10 أغسطس 2009

تحويل القبلة.. وثبات العقيدة

درس وعبرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد..
إن ذكرى تحويل القبلة يأتي إلينا كل عامٍ ليرسخ فينا أمورًا عدة، ويُعلمنا دروسًا كثيرةً نحن- المسلمين- في أمسِّ الحاجةِ إليها في أيامنا هذه.

وعند ما خرجت أبواق الحاقدين على انتشار الإسلام وإقبال الناس عليه صوَّر الله حالهم فقال تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142)﴾ (البقرة).

خصَّ الله تعالى بقوله (من الناس) ووصفهم بأنهم سفهاء، ترى أن السفه يكون في الجمادات والحيوانات، والمراد من السفهاء جميع مَن قالوا ومَن والاهم.

والسفيه هو (خفيف العقل، البهات، الكذاب المتعمد خلاف ما يعلم، الظلوم الجهول)، والمراد من السفهاء هنا اليهود.

وعندما انطلقت أبواق اليهود في المدينة المنورة (وهم موجودون في كل زمان ومكان)، وقد عزَّ عليهم أن يتحوَّل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمسلمون عن قبلتهم، وأن يفقدوا حجتهم التي كانوا يرتكنون إليها في تعاظمهم وفي تشكيك المسلمين في قيم دينهم، وأخذوا يبذرون بذور الشك والقلق في قيادتهم وفي أساس عقيدتهم.

وهذا هو حال السفهاء في كل زمان ومكان مع المؤمنين، كما فعلوا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وفضح الله حالهم نراهم في زمننا كثيرين يسخرون من كل شيء يدلُّ على عظمةِ الإسلام والمسلمين وانتصاراتهم في أي مجال، ولكن رغم ذلك فالمدُّ الإسلامي، وانتشاره وإقبال الناس عليه يجعلنا متفائلين.

إنَّ في تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام (الكعبة) لحكمًا تربويةً عظيمةً، فحين اتجه المسلمون إلى المسجد الأقصى مستجيبين لأمر ربهم لعلهم يصلوا إلى هذه الحكم، ومنها:-
أ- خلع كل شيء من القلب إلا الله فلا يتعلق القلب إلا بالله، لا بيت ولا ولد ولا زوجة ولا مال ولا وظيفة ولا كرسي (كل ذلك)، لا قيمةَ له أمام مراد الله فيصير المسلم عبدًا يُقدِّم حكم الله على ما يحب طالما أنه لا يوافق شرعه.

ب- كان العرب يُعظمون البيت الحرام فى الجاهلية فأراد الله لهم أن يتجهوا إلى المسجد الأقصى (قبلة اليهود والنصارى) تاركين بيت الله ليكون سبحانه هو العظيم المستحق ذلك فلا نخضع لعظيمٍ سواه، والبيت بيته وعظمته مستمدة من الله.

ح- إمامة الأمة ووراثة الأمانة (الديانات السابقة) فالإسلام هو الدين الخاتم وهو الدين الوسط ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ (البقرة: من الآية 143)، فأمتنا أمة وسطًا بكل معاني الوسطية سواء من الوساطة (الحسن) أو (الاعتدال) أو (القصد)، أمة تتبع الفطرة السليمة في التفكير والشعور، في التنظيم والتنسيق، لا تدع الحياة كلها للمشاعر والضمائر ولا تدعها للتشريع والتأديب، ولكن ترفع الضمائر البشرية بالتوجيه والتهذيب، أمة وسطًا في العلاقات والارتباطات لا تلغي شخصية الفرد ومقوماته ولا شخصية الجماعة أو الدولة، وإنما تطلق من النوازع والخصائص ما يُحقق شخصية الفرد وكيانه، وكذالك الدولة والجماعة.

د- إن التوجه لله في المشرق والمغرب والارتباط به سبحانه وتشريعه ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ (البقرة: من الآية 115).

ومع كل ذلك نرى الذكرى تطل علينا مواقف لا بد أن نقف أمامها منها:-

موقف اليهود من المسلمين
إن موقف اليهود من الإسلام واضحٌ بيِّنٌ منذ أول يومٍ صدع فيه رسول الله بدعوته، فنرى حسدهم وبغضهم ومكرهم وتدبيرهم وتأليب القبائل على المسلمين والحكام الموالين لهم على الحركات الإسلامية وكل قوة إسلامية تظهر في أي مكان، وصدق ربنا حيث قال: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية 82)، ونرى ذلك في الحديث الجامع لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يظهر بعض مواطن حسدهم، روى الإمام أحمد في مسنده عن السيدة عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني في أهل الكتاب-: "إِنَّهُمْ لاَ يَحْسُدُونَنَا عَلَى شَيءٍ كَمَا يَحْسُدُونَنَا عَلَى يَوْمِ الْجُمَعةِ، التَّي هَدَانَا اللهُ إِلَيْهَا، وَضَلُّوا عَنَّهَا، وَعَلَى الْقِبْلَة التَّي هدَانَا اللهُ إِلَيْهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الإِمَامِ آمِين".

بيَّن الرسول- صلى الله عليه وسلم- في الحديث مواطن الحسد، وهي:-
1- يوم الجمعة
فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "خير يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم عليه السلام، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة"، وحديث أوس بن أوس: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة"، وقيل: ذهب بعض العلماء إلى تفضيل يوم الجمعة على يوم عرفة، محتجًا بهذا الحديث.

إذا كان هذا حال يوم الجمعة ومكانته فأين نحن من كل ذلك...
أ- أين تبكيرنا إلى المساجد والمكث فيها للقراءة والتسبيح والاستغفار والصلاة، فهل نذهب قبل دخول الملائكة لاستماع الخطبة أم بعدهم (بعد صعود الخطيب المنبر)؟.

ب- هل تقوم باصطحاب أولادك وبخاصة (الذكور) معك أم تتركهم في البيت نائمين أو أمام التلفاز أو النت؟

ج- أتعلم أن اليهود يبذلون من الحيل والمكائد لإعاقة المسلمين عن الذهاب مبكرين؟

د- كم من الزملاء تدعوه وتذهب لتأخذه لصلاة الجمعة؟

ه- أأنت حريص على آداب وسنن يوم الجمعة (غسل- لبس أفضل الملابس- التطيب.......إلخ)؟

لا بد أن نلتفت إلى الجمعة كاجتماعٍ أسبوعي للمسلمين يغيظ أعداءنا ويعمل على ترابط المسلمين.

2- القبلة المميزة:
- إخلاص النية من أهم الأشياء التي ترمز إليها القبلة ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام).

- نتذكر قول سيدنا موسى عليه السلام ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾ (طه: من الآية 84)، ولنجعله شعارًا لنا في كل أعمالنا.

- نجعل هدفنا رضا الله، ورحم الله الشيخ أحمد ياسين القائل (أملي أن يرضى الله عني).

3- صلاة الجماعة (قولنا خلف الإمام آمين):
في قوله تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (النور).

إن صلاةَ الجماعة فيها تعاون على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ يقف المسلمون فيها صفًّا واحدًا خلف إمام واحد يناجون الله ويدعونه كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، فتظهر قوة المسلمين واتحادهم، وفي صلاة الجماعة اجتماع كلمة المسلمين وائتلاف قلوبهم وتعارفهم وتفقد بعضهم لأحوال بعض، وفيها التعاطف والتراحم، ودفع الكبر والتعاظم، وفيها تقوية الأخوة الدينية، فيقف الكبير إلى جانب الصغير، والغني إلى جانب الفقير، والقوي إلى جانب الضعيف، لا فضلَ لأحدٍ على أحدٍ إلا بالتقوى؛ مما به تظهر عدالة الإسلام، وحاجة الخلق إلى الخالق الملك العلام.

هل تعلمون المراد من قول "آمين"؟ لم يرد اليهود من هذا القول (اسم الفعل) آمين بمعنى (اللهم استجب)، ولكن حسدهم في كون المسلمين مجتمعين يحققون هدفَ ربهم من الصلاة.

بالله عليك- يا أخي- أين نحن من هؤلاء الرجال الذين لا تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة؟

علينا أن نجتهد ونحن نستقبل هذا الحدث ونكون عمليين بمعنى:-
أ- أن نكون من أصحاب الصف الأول
ب- أن نُدرك الصلاة والمؤذن يؤذن ونحن داخل المسجد
ج- أن نحرص على الخشوع في الصلاة، قال تعالى ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)﴾ (المؤمنون)
د- أن نكون من أهل الفجر ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ (الإسراء: من الآية 78)
هـ- لا نذهب إلى المسجد إلا ومعنا صديق أو جار أو زميل.
و- الحرص على الدعاء بين الأذان والإقامة.
ز- الحرص على البردين (العصر والفجر).
ي- التعرف على رواد المسجد وتكوين فرق عمل للأنشطة والأمور الأخرى.

التميز للأمة

المسجد الأقصى إنَّ المسجد الأقصى له في نفوس المسلمين العمق العقيدي، وهو داخل في مقدسات الإسلام، ومن هنا اتجه إليه عمر بن الخطاب وحرره وفتحه واتجه إليه صلاح الدين الأيوبي وحرره وطرد الصليبيين، واليوم نرى إخوانًا لنا يبذلون النفس والنفيس من أجل هذا المسجد الأسير يقدمون أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأزواجهم وكل ما يملكون فداءً وتضحيةً لأولى القبلتين، ولا يحاربون اليهود فحسب بل كل العالم (من بني جلدتهم) وغيرهم ممن ارتضوا أن يكونوا أصدقاءً وموالين لليهود من عربٍ وعجم، وتمر الأيام علينا فمنا مَن يساعد (وهم قلة)، ومنا مَن ينظر منتظرًا النتيجة حتى يمصمص الشفاه على الجرحى والقتلى، ومنهم من لا يهتم وكأنَّ الأمر لا يعنيه.

فإذا ما تميزنا في القبلة فعلينا أن نتعلَّم مواطن التميز الذي وجهنا الله إليه وجعلنا متميزين عن غيرنا فيها؛ فمن مواطن التميز ما يلي:-
1- التلقي والمنهج:
فلا بد أن يكون التلقي من الله ومنهجه الخاص الذي جاءت هذه الأمة لتحققه في الأرض، فمصدر التلقي هو الله، وصدق النجاشي عندما استمع إلى سيدنا جعفر (أثناء الهجرة إلى الحبشة) عندما قرأ عليه آيات من سورة مريم "إن هذا والذي جاء به عيسى بن مريم يخرج من مشكاةٍ واحدةٍ"، ونرى هذا واضحًا جليًّا في أي أمةٍ يكون مصدرها الوحيد هو الله وتسعى لتحقيق المنهج من عزة وقوة (رغم معاداة الكل لهم)، نتلقى المنهج بشموله، قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الأنعام: من الآية 38)، وقال الله أيضًا: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ (النحل: من الآية 89)، فهو منهجنا في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والتجارة والعلاقات الخارجية والداخلية والعلاقات الإنسانية والعبادات والأخلاق، وفي السلم والحرب، وفي كل جانبٍ من جوانب حياتنا.

2- التميز في التقاليد:
فيجب أن يستمدَّ المسلمون تقاليدهم من الإسلام وهدي النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، فلا شرقيةَ ولا غربية، ولكن إسلامية قرآنية ربانية.

3- التميز في الوحدة:
يجب أن تكون وحدتنا في الله ولله تحت راية واحدة وهدف واحد ووسيلة واحدة ومنطلق واحد، ونظام واحد "ويأبى المسلمون أن يشتروا الوحدة بالحيدة عن منهج الله والتردي في مناهج وضعية"، وليس هذا تعصبًا ولكن دعوة للخير والحق والإصلاح والفلاح والنجاة.

4- التميز في القبلة:
يجب أن نُدرك معنى الاتجاه إلى قبلةٍ واحدةٍ في (المشرق والمغرب)، والقبلة ليست مكانًا أو جهة نتجه إليها الجماعة في الصلاة فهي ليست إلا رمزًا للتميز والاختصاص.

5- تميز الشخصية:
يجب أن تكون الشخصية المسلمة شخصية مميزة لا تتلبس شخصيات أي فرقةٍ أو جماعةٍ لا تتصل بالإسلام ونحن في أمسِّ الحاجةِ إلى هذه الشخصية المسلمة المعتدلة الوسطية الربانية الإيجابية.

ثبات أو ردة
لا بد من وقفة جادة مع أنفسنا، ونحن نتلقى الشرع الرباني، ونعي ما نريد حتى لا نصابُّ بتحويلِ قلوبنا عن مرادِ ربنا أو نحول نياتنا لدنيا نُصيها أو امرأة ننكحها ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ﴾ (البقرة: من الآية 143).

هذا مراد ربنا من الحدث ليعلم مَن يتبع الرسول (الرسول قدوتنا) كونه شعارًا نعيشه، ونعتقده ونردده لا بد أن نسأل أنفسنا أين نحن منه؟

1- أنحن نتبع الرسول في الغيرة على دعوته، بالله عليك كم دعوت الله أن ينصر الإسلام؟، اللهم انصر دعوتنا.
2- هل نحن نتبعه في خُلُقه ونسير به بين الناس مقتدين به، فقد كان أحسن الناس خلقًا صلى الله عليه وسلم.
3- هل نحن نبني بيوتنا ونحرص عليها كما كان حريصًا على بيته، "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
4- هل نحن حريصون على تبليغ دينه ورسالته لكل الناس "بلغوا عنى ولو آية".. "لقد مضى زمن النوم يا خديجة".
5- هل نحن نتعامل فيما بيننا كما كان يتعامل مع أصحابه، قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)﴾ (آل عمران).
6- هل نحن نعامل غير المسلمين كما كان يعاملهم ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)﴾ (الأنبياء).
7- هل نحن نتفقد أحوال الأيتام والمساكين والفقراء ونقضي حوائجهم.. قال صلى الله عليه وسلم: "ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد-أي مسجد المدينة- شهرًا".
8- هل نحن مع والدينا كما أمر صلى الله عليه وسلم.. قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ (الإسراء: من الآية 23)، وقال المصطفى: "رغم أنفه مَن أدرك والديه أحدهما أو كلاهما في الكبر ولم يدخل الجنة"، فيجب أن ننتبه إلى أهمية الاتباع قبل أن ننقلب على عقبينا.

وفي النهاية لا بد أن نتذكر أن التأملات التربوية حجة علينا، والوقفات للعظة والعبر، ونحن قوم نتلقى العلم للعمل ولم نتلق العلم للجدل.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات: