28 سبتمبر 2009

رسـالـة الـشـيـخ مـصـطـفـى بـلـمـهـدي بـمـنـاسـبـة حـلـول عـيـد الـفـطـر الـمـبـارك

ها نحن نودع ضيفا ونستقبل ضيفا نودع الضيف الفضيل شهر رمضان وقد عشنا في رحابه مع القرآن الكريم كتاب الله ومعجزة نبيه صلى الله عليه وسلم شفاء لما في الصدور تلوناه على انفسنا قعودا وقياما حافظت عليه الامة الاسلامية رسما فهل حافظت عليه اخلاقا في المظهر والمخبر وتم تغيير ما بالانفس؟

اخلاق القرآن هي التي حولت امة العرب الجاهلية الى خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تحولت من امة مهمشة متأخرة في ذيل الامم الى امة على رأس الامم تحمل رسالة تقود بها العالم تحولت من الجهل الى امة العلم والثقافة وفقه الحياة سادت العالم استوعبت الحضارات وصنعت ارقاها فاستحقت استاذية العالم.القرآن الذي صلح به اول هذه الامة يصلح به آخرها اذا اخذ الخلف الكتاب بقوة كما اخذه السلف صنعوا به سلوكهم فكانوا هم القرآن الذي سعى بين الناس سلوكا ومعاملة وقدوة صالحة وكان القرآن اباهم ففازوا بشرف لقب امة القرآن.
.
وها نحن نستقبل عيد الفطر المبارك بعد رحلة الرحمة والمغفرة والعتق من النار امنية كل مسلم صام رمضان ايمانا واحتسابا ودعنا رمضان واستقبلنا عيد الفطر دون ان يحدث التغيير المنشود الذي تنتظره الشعوب الاسلامية لتكون جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى بوحدة الشعور والوجدان والمصير مازال هذا الجسد ينزف من عدة اعضاء ينزف في العراق وافغانستان وفي الشيشان والكشمير وفي الصومال والسودان والفلبين والصين لايكاد يتوقف نزيف حتى يحل محله نزيف جديد او اكثر واخطر نزيف في قلب الامة النابض فلسطين المهددة في قدسها الشريف امانة محمد صلى الله عليه وسلم و وديعة عمر رضي الله عنه و وصية العلماء الربانيين تهديد بتآمر المتآمرين وتحالف قوى الاستكبار العالمي في صمت الامة المسلوبة الارادة.
.
كل جزء من جسد الامة مشغول بقضاياه الداخلية التي تعطله على الالتفات الى ما تعانيه الامة الممدودة تلهيه مشاكله المحلية المختلفة المتعددة الوجوه تخدره وتحول بينه وبين الاحساس المشترك للامة.ان حركة الدعوة والتغيير الجديدة في عنوانها الاصيلة في مضمونها اهتمامها وطني عالمي تعتبر الجزائر جزء لا يتجزأ من الوطن الكبير وصلاح الجزائر وارجاع عافيتها وتماسك شعبها امر ضروري من اولى اولوياتها لانه يصب في صالح الامة العربية والاسلامية.حركة الدعوة والتغيير تعتبر الصيحة التي بعثها رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى 56 للمجاهد التي تتضمن الدعوة لأخلقة الدولة والحكومة والمجتمع والمؤسسات.هذه الصيحة الوطنية لو تحولت الى برنامج عمل تنفيذي لحققت التغيير المنشود وجعلت الجزائر النموذج الذي يحتذى فالاخلاق اساس تطور المجتمع وصلاح بنائه المتين والحكم الراشد.
.
انما الامم الاخلاق مابقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
.
فلكل بناء اساس واساس بناء المجتمع الفرد الصالح والاسرة الصالحة هما منطلق الخير والازدهار والنماء.
.
فالفرق واضح لذوي الالباب بين نظام حكم مبني على صلاح الفرد والاسرة ونظام حكم مبني على الخراب الاخلاقي للفرد والاسرة والمجتمع. لماكانت الاسرة الجزائريةالمتخلقة باخلاق الاسلام والقرآن انجبت الابطال المجاهدين استطاعوا ان يحرروا الجزائر بالامس رغم تحالف الاستكبار العالمي وترسانته الرهيبة.الا يحق لنا ان نتسائل هل تعود العافية الاخلاقية للمجتمع الجزائري وو سائل التخريب والانهيار والتهديم الاخلاقي قائمة ومستمرة في عملها الممنهج والمقنن.هل يمكن اخلقت المجتمع ومصانع ام الخبائث تنتج سمومها الاخلاقية بالحماية القانونية ومانتج عنها من اماكن الفسق والدعارة وترويج المخدرات وتسريبها الى مؤسسات التربية والتعليم التي من المفروض ان تكون مصانع لاخلقة الفرد والاسرة والمجتمع.
.
نرجوا ان تكون صيحت فخامة رئيس الجمهورية صيحة صحوة توقظ النائم وتنبه الغافل وتهز ضمائر من بيدهم التغيير بالسلطان فقد قال واضع قاعدة الحكم الراشد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه >> ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن<<.
.
رئيس الجمهورية بيده السلطان في قمته صيحته يجد ربها ان تكون امرا او نهيا للتنفيذ وليس للموعظة والذكرى التي هي من صلاحيات الدعاة والائمة في المساجد فاذا تحولت صيحته الى تعليمات للتنفيذ وجدت لها صدى لدى مصلحي الامة الجزائرية وفيها اهل الخير والصلاح ولكنهم كنوز مخبأة تحتاج من ينقب عنها ويستثمرها في تحقيق اخلقة الدولة والمجتمع ومؤسساتها >>ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم<<.
.
والتعاون على البر والتقوى لا يتم الا بالمجهود الجماعي لأهل الخير والصلاح فهلا من حلف كحلف الفضول الذي شاهد النبي صلى الله عليه وسلم عقده في الجاهلية وتمنى ان يدعى اليه في الاسلام من اجل الوقوف في وجه الفساد والمفسدين في ارض الشهداء والمجاهدين والعلماء
------------------------------------------

ليست هناك تعليقات: