27 يناير 2010

المدية: دورة تربوية تحت عنوان: "يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر"

نظّم قسم الدعوة والتربية لولاية المدية دورة تربوية يوم السبت 02 جانفي 2010م الموافق 15 محـرّم 1431هـ، تحت شعار: وهذا بحضور أعضاء المحاضن التربوية، ومن تأطير نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة والشيخ محمد رئيس مجلس الشورى الوطني.


نظّم قسم الدعوة والتربية لولاية المدية دورة تربوية يوم السبت 02 جانفي 2010م الموافق 15 محـرّم 1431هـ، تحت شعار: وهذا بحضور أعضاء المحاضن التربوية، ومن تأطير نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة والشيخ محمد رئيس مجلس الشورى الوطني.
افتتحت أشغال الدّورة التربوية صباحا بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثمّ عرض برنامج الدّورة وكلمتين توجيهيّتين:
الكلمة الأولى تفضّل بها الأستاذ مصطفى بن عودة المسؤول الولائي لقسم الدعوة والتربية الذي تحدّث فيها عن معاني الأخوة التي يجب أن تربط الإخوان ببعضهم والعلاقة التكاملية التي يشكّلها الأفراد بانتمائهم للجماعة: "فليست الجماعة حشوة أسماء، بل كتلة قلوب تقودها قيم".
الكلمة الثانية تفضّل بها الدكتور عبد الحكيم شبوطي رئيس المكتب الولائي للحركة والذي تحدّث عن الفكرة التي تعيش فينا والخير الذي نحمله، وضرورة الارتباط بهاته الفكرة والمنهج والدين والدعوة وطريقها، وليس الارتباط بأصنام وهياكل نصنعها بأيدينا، وقد استشهد الإمام البنا وأحمد ياسين والرنتيسي ومحفوظ نحناح، لكن تبقى الفكرة والنهج فنسأل الله الثبات على هذا الخير وتبليغه للبشرية.
والحمد لله، كنّا ثمرة غيرنا أن أوصلوا لنا هذا الخير فالسؤال: أنت ثمرة غيرك، فأين هي ثمرتك؟
وهنا واجب الدعوة إلى الله .. فواجبنا "إصلاح أنفسنا ودعوة غيرنا"
بعدها قدّم مسؤول قسم الدعوة والتربية عرضا حول واقع العملية التربوية مؤكّدا في سياق كلامه على ضرورة المواصلة والمحافظة على وسائل التربية عند الجماعة لتكوين الجيل المنشود القادر على حمل أعباء الرسالة وقد شارك أبناء الحركة في نقاشات بنّاءة لدفع وتطوير العملية التربوية والوصول بها إلى درجة إنتاج الفرد المسلم بالمواصفات التي تكوّن منه صاحب الشخصية الدعوية والتي تمكّنه من القيام بواجباته على أكمل وجه.
في الفترة المسائية بعد تناول وجبة الغداء وصلاة الظهر جماعة، قدّم الشيخ محمد محاضرة بعنوان: "الوعي بضرورة العمل الجماعي".
فما أسهل أن نؤمن بمبادئ ونسوق الأدلة لصحّتها، لكن من الصّعب الصّبر على هاته المبادئ وهنا يكمن دور الجماعة والعمل الجماعي.
• وعلى الفرد أن يدرك مقتضيات العمل الجماعي ويعيها ولا يغفل عنها أو ينساها، فيعلم ما من أجله قام العمل الجماعي، إذ أن الجماعة قامت للقيام بدور لا يمكن للفرد القيام به.
• وكذا معاني تكوين الفرد المسلم فالأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم فـ... إلخ، لا يمكن أن تتحقّق فرديا بل بالعمل الجماعي المنظم.
• على الجماعة أن تعمل على طرح وتصحيح المفاهيم من حين لآخر من أجل وحدة الفهم ووحدة التّصور.
• التّغيير تؤمن به مجموعة من الناس ثمّ تتحرّك به في الناس بثقة وإخلاص وتضحية وتستمر العملية الدّعوية ولا تتوقّف.
• معرفة الصفات الجماعية، فالتجرّد من الذاتية وحبّ الذات والأنانية مطلوب ويستوجب حبّ الجماعة والرأي الجماعي.
• العمل الجماعي يتطلّب التوفيق بين الاختلافات، كلّ يُضحّي قليلا.
• وزن المسلم بحسناته وسيّئاته فلا يجب الحكم على الفرد سلبا بمجرّد وقوعه في الخطأ الأول رغم رصيد حسناته السابق.
• الدّعوة إذا أعطيتها فضلة الأوقات أعطتك فضلة النتائج.
• التربية يجب أن تكون جدار صدّ للتعامل مع الواقع الصّعب.
• الأسرة التّربوية ليست حلقة علمية شرعية ولا تعني ذاك البرنامج التربوي فقط ولا تعني الإلقاء الجيّد لدرس معيّن بقدر ما هي تفاعل تربوي ورعاية وعائلة.
وبعد أن صلّى الإخوان والأخوات صلاة العصر، ألقى نائب رئيس الحركة الأستاذ عبد المجيد مناصرة المحاضرة الثانية بعنوان:"التّغيير ومتطلّباته". حيث تطرّق فيه إلى مقدمات نذكر بعضها في ما يلي:
1- التغيير والإنسان: فعملية التغيير عنصرها الأساسي هو الإنسان وتهتمّ به، أي أنّ بداية عملية التغيير يجب أن تبدأ من الأسفل أي الفرد إلى الأعلى والقمّة، ومثال ذلك النّبي صلى الله عليه وسلّم إذ بدأ بالأفراد فالتربية بدار الأرقم فالانتشار.. وعلى نهج الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعد أن ظهر الفساد وابتعد الناس عن الدين ، قام الإمام البنا رحمه الله وبدأ بالفرد والتربية فالأسر فالانتشار، وهو نفس الطريق الذي انتهجه الإمام عبد الحميد بن باديس ثم الشيخ محفوظ نحناح.
2- التغيير والمستقبل: فالقائم على العملية التّغييرية عينه على المستقبل، ويستهدف المستقبل ويجب أن يملك رؤية للمستقبل، فلا نأسى كثيرا على الماضي ولا نرتهن في الحاضر، وإنّما نعيش للمستقبل وصناعته، فلا نستعجل، بل نصبر ونعمل ونركّز على الشباب فهم رجال المستقبل.
متطلبات التغيير:
1- المشروع: فلا تغيير حقيقي بدون مشروع والآن لا وجود لمشاريع في الجزائر، حتى مع وجود الأحزاب إذ صارت الأحزاب نسخة طبق الأصل من بعضها البعض، وهدفنا تقديم المشروع الإسلامي: أسلمة المجتمع والانسجام مع القيم الإسلامية والثوابت الوطنية.
2- المنهج: هو الذي يحدد أساليب التغيير ومراحله ونظرياته واستراتيجياته. وخصائصه: الرّبانية: فعملنا التغييري لله ودعوة للالتزام بأحكام الإسلام، العالمية: فمشروعنا للناس كافة ودعوتنا عالمية تعمل بأفق عالمي، الوسطية: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) ومنهجنا في التغيير وسطي سلمي دعوي، المرحلية: فمنهجنا في التغيير يعتمد على المرحلية وعدم الاستعجال.
3- العاملون: فلا ينجح مشروع التغيير بدون رجال عاملين واعين يتربّون على صفات أساسية من بينها:"الفهم، الإخلاص، العمل المتواصل وليس المتقطّع، التضحية، الصبر، فلا يُمَكّن الرّجل حتى يُبتَلى، كما قال الإمام الشافعي".
4- التنظيم: فالجهد يضيع إذا كانت الفكرة والمشروع دون تنظيم، والتّنظيم هو الذي ينسق الجهود والأعمال وينجز المشروع ويقسّم الأدوار فينجح التغيير في تحقيق أهدافه.
5- الحاضنة الاجتماعية: فيجب أن نعمل على تشكيل رأي عام يحتضن ويدعم وينصر ويحمي المشروع.
واختتمت الدورة التربية "يمضي الرجال ويبقى النهج والأثر" بصلاة الإخوة صلاة المغرب جماعة ثمّ الانصراف وكل الإخوان والأخوات ثقة وعزم على المواصلة في طريق الدعوة إلى الله والعمل من أجل التمكين للمشروع الإسلامي ونشر الخير إلى المجتمع ليتبناه فينجح بإذن المولى المشروع التغييري.

ليست هناك تعليقات: