18 ديسمبر 2009

نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير في الاجتماع الـ 26 للجنة المتابعة للمؤتمر القومي الإسلامي بلبنان



شارك نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير الأستاذ عبد المجيد مناصرة في الاجتماع السادس والعشرين للجنة المتابعة للمؤتمر القومي الإسلامي، يوم السبت 12 ديسمبر 2009 الموافق 25 ذي الحجة 1430 في فندق البريستول في بيروت لبنان.
.
وبرئاسة المنسق العام الأستاذ منير شفيق تدارست لجنة المتابعة للمؤتمر القومي الإسلامي القضايا التنظيمية والمالية والمهام المتعلقة بنشاطات المؤتمر، وأهمية تطوير العلاقات ين التيارين القومي الإسلامي إلى مستويات أعلى، ثم انتقلت إلى تقدير موقف عام للوضع الدولي والوضع الإقليمي والوضع العربي.
.
وبعد نقاشات ومشاورات مستفيضة خلصت اللجنة إلى المواقف والتوصيات التالية:

1- تدعو اللجنة إلى التعبئة وحشد طاقات الأمة، الشعبية والرسمية، لمواجهة المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها مدينة القدس ومقدساتها، ولاسيما المسجد الأقصى المبارك الذي تتهدده الحفريات تحته بالانهيار.
2- تدعو اللجنة حركتي فتح وحماس وبمشاركة كل الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة للدخول في حوار جاد لإنهاء الانقسام، وتحقيق وحدة وطنية على أساس مقاومة الاحتلال، وكسر الحصار عن قطاع غزة، والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة المقاومة وحفظ الثوابت الفلسطينية.
وتطالب اللجنة الجامعة العربية والدول العربية بإعادة تقويم سياساتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية والتخلي عن مبادرة السلام العربية وإستراتيجية التسوية والمفاوضات، مع العودة إلى دعم المقاومة والالتزام بالقضية الفلسطينية قضية مركزية للأمة ورفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
3- تعتبر اللجنة العملية السياسية في العراق في ظل الاحتلال غير شرعية، كما تعتبر كل ما يترتب عنها من اتفاقات سياسية وعسكرية واقتصادية مع أميركا وشركائها باطلة. وتحيي اللجنة قوى المقاومة العراقية وتدعوها إلى توحيد صفوفها، وتحذر من المناورات السياسية الأميركية الرامية إلى تمييع المقاومة وزرع الفتن بين مكونات الشعب العراقي، كما تدعو لمواصلة الدعم الشعبي للمقاومة العراقية.
4- تحيي اللجنة المقاومة اللبنانية على إنجازها في التحرير والصمود، وتدعو لبنان، حكومة وشعباً، إلى رفع مستوى اليقظة والإعداد لمواجهة أي عدوان صهيوني محتمل. وتدعو اللجنة الدولة اللبنانية لإصدار تشريعات تكفل الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين وتحسن أحوالهم المعيشية، مع التأكيد على حق العودة ورفض مشاريع التوطين.
5- توصي اللجنة بوقف الاقتتال الدائر في صعدة ومنطقتها الحدودية مع السعودية فوراً، مع فتح الطرقات لإغاثة الجرحى واللاجئين، وتدعو جميع الأطراف اليمنية إلى الحوار والتوافق ونبذ كل دعوة للانفصال والاحتراب الداخلي، حفاظاً على وحدة اليمن وصونه من الفتنة والفرقة ونبذ العداوات.
6- تدعو اللجنة حكومة السودان وجميع الأطراف السودانية إلى الدخول في حوار أخوي للحيلولة دون تفاقم الخلافات والانقسامات، وتؤكد على وحدة السودان، أرضاً وشعباً ومؤسسات.
7- تعبر اللجنة عن قلقها الشديد تجاه ما يجري في الصومال من اقتتال وانقسامات داخلية، وتدعو الحكومة وكل الأطراف الصومالية إلى وقف فوري لإطلاق النار والعمل على إنجاز الاستقلال التام للبلد وحمايته من كل أشكال التدخلات الأجنبية.
8- تدين اللجنة ما أقره مجلس النواب الأميركي من استهداف الإعلام المقاوم، وتحذر من خطورة استجابة الحكومات العربية لهذه القرارات المناهضة للحرية والداعية لتصفية الإعلام الحر والموضوعي والمهني تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
9- تؤكد اللجنة على مواقف المؤتمر القومي-الإسلامي بضرورة إحداث إصلاح سياسي حقيقي، وإزالة الاستبداد، ومراعاة حقوق الإنسان والتأكيد على التوجه الوحدوي العربي ومناهضة دعوات التحريض الطائفي والانقسامات الجهوية والصراعات القطرية- القطرية.
.
وقد حضره الاجتماع أعضاء لجنة المتابعة التالية أسماؤهم:
عبد المجيد مناصرة (الجزائر)،
طلعت مسلم ( مصر)،
عبد العزيز السيد (الأردن)،
خير الدين حسيب (العراق/ لبنان)،
عبد الصمد بلكبير (المغرب)،
محمد البلتاجي (مصر)،
أحمد كفاوين (الأردن)،
إبراهيم المصري (لبنان)،
خالد السفياني (المغرب)،
عبد القادر النيال (سوريا)،
حسن عز الدين (لبنان)،
زكي بني أرشيد (الأردن)،
محمد حمداوي (المغرب)،
فؤاد زيدان (سوريا / الإمارات)،
أنطوان ضو (لبنان)،
سلمان عبد الله (العراق / سوريا)،
رحاب مكحل (لبنان)،
عبد العظيم المغربي (مصر)،
عصام نعمان (لبنان)،
كما حضر مدير المؤتمر الأستاذ أسامة محيو (لبنان).

---------------------------
الحادي أون لاين

مستغانم: تعقد مجلس الشورى الولائي للحركة

في يوم السبت 25 من ذي الحجة 1430هـ الموافق لـ 14 ديسمبر 2009م، عقد مجلس الشورى الولائي لحركة الدعوة والتغيير بمستغانم جلسته العادية التي قام بتسييرها السيد معروف بلغول نائب رئيس المجلس، استمع خلالها لتقرير المكتب الولائي الذي تلاه رئيسه وتناول فيه ما قام به المكتب خلال الفترة الممتدة من انعقاد المجلس السابق وبعد مناقشة التقرير وتثمين ما تم إنجازه واقتراح وسائل مختلفة وأفكار متنوعة حول الجدية في العمل والإسراع في استكمال البرنامج المتفق عليه.
.
كما تلا تقرير رئيس قسم التربية ورئيس قسم الإدارة والتنظيم في مشاركتهما في اللقاء الوطني لكل قسم منهما.
.
ثم تناول مسائل تنظيمية تتعلق بالمصادقة على التحاق عضو جديد بالمجلس واستكمال إضافة بعض أعضاء المكتب الولائي.
.
وقد كانت الجلسة بناءة فيها جو ملحوظ من علامات التآخي وعبارات التقدير من الجميع للجميع دون تأثير على عمق المناقشة وصراحة النصيحة.
.
وختم اللقاء بالحرص على الجد في العمل والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء لصالح الدعوة وقيادتها وأبنائها، ولسائر المسلمين، على أمل أن تدوم الجلسات بمثل هذا الجو وبما هو أفضل في مستقبل الأيام.
.

واللقاء الشهري للمربين

.
عقد قسم التربية لحركة الدعوة والتغيير بولاية مستغانم لقاء المربين الشهري في 18 من ذي الحجة 1430هـ الموافق لـ: 05 ديسمبر 2009م، وافتتحت الجلسة كالعادة بكلمة للسيد رئيس المكتب الولائي للحركة. ثم ناقش اللقاء ورقته التي أعدها في لقائه السابق والمتعلقة اقتراحات حول خطوات الاستدراك التربوي من أجل تمتين بناء القاعدة التي ترتكز عليها الحركة وبني عليها الأمة وفق ظروف واحتياجات ولاية مستغانم.
.
وتم في هذا اللقاء ترتيب أولويات العمل كأهداف ذات أولوية وأهداف موالية ينبغي البداية بها في العام الجديد.
.
وقام المربون بوضع التوصيات والتوجيهات التي على مكتب القسم اتباعها والاستناد إليها في العملية التربوية الصحيحة الطويلة والشاقة، والتي تتناسب مع طريق الحركة وأهدافها الكبيرة التي هي مطالبة بالسعي إلى التحلي بها وتحقيقها بإذن الله تعالى.
.
وتم كالعادة مناقشة واقع العمل التربوي والأسرى داخل الولاية واحتياجات العمل وتبادل الخبرات، كما تناول اللقاء مفهوما من المفاهيم التربوية المفيدة التي يحتاجها المربون كتلك التي تم تناولها في اللقاءات السابقة.


------------------------------
الحادي أون لاين

سعيدة: الدورة الثانية للمربين

نظم قسم الدعوة والتربية للمكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير بولاية سعيدة يوم السبت 12/12/2009 الدورة الثانية للمربين تحت عنوان "المربي قائد التغيير" وباسم الشهيد عبد القادر عودة وتحت شعار: "إنما يحسن الاختيار لغيره من يحسن الاختيار لنفسه"، بمقر الحركة وحضرها المربون والمربيات، وتهدف هذه الدورة إلى تأهيل المربين وتفعيل العمل التربوي ضمن أولويات الخطة الوطنية والولائية.
.
فبعد الافتتاحية بالقرآن الكريم والترحيب بالإخوة والأخوات المربين والمربيات من طرف الأستاذة أم الجيلالي بلهادي نائب الأمينة الولائية للقسم النسوي وإعطائها نبذة موجزة عن حياة الشهيد وبعضا من أدواره ومواقفه، تلتها تدخل لرئيس المكتب الولائي في كلمة توجيهية حول حساسية المرحلة وأهمية الاستعداد وتحمل عبء المسؤولية الملقاة على عاتقنا، ثم أتيحت الكلمة للأستاذ علي قريشي عضو قسم الدعوة والتربية الولائي لتأطير وتنشيط هذه الدورة. حيث تطرق لتعريف المربي ودوره كقائد وحلقة وصل أساسية في المنعرجات التاريخية التي تمر بها الحركة منوها بالأهداف المنتظر تحقيقها منه مستفيضا في حديثه عن الوظائف الأساسية للمربي عناصر تكوينه من معارف ومهارات ومؤكدا على مقومات البدء والانطلاق والدور المنوط به ومهامه التي تنير دربه بغية التسيير الحسن لأسرته التربوية والتحكم الجيد في أفرادها.
.

ثم فتح الباب للمناقشة وبعده جاء دور ركن التبادل بين المربين حيث أثار المجتمعون جملة من الإشكالات والمعوقات التي تحول دون الأداء الحسن لدور المربي.
.
وقبل الختام تم جمع استبيان الدورة والتقارير الشهرية لسير الأسر التربوية، ثم تناول الحضور إكراما واختتمت الدورة بدعوات التوفيق والعون من الله عزّ وجلّ.

-------------------------
الحادي أون لاين

15 ديسمبر 2009

رسالة الشهر: الأمة ورابطة العقيدة


حركة الدعوة والتغيير
رسالة الشهر: ديسمبر 2009


الأمـــة ورابطـة العقيـدة

قال الله تعالى:(إنّ هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء 92.
ليست هناك قضية في التجربة التاريخية للأمة نالت ما يشبه الإجماع ما نالته قضية وحدة الأمة أو الرابطة العقدية للأمة، وليست هناك قضية انبرى لها العلماء تنبيها وتحذيرا من مخاطرها وعواقبها الوخيمة على كيان الأمة من مسألة التفرقة ونوازع التجزئة والعصبية، وقد حرص العلماء والنخب والفعاليات وقادة الرأي على مدار تاريخ الأمة حرصا بليغا على هذه القضية وأولوها الأهمية اللازمة وفق ما قررته النصوص الشرعية في الكتاب والسنة، ورأينا كيف كان المنحى الفقهي عموما يتوخاها في إثبات الفتاوى والأحكام درأ للنعرات المذهبية والنوازع الذاتية، بل على حساب الكثير من القضايا الفرعية التي عادة ما تستهوي الناس، وكيف كيفوا اجتهاداتهم على هذا المبدأ نصرة له وإعلاء من شأنه على نحو يجعل منه هدفا أسمى. فالعالم والداعية وقادة الرأي خصوصا رسالتهم من رسالة الإسلام لا يمكن بأي حال أن ينساقوا مع الطروحات القطرية الضيقة كانت سببا في تفكيك وحدة الأمة التي تمثلها الخلافة عبر التاريخ الإسلامي وظهور كيانات ضعيفة استطاع التحالف الاستعماري التحكم فيها واستغلال خيراتها حتى بعد تحرير أراضيها.
إن وحدة الأمة مصلحة كلية ثابتة وواجبنا في الحفاظ عليها من القطعيات، والنهي عن التشتت والفرقة والعصبية يأتي مقدما على المصالح الجزئية أو الخاصة، فهذا الذي قررته الأصول الشرعية وأثبته العلماء وأكدته الأحداث التاريخية وهذا الارتباط العقدي من أسباب النصر والقوة والمنعة فهو أقوى الروابط لقوله عز وجل (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إن الله عزيز حكيم)، فقد دعا الإسلام إلى هذه الرابطة العقدية لأنها طبيعته ومنهجه فهو رسالة تحرير من كل الإكراهات والارتهانات، وجعل هذه الرابطة بوتقة تنصهر فيها كل الفوارق، فوارق اللون والجنس والفئة والعشيرة وغيرها..، وحرر الإنسان من كل النوازع الذاتية والعصبية والحدية والشوفينية.
هذا الارتباط هو دائرة انتماء حضاري يقر ويعترف بالانتماءات الفرعية والوطنية والقطرية وما شابه ذلك.. ولا يلغيها، بل يهذبها وينمو بها، فلا يمكن لأي دين أن يجرد الإنسان من دواعي الانتماء القطري لشعبه وأرضه ووطنه فما بالك بالإسلام الذي هو دين الفطرة الذي يعترف ويقر بكل هذه المكونات والانتماءات كدليل على التنوع الفطري والطبيعي، فالصحابة رضوان الله عليهم ضمتهم العقيدة الواحدة وربطت بينهم دون أن تلغي انتماءاتهم الأصلية فهذا بلال الحبشي وهذا سلمان الفارسي وهذا صهيب الرومي فانتماءاتهم الأصلية كانت إضافة للوحدة تمثل رسالة الرحمة للعالمين إذ في الرؤية الإسلامية تتعدد وتتكامل دوائر الانتماء، لكنه لا يسمح لها بالتضارب العشوائي والتنازع بل يوجهها في إطار من التنوع التكاملي يمكنه من التفاعل مع الأخر على أسس سليمة ومتوافقة، أو على اقل تقدير يمكنه من التوافق مع الذات في انسجام وتناغم، ومهما تكن نوازع الحياة وضغوطاتها، فإنها تقف عند هذه الرابطة، وتنصهر في بوتقتها في توافق وتكامل، بل وقد ضرب الإسلام أروع الأمثلة في هذا الترابط وبهذه الرابطة العقدية التي لم يشهد لها التاريخ مثالا، صفاء وشفافية وعمقا وتماسكا فكانت دائما وأبدا أوثق الروابط رغم اختلاف الألوان والألسن والأجناس.
لقد وضع الإسلام البعد العقدي كأساس لوحدة الأمة وقيامها والتقاءها ومنحها بدائل أكثر قوة في الحراك الحضاري وحررها من العديد من الارتهانات الفئوية والقبلية والعصبية والعنصرية.
والحياة السياسية عموما بين مسلمين، عنوان دائرة تناصح وتعاون، ولا تفرقهم عصبية مذهب ولا أهواء مصالح.
أما الحياة الاجتماعية هي حالة واحدة من الأحاسيس، هم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم، تراهم في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فلا مكايدة ولا إثارة ولا شحناء ولا غمز ولا لمز ولا تنابز.
ولما قويت هذه الرابطة وارتبطت بمعينها شهد المسلمون القوة والتقدم والنهوض، فهي دليل إيمان وتبصر وتقدم ونهضة، لأن هذا التحرر- من النوازع- وهذا الالتزام –بالرابطة- وفق هذه المعيارية هو الذي يحقق في الفرد والجماعة شروط العبودية (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، وهو الذي يمكن – الفرد والجماعة- من النهوض بأعباء الحق مع الخلق "الوسطية والشهادة على الناس".
وكما أن الارتباط العقدي دليل إيمان وعقل، إذ كلما قوي إيمان العبد كان أعرف بقيمة هذا الارتباط، فكذلك التعصب المقيت، هو دليل ضعف في الدين والعقل، لأنه يؤدي إلى التفكك الذي يؤدي بدوره إلى ضعف الأمة
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
فالتعصب والعصبية اختلال في النظرة إلى الذات والى الآخر، فهو انتصار للذات بالحق وبالباطل، ومهاجمة للآخر بالحق وبالباطل، أي دون أن يكون لهذا الفعل ما يبرره من الشرع والعقل والمنطق والواقع، فهذا التعصب وهذه العصبية مهما كان موضوعها سياسيا أو فئويا أو إثنيا أو طائفيا أو مذهبيا أو رياضيا أو.. يؤدي إلى إلغاء الآخر والى الإفساد، وهذا منهي عنه شرعا، وأمر مذموم لأنه نوع من الحمية التي نهانا الله عنها في قوله تعالى: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية). فنعيش بذلك أشبه ما نكون "بالغيتوهات" كل من موقعه يتربص بالآخر الدوائر، وكل يضمر للآخر العداوة والبغضاء.
ولهذا ترانا كلما ابتعدنا عن هذه الرابطة العقدية ترانا كأفراد وجماعات ومجتمعات كثيرا ما ندخل في معارك جانبية طاحنة تستنفذ فيها الجهود وتهدر الإمكانات والطاقات، لا نصحو فيها إلا على وقع آلام وتلاومات في الفكر والأنفس والعلاقات.
إننا لا نريد اليوم أن تستحكم فينا ردود الأفعال، أو أن ننساق في المعارك الهامشية، أو نستدرج خارج مسار الأمة، لأن ردود الأفعال دائما وقتية، تعتمد في غالبيتها على العواطف الجياشة طليقة العنان لا تحكمها نظرات العقول تخطئ الوجهة في غالب الأحيان، كونها تفتقر إلى عامل الفكر والرشاد.
وإننا بحاجة اليوم أن نعبر من ذهنية العصبية إلى التوازن، ومن ذهنية التشتت إلى التكامل، ومن النزاعات إلى التوافق، ومن التنافر إلى التعاون وأن يرفع العلماء والعقلاء نداءاتهم نقدا وإصلاحا لأوضاع ينبغي أن تتغير.
كما أن قوة النبض الحيوية في أجيال الأمة وانتشار روح الإرادة والتكامل بين عناصرها المتنافرة بتنامي العزم على معالجة هذه التداعيات ومواجهة الأخطار وتحرير الفعل السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والرياضي من كل الارتهانات باتت واضحة وأكيدة.
إن الاستجابة لتحديات الأمة الداخلية والخارجية لهو محور نضالنا الأساسي وهو الذي يوحدنا في بوتقة واحدة وهو الذي يدمجنا في عمل مستمر يجمع بين الفكر والعمل وبين العزم والتوكل، كما إننا بحاجة إلى حشد طاقات الأمة وحمايتها من الإهدار أو التعطيل في مواجهة الوهن الداخلي والتسلط الخارجي.
----------------------------
الحادي أون لاين

الذكرى 22 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس




الشّعوب .. بين الوعي الحقيقي والوعي الزائف

رسالة من: محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله، النبي الخاتم الأمين، وعلى آله وصحبه، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..

فما ضاعت أمة عبر التاريخ واندحرت، وما تناثرت حضارة واندثرت، إلا بشعوب مستضعفة، مسلوبة حريتها، معتدًى على كرامتها، مزيفةٌ إرادتها.

واليوم يسعى الاستبداد بكل وسائله، والاستعمار بكافة أجهزته وأدواته، والفراعين بكل ما يملكون؛ من بطش وقمع، لإقصاء الأمة عن مشروعها الإسلامي، وذلك عن طريق احتلال الوعي الشعبي، وتحويله من وعي حقيقي بحقه في حياة حرة كريمة، يشارك في صنعها، إلى وعيٍ زائفٍ مغيَّبٍ ومخدَّرٍ، يُبعده عن حقيقة المأساة التي يعيشها.

وإن لم يكن هذا حال أمتنا، فبأي تفسير نقرأ:

- حالة الاحتدام بين شعبين (المصري والجزائري)، ربطتهما أواصر دين وقومية ولغة وجهاد وتضحية وفداء، ثم تفرق بينهما مباراة؟!

- حالة الانقسام في الصف الفلسطيني الذي يواجه عدوًّا واحدًا جاثمًا على صدر أرضه وعرضه ومقدساته وأنفاس حياته؟!

- حالة العمى التي تسيطر على العيون، فلا تبصر الأوضاع المأساوية والكارثية لأهل غزة المحاصرين بحرًا، وجوًّا، وبرًّا؟!

- حالة التناحر التي أوصلت الأخ إلى أن يفتك بأخيه في العراق وباكستان والصومال واليمن؟!

- حالة الصمت المطبق والعجز التامّ من شعوب أمتنا في مواجهة الاستبداد الذي يكبِّل إرادتها ويستهدف حاضرها ومستقبلها؟!

وليست القضية التي نتناولها اليوم هي رصد حالة التردي في وعي الأمة العربية والإسلامية، بقدر ما هي محاولةٌ للوقوف على حالة التأثير السيئ في الوعي الذي بات خطرًا يتهدد الإنسانية بكاملها، لا فرق في ذلك بين مسلم ومسيحي أو عربي وغربي.

وبالتالي فلا يمكن فصل تنامي الوعي السلبي بين جموع أمتنا تجاه الحق العربي والإسلامي عن تنامى الوعي المعادي في المجتمعات الغربية تجاه الإسلام وأهله، وهو ما يدفع الجماهير في الغرب إلى رفض الحجاب الإسلامي للمرأة المسلمة التى تعيش في مجتمعهم، كشكل معبِّر عن ثقافة مخالفة لثقافتهم، أو الوقوف ضد المآذن، أو التظاهر ضد الإسلام باعتباره دينًا يمثله بن لادن فقط!.

مسئولية الإعلام

مما لا شكَّ فيه أن صناعة الوعي يرتبط إلى حدٍّ كبيرٍ بالمسئولية الإعلامية في عصر صار فيه الإعلام هو المسيطرَ على صناعة العقول وتوجيهها، وإلا فكيف كانت ستتحوَّل مجرد مباراة كرة إلى معركة بين دولتين عربيتين إسلاميتين؟! وبأي منطق يمكن تفسير تحوُّل الانتماء إلى الإسلام إلى مجرد شعائر خالية من معاني الوحدة بين أعضاء جسد الأمة الواحد، التي راحت تفتك ببعضها في العراق وباكستان والصومال، وتترصَّد في اليمن، ولا تتناصر فى الوقت ذاته مع الفلسطينيين؟! ولماذا تتحرَّك المظاهرات في الغرب لتناصر حيوانًا يتعرَّض للانقراض ولا تتحرَّك لتناصر الإنسان الفلسطيني المقتول تحت وطأة قمع وقهر صهيوني؟ وما الذي دفع مجتمعًا يناصر الحرية والتحرر (!!) إلى قتل مروة الشربيني لمجرد أنها مسلمة محجبة؟!

إن سهم الاتهام واحد في كل إجابة عن علامات الاستفهام السابقة، ويشير إلى الإعلام الذي يصنع العقول ويرسم الوعي ويرتضي أحيانًا أن يتحوَّل من حصنٍ للعقول إلى خنجر يضرب في الظهور.

إن مسئولية الإعلام في أوطاننا مضاعفةٌ بحكم طبيعة المرحلة التي تمرُّ بها أمتنا من استهداف داخلي بالاستبداد وخارجي بالاستعمار، ولذا فإن المطلوب من الإعلام:

أولاً: تقوية وإيقاظ الإيمان الضعيف والمخدَّر في نفوس الناس إلى عظيم الدين؛ الذي يجمع أمتهم ولا يفرقها.

ثانيًا: توجيه همم الناس صوب العدو الحقيقي المتربِّص بالأمة كلها وخيراتها وأخلاقياتها وثقافتها، بل ووجودها.

ثالثًا: إحياء روح الإيجابية والمقاومة، مع الوضع فى الاعتبار أن هناك فرقًا بين مقاومة المحتل المسلَّحة ومقاومة المستبدِّ السلمية.

رابعًا: ردُّ الشبهات المثارة ضد الأمة الإسلامية، وتجلية صورتها، بعيدًا عن نمطية التخلُّف والإرهاب التي تحصرنا وتحاصرنا فيها وسائل الإعلام الغربية، وكذا إظهار الإسلام بصورته الحقيقية كدين حياة شامل يدعو البشرية كلها إلى الأمن والطمأنينة والسلام والحق والعدل والحرية ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ ( الحجرات: 13).

حقيقة الوعي:

إننا نقصد بالوعي تلك الروح التي يجب أن تسري في بدن كل مسلم:

- ليستوعب حقيقة مكانة أمته التي كرَّمها الله جلَّ في علاه حين قال: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (آل عمران: من الآية 110).

- وطبيعة الصبغة الإصلاحية التي يجب أن تصطبغ بها روح أبناء هذه الأمة على كافة أصعدة الإصلاح؛ لا فرق فيها بين ما هو إصلاحٌ سياسيٌّ أو اقتصاديٌّ أو أخلاقيٌّ أو اجتماعيٌّ، وهو ما وصف به الله هذه الأمة فقال: ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ (آل عمران: من الآية 110).

- وأصل هذا المنهج، وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، إيمان لا يتزعزع، ويقين لا يهتز، وجهادٌ في سبيله بكل ما نملك: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحجرات: 15).

هذا الوعي أول طرق إيمان أمتنا بحقها، ووسائل التغيير من نفسها، وقوة الروح فيها، وتقويم الأخلاق فيها، وحال استنفار طاقة أمتنا ستأتيها وسائل القوة المادية من كل جانب، وعند صحائف التاريخ الخبر اليقين.

إن إيماننا بضرورة أن يرتكز وعي المسلمين على عقيدة، وأن يستتبع وعيهم بالإيمان عملٌ للإصلاح هو جزءٌ أصيلٌ لا يتجزَّأ من دعوة الإخوان، وعنه قال الإمام الشهيد المؤسس في رسائله: "ولا معنى لإيمان لا يتبعه عمل، ولا فائدة في عقيدة لا تدفع صاحبها إلى تحقيقها والتضحية في سبيلها".

فلا معنى لوعي بالحقوق لا يرتكز على عقيدة تحرِّكه وتؤجِّج روح الإرادة الساعية للتغيير، وساعتها لن يكون الوعي مجرد تنظير، وسيتجاوز حدود أحاديث الصالونات والمنتديات ليستحيل حركةً شعبيةً واسعةً، الكل فيها يرى في الصدح بالحق قربى لربٍّ حقٍّ، وفي سبيل رضاه يهون كل شيء، ولا فرق في هذا الوعي المرتكز على عقيدة بين عامل أو مزارع وبين سياسي أو أكاديمي جامعي؛ فالكل أمام العمل الواعي بالحقوق سواء.

وغير هذا من فَهْمٍ للإسلام وعقيدته يعتبره الإخوان اجتزاءً في فهم حقيقة الإيمان الذي دفع سيدةً من عوامِّ الناس إلى أن تُراجع على رءوس الأشهاد خليفة المسلمين عمر في قراره الخاص بتحديد المهور، حتى ردَّته فما وجد في نفسه غضاضةً من أن ينصاع للإرادة الشعبية الواعية بحقوقها ويتركَ مثلاً يُحتذى على مدار التاريخ؛ في وجوب أن يعيَ الشعب أهمية رأيه في صناعة القرار السياسي؛ فأمر مناديه (جهازه الإعلامي آن ذاك) أن يطوف الشوارع هاتفًا: "أصابت المرأة وأخطأ عمر".

ولئن كان واقع أمتنا من السوء بمكان فإن إيمانها الحقيقي غير المجتزأ هو الأمل المرتجى.. هذا الإيمان المركوز فى فطرة الأمة يحتاج إلى تنبيه وإيقاظ وتحريك، وساعتها سيخلق وعيًا يجنِّبها اليأس، من القدرة على التغيير، والسير على درب الإصلاح؛ لأن الإيمان يناقض اليأس، ويؤجِّج الحماس، ويوجد الاستعداد للتضحية والعمل على تحقيق التغيير المنشود.. لا بد من ملاحقة الفساد والتصدِّي للاستبداد؛ كي يقوم نظام اجتماعي تحرسه حكومة مخلصة لأوطانها وحامية لحقوق شعب يملك وعيًا متَّحدَ الكلمة متوقِّدَ العزيمة قوِيَّ الإيمان.

وللإخوان كلمة:

أيها الإخوان في كل مكان وعلى أي ثغر.. إن وعيكم بحقيقة دوركم، ونبل دعوتكم، وعظم غايتكم؛ يتطلَّب منكم أن تكونوا حملة راية الوعي الحقيقي في مواجهة رايات الزيف والتزوير، لا نستثني منكم صغيرًا أو عاملاً أو ربة منزل، فالكل أمام المسئولية الآنية سواء، ولكلٍ دوائره التي يتحرَّك فيها، والآذان من حولكم صاغية لكم, فاغتنموا الفرصة ولا تضيِّعوها، وضعوا الناس معكم على المحكِّ، وما خُلِّدت ذكرى مؤمن آل يس إلا لصدعه بالحق أمام الناس جميعًا: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾ (يس: 20).

وحتى تدركوا ويدرك معنا الناس طبيعة المرحلة التي تحياها أمتنا؛ يكفي أن نشير إلى الصفحة الـ31 من كتاب "الديانة اليهودية" للباحث "إسرائيل شاحاك"، الذي ساق فيه رأي الجنرال "شلومو غازيت"؛ الذي كان قائدًا سابقًا للاستخبارات العسكرية الصهيونية، والذي يحدد فيه دور الكيان الصهيوني في المنطقة (موقع إسرائيل الجغرافي في وسط الشرق الأوسط العربي- المسلم؛ يجعل قدر "إسرائيل" أن تكون الحارس الوفي للاستقرار في كامل البلدان المحيطة بهـا، إنَّ دورها هو حماية الأنظمة القائمة؛ لمنع عمليات التحوُّل الراديكالية أو وقفها، وعرقلة اتساع الحماسة الدينية الأصولية، ولهذه الغايـة ستمنع "إسرائيل" حصول تغييرات ماوراء حدود "إسرائيل"، التي تعتبـرها تغييراتٍ لا تطاق، وإلى حـدِّ إحساسها بأنها مجبرةٌ على استخدام كلِّ قوتها العسكرية من أجل منعها، أو اجتثاثها".

فلئن كانت هذه هي رؤية العدو الصهيوني فإن دوركم أيها الإخوان في إيقاظ وعي أمتكم ورد الكيد عنها نفرة لله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إلَى الأَرْضِ..﴾ (التوبة: من الآية 38).. إنها دعوة للنفرة السلمية؛ لإعادة صياغة وعي الناس بما يتناسب وطبيعة المرحلة.. فاحذروا أن تتقاعسوا عن رسالتكم فتكونوا ممن يُستبدل بهم ﴿إلا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ويَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ولا تَضُرُّوهُ شَيْئًا واللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (التوبة: من الآية 39).

فاعملوا وسيروا واثبتوا، وأيقنوا بغد أمتنا، وأن الله تعالى يورث الأرض من شاء من عباده الصالحين ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 139) ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 69)؛ فاللهم اجعلنا ممن يعي ويوعي فترتفع رايات عزِّ أوطانه في الدنيا ويكون من أهل الجنة في الآخرة.


14 ديسمبر 2009

نـدوة الـثـلاثـاء: رسـالـة الـتـغـيـيـر

استمرارا لسلسلة الندوات الأسبوعية "ندوة الثلاثاء" التي تنظمها حركة الدعوة والتغيير بمقرها المركزي بالدرارية بالعاصمة ، خصص موضوع ندوة الثلاثاء 8ديسمبر 2009 لموضوع: " رسالة التغيير" ، الذي استقطب الاهتمام والمتابعة والنقاش، فهو احد ابرز اهتمامات الحركة وجزء هام من مشروعها، فضلا عن كونه سنة الحياة وقوام التجمع البشري، كما جاء على لسان الأساتذة الأفاضل.
.
الندوة حضرتها قيادات الحركة وعلى رأسها فضيلة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي ونائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة وأعضاء المكتب الوطني وإطارات ومناضلين وأساتذة.
.
استهلت الندوة كالمعتاد بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، ثم كلمة ترحيبية وتأطيرية لموضوع الندوة ألقاها مسؤول قسم التربية والدعوة الأستاذ العيد محجوبي أبرز فيها أهمية هذه اللقاءات وأهمية هذا الموضوع بالخصوص، وكيف ينبغي أن ينال الاهتمام والانشغال لذلك ارتأينا فتح النقاش حوله كدليل على حيوية المشروع والتعامل مع التطورات.
.
كما تدخل رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي مرحبا بالحضور وشاكرا لهم حسن التواصل والاهتمام، مبينا أهمية هذا الموضوع ودوره الأساسي في اهتمامات الحركة فهو جزء من هويتها وتسميتها وهو جزء كبير من نضالها، مقدما في ذات الوقت جملة من المعالم التي ينبغي أن نستصحبها في تناول هذا الموضوع "القضية"، وهي بمثابة رؤية في التفاعل مع هذا الموضوع فكرا وعملا، من خلال نصوص الكتاب والسنة وانتاجات الفكر الإسلامي في هذا المجال قديما وحديثا، إضافة إلى معطيات الخبرة البشرية.
.
نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة تدخل بكلمة أشار فيها لأهمية الموضوع وأوضح حيثيات العملية التغييرية، وبأن كل عملية تغييرية لها رسالة، مبينا خصوصيات وتميز رسالتنا من خلال هذه العملية مقدما في ذات السياق استشهادات من سيرة السلف الصالح وكيف تفاعلوا مع هذه الرسالة وكيف أنتجوا قيما وإسهامات جليلة بهذا الشأن.
.
الأستاذ احمد الدان مسؤول قسم الإعلام والسياسة نشط فعاليات هذه الندوة من خلال تقديمه لمحاضرة مفصلة حول الموضوع تطرق فيها بالتحليل لمختلف جوانب هذا الموضوع بمنهجية علمية، وأسلوب رصين ومشوق، تناول فيها محاور المحاضرة وقدم فيها الكثير من الاستشهادات من النصوص الشرعية وسيرة السلف واجتهادات العلماء لتأصيل الموضوع، كما تتبعه في جوانبه الواقعية من خلال الإسقاطات المنهجية التي كان يقدمها، دون ان يغفل عن أبعاد العملية التغييرية وأهدافها وشروطها ومقتضياتها النفسية والفكرية والاجتماعية ومعوقاتها الذاتية والموضوعية، وآفاق العملية في منظور حركة الدعوة والتغيير.
.
المحاضرة كما اشرنا سابقا استقطبت الاهتمام والمتابعة بالنقاش والتساؤلات حيث تدخل الإخوة الحاضرون بآرائهم ونقاشاتهم واستفساراتهم حول مختلف جوانب وزوايا هذا الموضوع الهام والحيوي بما أضفى المزيد من الحيوية واستجلاء جوانب العملية التغييرية في حد ذاتها.


.....................................
الحادي أون لاين

13 ديسمبر 2009

نـدوة الـثـلاثـاء .. كيف ننجح دعويا ..

خصصت الندوة الأولى لموضوع " كيف ننجح دعويا ":
أقر المكتب الوطني لحركة الدعوة والتغيير، الشروع في تنظيم ندوات أسبوعية، لمناقشة مواضيع فكرية وتربوية ودعوية واجتماعية وغيرها..
وتأتي هذه المبادرة في إطار التواصل بين القيادة والقاعدة، وطرح الأفكار وتفعيل الأداء ومدارسة ومناقشة قضايا ومواضيع ذات أهمية.
هذه الندوات تشرف عليها قيادة الحركة، وينشطها قيادات وإطارات ومختصون وأهل التجربة والخبرة، ويحضرها إطارات ومناضلون ودعاة ومربون، للتواصل والنقاش وبلورة الرؤى والأفكار.
وقد نظمت الندوة الأولى أمسية الثلاثاء 24-11-2009 وخصصت لموضوع: "كيف ننجح دعويا".
الندوة كانت تحت إشراف رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي وحضرها قيادات الحركة وأعضاء من المكتب الوطني، الأستاذ عبد المجيد مناصرة نائب رئيس الحركة، والأستاذ العيد محجوبي مسؤول قسم الدعوة والتربية، وجمع من الإطارات والمربين والدعاة والأساتذة والمهتمين.
استهلت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، بعدها تناول الكلمة مسؤول قسم الدعوة والتربية الأستاذ العيد محجوبي مرحبا بالحضور ومبينا الإطار الذي تندرج ضمنه هذه الندوة والأهداف المتوخاة منه وهذا نص مداخلة "كيف ننجح دعويا" التي ألقاها رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي:

كيف ننجح دعويا؟
الدعوة هي تبليغ الإسلام وتعليمه للناس وتطبيقه في واقع حياتهم.. وهي دين الله الذي بعث به الأنبياء جميعا وتجدد على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كاملا وافيا لصلاح الدين والدنيا.
فالدعوة إلى الله أفرض الفرائض وأوجب الواجبات لأن الدين كله يقوم عليها ولولا الدعوة إلى الله ما عرف إنسان دينه ولا قامت في الأرض جماعة ولا نشأت للإسلام دولة، ولبقيت غربة الإسلام في الأرض، لأن الدعوة إلى الله هي الحركة الفاعلة التي تغير الواقع الجاهلي إلى واقع إسلامي وتنقل الإسلام من الحالة النظرية إلى الحالة العملية ليكون نظاما للحياة.
والدعوة إلى الله أشرف الوظائف ومرتبتها أسمى المراتب، ومن أجل ذلك اختار لها الله لها صفوة خلقه وهم الأنبياء عليهم السلام، والدعاة إلى الله تعالى هم أشرف الخلق بعد الأنبياء في أعظم المهمات، وهم خلفاء الرسل والناس تبع لهؤلاء الدعاة.
قال ابن القيم: (مقام الدعاة إلى الله أشرف مقامات التعبد)..
لقد اخترنا لحركتنا اسما أو عنوانا هو حركة الدعوة والتغيير والدعوة طريق يؤدي إلى: الله غايتنا، يقوم عليه المتبصر به ونعني بالمتبصر صاحب البصيرة، واجبه في هذا الطريق إرشاد الناس إليه، الضالين منهم والحائرين.
هذا الواجب أوجبته علينا كحركة، أفرادا وجماعة كفر إبليس وتكبره وهذا هو أول انحراف في الوجود سبقنا إليه عالم الجن.
فكانت الجنة من نصيب آدم وزوجه واللعنة والطرد من الرحمة لإبليس البئيس، نتج عن ذلك أول حسد في الوجود تبناه إبليس قبل الأنس دفع صاحبه إلى إقناع آدم لمخالفة أمر ربه فأكل من الشجرة المحرمة رمز المنكر والشر.
وكانت النتيجة الثانية خروج آدم من الجنة وزوجته والهبوط إلى الأرض للصراع والعداوة بين إرادتين إرادة آدم العازم على الرجوع إلى الله والى الجنة التي خرج منها مع زوجته وذريته بتغلبه على سلطة إبليس وإرادة إبليس بجرجرة آدم وزوجته وأبنائه معه إلى النار.
فالدعوة بدأت من هنا وهي طريق الرجوع إلى الله والذي يعرفها حق المعرفة هو آدم وواجبه الذي ورثه عنه الأنبياء من بعده إلى خاتمهم (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه والتابعين من العلماء والدعاة الربانيين وورثناه نحن عنهم في حركة الدعوة والتغيير.
هذا الواجب هو إرشاد أبنائه إلى سلوكه وتحذيرهم من تضليل إبليس وطمسه عليهم.
وطريق الدعوة هو الإسلام والدعوة إليه هو تبليغه للناس وإقناعهم به ليقبلوا عليه ويسلكوه في واقع حياتهم وهو ما اختصره الصحابي الجليل لقائد الفرس لما سأله عما يريدونه فقال: ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
فلفظ الدعوة له مفهومان خاص وعام. المفهوم الخاص هو دعوة الناس وتوجيههم وإرشادهم إلى الطريق الموصل إلى رضوان الله طريق عودة آدم إلى الجنة بفضل الطاعات الدينية وترك المعاصي التي هي ثمار تلك الشجرة الملعونة رمز المعاصي والمخالفات والانحرافات. *قال تعالى: " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين"
المفهوم العام للدعوة هو ما تقوم به الجماعات المهيكلة المترابطة المجسدة لدعاء الرابطة هو الاجتماع والترابط والتهيكل في جماعة على محبة الله واللقاء على طاعته والتوحد على دعوته والتعهد على نصرة شريعته للتمكين لدين الله لإيجاد المجتمع المسلم المنشود الذي لا يعتز بانتمائه للإسلام فحسب بل المجتمع الذي يعتز به الإسلام عقيدة وعبادة وسياسة واقتصادا والمجتمع المبني على قاعدة صلبة تعتبر صغائر الذنوب كبائر عندها سماها الله تعالى في كتابه "أمة" (ولتكن منكم امة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) وفي قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) ووصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالطائفة "لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق"
منكم أمة أو الطائفة كما سماها النبي صلى الله عليه وسلم تظهر في كل زمان ومكان منها الجماعة التي بدأ تكوينها مباشرة بعد الاستقلال في الجزائر امتدادا لما قبلها من دعوة وإتماما لها تحت اسم الموحدين ثم الإرشاد والإصلاح ثم حركة المجتمع الإسلامي ثم حركة مجتمع السلم التي خرجت على ما قبلها وأخيرا حركة الدعوة والتغيير.
انطلقت في أول أمرها من البيوت والمساجد والجامعة بسرية التنظيم وعلنية الدعوة العامة ثم علنية الدعوة والتنظيم بعد الانفتاح من ثمارها الطيبة الصحوة الهادية الهادئة الهادفة للوصول إلى الجزائر المنشودة والجزائر المنشودة لا تتحقق من فراغ وإنما تتحقق على مراحل عبر إيجاد الفرد المنشود والأسرة المنشودة والمجتمع المنشود الذي يطالب بالانتقال إلى التعددية بإزالة الأحادية وإلى الديمقراطية بإزالة الديكتاتورية.
ففكرتنا هي الإسلام وإرادتنا الالتزام بها وواجبنا الدعوة إليها.
والدعوة طريق الرجوع إلى الله والفوز بجنته ورضوانه والجنة حفت بالمكاره كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمكاره هي معالم الطريق الدالة على سلامته إذا وجدناها في طريق دعوتنا تزيدنا تمسكا بانتمائنا للفكرة وتزيدنا اطمئنانا وثقة وعزما على مواصلة السير والاستمرار فيه والمكاره هي العقبات في الطريق أشار إليها الإمام في قوله ستلقون منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية وستجدون أمامكم كثيرا من المشقات وسيعترضكم الكثير من العقبات وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات وهو ما أرشدنا إليه قوله تعالى في سورة الصف التجارة مع الله (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين).
وأثناء مسيرة العمل الإسلامي والدعوة إليه تظهر مشكلات وتطفو على السطح ممارسات خاطئة غير متعمدة وانحرافات متعمدة الأولى تكون قابلة للعلاج بالنصح والتصحيح وبإزالة الضبابية عن الفكرة وأهدافها وضعف الثقة المؤدي إلى:
- التقصير في أداء الواجبات.
- العزوف عن لقاء الإخوان.
- كثرة الكلام وقلة العمل.
- عدم الثبات أمام التحديات.
- قلة العلم والفهم وضعف القدوة.
- الانغلاق على الذات والاعتزال.
- تأخر النصر الذي يجلب المصالح ويدفع المضار.
أما الانحرافات فهي من أمراض القلوب وإفرازات النفوس الأمارة بالسوء نتيجة:
- تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
- الاعتداد بالرأي والإصرار عليه.
- التشاحن والتباغض المفكك لأوصال الجسد الواحد.
- الغرور وحب الظهور والإعجاب بالنفس.
كل هذه وغيرها من الأسباب الموضوعية لضعف المردود الدعوي.
وحواجز دون إقبال الناس على الدعوة ومن هنا يأتي السؤال: كيف ننجح دعويا؟
فما من دعوة لفكرة لا تنجح إلا بتوفير شروط الانتصار لها وتحقيق أهدافها من هذه الشروط.
1- الاقتناع بها وبأهدافها الواضحة.
2- الثقة بصلاحها لا يتسرب إليها شك.
3- التبني لفكرتها وأهدافها والعمل بحماس على نشرها.
4- لا بد من أنصار ينصرونها ومحبين يكثرون سوادها يسيجونها بعواطفهم ورعايتهم ويدعون لها بظهر الغيب.
فنجاحها في أرض الواقع يعود بالدرجة الأولى إلى حال معتنقيها ودرجة تفاعلهم معها إيمانا بها وإفصاحا واضحا عنها وتجسيدا عمليا لها بالقدوة وقبل الدعوة.
يقول الإمام البنا رحمة الله عليه: "إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها".
ويقول رحمة الله عليه في معرض حديثه عن الإخلاص "وإن أسلافكم الكرام لم ينتصروا إلا بقوة إيمانهم، وطهارة أرواحهم، وزكاء نفوسهم، وإخلاص قلوبهم وعملهم، عن عقيدة وإقناع جعلوا كل شيء وقفا عليها حتى اختلطت نفوسهم بعقيدتهم وعقيدتهم بنفوسهم فكانوا هم الفكرة، وكانت الفكرة إياهم. فإن كنتم كذلك ففكروا والله يلهمكم الرشد والسداد، واعملوا والله يؤيدكم بالقدرة والنجاح".
فإن أردنا أن ننجح دعويا فلابد من الامتثال لما قاله الإمام والعمل على توضيح الرؤية عند الجميع قيادات وقواعد ووضع خطة قابلة للتنفيذ يلتزم بها الجميع لإقامة الشهادة على الناس.
بإرادة قوية التي لا يصيبها ضعف.
بالوفاء الذي لا يصيبه تلون ولا غدر.
بالتضحية العزيزة التي لا يحول دونها طمع ولا شح.
وهناك مواصفات يجب أن تتوفر في الجماعة الدعوية وفي الدعاة كأفراد كشرط للنجاح.
فالداعية الناجح يألف مع البعيد ويربي القريب ويداوي القلوب يؤلف بينها ويصونها من التنافر كما قال الشاعر:
احرص على حفظ القلوب من الأذى *** فرجوعها بعد التنافر يصعب.
إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يشعب.
فالداعية الإلف المألوف محل تجميع، والفض غليظ القلب محل انفضاض الناس عن دعوته لقوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
فاللين في الدعوة من أسباب النجاح والغلاضة والفضاضة من أسباب النفور.
الداعية الناجح يذكره الفقير بفقره إلى الله فيتذكر قوله تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله الغني الحميد) فيحسن إلى الفقير لأنه ذكره بفقره إلى الله.
الداعية الناجح له يقين أنه بإخوانه فإن لم يكن بهم فلن يكون بغيرهم فهو قوي بإخوانه (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري) وقال تعالى: (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا)
والداعية الناجح في حاجة إلى من يعينه على دعوته فنجاحه نجاح لأخيه ونجاح أخيه نجاح له وإلا لماذا نرجو أن نكون يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين؟
الداعية الناجح يعمل ولا ينتظر المدح على عمله من أحد بل رجاؤه في الأجر من الله.
فالداعية الناجح هو الذي يعطي حق زوجته وأولاده ولا ينسى حق دعوتهم امتثالا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا) فأهله ليسوا خرافا تسمن لتؤكل يقوم بحاجتهم الجسمية ثم يسلمهم إلى النار.
فالمحافظة على الأسرة من المسؤوليات الهامة والخطيرة فأول ما نقوم به في الدعوة هو المحافظة على زوجاتنا وأبنائنا نقيهم من النار وبوقايتهم نقي أنفسنا نحن الذين كوّنا أسر فلا نترك الحبل على الغارب فلا نترك في أسرنا ظهور امرأة نوح وامرأة لوط وخاصة في هذا الزمن الذي تحالف فيه الاستكبار العالمي لتخريب الأسرة المسلمة بسم الحرية وحقوق الإنسان، بالتضليل وتزيين الفساد كما فعل إبليس بأسرة آدم ليأكلوا من الشجرة الملعونة في القرآن.
فالداعية الناجح هو الذي يكون على يقين إذا لم نحيي مناهجنا بأرواحنا وضمائرنا وصدقنا وإخلاصنا وسلوكنا بالجهد المتواصل تبقى مناهجنا حبرا على ورق تموت بالجمود.
فالداعية الناجح لا يفكر في نفسه فقط بل لا يهدأ له بال إلا في التفكير في مشاريع تخدم المسلمين امتثالا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". فلابد من رصد الجاهلية الحديثة والتفكير في مشاريع لمواجهتها.
الداعية الناجح هو الذي يدعو للناس ولا يدعو عليهم لأن القلوب الكبيرة قليلة، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤذى من قومه فلا يدعو عليهم بل يدعو لهم بالهداية: "اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون" وكما قال الرجل المؤمن:(قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين).
فالإمام الشهيد كما قال عنه سعيد حوى رحمهما الله كان يفقه قول الله:(ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) فكان يتعامل مع الخيرية في كل إنسان مهما كان غارقا في الخطيئة والمعصية أملا في تغليب جانبه الخيري على جانبه الشري.
وكما يقول الإمام الشافعي: "ليس أحد من الناس يطيع الله ولا يعصيه أبدا، وليس أحد من الناس يعصيه فلا يطيعه أبدا، ولكن من غلب خيره شره فهو عدل".
الله سبحانه وتعالى خلق النفس وأودع فيها النزع إلى الخير والنزع إلى الشر فعندما نربي أبنائنا نغلب فيهم النزعة إلى الخير فإذا تركناهم بغير تربية فالشيطان يتولاهم فيغلب فيهم نزعة الشر على الخير ونكون قد تخلينا عن مسؤوليتنا لأنهم أبنائنا وليسوا أبناء الشيطان.
الداعية الناجح يخالط الناس ويصبر على أذاهم بل يحسن إليهم فيقابل الإساءة بالإحسان كما صوره الإمام الشهيد:" كونوا كالشجر يرميه الناس بالحجر فتلقي إليهم بالثمر، واصبروا فالزمن في صالحكم، وكونوا أنتم الأسوة والقدوة والناس إنما يتأثرون بسمت الإنسان وخلقه ومعاملاته أكثر مما يتأثرون بفصاحته حتى ولو كان عنده فصاحة قيس بن ساعدة الإيادي وبلاغته، ما أثرت في الناس إذا كان سلوكك يختلف عن الكلام الذي تقوله".
يقول الشيخ أحمد الراشد أطال الله عمره في خدمة الدعوة: "الملتزم داعية مهما كان مستواه العلمي والشرعي والثقافي فهو يدعو الناس بسلوكه الملتزم، وهو لا يحتاج في دعوته هذه إلى كلام وخطاب مع غيره فلسان حاله وسلوكه هو الدعوة بالقدوة".
فالله أنزل القرآن وتكفل بحفظه وترك لأمة القرآن العمل به يقول ابن مسعود رضي الله عنه: "أنزل القرآن عليهم ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملا وإن أحدهم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته لا يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به".
وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: "لا تنظروا إلى من يقرأ القرآن ولكن انظروا إلى من يعمل به".
وفقنا الله وإياكم للعمل الصالح والقدوة الحسنة.
والسلام عليم ورحمة الله وبركاته.

بعدها فُتح المجاال للمناقشة واستفسارات الحضور، الذين ثمنوا هذه المبادرة وعبروا عن حرصهم على إنجاحها، وتحقيق الأهداف المرجوة منها، كما ناقشوا وطرحوا آرائهم، وقدموا استفساراتهم وانشغالاتهم بخصوص هذا الموضوع الحيوي والهام.

لقاء التغافر بمناسبة عيد الأضحى المبارك


إحياء للمعاني والأبعاد الروحية والتعبدية والاجتماعية والتربوية للعيد نظمت حركة الدعوة والتغيير يوم الثلاثاء 01 ديسمبر2009م بالعاصمة يوما للتغافر أشرف عليه فضيلة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي وحضره نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة وبعض أعضاء المكتب الوطني ونواب وأعضاء المجالس المنتخبة وجمع من إطارات ومناضلي الحركة ببلديات العاصمة، كما حضر الأخ عمر جمال رئيس مكتب جمعية الإرشاد والإصلاح بالقصبة الذي قضى عدة أيام بالسجن وأطلق سراحه عشية عيد الأضحى المبارك، بعد أن رفع ضده أحد أعضاء المكتب الوطني لحمس دعوى قضائية ولفقوا له قضية اعتداء عندما استعملوا العنف في محاولة للسطو على مقر الجمعية بالقصبة..
.
استهل اللقاء بكلمة لفضيلة رئيس الحركة رحب فيها بالحضور وقدم التهنئة بالعيد المبارك والدعوة لجميع الإخوة والأخوات، والتمني أن تدوم أعياد وأفراح جميع أبناء الحركة وجميع الجزائريين وجميع أبناء الأمة الإسلامية، ثم تحدث عن الأبعاد الروحية والتربوية والدعوية والاجتماعية لعيد الأضحى المبارك وما يحمله من نفحات نستظل بها وبنسماتها اللطيفة وكيف ينبغي أن نستثمرها دعويا وتربويا واجتماعيا ثم تداول على الكلمة كل من الإخوة سيلمان شنين، عمر جمال، عبد المجيد مناصرة والأخت رحمة صديقي.
.
الأستاذ سليمان شنين رئيس لجنة فلسطين بحركة الدعوة والتغيير العائد من أداء مناسك الحج – فحج مبرور وسعي مشكور له ولجميع حجاجنا الميامين- حضر اللقاء وتحدث عن المعاني والدلالات التي يمثلها العيد في الإسلام وكيف ينبغي أن تكون حاضرة دائما في وجداننا ، معرجا في ذات السياق إلى ما تعيشه المقدسات والأقصى الشريف من اعتداءات صهيونية خطيرة، وكيف ينبغي أن نستحضر هذه المعاني والمواقف وانه لا تكتمل الفرحة إلا بتحرير المقدسات.
.
مسؤولة قسم المرأة والأسرة بالمكتب الولائي للعاصمة الأخت رحمة صديقي، وبعد أن رحبت بالحضور، وقفت على بعض المعاني لمثل هذه اللقاءات مؤكدة على ضرورة زرع الأخوة والمحبة والرحمة في الأوساط الاجتماعية وإدخال السرور والسعادة على فئات المجتمع وحثت على العمل من أجل تحقيق وتجسيد هذه المعاني الرسالية، دون أن ننسى أن أهل غزة مر عليهم العيد وهم في حصار ظالم.
.
وفي الأخير تبادل الإخوة والأخوات التهاني بمناسبة العيد في جو من المحبة والتآخي والدعاء للحجيج بالقبول والعودة بالسلامة لأوطانهم وأهليهم وإخوانهم.

----------------------
الحادي أون لاين