8 يونيو 2010

وفد حركة الدعوة والتغيير برئاسة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في المؤتمر الـ 19 لاتحاد المجتمعات الإسلامية باسطنبول

image

شارك وفد حركة الدعوة والتغيير برئاسة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في المؤتمر الـ 19 لاتحاد المجتمعات الإسلامية الذي نظم هذه السنة في الفترة من 27 إلى 29 مايو 2010م باسطنبول تحت عنوان: "عالم جديد، لماذا؟ وكيف؟"، تحت إشراف ورعاية الزعيم الإسلامي التركي نجم الدين أربكان.

وفد حركة الدعوة والتغيير المشارك في فعاليات هذا الملتقى الدولي يتكون من رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي، نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة، وأعضاء المكتب الوطني كلا من الأستاذ الطاهر زيشي، الأستاذ نصر الدين سالم الشريف، الأستاذ فريد هباز، الأستاذ عبد القادر بن قرينة.
الملتقى المنظم من قبل مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية عرف حضور علماء ومثقفين وسياسيين وقادة الفكر والرأي من مختلف الأقطار العربية والإسلامية والغربية، ناقشوا ودرسوا على مدار يومين ملفات وقضايا النظام العالمي الجديد في جوانبه السياسية والإعلامية والاقتصادية والثقافية، وقضايا الإسلام والغرب، والإسلاموفوبيا، وغيرها..، مع التركيز بالخصوص على محور "دور المسلمين في التمكين للأمة في ظل هذا النظام".
تميزت جلسة الافتتاح بإلقاء عدة كلمات من طرف الشخصيات والفعاليات الحاضرة، منها:
- رئيس مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية التركي السيد محمد رجائي قوطان
- الزعيم الإسلامي التركي ورئيس الحكومة التركية السابق البروفيسور نجم الدين أربكان.
- رئيس حزب السعادة التركي.
- القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الأستاذ إبراهيم منير.
- رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين الأستاذ عبد المجيد مناصرة.
- رئيس الحزب الإسلامي الماليزي الأستاذ عبد الهادي أوانج.
- رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري الدكتور محمد سعد الكتاتني.
- رئيس حزب العدالة والرفاه الإندونيسي الأستاذ لطفي إسحاق.
كما قدمت في أشغال الملتقى عدة محاضرات تناولت بالدراسة والتحليل محاور الملتقى، ألقاها أساتذة ومثقفون وشخصيات سياسية وقادة الفكر والرأي، منهم: الأمين العام للاتحاد العالمي للمنظمات الإسلامية الأستاذ مصطفى الطحان، الأستاذ راشد الغنوشي، الرئيس السودانى الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيس حزب النهضة بطاجكستان الأستاذ محي الدين كبيري.
وللإشارة فقد شارك عضو المكتب الوطني لحركة الدعوة والتغيير الأستاذ فريد هباز في المؤتمر العالمي الخامس للتعاون الثقافي للشباب المسلم، الذي نظَّمه المنتدى الشبابي الدولي، واستمر ثلاثة أيام تحت عنوان: "مستقبلنا.. عالم جديد.. ماذا نفعل؟!- ماذا سنفعل.
كما شارك نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة بمحاضرة في المؤتمر الـ:19 لاتحاد المجتمعات الإسلامية تحت عنوان:"موقع الأفكار في النظام الدولي الجديد"، وهذا ملخصها:1_596615940.jpg
موقع الأفكار في النظام العالمي الجديد

تركيز الحديث على عالم الأفكار الذي كثيرا ما يهمل لصالح عالم الأشياء أثناء تناول مواضيع الحضارة وقضايا النظام العالمي، بمصطلحات الأستاذ المرحوم مالك بن بني، لأن الأفكار هي المنشئة للأشياء والأنظمة والواقع..


صعوبة الانتقال:


عشرون (20) سنة لم تكن كافية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعية لتشكل النظام العالمي الجديد على أنقاض النظام ثنائي القطبية (الولايات المتحدة الأمريكية – الاتحاد السوفيتي).
ولقد تفردت أمريكا بقيادة العالم واستغلت حالة اللاتوازن لتفرض هيمنتها ورؤيتها لقضايا الأمم والسلم والبيئة والحرب الإرهاب والديمقراطية.. فقادت العالم إلى حروب مدمرة أغلبها على أراضي إسلامية وضحاياها مسلمين.
واستفادت دولة الكيان الصهيوني من هذا الوضع ففرضت رؤيتها للتسوية على حساب الشعب الفلسطيني والحقوق العربية الأخرى، إنها الفوضى التي سميت بالخلاقة.
تلك سمة هذه المرحلة الانتقالية التي طالت وطالت معها معاناة كثير من الشعوب من عدم التوازن الدولي.
وقد عملت أمريكا أيضا في هذه المرحلة على تأخير وإعاقة ظهور ونهوض القوى الدولية الأخرى، وتحركت اتجاه أفغانستان والعراق ودارفور وتايوان.. من أجل محاصرة هذه القوى ولكن تحت شعارات براقة: نشر الديمقراطية وإقامة الإصلاح، محاربة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان.


الأفكار في النظام الدولي

10_906622549.jpg
في ظل نظام دولي ثنائي القطبية استقطبت العالم فكرتان:
• الفكرة الشيوعية بنظرتها للإنسان والحياة والحضارة والدين.
• الفكرة الليبرالية بنظرتها للإنسان والحياة والحرية والديمقراطية والعلاقات الدولية.
ولم يسمح هذا الاستقطاب الحاد ببروز أفكار أخرى تقود الناس وتشارك في قضايا العالم.
والفكرة الأفروآسيوية لم تلفح في أن تكون فكرة مستقطبة ثالثة ولم تنجح مؤسساتها في الصمود والاستمرار.
الأفكار في المرحلة الانتقالية:
بحكم تفرد أمريكا بقيادة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، طغت على هذه المرحلة الأفكار الآحادية.
ولقد أمطرتنا مراكز البحث الأمريكية وخطب الساسة بأفكار جديدة هي أفكار الهيمنة التي تتحدث عن سطوة الفكرة الليبرالية وعن تأبيدها كفكرة وحيدة للعالم.
ويمكن سرد بعض هذه الأفكار:
• نهاية الشيوعية.
• نهاية الإيديولوجية.
• نهاية التاريخ.
• نهاية الدولة الوطنية.
• صدام الحضارات.
• العولمة بمفهوم الأمركة.
ومع كذلك فإنه قد برزت مقاومات مهمة لفكر النهايات وفكر الهيمنة، ولعل أهم هذه المقاومات التي شكلت إرهاصات لولادة النظام العالمي الجديد:
- مناهضة العولمة.
- حركة ضد الحرب.
- المقاومة الإسلامية.


الأفكار في النظام العالمي الجديد:


تحولات كبيرة توفرت في الفترة الأخيرة تشكل في مجملها المناخ الطبيعي لولادة النظام العالمي الجديد، ولعل أهمها:
- الأزمة المالية وتداعياتها التي لم تنته بعد، بل تشهد أوربا هذه الأيام صورة من صورها، فقد تهاوى "اليورو" الذي أرغم دول الاتحاد الأوربي على تقديم الدعم المالي الكبير لضمان استقرار العملة الأوربية.
لقد اعتمدت دول مثل: اليونان، إسبانيا وإيطاليا.. سياسات تقشفية لتجنب أزمة مالية اقتصادية خطيرة، ومع ذلك فقد بدأت تتولد عن هذه السياسات التقشفية احتجاجات اجتماعية ونقابية تنذر بالتوتر والاضطراب الذي قد يؤدي بالإطاحة ببعض الحكومات والرؤوس.
- إن فشل خيار الحرب الذي انتهجته أمريكا في المرحلة الانتقالية في العشريتين الماضيتين، وقد عبرت عن ذلك الإستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي الصادرة منذ أيام قليلة.
وهذا يعبر عن عجز أمريكا عن الاستمرار في الحرب بمفردها كما فعلت في غزوها للعراق.
- ظهور المقاومات لفكر الهيمنة وإلغاء حقوق الشعوب الأخرى، يؤكد على أن إرادة جديدة تريد أن تشارك في تشكيل وصناعة العالم الجديد.
- نهوض القوى الأخرى خاصة الصين والهند والبرازيل وتركيا وإندونيسيا.. مؤشر دالّ على تغيير سيحدث في قمة النظام العالمي.
- اتساع تأثير الثورة التكنولوجية وتقنيات الاتصال يتيح إمكانية التقاسم في الريادة بفضل التساوي في المعلومة والمعرفة.
كل هذه المؤشرات تشكل المناخ الملائم لولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
عندما نقول نظام عالمي جديد يعني مؤسسات جديدة بديلة لمؤسسات النظام الدولي القديم:
• فما هو البديل للحلف الأطلسي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
• وما هي المؤسسات البديلة للأمم المتحدة ومجلس الأمن؟
• وما هي المؤسسات الاقتصادية البديلة لمنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي؟
لن يكون هناك نظام عالمي جديد بمؤسسات قديمة تشكلت في ظل توازنات ومتطلبات النظام ثنائي القطبية الخادم لمصالح صانعيه بعيدا عن مصالح ثمانين بالمائة (80%) من شعوب العالم.
والأهم من المؤسسات هي الأفكار المساهمة في صناعتها.
إن تعدد الأقطاب يأتي ضمن حضارات متعددة، وفي ظل التعدد يمكن لأفكار جديدة أن تدخل مسرح العالم وتشارك في تشكيله وقيادته.
وهنا تبرز "الفكرة الإسلامية" وهي المتوفرة على عناصر قوى كثيرة:
• مضمونها العادل وحاجة الناس إليها.
• إنجازاتها التاريخية الشاهدة.
• أتباعها الكثر البالغ عددهم 1.5 مليار مسلم.
• ثروتها المادية وعلى رأسها النفط.

1_596615940.jpg
وعلى أصحاب "الفكرة الإسلامية" بلورتها في مشروع واضح يجيب على الأسئلة الملحة التي تطرحها إرهاصات ولادة النظام العالمي الجديد، ويحقق مصالح الناس ضمن القيم المشتركة للإنسانية.
وعلى حملة الفكرة الإسلامية التحرك ضمن إستراتيجية المشاركة مع الآخر بعيدا عن الهيمنة والإلغاء، وحرصا على القواسم المشتركة ومع كل الحضارات والثقافات والقوى الدولية والمنظمات والشعوب من أجل نظام عالمي إنساني عادل يكرم الإنسان ويحفظ الحقوق ويوطد نسيج القيم.
إذن هناك موقع للأفكار في النظام العالمي الجديد ومستقبل رائد للفكرة الإسلامية في ظل تعدد الأقطاب وتعدد الأفكار وبالحرية والمقارنة تنتشر الفكرة الإسلامية وتكتسب أرضا جديدة وأنصارا جدد.

ليست هناك تعليقات: