25 سبتمبر 2009

"لم ننل من السلطة إلا المهانة و(قلِّة القيمة)"

مواطنو الضفة: حماية السلطة لجيش الاحتلال في بيت لحم خيانة عظمى.. إنه زمن اللعنات (تقرير)



هز مشهد مركبات أجهزة السلطة وهي تحمي مركبات جيش الاحتلال خلال تجوالها في بيت لحم وصدم مواطني الضفة، وأخذهم المشهد إلى انتفاضة الأقصى، ولسان حالهم يقول: كأن الانتفاضة التي قدمت آلاف الشهداء والأسرى والجرحى كان هدفها العودة إلى التنسيق الأمني وحماية جنود الاحتلال من حجر طفل أو رصاصة مقاوم.

شهود عيان في بيت لحم بينوا أن جنرالاً من جيش الاحتلال وصل إلى بيت لحم في موكب يضم ثلاث عربات للجيش مدرعة، تتقدمها سيارات عسكرية تابعة للأمن الفلسطيني بهدف توفير الحماية الأمامية، وأخرى في مؤخرة الموكب بغرض الحماية الخلفية، بينما ارتدى أفراد الأمن الفلسطيني في هذه السيارات الحديثة ذات الدفع الرباعي أقنعة سوداء تحت خوذاتهم، ووضعوا أصابعهم على الزناد.

بيت لحم.. ذهول وعدم تصديق
.
المواطن محمد اللحام من بيت لحم قال أنه لم يصدق عينيه في البداية وهو يشاهد مركبات الأجهزة الأمنية تحرس مركبات الاحتلال، وخيل إليه أنه في كابوس، مؤكدًا أن هذا الذي رآه أمرٌ لم يتصوره مطلقًا، كما أوضح أنه أمرٌ لم يتقبله أهالي المدينة الذين أصيبوا بالذهول والدهشة، وذكَّره هذا المشهد بأيام إعدام عملاء الاحتلال الذين كانوا يحمون جنود الاحتلال بتزويدهم بمعلومات عن المقاومين خلال الاقتحامات في انتفاضة الأقصى، مشددًا على أن هؤلاء لا يمكن إعدامهم ولا محاسبتهم، لأنهم مستوقون على شعبهم بأسلحة الاحتلال، وتحت شعار حماية المصالح العليا للشعب الفلسطيني، حيث "صارت الخيانة تلبس ثوب المصالح العليا للشعب الفلسطيني" على حد قوله، وقال: "الله يرحم أبو علي إياد القائد الفتحاوي الذي قال أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر، وهو ما حصل بالفعل".

ويتساءل الحاج محمود الصابر من بيت لحم: "هل باتت قوات حرس الرئاسة الفلسطينية مكلفة بحماية جنرالات الاحتلال وجنوده من أي "اعتداء" قد يتعرضون له من قِبل أبناء الشعب الفلسطيني، حتى لو كان من خلال رجم الموكب بالحجارة، مثلما كان عليه الحال في الانتفاضة الأولى، أو إطلاق النار عليه على غرار ما حدث في انتفاضة الأقصى المباركة؟ وهل المطلوب أن يتحول الفلسطيني الشريف المقاوم، والذي بهر العالم بمقاومته، إلى عميل وخائن يحمي أمن الاحتلال؟".

رام الله.. "قِلِّة القيمة"
.
الشاب إلياس جمال من رام الله، والذي شاهد منظر المركبات على عدد من المواقع الإلكترونية، قال: "لا نستغرب هذا المنظر الذي أثار استياء أهالي مدينة بيت لحم، فهذه القوات الأمنية يشرف على تدريبها الجنرال الأمريكي كيث دايتون، ويشرف على تسليحها جيش "الدفاع الإسرائيلي"، ويتم اختيار المجندين فيها من خلال عملية اختبار صارمة من قِبل أجهزة المخابرات "الإسرائيلية" والأمريكية والفلسطينية والأردنية، فلِمَ الاستغراب في ظل وضع تحولت فيه حركة "فتح" من حامية للمشروع الوطني إلى حامية لقوات الاحتلال؟ وهل بعد الخيانة ذنب؟"، وختم قائلاً: "لم ينل الفلسطينيين من ذلك إلا "قِلِّة القيمة" والمهانة".

بيرزيت.. زمن العجائب واللعنات
.
الطالب أحمد محمود من جامعة بيرزيت يرى أن العجب العجاب خو ما يجري في هذا الزمان، فمن كان يصدق أن ابن "فتح الثورة" سيقوم يومًا ما بحماية جنود الاحتلال، بل وقتل المقاومين في قلقيلية كذلك؟ فهذه خيانة عظمى، والشعب والتاريخ سيلعنهم، وسيجيء يوم يحاسَبون فيه على خيانتهم العظمى هذه"، وأضاف أن "المجرم الحقيقي في عرف هذه القوات وضباطها الكبار هو أي مواطن فلسطيني ينتفض لكرامته ويقرر مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية أو العسكرية، أما اذا قامت هذه القوات بإطلاق النار على الفلسطينيين أو أغارت على منازلهم لاعتقال بعض النشطاء، فإن قوات الأمن الفلسطينية تشاركهم بحماسة في هذا الاتجاه، فعندما هاجم "المستوطنون" منازل ومزروعات فلسطينية في منطقة الخليل وقفت قوات الأمن الفلسطينية موقف المدافع عن هؤلاء، ووفرت لهم الحماية، وبادرت باعتقال الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهم بصدورهم العارية".

بيت ساحور.. "قوات لحد" الفلسطينية أخجلت اللبنانية
.
المواطن ناصر محمد من بيت ساحور يقول: "باختصار؛ السلطة الفلسطينية أصبحت تلعب دور 'قوات لحد" في جنوب لبنان، بل إن دور تلك القوات يتوارى خجلاً أمام دور نظيرتها الفلسطينية والمهام التي يؤديها جنودها وقياداتها، السياسية قبل العسكرية، في حماية الاحتلال، وهو مخجلٌ ومشينٌ وخيانةٌ، ولكن لا أحد قادر على محاسبتهم، فحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ملاحقة من الاحتلال وأجهزة السلطة على مدار الساعة، وكل من يعارض السلطة ولو بالكلام يُعذَّب ويُفصل ويُطرد من وظيفته، لقد أصبح الفلسطيني الفتحاوي خائن بامتياز، خاصة بعد أن أحرجهم نتياهو ولم يوقف "الاستيطان"، فماذا بقي لهم ليقولوه لشعبهم؟ هل سيقولون خُنَّا الوطن من أجل إقامة الدولة الفلسطينية نيل الحقوق؟ من سيصدقهم بعد ما جرى ويجري؟".
-----------------------------------
المركز الفلسطيني للإعلام

ليست هناك تعليقات: