28 يونيو 2010

تعزية بوفـاة والدة الدكتور بوعلام ظريف

بقلوب مؤمنة وراضية بقضاء الله وقدره تلقت حركة الدعوة والتغيير صباح اليوم، الأثنين 15 رجب 1431هـ، الموافق لـ: 28 جوان 2010م، نبـأ وفاة المغفور لها بإذن الله والــدة الأخ عضو المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بالجزائر العاصمة الدكتور بوعلام ظريف، نسأل الله أن يتغمدها برحمته الواسعة.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل الذي ألمّ بالعائلة، فإنه لا يسعنا إلا أن نتقدم إلى الأخ بوعلام ظريف ومن خلاله كـل العائلة، وإلى كل من عـرف الفقيدة، بأخلص التعـازي، سائلين المولى عـزّ وجل أن يتقبلها مع الصالحين، وأن يجعلها من أهل جنّة النعيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمنا وإياهـم الصبر والسلـوان.


لله ما أعطى وله ما أخذ.


(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)

الشلف: المكتب الولائي ينظم دورة تكوينية لأبناء الحركة

نظم المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بالشلف يومي الجمعة والسبت 25 و26 جوان 2010م دورة تكوينية لأبناء الحركة، تضمنت عدة نشاطات منها عرض شريط للشيخ الراحل محفوظ نحناح ذكر فيه الحضور بأولويات الحركة في التعامل مع محيط الحركة السياسي والاجتماعي والثقافي محليا وإقليميا.

ولقد ترك هذا الشريط الأثر البالغ في نفوس الحضور مما زادهم إيمانا بالاستمرار والتشبث بالمنهج الذي اختاره الشيخ، منهج الوسطية والاعتدال، ومنهج الصدق مع الله ومع المنهاج، وحقيقة كما ذكر الشيخ في الشريط "يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر".
ومن النشاطات الأخرى التي تضمنتها الدورة إلقاء محاضرة لرئيس المكتب الولائي الأستاذ جزار محجوب والتي دار موضوعها حول مسألة الجدية في العمل، مركـزا على ماهية الجدية من خلال ضرب العديد من أمثال التابعين الجادين منهم الإمام الشعبي ومحمد الفاتح وغيرهم... ثم عرج المحاضر على أهم الأسباب التي غيبت الجدية في صف الحركة والتي أرجعها المتدخل إلى غياب القدوة، وضبابية القصد، وضعف الإيمان.
كما حاول الأستاذ جزار في الأخير تقديم وصفة علاجية للقيام بهذا الخلق ضمن أفراد الحركة حتى نرتقي إلى المستوى الحركي والإيماني المطلوب.
واختمت الدورة بالقيام بجولة سياحية إلى أعالي جبال الونشريس بولاية تسمسيلت تركت الأثر الجميل في نفوس المشاركين في هذه الدورة.

الأخ أبو أنس جابري الخيراني من الجلفة في ذمة الله


بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)


بقلوب ملؤها الإحتساب والإيمان بقضاء الله وقدره، تلقى المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بالجلفة نبأ وفاة الأخ جابري الخيراني مسؤول قسم التربية بالمكتب البلدي بالبيرين إثر حادث مروري، وذلك يوم الجمعة 13 من رجب 1431هـ الموافق لـ: 25 جوان 2010م.
وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأخلص التعازي والمواساة إلى عائلتهِ، راجين من الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بالرحمة والمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
ولقد عُرف المرحوم بحلمه وبشاشته ووفائه وثباتهِ رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط به إلا أنهُ كان من الإخوان العاملين وكان آخر عهده بالحركة حضوره دورة الالتزام أسبوع قبل وفاتهِ، حيث كان يوصي بالالتفاف والتمسك بخط الشيخ محفوظ نحناح الذي تأسف عن عدم حضور ملتقاه الأخير الذي نظمتهُ الحركة في فندق الرياض بالجزائر العاصمة.

فاللهم تجاوز عن سيئاته وزد في حسناته، وأحسن لقاءه، واجعل العمل الصالح رفيقه، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله إنك سميع مجيب ..
اللهم آنس وحشته في قبره واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسله بالماء والثلج والبرد.
وارزق أهله الصبر والسلوان
لله ما أعطى وله ما أخذ و(إنا لله وإنا إليه راجعون)
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عشر حكم من مونديال كرة القدم

ليس من عادتي ركوب الأمواج ولو كانت مما تسبح فيها الفكر والأحلام، فضلا أن يكون الموضوع من بنات الأرجل والأقدام، لكن هذه اللعبة الشعبية صارت سببا تلتقي معه غايات العالم في العديد من المجالات، من السياسة إلى الإعلام ومن الاقتصاد إلى الاجتماع، ومن الهندسة إلى الإبداع. وهكذا صارت تظاهرة كأس العالم إحدى تجليات العولمة بكل ما تحمله من معنى، ومع تعدد الوسائط الإعلامية صار الحدث لا يعني اللاعبين أو من يحضرون لدعمهم من المشجعين والفضوليين، بل صار محطة أنظار الملايير من المتتبعين من العوام والمتخصصين، وحين لم ّأجد مناصا من حضور هذا الحدث الرياضي الإعلامي السياسي وربما الحضاري !!


وبما أنه فرض علينا نفسه إن في الجريدة أو الشاشة أو الشبكة العنكبوتية أو في الساحة أو المقهى أو المنزل، فوجدت نفسي أفكر على ضوئه في بعض معضلاتنا الفكرية في واقعنا الدعوي تكوينا وتنظيما، مجبرا أن أتمعن في بعض المشاهد علني أعثر عما يصنف في خانة "الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أحق الناس بها" وما أن أطرقت متمعنا في بعض أخبار المونديال حتى تفاعلت ووجدت نفسي متتبعا باهتمام ونظري لا يركز إلا للأمام، وربما استغنيت بكأس الشاي عن الأكل والمطالعة لولا صيحة المؤذن ووجوب أداء الفريضة خلف الإمام!!
ومما أعجبني في مونديال كرة القدم ما استفدته من بعض الحكم التالية:


1- الحكمة الأولى: قوة التنظيم في إبداعه

نجاح اللعبة وضمان الفوز مرتبط بقوة الفريق التنظيمية بإحكام، ولكن العجيب في هذا التنظيم أنه لا ينزعج من الذين يبرزون، أو يبادرون بالإنجاز، ولكن أهمية هذا التنظيم وما يملكه من دقة وقواعد معلومة، أنه يكشف أي تقصير من عنصر فيعرضه للتويج من الجمهور، أو العقوبة من الحكم، أو الإقصاء من المدرب، عكس التنظيم خارج كرة القدم والذي قد يكون أول ضحاياه المبادرون بالإنجازات أو المتميزون في الأداءات بحجة التجاوز، أو القفز على المراحل، أو حتى لا يصاب الفرد بمرض الغرور والعياذ بالله!!
في حين لا أحد من داخل التنظيم يجرؤ على المطالبة بطرد علان الكسلان اوفلان التعبان!! وكأن ضعف الأداء داخل الصف الحركي مكفول، عكس ما في الملعب حيث التصفير ودق الطبول!!

2- الحكمة الثانية: الفاشل يستقيل


المدرب الفاشل في هذه المعركة الحاسمة لا يشفع له كم مرة حمل على الأكتاف، ولا من يحميه من وجهاء القوم في مؤسسات الدولة، أو ما يتترس به من المبررات والأعراف، لأن هذه اللعبة تلغي الخصوصيات جميعها، فالفائز يرفع ذكره، ويعلو سهمه، والفاشل لا مجال لسماع مبرراته أو إعطائه الفرصة، لأن المداولة في هذا المحفل لها لغة وحيدة، هي الفوز بالنقطة والهدف، والاتصاف بالأداء المحترف. وحين تابعت توالي استقالة المدربين الفاشلين قلت سبحان الله!! لماذا لا تنتقل هذه المكرمة إلى قطاع الدعوة لمنهج رب العالمين!! حتى لا يزيد الكلام وتتطور سيناريوهات الكتاب، وأصحاب الأقلام، وتتشوه الأفهام، ويتجذر سلوك الانتقام، وتهدد الكيانات بالانقسام، وينصرف الكرام، ولا يبقى في الكيانات سوى ضعاف النهى والأحلام! أليس في مشهد هذه التظاهرة ما يصح لعلاج كثير من الأسقام؟!!

3- الحكمة الثالثة: الحكم على الأداء لا شكليات الولاء


هنا اتفاق الجميع في إصدار الحكم على الأداء، فلا تشفع الشكليات لأحد، فكثيرا ما يهتز الجهور من أدناه إلى أقصاه ومن مختلف جنسياته مصفقا ومعجبا بأداء ذلك الإفريقي الذي كأن رأسه زبيبة، ولكنه-اي الجمهور- يصفر ويزمجر ساخرا من رداءة سلوك ذلك اللاعب الأوروبي صاحب العين الخضراء والبشرة الشقراء، لأن الجميع لا يقدر إلا الجودة في إتقان اللعبة، وأعجبني الجمهور البرازيلي حين ثار ضد أداء فريقه وهو لم ينهزم ولكن لانه لم يعجبه الأداء، وهنا أجد نفسي متسائلا لماذا في الحركات الإسلامية لا زالت ساحة الأداء لا اعتبار لها إلا في القليل، فلا زال جمهور الحركة الإسلامية –في البلدان العربية- ربما الأولوية عنده في اختيار القائد أو الداعية هو الأطول لحية، أو الأرفع صوتا، أو الأكثر مالا أو الأكثر خطابة!! فمتى يصبح إتقان اللعبة مقدما على شكل الهندام أو شقشقة الكلام؟!!

4- الحكمة الرابعة: البطولة للفريق والنجومية للفرد


فرغم أن قانون المونديال يجعل الكأس من نصيب الفريق الذي ينجح في التصفيات بين الفرق، إلا أن هذه اللعبة أتاحت مجالا لا يهمل حساب الكفاءات الفردية، فتحسب الإنجازات في نهاية المطاف لأصحاب الكعب الذهبي، والأداء المتميز، فيبرز أحسن هداف، وأحسن مدافع، وأحسن حارس...الخ. فلم لا تكون التنظيمات في الحركة الإسلامية مجالا يقدر العطاء لأصحابه، ويختفي"أسلوب" البطولة كلها للقائد والفشل كله بسبب القاعدة.
حتى صارت الأحزاب الإسلامية وهي لا تزال متلبسة بهذه الحالة إذا وجدت مجالا للمشاركة السياسية فبمجرد أن تقدم عضوا لوزارة ما، فإما أن تراعي نرجسيته أو يقول لها إلى اللقاء!! والحركة الإسلامية في كل من العراق، والأردن، والجزائر، والسودان، كلها شواهد على ما أقول!!!
والمؤسف أيضا في الحركات الإسلامية من يحاول قلب القاعدة، فينسب البطولة للأفراد، أما الكيان الذي يفترض فيه أن تحكمه عقيدة الفريق، فيسير بطريقة القطيع، وما وجدنا في نموذج كرة القدم في هذا المونديال من أنجزوا بطولات للاعبين بفرق منهزمة!!

5- الحكمة الخامسة: سيادة الأخلاق


أعجبني قداسة الأخلاق في هذه اللعبة حين نلاحظ ألمع النجوم الكروية يغادر الملعب في أحوج ما يكون فريقه إليه، ببطاقة حمراء من الحكم، لا تقبل المراجعة. لا لشيء سوى لأنه أخل بخلق من أخلاق اللعبة المتفق عليها، والمعقول في دنيا الناس أن المحاكمة لا تتم إلا بمداولة لأن "لصاحب الحق مقالة" لكن قانون الكرة يستثني المداولة في الحكم الأخلاقي، فهل يجوز أن تستعير الحركات الإسلامية هذا القانون لتطبيقه على كل قيادي عبث بمبدأ الأخلاق في سلوكه السياسي أو المالي أو التنظيمي؟!! فالحركة الإسلامية ليس في رصيدها شيء أغلى من الأخلاق!! أم أن الأخلاق ميدانها خطب الوعظ وليس قرار الإدارة؟!!

6- الحكمة السادسة: الوفاء


ما أجمل أن يدخل عناصر الفريق مرددين نشيد أمتهم بصوت واحد، فإذا ما فازوا على خصمهم رفعوا راية واحدة، أوليس طريق الدعوة يحتاج إلى صراحة في المنطلق (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) وحين الانتصار يجير الانجاز لمن يستظلوا بتلك الرايةكلهم، والوفاء لمن حرروا الوطن أو أسسوا الجماعة صاحبة الراية.
فقد شاع في الحركة الإسلامية من ينطلق معلنا شعارها "الجهاد سبيلنا" ثم لا يلبث أن يبوح في منتصف الطريق بأن لغة الجهاد لا تناسب العصر، والمغالبة لا معنى لها إلا في التفكير القديم!! وأحسب أن هذا المبدأ الكروي في الوفاء معني به أصحاب رسالة الدعوة إلى الله، حتى لا يغتر أحد بانجازه (أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا) وكثيرا ما انطلق أحد في ركاب دعوته معلنا هدفه السامي: العمل على عودة الخلافة الإسلامية، فما أن يسير به الركب قليلا حتى يصبح يرى بل ويصرح بأن الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية لا معنى لها وقد تخلى عنها تماما، لأنه يرى في الواقع الذي يعيشه بحكم المنصب أو الأبهة ما يحجزه عن المغامرة بما في يده قبل أن يحقق الهدف الذي انطلق من أجله، ويبدو لي أن رجلا اسمه حسن البنا أدرك قانون اللعبة وأخلاق المتلاعبين، فكتب لأتباعه الذين جمعهم في بداية القرن الماضي نشيدا مطلعه "الله غايتنا" وجعل لهم راية خضراء بها مصحف يحضنه سيفان فرحمة الله على الملهمين.

7- الحكمة السابعة: الالتزام


الالتزام بلباس معين طول المقابلة وعدم تغيير الألوان لحظة مخالطة المنافسين، سلوك يجعل من المروءة مقياسا للجودة في أداء المهمة، وأعجبني تعليق الإعلاميين بأن من ينزع لباسه الرسمي أو يكشف عن جسمه لحظة تسجيل، أو نشوة بانتصار، يعاقب حتما حسب القوانين التي رسمتها الاتحادية الدولية في السنوات الأخيرة، فتمنيت أن تقتبس الحركات الإسلامية هذا المعيار وتسن قوانين تنظيمية لا تتسامح مع كل من حاول تغيير لونه الحركي، أثناء تأديته واجبه في عهدته الوزارية أو النيابية، فالتزام اللاعب باللون المتفق عليه طيلة المباراة نبهني إلى حجم الألوان التي يمر بها بعض قادة الحركات الإسلامية والسياسية منهم خاصة، فيدخل الداعية خطيبا ثم يصير رجل أعمال، ثم فنان، وإذا لم يسعفه الحال يتغير إلى "رقيولوغ" فاللهم لطفك.

8- الحكمة الثامنة: عرض البضاعة لحظة الانتباه


لفت انتباهي وأنا أتابع الإعلام كثرة العروض من الفن إلى الفولكلور، من الأكل إلى اللباس، بل من العروض الإيديولوجية إلى الرموز.
وكيف وظفت المسيحية وهي التي تؤجر أكثرمن سبعة آلاف قناة للتبشير في إفريقيا التي ترى أنها أكبر منطقة تتقبل طقوس التمسيح، وظفت هذه التظاهرة من خلال الصليب الذي وضعته على صدر "مارادونا" اللاعب الأرجنتيني الرمز، لتغرس في لاعبي ستة مليارات من البشر رمزها الديني، فسبحان الله لماذا لم نسمع عن عرض فني عن رسالة الإسلام يثير ضجة في جنوب إفريقيا التي دخلها الإسلام عن طريق تجار شمال إفريقيا ومن الطريقة الصوفية الجزائرية التجانية، فمتى تتقن حركاتنا قيمة الدعوة عن طريق توظيف الرمز الصحيح وعرض بضاعتنا الحضارية لحظة الانتباه العالمي؟!

9- الحكمة التاسعة: لحظة المعركة تظهر أهمية التاريخ والجغرافيا


لم يكن العديد من شعوب العالم يعرفون عن شعوب مناطق أخرى لصغر أقاليمها أو لحداثة عهدها ولكن لحظة بروز فريقها المشارك في معركة عالمية كهذه يلتفت إليها الانتباه ويبدأ التنقيب عن تاريخها وهويتها.
وفي معركة المونديال لاحظنا كيف صار البرازيليون يستعرضون عضلاتهم ويعرف الكثير أهمية هذا القطر الشاسع أكثر من 8 ملايين كلم² وأكثر من 200 مليون نسمة، فريقنا الوطني الجزائري هو الأخر بتعادل أمام انجلترا فتحركت البحوث في ثورة المليون ونصف المليون من الشهداء، أثيرت قضية شعب لم يعرف توقفا للحروب والمعارك الجهادية طوال تاريخه.
بل سمعنا بأن الأداء الرائع للفريق الوطني كان من أسبابه أن المدرب برمج للاعبيه ليلة المقابلة فيلم "معركة الجزائر" الشهير والمؤثر، فانطلق اللاعبون كأنهم "محاربي الصحراء" حقيقة، خلافا لما عاشوه قبل بعض المقابلات التي انهزموا فيها لأنهم باتوا يتناقشون مع مشرفيهم في حجم المكافأة وكم يكون نصيب الذي يسجل هدفا، والذي يصد هجوما...الخ
وهنا تحضرني شهامة الأتراك حينما استشعروا زخم تاريخهم أيام الخلافة الإسلامية فهاهم يكتسحون مساحات نصر دبلوماسي وسياسي واقتصادي، جعلهم في مقدمة الدول الزاحفة نحو التطور بل والتي حجزت مكانة محترمة في وجدان الأمة الذي لا يزال بكرا.
فهل ندرك أن الحركة الإسلامية التي لا تستشعر تجربة دعوية أو زخما تاريخيا تستند إليه يكون مآلها الفشل لا محالة لأن الذي يفقد الآركة المحفزة لا شك أنه يصطدم بصخرة المطامع والمكاسب، وهذا ما وقع ويقع للدعاة الحالمين بالسيادة دونما حلم يبرهن عن نخوتهم بشرف الوفاء للسلف الشريف ، وكما قال المفكر الإسلامي قديما: (من هنا يجب أن نعلم).

10- الحكمة العاشرة: اختلاط الفريقين في ميدان واحد لا يعيق انتصار الأقوى


مما أعجبني في هذه اللعبة أن تمازج الفريقين على غير طريقة الجيوش التي تنفذ خططها الحربية بالمخادعة تارة وبالمواجهة المادية تارة أخرى، ولكن الصفين دوما متجابهان دونما اختلاط، ولكن في هذه اللعبة ان صاحب الرؤية والخطة ومن ثمة الإرادة القتالية يستطيع أن يحقق النصر بعديد الأهداف كما يستطيع أن يحفظ كرامة شباكه ونظافته، وهو سلوك أعجبني لو أن الحركات الإسلامية تعمل به ولعل هذا ما قصده سيد قطب رحمه الله في تعليقه على مواقف من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بحيث ركز على المفاصلة الشعورية للصف المؤمن، مع المخالطة الميدانية، مما يحقق النصر لصاحبه وهزيمة الآخر، ربما على أكثر من جبهة . فليتنا أتقنا لعبة المشاركة السياسية كما أتقنها الرياضيون، فاختلاط عناصر الفريق المغير مع عناصر النظام القديم أو عناصر فريق الفساد لا يمكن إلا أن يكون لصالح أصحاب الرؤية والخطة والإرادة. بطبيعة الحال في معركة التغيير لا نجاح لفريق منظم ما لم تكن النية والقصد خالصين لله تعالى. فشكرا للمونديال الذي جعلني استفيد من متابعته كالآخرين، ولكن على طريقتي وليس بتبديد الوقت كما يتفرج الكثير من الفضوليين.

ودوما بالفهم نرتقي وعلى المحبة نلتقي.

الأستاذ عبد الله بوحامد

جمعية مهمومة بالقضايا التنموية والاستشراف

بالرغم من حداثة نشأتها الذي لا يتعدى السنتين، إلا أنها استطاعت أن تدخل الميدان بحيوية وفعالية، ويتعلق الأمر بجمعية خريجي جامعة بومرداس، ولعل يعود ذلك إلى ثلاثة أسباب رئيسية


أولا: طبيعة الجمعية في حد ذاتها، كونها جمعية لخريجي جامعة جزائرية معروفة بسمعتها العلمية الكبيرة وصداها الدولي.
وثانيا: النخبة والإطارات التي خرجتها والتي تدير اليوم العديد من المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة، والتي ينشط الكثير منها في هذه الجمعية وتدير شؤونها.
وثالثا: الأهداف التي سطرتها والتي تمثل بحق منظومة تفكير وإبداع وتنمية.

وقد قامت الجمعية خلال هذه الفترة بعقد ملتقيين وطنيين، الأول، كان يوم 18/02/2009 ونظم تحت شعار" آفاق التنمية في جزائر 2020"، وتناول أساسا ثلاثة محاور: اقتصاد ما بعد البترول، دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية ودور القطاع المصرفي في دعم التنمية، وقد حضر الملتقى رئيس الحكومة الأسبق الدكتور احمد بن بيتور وممثل عن وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبعض الدكاترة المتخصصين في المجال.

أما الملتقى الثاني فكان بتاريخ 15/05/2010م، تحت شعار "تجارب ناجحة لاقتصاديات ناشئة"، والذي تناول تجربتين تنمويتين: التجربة الماليزية والتجربة التركية وكذا الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر.
وقد حضر الملتقى كل من سعادتي سفيري دولتي ماليزيا وتركيا ونواب من المجلس الشعبي الوطني وبعض الدكاترة المتخصصين في المجال وعضو من المجلس الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى ذلك تم تسجيل حضور نوعي لطلبة وطالبات جامعة بومرداس، وبحضور أسرة الإعلام.

افتتح الملتقى بكلمة ترحيبية من طرف رئيس الجمعية الدكتور ناجي عايش، تلى ذلك مداخلة للدكتور محمد زايري، الذي نوه بدور الملتقى في تبادل التجارب وتكوين إطارات المستقبل.
أما فيما يخص مداخلة سعادة سفير دولة ماليزيا فقد جاء فيها:
- التذكير بأهم العقبات التي واجهت ماليزيا في الفترة من 1511 إلى 1957 تاريخ الاستقلال.
- عرض لأهم الحلول والسياسة المنتهجة ما بعد الاستقلال.
وقد تمخض عن هذه التجربة النتائج التالية:
- أصبحت ماليزيا من اكبر الدول المصدرة في العالم والأكثر تبادلا تجاريا(المرتبة 21 عالميا) والمرتبة 30 (خدماتيا) والمرتبة 4 (حماية المستثمر).
- تسعى ماليزيا إلى المستقبل:الدعم الشعبي، إعطاء اهتمام اكبر للتربية والتعليم والتكامل بين الدول الإسلامية.

أما سعادة سفير دولة تركيا، فقد تعرض لأهم المراحل التي مر بها الاقتصاد التركي، من الاقتصاد الموجه إلى سياسة دعم التصدير والإصلاحات في المجال الضريبي والبنكي وفتح السوق الداخلي للاستثمار الخارجي.
الاعتماد على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التطور الاقتصادي وإيجاد مناصب الشغل وتنويع مصادر الدخل من خدماتية، سياحية وصناعية مع تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الفلاحي.
وقد تحققت النتائج التالية: نمو الصادرات من 2.2 مليار دولار سنة1975 إلى 132 مليار دولار سنة 2008
- تأهيل المؤسسات التربوية وفق المعايير العالمية
- نمو الاستثمار الخارجي الذي بلغ 20 مليار دولار سنة 2009
- إحراز المرتبة 17 عالميا في مجموعة الأكبر اقتصادا في العالم والسادسة أوروبيا.

مداخلة النائب الدكتور مولود حشمان جاء فيها عرض بعنوان: "اتجاهات النمو الاقتصادي في الجزائر"، حيث عرض دراسة كمية قيم فيها مسيرة التنمية بالجزائر من حيث قياس اثر الإصلاحات وبرنامج الإنعاش الاقتصادي الجزائري، كما تطرق إلى الإصلاحات الاقتصادية من حيث أنها تغييرات جذرية في منهج الدول الإسلامية كما ارجع ضعف أداء النمو الاقتصادي بالدرجة الأولى إلى تعثرا لبلد في تحقيق الإصلاحات وعدم الشفافية في مسار الخوصصة وضعف مشاركة القطاع الخاص في دعم النمو والاستثمار.

مداخلة الدكتور جمال لعمارة تطرق فيها إلى مقومات النظام الاقتصادي الناجح، والتي تتمثل في:
- مدى التوافق بين العامل الاقتصادي والبيئة الاجتماعية
- قدرة النظام والمنهج المطبق على استنهاض همم الجماهير لتحقيق نتائج التنمية
- الكفاءة والمساواة
- تخصيص الموارد وتقسيمها على نحو عادل
- المحافظة على المال وضبط الاستهلاك

مداخلة الدكتور عبد الله بدعيدة عضو المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي كانت تحت عنوان: "الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر.. أهداف ومعوقات" وقد تم تقسيم الإصلاحات إلى 4 مراحل زمنية:
المرحلة الأولى ما قبل 1986، حيث تم الكلام عن النظام الاشتراكي.
المرحلة الثانية 1986 - 1993، تحدث عن أزمة الجزائر
المرحلة الثالثة 1993 - 1998، المجهودات المبذولة في بعث الاستقرار الاقتصادي تحدث عن أزمة الجزائر.
المرحلة الرابعة 1998 - 2008، التوازنات التكميلية للاقتصاد الجزائري
ثم ذكر أهداف الإصلاحات الحاصلة لهذه المراحل من بينها:
- هيكلة المؤسسات وجعلها في مستوى تنافسي.
- الاعتماد على الجانب المادي.
- التخلص من مشكلة الديون.

وقد بادرت الجمعية في اختتام الملتقى إلى تكريم خمس "5" إطارات ناجحة في حياتها المهنية والمتخرجة من جامعة بومرداس وهذا وفاء لجهودهم، وتثمينا لأعمالهم والتي تعتبر إضافات جديدة تساهم في التنمية.

وخرج الملتقى في الختام بتوصيات منها:
- الاهتمام بالإنسان كعنصر أساسي في عملية التنمية.
- السعي للاستعمال والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية.
- انتهاج سياسة مشجعة للاستثمار.
- الاهتمام بالاستثمار السياحي.
- تطوير الصناعات الخفيفة والثقيلة.
- الانفتاح على الطاقة البديلة والسعي على إدماجها في الجزائر.


ورقة تعريفية بالجمعية

1_596615940.jpg


تأسست جمعية خريجي جامعة بومرداس يوم 02/01/2008م، يرأسها الدكتور ناجي عايش، وهي تضم في صفوفها عدة إطارات في مختلف التخصصات، والذين يتواجدون حاليا كإطارات في مستويات عدة:أساتذة جامعيون، إطارات في المجال الاقتصادي (الطاقة، الصناعة...)، إطارات في الإدارة، إطارات مسيرة لشركات خاصة في مجالات التنمية المختلفة والمنتشرون عبر التراب الوطني.
وقد حددت لها الأهداف التالية:
1- إيجاد فضاء للتعاون والاقتراح للمساهمة في مجالات التنمية الشاملة.
2- تمتين العلاقة بين الجامعة والمجتمع والمؤسسات الاقتصادية.
3- اقتراح المشاريع وإنجاز الدراسات والبحوث المرتبطة بالتنمية الشاملة.
4- تحضير الطلبة للاندماج في الحياة المهنية.
5- التعاون مع الجمعيات المماثلة في الخارج والعمل على الاستفادة من الخبرات الجزائرية المهاجرة.