11 مايو 2010

بمناسبة ذكرى أحداث 8ماي 1945 :حركة الدعوة والتغيير بالعاصمة في وقفة وفاء من جيل التعمير إلى جيل التحرير



"التظاهرة أرادتها حركة الدعوة والتغيير أن تكون وقفة وفاء من جيل التعمير إلى جيل التحرير ، وفاء لميراث الشهداء، ولرسالة نوفمبر، وعهد على البذل، والتضحية، والتعاون مع المخلصين لبناء الوطن وتقوية مؤسساته، وتلك هي وصية الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله التي تستلهم منها حركة الدعوة والتغيير عملها، وتنسج على منوالها"

"إذا كانت الوطنية في السابق محاربة الاستعمار الفرنسي فالوطنية اليوم ألا نأكل المال العام"

بمناسبة ذكرى أحداث 8ماي 1945 نظم المكتب الولائي للجزائر العاصمة لحركة الدعوة والتغيير تظاهرة إعلامية يوم السبت 23 جمادي الأولى 1431هـ الموافق لـ 8ماي 2010م بقاعة البلدية لبلدية الكالتوس، تحت شعار: " حماية الهوية رسالة نوفمبرية".
بحضور مجاهدين، وممثلي أبناء الشهداء، وأئمة، واعيان، وممثلي الأحزاب السياسية، وهيئات المجتمع المدني، ونواب بالمجلس الشعبي الوطني، ومنتخبين محليين، وبعض مؤسسي الحركة، وإطاراتها ومناضليها، وجمع من المواطنين، انطلقت أشغال التظاهرة التي استهلت بآيات بينات من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني.
التظاهرة أرادتها حركة الدعوة والتغيير أن تكون وقفة وفاء من جيل التعمير غالى جيل التحرير ، وفاء لميراث الشهداء، ولرسالة نوفمبر، وعهد على البذل، والتضحية، والتعاون مع المخلصين لبناء الوطن وتقوية مؤسساته، وتلك هي وصية الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله التي تستلهم منها حركة الدعوة والتغيير عملها، وتنسج على منوالها.
ثم قام منشط التظاهرة الأستاذ محمد غيت بتقديم نبذة عن رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الكالتوس السيد عبد الغني ويشر، نظير مجهوداته وإسهاماته المعتبرة في تسيير البلدية ، والذي يعد احد النماذج الناجحة ضمن كوكبة المسؤولين المحليين لحركة الدعوة والتغيير.وبدورة شكر رئيس البلدية جميع الحضور ورحب بهم في هذه البلدية التي احتضنت الاحتفال الرسمي لهذه الذكرى الخالة في تاريخ الجزائر، مؤكدا أن هذه المعاني تجعلنا نفكر ونحرص على الثبات على المبادئ التي مات من اجلها الشهداء، ونجتهد في التعمير، وقال بهذه المناسبة نحيي الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله الذي طالما أكد على هذه المعاني، ونرحب بعائلته التي هي حاضرة معنا في هذه التظاهرة.
.بعدها تحدث ممثل المجاهدين عن دائرة براقي السيد رابح قارة الذي عاد بالحضور إلى أحداث هذه الذكرى وما سبقها من ثورات ومقاومات ، وما استتبعها من أحداث إلى غاية ثورة نوفمبر، التي حققت الاستقلال الذي هو ثمرة كل هذه التضحيات بما يجعلنا نحافظ على هذه الأمانة.
عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ورئيس القسمة ببلدية الكالتوس السيد عبد الرحمن برقي، حيى في مداخلته رئيس البلدية وقال بأنه شرفنا ، داعيا إلى التعاون من اجل بناء وتطوير البلدية التي عانت كثيرا من الإرهاب والتخلف، ثم تحدث عن أحداث الثامن ماي وما قامت به فرنسا وعملاؤها في تدمير الوطن وتشويه الهوية والقيم ، لكن المخلصين في هذا الوطن قديما وحديثا كما قال أبوا إلا رفع الراية الوطنية في كل الأحداث والمناسبات، معرجا في ذات الوقت عن الفساد الذي ينخر الاقتصاد الوطني والتماسك الاجتماعي مشددا على ضرورة مكافحته بكل صرامة.
ممثل أبناء الشهداء السيد علي شعلال وقف هو الآخر على تفاصيل احدث الثامن ماي، وما قامات به فرنسا من جرائم في حق أبناء الشعب الجزائري ، مشيرا إلى جملة المعاني التاريخية والوطنية والقيمية التي تمثلها هذه الأحداث، وكيف ينبغي أن نستلهم منها الدروس ، مؤكدا في ذات الوقت على انه بفضل هذه الأحداث وتضحيات الشهداء ننعم اليوم بالاستقلال ، الأمر الذي يحملنا مسؤوليات في الحفاظ على هذه الأمانة.
ثم تحدث الحاج هيشور احد رفقاء الشيخ محفوظ نحناح واحد الذين شهدوا أحداث الثامن ماي 1945 بولاية سطيف الذي أشار إلى ما قامت به فرنسا في الجزائر من تدمير لمقدرات الشعب وذاكرته الوطنية، وكيف ينبغي أن نحافظ اليوم على رسالة الشهداء وقيم المجتمع ونستلهم الدروس من الأحداث التاريخية والراهنة لبناء الوطن، مؤكدا في ذات السياق على منهج الشيخ محفوظ نحناح والشيخ بوسليماني من اجل خدمة الدين والوطن.
بعدها تقدم الشاعر مولود حداد بإلقاء قصيدة معبرة صاغها في أسلوب حواري ممتع أثار بها أشجان الحضور.
تحدثت بعد ذلك المنتخبة بالمجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، السيدة فاطمة سعيدان حيث وقفت بالشرح والتفصيل لشعار التظاهرة " حماية الهوية رسالة نوفمبرية" أين ذكرت انه من منطلق الإيمان برسالة نوفمبر، نقدر آباءنا المجاهدين، والشهداء وأمانتهما، كما نقدر كل أبناء الوطن المخلصين، وهذا تضيف المتحدثة يجعلنا نحرص على الوطن في ثوابته وقيمه وتاريخه ووحدته وثرواته واستقراره وتنميته، بل ونستلهم كل هذه المعاني والقيم في خدمة قضايانا الوطنية، وكل القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
النائب بالمجلس الشعبي الوطني وعضو المكتب الولائي لحركة الدعوة والتغيير السيد احمد بوزواوي تحدث عن أحداث الثامن ماي وما قام به الاستعمار في حق الجزائريين، الذي يعتبر إبادة جماعية بالمفهوم القانوني، والذي قال أن وقوفنا اليوم يهدف إلى إحياء ذاكرة، مضيفا أننا كنواب دعمنا قانون تجريم الاستعمار، ومشيرا إلى أن الظاهرة الاستعمارية لم تعد حكرا على القرن التاسع عشر، فما نشهده اليوم في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها دليلا على ذلك ، مؤكدا في الأخير على مقولة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله " الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع".
عضو المكتب الوطني لحركة الدعوة والتغيير الأستاذ نصر الدين سالم الشريف وبعد ترحيبه بالحضور أثنى على مضمون الكلمات التي ألقيت التي كانت تؤكد على مبدأ التضحية، والقيم التي ضحى من اجلها الشهداء، وتبلورت في الكثير من الأحداث التي عرفتها الجزائر، و التي كما أكد لم تأت من فراغ، فأحداث الثامن ماي يضيف الاستاذ سالم الشريف كما تذكرنا بقمع الاستعمار للشعب الجزائري، تذكرنا أيضا بالثورات التي سبقتها، وما عرفته من أعمال وتضحيات ونضالات ، وقس على ذلك في جميع الأحداث والمنعطفات الكبرى التي عرفها تاريخنا. وهكذا تصنع الانجازات الأوطان، تحرر الأوطان، وتطور الأوطان، من خلال قيم التضحية، والبذل، والتعاون، والإخلاص، والنفس الطويل، والثبات، والمبادرة والإرادة الذاتية، وليس انتظار الآخر ليجود علينا بالحقوق، مدللا على ذلك بأحداث الثامن ماي ذاتها التي جرت في ظرف دولي يدعو إلى التحرر وتقرير المصير، لكنها جوبهت بالقمع والتنكيل والمجازر، وجوبهت الأمة آنذاك أيضا بوضع إسرائيل كخنجر مسموم في جسد الأمة ، واليوم كيف ننتظر من الآخر أن يتكرم علينا بتسليمنا الدولة الفلسطينية، أو نعول على التفاوض فقط الذي جرب لسنوات طويلة ولم يثمر شيئا.
إن دروس الأحداث ودروس التاريخ يضيف المتحدث، تؤكد ان الحقوق تفتك بالقيم والثبات والتضحية وعدم الاستسلام والإرادة والنفس الطويل، إذ لا مجال أن نفكر أن نأخذ دون أن نبذل، مؤكدا في ذات السياق على التضحية ومدللا على ذلك من أحداث التاريخ الوطني إبان الاستعمار أين كان الجميع يقدمون الاشتراكات من اجل القضية الوطنية رغم كل العراقيل والمعاناة والحاجة، ولكن الجميع كان يبذل، لكن في ذات الوقت لم يكن احد ليأخذ هذه الاشتراكات في جيبه الخاص، كان الإخلاص والتجرد للقضية الوطنية سيد الموقف، وهكذا ينبغي أن يكون سلوكنا وحرصنا على المال العام ، مشيرا أننا في الحركة وفي منهجنا، لما شعرنا انه ليست هناك نظافة، ذهبنا للنظافة، ومؤكدا في ذات السياق انه إذا كانت الوطنية في السابق محاربة الاستعمار الفرنسي فالوطنية اليوم ألا نأكل المال العام، مضيفا أن من الوطنية احترام القانون واحترام أخلاق المجتمع ، وبأننا أسسنا حركة الدعوة والتغيير حتى لا تفقد الأجيال الثقة، وتستعيد الثقة في الذات والقيم وفي الدولة وفي الحاضر والمستقبل.
وأكد في الختام على ضرورة أن تكون هناك نظافة في العقول، واللسان والجيوب، ونكون مناضلين ومضحين حقا ، وتلك هي أمانة الشهداء ورسالة نوفمبر، نكون أوفياء لها ، وللوطنية والإسلام والعربية كما قال رائد الإصلاح في الجزائر، وتلك هي أيضا رسالة ووصية الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله.
وفي الختام تقدم جميع المتدخلين في هذه التظاهرة وبعض الأعيان ورموز المنطقة إلى المنصة لأخذ صور تذكارية، في لفتة رمزية ومعبرة أثارت إعجاب وتقدير الحضور..

ليست هناك تعليقات: