24 ديسمبر 2009

قسم الإدارة والتنظيم يعقد اجتماع مجلسه الوطني

عقد المجلس الوطني لقسم الإدارة والتنظيم اجتماعه الدوري يوم الجمعة 24 ذو الحجة1430هـ الموافق 11 ديسمبر2009م، بالمقر الوطني للحركة تحت إشراف المكتب الوطني لقسم الإدارة والتنظيم بمشاركة مسؤولي قسم الإدارة والتنظيم في الولايات وألقى الأستاذ العيد محجوبي عضو المكتب الوطني كلمة توجيهية حول التنظيم الرسالي المبني على قوة البناء النّفسي في العقيدة والأخلاق والسلوك، والمبني على قوة البناء التنظيمي المبني على قوة الأخوة والثقة والطاعة.

.

وأكد أنّ شخصية الأخ الرسالي:
- الإخلاص والصدق في النية والعطاء.
- استشعار الأجر والمثوبة من الله عزّ وجل.
- إشاعة روح التعاون والتكافل.
وعرض مسؤول قسم الإدارة والتنظيم الأستاذ نصر الدين سالم الشريف مشروع البرنامج السنوي (برنامج 2010) لقسم الإدارة والتنظيم، العرض الذي تلاه نقاش لإثراء البرنامج السنوي وتوضيح أولويات قسم الإدارة والتنظيم لسنة 2010 كما عرض عضو مكتب القسم الأستاذ حسين سالم ورقة موضوعها: "عملية التأسيس آفاق وعقبات" وتناول في الورقة:
- ضرورة الاهتمام بتأسيس الأسرة التربوية والمكاتب البلدية.
- الحرص على نشر الدعوة والتعريف بالحركة.
وفي الأخير تناول الملتقى الوطني ورقة حول المتابعة التنظيمية قدمها عضو مكتب القسم الدكتور عبد الحميد فريحات.
واختتم الملتقى مؤكدا على ضرورة التواصل وزيارة الولايات والبلديات وتكثيف اللقاءات، والحرص على استيعاب طاقات جديدة مع وجوب الاحترام الكامل لمعايير الالتزام والارتقاء التربوي والتنظيمي.
وفيما يلي نص مداخلة الشيخ العيد محجوبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
التنظيم الرسالي
العضو في حركة الدعوة والتغيير هو الحامل للمشروع الرسالي الإصلاحي الذي يخوض غمار التغيير.
وحتى نقول إن هذه حركة رسالية وتنظيمها رسالي لابد أن تتسم بقوة البناء النفسي وقوة البناء التنظيمي.
قوة البناء النفسي في فهمنا هو قوة البناء العقائدي والبناء الأخلاقي والبناء السلوكي أو بتعبير آخر أن تكون عقيدة الفرد الرسالي في التنظيم الرسالي وأخلاقه وسلوكه مطابقة لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم إن القاعدة التي حددها الله تعالى من أجل التغيير مبنية على إحداث تغيير في مجال النفس باعتباره شرطا قرآنيا للتغيير: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
المطلوب هو البناء وليس مجرد العلم أي أن تكون العقيدة واقعا في الفرد لأن البناء العقائدي السليم هو الذي يوثر في عمله وفي علاقته
إنّ البناء النفسي (العقائدي الأخلاقي السلوكي) يلقي على كاهل كل منا حملا ثقيلا يتحرك به
أين أنا من الله؟ - ما مدى حبي لله ورسوله؟ ما مدى توكلي على الله؟ هل هذه القضايا في نفوسنا تقل أو تزيد؟
أما البناء التنظيمي فالمقصود به مجموع العلاقات التي تحكم الأفراد داخل هذه الجماعة والتي تنظم الصلة بين أفرادها وهذه العلاقات أجملت في ثلاث أركان ر رئيسية هي: الأخوة والثقة والطاعة.
الأخوة ركن أساسي مستمد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم في بناء الجيل الأول
وبغيابها أصبحنا نرى الأخ يعارك أخاه والأخ لا يتفقد أحوال أخيه والاحترام قلّ بين الإخوة
الأخ في التنظيم الرسالي يقيس دائما مقوم البناء النفسي والبناء التنظيمي ثم يسأل دائما:
هل تحققت بالأخوة والثقة والطاعة.
سأركز على بعض المتطلبات الشخصية للفرد الرسالي في التنظيم الرسالي
من الصفات الإيمانية الأساسية:

.
أ – الإخلاص والصدق في النية والعطاء:
والإخلاص أن يقصد الأخ بعمله وجه ربه ولا يقصد به أحد سواه ويتجرد له ولا يلتفت إلى ما سواه استجابة لأمر ربه (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وخوفاً من أن يذهب عمله هباء منثوراً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "أنا أغنى الأغنياء عن الشرك من أشرك معي أحد تركته وشركه" ورجاء لحسن لقاء الله قال تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) ومن كانت هذه صفته كان دأبه أن يصفى عمله دوماً من شوائب إرادة غير وجه الله سبحانه وتعالى وأن يحرص كل الحرص أن يؤدي عمله على خير وجه في سره وعلنه وشعاره "اتق الله حيثما كنت".
والإخلاص في النية يولد الصدق في العطاء والبذل فطبيعة العمل المؤسسي قد تستلزم جهوداً متواصلة ومضنية لا ينال الأخ فيها شيئاً من حظوظ الدنيا فإن لم يكن متحصناً بالإخلاص والصدق فقد لا تستمر عزيمته ولا يتواصل عطاؤه.
.
ب – استشعار الأجر والمثوبة من الله تعالى ومصاحبة نية التعبد لله جل وعلا:
ويقتضي ذلك أن يفهم الأخ العبادة بمعناها الشامل وهي كما قال الإمام ابن تيمية: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة" فقد يكون ذلك الفهم حاضراً في قلب الأخ لدى أدائه للعبادات والفرائض كالصلاة والصيام ولكنه قد يغفل عنه لدى ممارسته الأعمال الإدارية أو التعليمية أو البينية أو الإعلامية أو الاجتماعية والتي هي غالباً أعمال المؤسسة.
لذا كان لازماً أن يتحقق ذلك الفهم الشامل للعبادة وأن تستصحب نية التقرب لله تعالى دوماً قال تعالى في بيان ذلك: (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيط الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون).
فقد تعددت أوجه الخير في الآية من تحمل الجوع والعطش إلى إغاظة أعداء الله والنيل منهم إلى النفقة المالية والسير في سبيل الله فكل أولئك جعلهم الله تعالى من المحسنين الذين لا يضيعون أجرهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار احتسبوا آثاركم في المساجد" ومما يؤثر عن عمر بن عبد العزيز أن وصفه هشام بن عبد الملك فقال: "ما خطا عمر خطوة قط إلا وله فيها نية" والأصل في ذلك أن الأجر على قدر النية، فلكي لا يحرم الأخ الخير الكثير من ممارسته لواجباته لدى المؤسسة ينبغي أن يكون شعاره الدائم هو الاحتساب وأنه وقف لله تعالى كنسخة كتاب نافع حين توقف لله تعالى توضع في مسجد من مساجد الله فكل أخ موقوف لله في جزء من أجزاء المؤسسة وهذا يقتضي منه ما يلي:
1. أن يكون عظيم الصلة بالله تعالى ذكراً وتلاوة وعبادة ظاهراً وخوفاً ورجاء وتوكلاً باطناً.
2. أن يستقر الفهم لديه أنا العبادة هي طاعة الله عز وجل مهما تعددت صورها وميادينها وأنواعها إذا ما توفرت فيها الشرعية والإخلاص.
3. أن يداوم على تلك الصلة وذلك الفهم ويصاحبها دوماً.
.
جـ – البذل والتضحية:
"فالطالب الصادق في طلبه كلما خرب شيئاً من ذاته جعله عمارة لقلبه وروحه وكلما نقص شيئاً من دنياه جعله زيادة في آخرته، وكلما منع شيئاً من لذات دنياه جعله زيادة في لذات آخرته وكلماً ناله هم أو حزن أو غم جعله من أفراح آخرته"، بهذه الروح وبهذا الإيمان وبهذا الفهم يهون أمر البذل والتضحية بالوقت والجهد والتفكير والبدن والمال، ذلك أن السلعة المطلوبة وهي الجنة غالية يرخص في سبيلها كل شيء وعندما تعجب غافل من باذل فقال له: "إلى كم تتعب نفسك؟ فأجابه الباذل سريعاً: راحتها أريد".
فلا حياة لمؤسسة إذا لم يدرك أعضاؤها حقيقة دورهم وأن طريقهم في ذلك هو البذل والتضحية خصوصاً وأن العمل المؤسسي يتطلب جهوداً إدارية وبدنية وذهنية وأوقاتاً كثيرة من الإخوة قد تقصر عنه طاقاتهم إن لم توقد بروح البذل ومشعل التضحية.

.
د – شيوع روح التعاون والتكافل:
فالعمل المؤسسي عمل جماعي في حقيقته والأخوة ركيزة أساسية من ركائز العمل ومن نتائج تحقيق الأخوة شيوع روح التعاون القائم على المودة والصفاء القلبي والتراحم بين الإخوة فهي هبة ربانية (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) وهي ضرورة لازمة للمؤسسة تقيها الأمراض الاجتماعية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله"، وهي أبواب للخير والأجر مفتوحة للموظفين في المؤسسة أدناها سلامة القلب وأعلاها الإيثار وإن أبسط صور التعاون التي يصورها الحديث: "إن إفراغك من دلوك لدلو أخيك صدقة" فهي باب للأجر والثواب وإنه مما يؤكد لزوم هذا المعنى للعمل المؤسسي:
1. إن أهداف العمل المؤسسي عادة ما ترسم بشكل جماعي وهذا يقتضي التعاون بين الإخوان في رسم تلك الأهداف مما يعزز الحماس لتنفيذها.
2. واجبات العمل المؤسسي غالباً تتطلب جهوداً جماعية يحدد فيها لكل فرد دوره لذا فإن تناسق تلك الأدوار وتكاملها مع بعضها البعض أمر لازم لانسيابية ذلك العمل وتحقق تلك الواجبات بشكل كامل دون تعارض وتصادم.
3. قد يعتري الإخوان في المؤسسة ما يحول دون إنجازهم واجباتهم المقررة وهنا تأتي روح التعاون بأن يحمل الأخ أعباء أخيه ويعينه على أمره مما يحقق فعالية أكبر وإنجازاً أسرع وأعمالاً أدوم للمؤسسة.


قال الله تعالى:(وتعاونوا على البر والتقوى).

------------------------

الحادي أون لاين

ليست هناك تعليقات: