختلافات، كلّ يُضحّي قليلا.
وزن المسلم بحسناته وسيّئاته فلا يجب الحكم على الفرد سلبا بمجرّد وقوعه في الخطأ الأول رغم رصيد حسناته السابق.

الدّعوة إذا أعطيتها فضلة الأوقات أعطتك فضلة النتائج.

التربية يجب أن تكون جدار صدّ للتعامل مع الواقع الصّعب.

الأسرة التّربوية ليست حلقة علمية شرعية ولا تعني ذاك البرنامج التربوي فقط ولا تعني الإلقاء الجيّد لدرس معيّن بقدر ما هي تفاعل تربوي ورعاية وعائلة.

بعدها صلّى الإخوان والأخوات صلاة العصر، بعدها ألقى الأستاذ عبد المجيد مناصرة المحاضرة الثانية
بعنوان:

" التّغيير ومتطلّباته "

حيث تطرّق فيه إلى جزئيات نذكر بعضها في مايلي:

1- التغيير والإنسان: فعملية التغيير عنصرها الأساسي هو الإنسان وتهتمّ به، أي أنّ بداية عملية التغيير يجب أن تبدأ من الأسفل أي الفرد إلى الأعلى والقمّة، ومثال ذلك النّبي صلى الله عليه وسلّم إذ بدأ بالأفراد فالتربية بدار الأرقم فالانتشار .. وعلى نهج الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعد أن ظهر الفساد وابتعد الناس عن الدين ، قام الإمام البنا رحمه الله وبدأ بالفرد والتربية فالأسر فالانتشار.

2- التغيير والمستقبل: فالقائم على العملية التّغييرية عينه على المستقبل، ويستهدف المستقبل ويجب أن يملك رؤية للمستقبل، فلا نأسى على الماضي وإنّما نعيش للمستقبل وصناعته، طبعا لا نستعجل، نصبر، نعمل، ونركّز على الشباب فهم رجال المستقبل.

متطلبات التغيير:

- المشروع: فلا وجود لمشاريع في الجزائر، حتى مع وجود أحزاب دون مشاريع إذ صارت الأحزاب نسخة طبق الأصل من بعضها، وهدفنا تقديم المشروع الإسلامي: أسلمة المجتمع والانسجام مع القيم وجعل تفاصيل حياة الناس حسب المشروع.

- المنهج: وخصائصه: الرّبانية: فعملنا التغييري لله ودعوة للالتزام بأحكام الإسلام، العالمية: فمشروعنا للناس كافة ودعوتنا عالمية تأسّست في قرية ومدينة لكن بأفق عالمي، الوسطية: 'وجعلناكم أمّة وسطا' ومنهجنا في التغيير وسطي سلمي دعوي، المرحلية: فمنهجنا في التغيير يعتمد على المرحلية وعدم الاستعجال.

- العاملون: فلا ينجح مشروع التغيير بدون رجال عاملين واعين يتربّون على صفات أساسية " الفهم، الإخلاص، العمل المتواصل وليس المتقطّع، التضحية، الصبر فلا يُمَكّن الرّجل حتى يُبتَلى.

- التنظيم: فالجهد يضيع إذا كانت الفكرة والمشروع دون تنظيم، والتّنظيم هو الذي يجعل العمل بالمشروع ينجز وتقسّم الأدوار فينجح التغيير.

- الحاضنة الاجتماعية: فيجب أن نعمل على تشكيل رأي عام يحتضن يدعم ينصر يحمي المشروع.

واختتمت الدورة التربية ' يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر ' بصلاة الإخوان صلاة المغرب جماعة ثمّ الانصراف وكل الإخوان والأخوات ثقة وعزم على المواصلة في طريق الدعوة إلى الله والعمل من أجل التمكين للمشروع الإسلامي ونشر الخير إلى المجتمع ليتبناه فينجح بإذن المولى المشروع التغييري.

3 يناير 2010

عين الدفلى: ندوة وإفطار جماعي بمناسبة ذكرى عاشوراء

نظم القسم الولائي للدعوة والتربية ندوة تربوية وإفطارا جماعيا على شرف الإخوة والأخوات بولاية عين الدفلى، وذلك يوم السبت 09 محرم 1431هـ، الموافق 26 ديسمبر 2009م. حيث افتتحت الندوة بعد صلاة العصر مباشرة، نشطها الأستاذ عبد القادر عيسو، تطرق فيها إلى موضوع الإخلاص والعمل، وقد ساهم الإخوة بمداخلاتهم واستفساراتهم، مما أثرى النقاش الذي أجّل إلى ما بعد الإفطار لاستتمامه. وبعد الإفطار الجماعي الذي تمّ في جوّ أخوي غمرته الطمأنينة والسعادة التي بدت على وجوه الإخوة، تمت مواصلة النقاش حول الندوة التي كان موضوعها الإخلاص والعمل. واختتمت الندوة بتعهد الإخوة على الالتزام بما ورد فيها من مواصلة العمل والوفاء للمنهج.

-------------------
الحادي أون لاين

البويرة: تنظيم ندوة تربوية

نظم القسم الولائي للدعوة والتربية بولاية البويرة ندوة تربوية يوم الأحد العاشر من محرم 1431هـ، الموافق 27 ديسمبر 2009 م. وقد نشط الندوة أستاذين فاضلين، حيث تمحورت أشغال الندوة التربوية حول موضوعين أساسيين في أركان الدعوة والتأصيل الشرعي لها. وتخللت الندوة مداخلات ومناقشة من طرف الإخوة الحضور. واختتمت بتجديد العهد على العمل والتضحية في سبيل المنهج الذي رسمه الشيخ نحناح رحمه الله، وبذل الجهد خدمة للإسلام والجزائر ونصرة المسلمين خاصة في فلسطين (وصية الشيخ نحناح) والدعاء بأن يحفظ الله وطننا وأبناءنا من كل سوء.

الأخ المهندس عبد المالك بن عليوش في ذمة الله

بقلوب راضية بقضاء الله وقدره تلقت الحركة اليوم الخميس 14 المحرم 1431هـ الموافق 31/12/2009م نبأ وفاة المغفور له الأخ المهندس عبد المالك بن عليوش من قسنطينة وهو أحد خريجي جامعة بومرداس سنة 1987. إثر حادث لتسرب الغاز بمقر سكنه، حيث توفي معه أحد أبنائه (أنس). وقد عرف عن الفقيد التواضع وحسن الخلق وصرامة الموقف. وعلى إثر هذا المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة، فإنه لا يسعنا إلا أن نتقدم إلى عائلته الكريمة وإلى كل من عرف الفقيد بأخلص التعازي، سائلين الله عز وجل أن يتقبله مع الصالحين وأن يجعله من أهل جنة النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا وإياهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إلي راجعون.