1 مايو 2010

الهجمة تستهدف القدس والمقدسات والمدافعين عنها:

سلطات الكيان الصهيوني تمنع رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من السفر خارج البلاد


بإقدام وزارة داخلية الكيان الصهيوني يوم الخميس 22/04 على إصدار أمر يقضي بمنع رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري من السفر خارج البلاد لمدة ستة أشهر بحجة "الإضرار بأمن الدولة"، تكون سلطات الحكم الصهيوني قد أمعنت في تصعيد غير مسبوق، الاستمرار في إجراءاتها القمعية والعدوانية العنصرية، باستهداف المقدسات، وطمس الهوية الإسلامية للقدس ومحاولة فرض أمر واقع بهدف تهويد مدينة القدس والسيطرة عليها، ووضع اليد على المسجد الأقصى المبارك من خلال مخطط عدواني تهويدي متعدد الجوانب والأشكال.
فبالموازاة مع الحفريات والأنفاق التي تشقها سلطات الاحتلال تحت المسجد الأقصى المبارك، وما سببته من انهيارات في محيط المسجد والانتهاكات الصارخة لحرمة الأقصى والمقدسات، وسياسة الطرد وتفريغ القدس من أهلها الفلسطينيين، وإقامة المزيد من المستوطنات، تأتي عملية استهداف الرموز والشخصيات الإسلامية والوطنية في القدس المحتلة المدافعين عنها، ومحاصرتهم والتضييق عليهم، لمحاولة ثنيهم عن الأدوار والمهام المنوطة بهم، ومنعهم من الاعتراض على هذه الإجراءات..
في أول تعليق على القرار والمبررات، قال خطيب المسجد الأقصى بأنها تهمة باطلة لا تقوم على دليل، وتتعارض مع حقوق الإنسان وحرية الرأي، وسنطالب بإلغاء هذا القرار، مؤكدا أن استهداف الرموز والشخصيات الدينية والوطنية في القدس والداخل يأتي لأن خطوات تهويد القدس في تسارع، والهجمة تستهدف القدس والمقدسات والمدافعين عنها.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد ساحات المسجد الأقصى مواجهات عنيفة بين الحين والآخر بين أبناء الشعب الفلسطيني والمستوطنين والمتطرفين اليهود الذين يحاولون بدعم من شرطة الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرماته، وفي سياق حملة صهيونية عارمة لتهويد المقدسات، وفي ظل صمت دولي متواطئ، وتخاذل عربي رسمي سهل على حكومة الكيان الصهيوني مهامها..
لقد عمل الشيخ عكرمة صبري على غرار الكثير من الرموز والشخصيات والهيئات الفلسطينية والعربية الإسلامية وبعض الأحرار في العالم على التنديد بهذه الممارسات الصهيونية الإجرامية، وكشف مخططاتها ومراميها الخطيرة، والتحذير مما يحاك ضد الفلسطينيين وضد مقدسات الأمة وكيانها الحضاري وأمنها القومي.
لقد ظل الشيخ عكرمة صبري ينافح على القدس الشريف والأقصى المبارك، حيث كان قد أفتى الشهر الماضي بوجوب نصرة الأقصى.
وأكد أن "مسؤولية حماية المسجد الأقصى تقع على عاتق جميع المسلمين، لما تضمه من مقدسات إسلامية”، وشدد على "ضرورة إدراك المسلمين أهمية المسجد الأقصى، والسعي لتحرير القدس من دنس الاحتلال الصهيوني، ورفع منسوب الوعي بتاريخ وحضارة القدس والأقصى المبارك".
ودفع ثمن مواقفه الصادقة والجريئة بملاحقة أجهزة الاحتلال من شرطة ومخابرات وأمن، والسجن وحظر السفر وما إلى ذلك.. وفي كل مرة كانت تزداد صلابته وجرأته ومواقفه الحُرّة والوطنية الشجاعة من جهة، ومن رصيده الذي تعاظم بين المواطنين من جهة أخرى حتى بات المرجعية العلمية والدينية للجميع.
ولم يكتف الشيخ عكرمة صبري بدوره داخل القدس والوطن، بل سافر أصقاع الدنيا لشرح قضية وطنه ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، فكان عنواناً بارزاً لهذه الموضوعات.
يذكر أن الشيخ عكرمة صبري كان قد صدر بحقه قرار سابق آخر من قائد الجبهة الداخلية في الجيش الصهيوني في ديسمبر الماضي يمنعه من دخول المسجد الأقصى المبارك لمدة ستة أشهر بحجة التحريض على العنف.
حيث قال آنذاك عقب تسلمه قرار المنع: "أن عمله في الخطابة بالمسجد الأقصى منذ 1973م، يثير حفيظة الصهاينة الذين يريدون إسكات الأصوات المنددة بدخول المتطرفين ويريدون إبعاد القيادات عن الأقصى لتنفيذ مخططات خطيرة لصالح المستوطنين".
معتبرا أنّ قرار منعه من دخول المسجد الأقصى يصدر عن جهة ليست صاحبة الصلاحية بالمنع لأنها سلطة احتلالية.

ليست هناك تعليقات: