10 أغسطس 2009

اعتراف صهيوني: حماس تفوقت إعلاميًّا




أصدر أحد المراكز البحثية الصهيونية قبل عدة أيام تقريرًا مفصَّلاً عما وصفه بالبنية التحتية الإعلامية والصحفية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وتحدَّث مركز المعلومات الصهيوني المختص بقضايا الاستخبارات و"الإرهاب" عن أهمية الإعلام بالنسبة لحركة حماس؛ لكونه وسيلةً مهمةً من وسائل حرب الوعي في المعركة التي تُديرها ضد الكيان الصهيوني.

وجاء في الدراسة التي نشرها المركز في موقعه على شبكة الإنترنت أن حركة حماس أظهرت نشاطًا إعلاميًّا كبيرًا من خلال الحملات الدعائية والإعلامية التي استهدفت جمهور الداخل والخارج، وليس فقط فيما يتعلق بالشئون اليومية وعلاقتها بالسلطة الفلسطينية والصراع مع الكيان الصهيوني.

ترميم وتقوية
وتناولت الدراسة ما أسمته "إعادة بناء وتقوية" تقوم بها حركة حماس بعد انتهاء عملية "الرصاص المصبوب" لمؤسساتها الإعلامية والصحفية، وقالت: "لم تقتصر جهود حماس الإعلامية على تفعيل وسائل الإعلام التي تضرَّرت، بل عملت على تحسين المنظومة الإعلامية من خلال تأكيد مؤسسية وسائل الإعلام وتحسين القدرات الإعلامية للحركة.

وأضافت أن الحركة ومنذ انتهاء حملة "الرصاص المصبوب" قامت بعدة خطوات، تضمَّنت إصدار الصحف والنشرات الجديدة، وإقامة وكالة أنباء، بالإضافة إلى إدخال تغييرات في المضامين وتصميم قناة التلفزيون ومواقع الإنترنت التابعة لها وغير ذلك.

وشملت الدراسة الصهيونية عدة فصول؛ هي: البنية التحتية الإعلامية لحماس، وأداء هذه البنية خلال حملة الرصاص المصبوب، وترميم هذه البنية بعد انتهاء حملة الرصاص المصبوب.

وسردت الكثير من التفاصيل والتحليلات الصهيونية بعد متابعة شاملة وعميقة لوسائل الإعلام الحمساوية، من قِبَل الجهات الاستخبارية المختصة، وتناولت الدراسة القنوات الفضائية والإذاعية التي تتبع حركة حماس، كما شملت وكالات الأنباء ومواقع الإنترنت والصحف والمجلات التابعة أو المقربة من الحركة.

جمهور حماس
وأشارت الدراسة إلى الجمهور الذي تستهدفه حركة حماس من خلال رسائلها الإعلامية، وقسمت الدراسة هذا الجمهور إلى أربعة أقسام؛ هم: السكان الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية؛ على اعتبار أن هذا الجمهور هو الأكثر أهميةً بالنسبة للحركة، ثم يأتي بعد ذلك الجمهور العربي والإسلامي الذي تمدُّه الحركة بالمعلومات عن الحركة ونشاطاتها، وذلك من خلال فضائية "الأقصى" التي تبثُّ عبر القمر الصناعي "عربسات" و"نيل سات".

وتضيف الدراسة: لم تغفل حركة حماس الجمهور الغربي الذي تمده بالكثير من المعلومات حول الصراع الفلسطيني- الصهيوني من خلال مواقع الإنترنت المترجمة للعديد من اللغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والفارسية والتركية؛ بهدف الحصول على الدعم أو التعاطف مع حماس والإساءة إلى الكيان.

وأشارت الدراسة إلى أن إعلام حماس تجاهل الجمهور الصهيوني؛ وذلك لأن الحركة لا ترى حاجةً إلى التوجه لهذا الجمهور، فعلى الرغم من أن مواقع حماس عبر شبكة الإنترنت منشورة بمعظم اللغات إلا أن اللغة العبرية ليست من بين هذه اللغات.

حرب غزة
كما تطرقت الدراسة إلى أداء حماس الإعلامي خلال حرب غزة الأخيرة؛ حيث أشارت الدراسة إلى استهداف جميع المؤسسات الإعلامية التابعة أو المحسوبة على حركة حماس، فتمَّ قصف مبنى فضائية "الأقصى" بالكامل وتدميره، كما تمَّ ضرب مكاتب صحيفتَي "الرسالة" و"فلسطين"، هذا بالإضافة إلى استهداف جميع مواقع الإنترنت التابعة لحماس، إما من خلال الوسائل الإلكترونية والتقنية أو من خلال القصف والتدمير المباشر للمباني والمكاتب، فضلاً عن تدمير العديد من المطابع والمكتبات ودور النشر المحسوبة على الحركة.

وتعترف الدراسة الصهيونية بأن حركة حماس استطاعت امتصاص هذه الضربات التي كان الهدف منها إسكات صوت الحركة، وقالت: "على الرغم من هذا استهداف وسائل الإعلام الأساسية لحماس؛ فقد استمرت البنية التحتية الإعلامية التابعة لحماس بالعمل الإعلامي والوصول إلى مختلف شرائح الجمهور".

"الجزيرة" و"القدس"
واتهمت الدراسة فضائية "الجزيرة" بأنها قدَّمت مساعداتٍ إعلاميةً لحركة حماس؛ حيث أشارت إلى ظهور قيادة حماس في الخارج على شاشة "الجزيرة" بدلاً من قيادة الداخل في قطاع غزة، والتي امتنعت عن الظهور العلني خشية الاستهداف، وقالت إن الفضائية كانت تبثُّ وبشكل مباشر جميع مؤتمرات "أبو عبيدة" الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام، هذا بالإضافة إلى نقل "الجزيرة" مقاطع من قناة "الأقصى"، كما اتهمت قناة "القدس" التي تبثُّ من بيروت ووصفت دورها "برأس الحربة" في إعلام حماس.

وحول مواقع الإنترنت فقد ذكرت الدراسة أن مواقع الحركة استمرت بالعمل خلال الحرب مع بعض التشويشات والانقطاعات، كما افتتحت موقعًا للاشتراك بملفات باسم "تيوب" (تقليدًا للموقع المشهور يوتيوب)، والذي عرض آلاف الأفلام والمقاطع التسجيلية، كما دشَّنت حماس خلال أيام القتال موقعين إضافيين؛ موقعًا إخباريًّا تابعًا لـPALDF بخصوص الأحداث في غزة، ونسخة جديدة من موقع الكتلة الإسلامية، وهي الذراع الطلابية لحماس.

بعد العدوان
وتناولت الدراسة أداء حماس الإعلامي بعد أن وضعت حرب غزة أوزارها، فأشارت إلى حملة كبيرة أطلقتها الحركة لإعادة ترميم ما دمِّر من مؤسسات إعلامية خلال الحرب، فأعادت بناء مقر قناة "الأقصى" الفضائية ومدينة أصداء للإنتاج الفني والإعلامي، وغيرهما.

وأشارت إلى ترميم الحركة الإذاعات المحلية التابعة لها، وإنشاء إذاعة محلية جديدة، غير إذاعة "صوت الأقصى" الأكثر شعبية في القطاع، وهي إذاعة (القرآن الكريم)؛ حيث وصفت الدراسة الصهيونية إنشاء هذه الإذاعة بأنها تأتي في سياق عملية الأسلمة الشاملة التي تقوم بها حماس في قطاع غزة، وذكرت أن حركة حماس قامت مؤخرًا بإنشاء وكالة أنباء جديدة يعمل فيها عشرات المراسلين المنتشرين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وحتى الكيان الصهيوني ومخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان.

ولم تغفل الدراسة المنتديات التابعة لحركة حماس؛ حيث يمثل منتدى (شبكة فلسطين للحوار) أحد أهم المنتديات على شبكة الإنترنت، وهو منتدى قديم ومركزي (يعمل منذ العام 2001)، ويشكِّل ساحةً أساسيةً يزورها الآلاف يوميًّا لتبادل الحديث بين أنصار حماس، أو للرد على أصحاب الشبهات والمتحاملين عليها.

واختتمت الدراسة بالحديث عن دخول حركة حماس إلى صناعة السينما؛ وذلك من خلال فيلم "عماد عقل" الذي أنتجته مؤسسة الأقصى للإعلام بكلفة 200 ألف دولار، وهو فيلم مبنيٌّ على سيناريو كتبه محمود الزهار القيادي في حماس ومؤرخ الحركة.

ليست هناك تعليقات: