6 سبتمبر 2009

طلاب غزة بلا أدوات مدرسية بسبب الحصار

غزة- كارم الغرابلي:

في ظل حظر صهيوني شامل للأدوات التعليمية عن قطاع غزة؛ بدأ أكثر من نصف مليون طالب فلسطيني عامهم الدراسي في مدارس غزة وجامعاتها بدون أدواتهم الدراسية من دفاتر وأوراق وأقلام.

وأكد أصحاب المكتبات والتجار في قطاع غزة أن قوات الاحتلال تمنع دخول الدفاتر والقرطاسية (الأدوات الدراسية) بهدف تركيع الشعب الفلسطيني، من خلال سياسة تجهيلية تهدف من خلالها إلى بناء جيل جاهل، لا يعرف تاريخ فلسطين، وينساه من ذاكرته.

وقالوا إن تاجرًا من مدينة غزة استورد كمية كبيرة من الدفاتر؛ ولكن قوات الاحتلال الصهيوني تمنع دخولها إلى قطاع غزة، وهذه ليست هي السابقة الأولى؛ حيث منعت العام الماضي دخول ورق الطباعة المعروف (A4)؛ الأمر الذي أعاق من طباعة الكتب والنشرات التعليمة.

وأكدوا أن منع دخول الدفاتر إلى قطاع غزة سيؤثر بشكلٍ كبيرٍ على طلاب المدارس، خاصةً أن الدفاتر أصبحت شحيحة جدًّا في القطاع؛ الأمر الذي سيؤثر بشكلٍ كبيرٍ على الطلاب، خاصةً في المرحلة الأساسية الذين يعتمدون بشكل كبير جدًّا على الدفاتر وأقلام الرصاص والمساحات "الأستيكة" التي هي أيضًا غير متوفرة، ولا تدخل للقطاع مثلها مثل الدفاتر والورق.

وعبَّر عددٌ من أولياء الأمور عن قلقهم من الأوضاع التي يمر بها قطاع غزة، خاصةً ما يتعلق بمنع قوات الاحتلال الصهيوني دخول الدفاتر و"القرطاسية" إلى القطاع مع الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد 2009– 2010م.

وذكروا أن ذلك يزيد من آلام الحصار المفروض على قطاع غزة، ويحرم أطفال وطلاب قطاع غزة من فرحة وبهجة الأسبوع الأول من العام الدراسي؛ خاصةً أنه يكون أجمل لحظات العام، وبينوا أن هناك عددًا من المكتبات أو المحال التجارية تمتلك عددًا من الدفاتر القديمة الموجودة لديهم من العام الماضي، ويقومون بالتحكم بأسعارها، واستغلال الأوضاع والحاجة إليها.

وأشاروا إلى أن الدفاتر إن توفرت فإنها تُباع بأسعار عالية جدًّا، مقارنةً مع أسعارها الحقيقية؛ حيث يباع الدفتر 40 ورقة بشيكل أو شيكل ونصف، وفي الواقع فإن ثمنه الأصلي لا يتجاوز النصف شيكل، بينما يُباع الدفتر 60 ورقةً بشيكل ونصف، وهو بالواقع يباع بـ70 أغورة.

ودعوا الحكومة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم بشكلٍ خاص بمراعاة هذا الأمر والتعميم على المدرسين بعدم طلب دفاتر و"قرطاسية" من الطلاب أكثر من اللازم، ومحاولة عدم طلب أكثر من دفتر للمادة، خاصةً أنه يوجد آلاف الطلاب من أبناء العمال غير القادرين على توفير لقمة العيش لأولادهم، فما بالك باستطاعتهم على توفير الدفاتر و"القرطاسية"؟!.

الحكومة
وأكدت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في غزة أن نصف مليون طالب في مدارس قطاع غزة محرومون من الأدوات المدرسية، رغم مرور أكثر من أسبوع على بدء العام الدراسي الجديد؛ بسبب منع الاحتلال إدخالها عبر المعابر".

وذكر الناطق الإعلامي باسم الوزارة خالد راضي في مؤتمر صحفي أن إغلاق المعابر منع إدخال المستلزمات المدرسية من دفاتر و"قرطاسية" وكتب، مضيفًا: "إن استمرار هذا الوضع سيشكل كارثة حقيقية غير مسبوقة في المسيرة التعليمية".

ووصف راضي منع الاحتلال لإدخال المستلزمات المدرسية إلى قطاع غزة بالجريمة بحق الإنسانية والحقوق العامة التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية، محملاً الاحتلال المسئولية الكاملة عما يلحق المسيرة التعليمية من ضرر جرَّاء ذلك.

ولفت إلى صعوبة وضع الطلبة في المدارس؛ بسبب عدم قدرة الوزارة على إعادة بناء المدارس التي هدمها الاحتلال في حربه على غزة، مشيرًا إلى أن 180 مدرسةً تعمل بنظام فترتين نظرًا لاكتظاظها بالطلبة.

وأضاف: "إن استطاع الطلبة تحمل أجواء الصيف والدراسة في المدارس المدمرة جزئيًّا في الصيف؛ فإنهم لن يستطيعوا تحمل ذلك في فصل الشتاء".

وطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على الأطراف المعنية للسماح بإدخال "القرطاسية" والحقائب المدرسية؛ ليتمكن الطلبة من الدراسة بشكلٍ طبيعي.

ودعا راضي كافة المؤسسات الدولية المعنية بالتعليم وخاصةً اليونسكو واليونسيف ووكالة الغوث إلى القيام بواجبها، والعمل على رفع الحصار، وإزالة أسباب تعثر العملية التعليمية، وإدخال ما يحتاجه الطلبة.

كما دعا الدول العربية وخاصةً مصر بالعمل على فتح معبر رفح، وإنقاذ التعليم من ممارسات الاحتلال، والسماح بإدخال ما يحتاجه طلاب وأطفال قطاع غزة".

وأشار إلى أن الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أولياء الأمور في قطاع غزة؛ يجب أن تدفع الجميع لأخذ دوره، والمساهمة في تخفيف الأعباء عنهم، والتبرع بالأدوات المدرسية تضامنًا ومشاركةً لأهل غزة في صمودهم أمام الحصار.

وقال راضي في سؤالٍ حول مصير العملية التعليمية إن استمر الإغلاق: "نتمنى ألا تصل الأوضاع إلى وقف العملية التعليمية بغزة، والجهود متواصلة لتخطي هذه الأزمة، ونأمل تجاوب الدول العربية والغربية مع المناشدات".


------------------------------
http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=53601&SecID=450

ليست هناك تعليقات: