26 سبتمبر 2009

في الذكرى السنوية الثامنة لأول عملية عبر نفق أرضي

"القسام": "غزة" ستظلُّ دومًا مقبرةً للغزاة ولن ندخر جهدًا في ضرب العدو وإيلامه (تقرير)



أكدت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قطاع غزة سيبقى دومًا مقبرةً للغزاة، ولن يقابل أي محاولة لاجتياحه بالورد والرياحين، بل بالقتل والأسر.

.
جاء ذلك في تقرير خاص لـ"كتائب القسام" نُشر اليوم السبت (26-9) على موقع "القسام" الإلكتروني في الذكرى السنوية لتفجير موقع "ترميد" العسكري الصهيوني قرب بوابة صلاح الدين في رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، في أول عملية تنفَّذ عبر نفق تحت الأرض، كأحد أشكال المقاومة التي أبدعت فيها "الكتائب" في وقت لاحق.

.
وقالت "الكتائب": "إذ نقف نستذكر محطةً مهمةً من محطات الجهاد والمقاومة؛ لَنؤكد في كتائب القسام أننا لا نزال على ذات الطريق، ولن ندخر جهدًا في ضرب العدو الصهيوني وإيلامه من حيث يحتسب ولا يحتسب، حتى تحرير كامل أرضنا الفلسطينية الطاهرة من دنس الصهاينة وأوليائهم".

.
واستعرضت "كتائب القسام" تفاصيل العملية، مشدِّدةً على أن العقل القسَّامي يُثبت في كل نزال قدرته على ضرب العدو الصهيوني في عقر داره وفي أقوى مواقعه العسكرية تحصينًا، ومن حيث لا يحتسب.

.
وشدَّدت على أن تاريخ السادس والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) عام 2001م يبقى شاهدًا على براعة الأيدي المتوضئة المجاهدة، التي ما كلَّت من حرب المحتلين، كما يسطِّر هذا اليوم إشراقةً جديدةً في العمل الجهادي القسامي، عبر أول وأبرز عملية لوحدة مكافحة الإرهاب القسامية، والتي أرهبت العدو وأصابته بالهوَس، من خلال عملياتها النوعية، خاصةً في حرب الأنفاق، وسيبقى ركام موقع "ترميد" العسكري يروي تفاصيل الحكاية للأجيال.

أولى العمليات

ولفتت إلى أن أول استخدام للأنفاق في عمليات جهادية خلال انتفاضة الأقصى كان في 26 أيلول (سبتمبر) 2001 حينما فجَّر مجاهدو "الكتائب" عبوةً كبيرةً أسفل موقع "ترميد" العسكري الصهيوني قرب بوابة صلاح الدين في رفح، على الحدود المصرية الفلسطينية.

تفاصيل العملية

وحول تفاصيل العملية وهدفها تحدَّث القائد المجاهد محمد أبو شمالة "أبو خليل" قائد لواء جنوب قطاع غزة في "كتائب القسام" قائلاً: "بدأت فكرة العمل بهذه الطريقة حينما أصبح الأعداء محصَّنين في حصونهم المنيعة في مواقعهم ودباباتهم، وتعسَّر على المجاهدين في كثير من الأحيان الوصول إليهم، واستطاعت وحدة مكافحة الإرهاب القسامية -بفضل الله أولاً، ثمَّ بعزيمة أبنائها المخلصين المقتنعين بعدالة قضيتهم- زلزلة حصون الأعداء، معتمدين في ذلك على إيمانهم بالله عز وجل والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم باتباع أساليب العمل من رصد للأهداف المعينة، واختيار الأماكن المناسبة للعمل، واختيار الإخوة أصحاب السرية التامة والمطلقة والعزيمة التي لا تقهر واختراع أساليب ومعدات جيدة وقوية للعمل، ثم بعد الوصول إلى مباغتة الأعداء في حصونهم بعد تدميرها وإلحاق الهزيمة بهم بإذن الله.

حصانة الموقع "برج عسكري متطور"

يُذكر أن موقع "ترميد" هو عبارة عن عمارة مكوَّنة من ثلاثة طوابق يقطنها عددٌ من جنود الاحتلال الصهيوني، وقد تمَّ استهداف هذا الموقع من خلال حفر نفق يصل طوله إلى حوالي 150 مترًا وتفخيخه بكمية كبيرة من المتفجرات وتدمير الموقع.

"برج موقع ترميد" هو من أخطر الأبراج العسكرية، وهو برج عسكري متطور، يحمل أعلى مواصفات التكنولوجيا في العالم، ويقع موقع "ترميد" العسكري في بوابة صلاح الدين على الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، وتفيد مصادر صهيونية -نقلها التلفزيون الصهيوني مؤخرًا- بأن هذا البرج متحرِّكٌ، ويعمل أفقيًّا وعموديًّا على عجلات وزنبركات مطاطية، وتقدَّر مساحته بـ30 مترًا مربعًا، وهو مصنوع من الحديد الفولاذ، ويزيد ارتفاعه على 14 مترًا، وقد نصب أمامه حاجز حماية عبارة عن شبكات تمتصُّ القذائف، وهو مزوَّدٌ بأجهزة كمبيوتر وكاميرات مراقبة وتحسينات ذات مستوى عال.

ويعدُّ هذا البرج بديلاً عن موقع المبنى القديم الذي تعرَّض للانهيار والتآكل بفعل هجمات الفدائيين الفلسطينيين، كما أنه مقسَّم إلى عنابر يوجد بها مبيت للجنود الصهاينة وذخيرة ومراقبة على طول الشريط الحدودي للمنازل، ومواقع إطلاق النار ونقط الاحتكاك، ومرتبط بأجهزة لا سلكية عالية المستوى بالدشم العسكرية على طول الحدود.

وأفادت المعلومات الصهيونية ذاتها بأن هناك نفقًا وممرًّا يربط البناية القديمة (المقر السابق) بالبرج الجديد، ويستخدمه الجنود في تنقلاتهم، ويوجد خلف البرج من الناحية المصرية ساترٌ حديديٌّ و50 سم حزام باطون على شكل مدرج.

حلم المقاومة

وكان حلم العديد من التنظيمات تدمير هذا الموقع الذي أذاق أهالي رفح ألوانًا شتى من العذاب، وسقط من خلاله معظم شهداء محافظة رفح، وقد نجحت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" من تدمير موقع "ترميد" العسكري على الحدود المصرية الفلسطينية بتاريخ 26/9/2001م، بعد أن تمكَّنت من تفجير عبوة ناسفة كبيرة في نفق أسفل الموقع؛ ما أدَّى إلى إصابة 5 جنود، بحسب مصادر العدو الصهيوني.


ووُصفت هذه العملية بالنوعية، والتي يحسب لها العدو ألف حساب، وكانت عمليةً ناجحةً، وأصابت العدو في واحد من أكثر مواقعه حصانةً، وفكرة العملية كانت مباغتةً له.

دقة التنفيذ

جاء في تقرير صهيوني أن القادة العسكريين لم يصدقوا نتائج تفجير الموقع العسكري قرب رفح، عبر حفر نفق تحته.. لقد توقَّعوا عشرات القتلى والجرحى، ورغم الادِّعاء بأنهم لم يفاجئوا من العملية وكانوا قد أخلوا موقع "ترميد" العسكري فيما يُعرف عندهم بمحور "فيلادلفيا"، بعد ورود معلومات عن تفجير مرتقب للموقع، إلا أن الاستغراب مردُّه إلى نتائج العملية من حيث الخسائر.

الصهاينة يعترفون ببراعة المقاومة

ويقول التقرير الصهيوني المشار إليه: إن أحدًا لم يلاحظ عمليات الحفر التي كانت تتم، وكيف حافظ المسلَّحون الفلسطينيون على الهدوء، وتمكنوا من الوصول إلى أسفل الموقع العسكري المستهدف، وحسب المعلومات المتوفرة لدى الجيش الصهيوني فإن عملية الحفر باتجاه الموقع العسكري بدأت قبل موعد التفجير بأسابيع، والمسافة التي تمَّ حفرها للوصول إلى الموقع حوالي 150 مترًا، ولم يشعر جندي بما يدور تحته.

إقرار صهيوني بالفشل

ويعترف التقرير بأن الجيش الصهيوني لا يملك حلاًّ سحريًّا لمنع حفر الأنفاق، ولا يملك وسائل تكنولوجية قادرة على رصد ماذا يجري تحت الأرض، ومن زار المعسكر المستهدف وشاهد حجم الخراب والدمار والحفرة الواسعة والعميقة في وسط الموقع من جرَّاء عملية التفجير يدرك أن الثمن في المرة القادمة سيكون مرتفعًا.

وقال المحلل عاموس هارئيل في صحيفة "هآرتس" الصهيونية آنذاك: "إن الجيش الصهيوني لا يزال يبحث عن طريقة لحماية جنوده من تفجير الأنفاق التي تتوغل داخل عمق مواقعه".

--------------------------------

المركز الفلسطيني للإعلام

ليست هناك تعليقات: